الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزاة. فقال له عمر، أسلم المسلمون؟ فقال: نعم كلهم إلا رجلا واحدا، عدلت به دابته فساخ في الثلج. قال: فصنع ماذا؟ قال:
هلك. قال: لقد اطلعتها غير مكترث؛ عليّ بفلان- كاتبه- فكتب إلى عامله جعونة:
إياي وغارات الشتاء. فو الله لرجل من المسلمين أحبّ إليّ من الروم وما حوت.
362 كتاب عمر إلى عمرو بن العاص حين سار لفتح مصر
بع ص 58
إن أدركك كتابي قبل أن تدخل مصر، فارجع إلى موضعك. وإن كنت دخلتها فامض لوجهك.
363 كتاب الخليفة عمر الى عمرو بن العاص عامل مصر
«نخبة الدهر في عجائب البر والبحر» لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي الدمشقي (طبع بطر سبرك) ص 109
أما بعد يا عمرو: إذا أتاك كتابي فابعث إليّ جوابه، تصف لي مصر ونيلها وأوضاعها، وما هي عليه حتى كأنني حاضرها.
364 جواب عمرو في وصف مصر
نخبة الدهر لمحمد بن أبي طالب ص 109- 110 (وروايتها مخرومة في عدة أماكن) - التراتيب الإدارية للكتاني ج 2 ص 266- 267 (عن النجوم الزاهرة لأبي المحاسن 1 ص 32- 33)
فأعاد عليه عمرو بن العاص مكتوبا جواب كتابه:
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد: يا أمير المؤمنين فإنها تربة غبراء، وحشيشة خضراء، بين جبلين، جبل رمل كأنّه بطن أقبّ وظهر أجبّ. ورزقها ما بين أسوان إلى منشا من البر. يخط وسطها نهر مبارك الغدوات، ميمون الروحات.
يجري بالزيادة والنقصان، كمجاري الشمس والقمر. له أوان تظهر إليه عيون الأرض ومنابعها، مسخّرة له بذلك ومأمورة له. حتى اطلخمّ عجاجه، وتغطغطت أمواجه، واغلولوت لججه، لم يبق الخلاص إلى القرى بعضها إلى بعض، إلا في خفاف القوارب، أو صغار المراكب، التي كأنها في الحبائل ورق الأبابيل. ثم أعاد بعد انتهاء أجله نكص على عقبه، كأول ما بدا، في دربه وطما في سربه. ثم استبان مكنونها ومخزونها. ثم انتشرت بعد ذلك أمّة مخفورة، وذمّة مغفورة لغيرهم ما سعوا به من كدهم وما ينالوا بجهدهم، شعثوا بطون الأرض وروابيها. ورموا فيها من الحبّ ما يرجون به من التمام من الربّ. حتى إذا أحدق فاستبق وأسبل قنواته سقى الله من فوقه الندى، ورواه من تحته بالثرى. وربما كان سحاب مكفهر وربما لم يكن. وفي زماننا ذلك، يا أمير المؤمنين، ما يغنّي ذبابه ويدرّ حلابه. فبينما هي برية غبراء، إذ هي لجة زرقاء، إذ هي سندسية خضراء، إذ هي ديباجة رقشاء، إذ هي درّة بيضاء، إذ هي حلّة سوداء. فتبارك الله أحسن الخالقين.
وفيها ما يصلح أحوال أهلها ثلاثة أشياء: أولها: لا تقبل قول رئيسها على خسيسها. والثاني: يوخذ ارتفاعها (..؟) يصرف في عمارة ترعها وجسورها. والثالث: لا يستأدى خراج كل صنف إلا منه عند استهلاله.
والسلام.