الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما مفهوم المخالفة فهو أن يكون المسكوت عنه مخالفاً لحكم المنطوق كقوله صلى الله عليه وسلم: (في الغم السائمة الزكاة) . فالمنطوق السائمة: والمسكوت عنه: المعلوفة. والتقييد بالسوم يفهم منه عدم الزكاة في المعلومة ويسمى
دليل الخطاب
، وتنبيه الخطاب وهو ثمانية أقسام:
1-
مفهوم الحصر وأقوى صيغ الحصر: النفي والإثبات نحو: (لا اله الا الله) فالأصوليون يقولون منطوقها نفي الألوهية عن غيره جل وعلا ، ومفهومها اثباتها له وحده جل وعلا ، والبيانيون يعكسون.
قلت: الحق الذي لا شك فيه: أن النفي والإثبات كلاهما منطوق صريح ، فلفظه ((لا)) صريحة في النفي ، ولفظه ((الا)) صريحة في الاثبات. فعد مثل هذا من المفهوم غلط فيما يظهر لي وقد نبه علهي صاحب نشر البنود ، وانما يكون للحصر مفهوم في الأدوات الأخر نحو: انما ، وتقديم المعمول وتعريف الجزأين ونحو ذلك.
ومفهوم الغاية نحو: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره.
مفهوم أنها ان تكحت زوجاً غيره حلت له.
ومفهوم الشرط نحو: ((وان كن أولات حمل)) الآية.
يفهم منه أن غير الحوامل لا نفقة لهن.
ومفهوم الوصف نحو: في الغنم السائمة زكاة.
ومفهوم العدد نحو: ((فاجلدوهم ثمانين جلدة)) .
يفهم منه أنه لا يجلد أكثر من ذلك.
ومفهوم الظرف زماناً كان أو مكاناً. مثال الزماني: ((الحج أشهر معلومات)) . يفهم منه أنه لا حج في غيره.
ومثال المكاني: ((وأنتم عاكفون في المساجد)) يفهم منه أنه لا اعتكاف في غير المسجد عند من يقول ذلك.
ومفهوم العلة: نحو: أعط السائل لحاجته يفهم منه أنه لا يعطي غير المحتاج.
ومفهوم اللقب: وهو أضعفها ، وضابط اللقب عند الأصوليين هو كل اسم جامد سواء كان اسم جنس ، أو اسم جمع ، أو اسم عين لقباً كمان أو كنية أو اسما فلو قلت:((جاء زيد)) لم يفهم منه عدم مجئ عمرو بل ربما كان اعتباره كفراً كما لو قيل: ((محمد رسول الله)) يفهم من مفهوم لقبه أن غيره لم يكن رسول الله.
وأشار في المراقي إلى أقسام ومراتبه بقوله:
واعلم أن أبا حنيفة رحمه الله لا يقول بمفهوم المخالفة من أصله.