الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجاز بالفحوى ونسخه بلا
…
أصل وعكسه جوازه انجلا
ورأى لأكثرين لاستلزام
…
وبالمخالفة لا يرام
وهي عن الأصل لها تجرد
…
في النسخ وانعكاسه مستبعد
قال المؤلف رحمه الله تعالى: ـ
(فصل)
في
ما يعرف به النسخ
اعلم أن ذلك لا يعلم بدليل عقلي ولا بقياس، بل بمجرد النقل إلى آخره.
حاصل هذا المبحث أن العقل والقياس لا يعرف بهما الناسخ من المنسوخ، وأن ذلك انما يعرف بمجرد النقل الدال على ذلك ولذلك طرق، منهما أن يكون في اللفظ ما يدل على النسخ كقوله صلى الله عليه وسلم:(كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) الحديث.
الثاني: أن يذكر الراوي تاريخ سماعه نحو سمعت عام الفتح كذا وسمعت في حجة الوداع كذا، أي شيئاً يناقضه فيعرف الناسخ بتأخره، فما في حجة الوداع يكون ناسخاً لما في عام الفتح لتأخره عنه اذا لم يمكن الجمع بينهما.
الثالث: اجماع الأمة على أن هذا الحكم منسوخ وأن ناسخه متأخر، ومثل له ابن السمعاني بنسخ وجوب الزكاة لغيرها من الحقوق المالية.
ومنها أن ينقل الراوي الناسخ والمنسوخ فيقول رخص لنا في المتعة ومكثنا ثلاثة ثم نهانا عنها.
ومنها أن يكون راوي أحد الخبرين أسلم في آخر حياة النبي - صلى الله
عليه وسلم - والآخر لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم الا في أول الإسلام كرواية طلق بن علي وأبي هريرة في الوضوء من مس الفرج والله تعالى أعلم. هكذا ذكر المؤلف رحمه الله.
قال مقيده عفا الله عنه: ـ
اعلم أن محل التقديم لخبر متأخر الاسلام عمن أسلم قبله فيما اذا مات الأول قبل صحبة الثاني النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ان عاش الأول حتى صحب الآخر النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون حديث المتأخر ناسخاً لحديث متقدم الاسلام لاحتمال أن يكون متقدم الاسلام روى الحديث بعد متأخر الاسلام، اذ لا مانع من ذلك عقلاً ولا عادة ولا شرعاً، ولأجل هذا قال بعض العلماء: لا يقدم حديث أبي هريرة المذكور على حديث طلق من هذا الوجه بناء على أنه لم يثبت وفاة طلق قبل صحبة أبي هريرة، واعتمد هذا صاحب نشر البنود في شرح قوله في مراقي السعود عاطفاً على مالا يقبل النسخ به:
…
وكون راويه الصحابي يقتفي
…
... ومثله تأخر في المصحف
والله جل وعلا أعلم.
وقوله يقتفي، أي يتبع الآخر في الاسلام، يعني أنه أسلم بعده فكان اسلامه يقتفي اسلامه وحديث أبي هريرة هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من أفضى بيده الى ذكره وليس دونه ستر فقد وجب عليه الوضوء) وحديث طلق هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن مس الذكر فقال: (وهل هو الا بضعة منك) مع أن حديث طلق مضعف، قال النووي في شرح المهذب أنه ضعيف باتفاق الحفاظ وقد بين البيهقي وجوهاً من وجوه تضعيفه
هذا هو مضمون الحديثين والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد