الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية هيلة بنت سعيد السعيد:
أوصت هيلة بنت سعيد السعيد من هذه الأسرة بعد الديباجة بثلث ما وراه (وراءها) والمراد ما تخلفه من المال بعد موتها من نخل وأرض وغيره، وجعلت الشقراوين وهما نخلتان من نخيل الشقراء المعروفة بل المشهورة في القصيم، ووصفت الشقراوين بأنهما جنوب عن عبد العزيز، والمراد أنهما تقعان جنوب من ملك شخص اسمه عبد العزيز لم تذكر أسرته.
ولم تذكر أيضًا مكان الشقراوين أهما في حويلان كما هو المتبادر للذهن أم في مكان آخر.
وكذلك جعلت النبوت الخمس والنبوت جمع نبتة وهي النخلة التي لا يكون لها اسم معروف فهي إما أن تكون نبتت عندهم من دون غرس أو تكون نبتت عند غيرهم فغرسوها ولكنها لم تشتهر باسم لها عام يعرفها سائر الناس.
ووصفتها بنبوت الحيالة وظني أن المراد نبات الحيالة فهي على هذا تكون في طرف حائط النخل وليست في وسط النخل.
وكذلك ذكرت الفرخ الذي في النخلة المسماة الخضرية، ونخلة الخضرية رغم شيوع غرسها في أنحاء نجد الجنوبية فإنها ليست شائعة في منطقة بريدة ما عدا الشماسية والربيعية.
نقول: إن الفرخ وهو الذي يخرج في النخلة كالولد لها يأخذه الناس فيغرسونه فيصبح نخلة مثلها في كل شيء مما يتعلق بمظهره وبطعم تمره وطبيعته.
ذكرت أنها جعلت النخلات المذكورات كلها من ثلثها وجعلت في ثلثها وهو ثلث مالها بعد موتها حجة واحدة إلى مكة المكرمة، وثلاث ضحايا لها ولوالديها وضحية دوام لها ولوالديها، وهذا فيه تكرار.
والشاهد على ذلك عبد الله السالم ولا أعرفه لكن كثير من الكتاب إذا أطلقوا اسم السالم يريدون به السالم الأسرة الكبيرة القديمة السكني في بريدة.
والكاتب لهذه الوثيقة كاتبان أولهما عبد الله بن محمد بن جمعة، ولم نر كتابته، والثاني: خلف بن راشد الملقب بمطوع العريمضي وهو من آل أبو عليان ذكر أنه نقلها حرف بحرف خوف التلف.
وتاريخ كتابته لها 27 شعبان سنة 1351 هـ.
ووجدت بين امرأتين من السعيد هؤلاء ورقة مبايعة وهما أختان نورة بنت سعيد آل محمد بن سعيد (بائعة) وأختها هيلة السعيد (مشترية).
والمبيع نصيب نورة من الأرض الدارجة عليها من ورثة أبيهما سعيد آل محمد وأمهما زينب من ملك الخريف الضحيان في حويلان.
والثمن خمسة وعشرون ريالًا فرانسة، وصلها على عقد البيع ثمانية أريل فرانسة وبقي سبعة عشر ريالًا مؤجلات أربعة آجال أي هي على أربعة أقساط - بلغة هذا العصر - لأربع سنين كل سنة يحل أربعة أريل إلَّا أخر نجم يحل خمسة أريل.
وأول الحلول سنة 1313 هـ.
والشاهد محمد السعيد وحمد السعيد.
وقد حصل نقص في الورقة ذهب باسم الكاتب وبتاريخ كتابتها، وإن كان تاريخ الكتابة يفهم من السياق في الورقة.
ومن الوثائق المتأخرة المتعلقة بأسرة السعيد أهل الهدية هاتان اللتان كان الدائن فيهما والشاهد والكاتب كلهم من زعماء بريدة وهم إبراهيم الربدي وفهد بن شريدة وعبد العزيز الحمود المشيقح مع أن الدين فيهما ليس كبيرًا.
فهو في الأولى اثنا عشر ريالًا استدانها محمد بن صالح السعيد وهي مؤجلة الدفع إلى انسلاخ ربيع الآخر سنة 1312 هـ.
وتاريخها 15 جمادى الأولى سنة 1311 هـ.
والثانية تتعلق بدين على محمد العلي بن سعيد راع الهدية الإبراهيم بن محمد الربدي، ومقداره ثلاثون ريالًا فرانسة.
وتاريخها 15 جمادى الأولى عام 1311 هـ.
وهذه وثيقة مختصرة أيضًا بمداينة بين محمد العلي السعيد راعي الهدية وبين سند الإبراهيم الحصيني من أهل الشقة السفلى وكان أميرًا عليها لعدة سنوات.
والدين اثنا عشر ريالًا فرانسة عوض الناقة وهن آخر ثمنه (ثمنها) مؤجلات يحل أجلها سنة 1336 هـ.
شهد بذلك كاتبه سعد بن محمد العامر في 15 ربيع الأول سنة 1335 هـ.
والوثيقة المهمة هي التالية فهي مبايعة بين حمد بن عبد الكريم السعيد وأخيه ناصر بن عبد الكريم (بائعين) وبين راشد بن سليمان بن سبيهين وهو المعروف بأبو رقيبة، وهو رأس أسرة الرقيبة أهل بريدة.
والمبيع صبخة أخيهما عبد الله بن عبد الكريم الملقب حديد، وهي واقعة في خب عجوزا.
والمبيع شامل للصبخة المذكورة وما فيها من الأثل، وما فيها من هييشات والهييشات: تصغير هيشات، والمراد الهيش وهو النخل الصغير المتقارب أو المتلاصق غير الجيد.
وأيضًا ما فيها من دار.
والثمن ستة وأربعون ريالًا ونصف من ذلك الثمن ثلاث وأربعون ريالًا ونصف دين حالِّ - أي واجب الوفاء الراشد (المشتري) في ذمة (حديد) صاحب الصبخة.
والشاهد على ذلك عبد الرحمن السيف راع الصوبر وهو من أسرة الخلف السيف وعبد الله آل يوسف الدخيل.
والكاتب ناصر السليمان بن سيف.
والتاريخ: 23 محرم سنة 1325 هـ.
ومنهم محمد بن سعيد المحمد السعيد، حدثني عبد الله بن علي الجديعي، قال: هذه قصة محمد السعيد المحمد السعيد من أهالي بريدة جرت هذه القصة بآخر رحلات العقيلات:
يقول محمد السعيد إننا في غزة في فلسطين كنا ما يقارب عشرين رجل من أهالي بريدة وأهالي عنيزة كنا ناوين الرجوع إلى القصيم وقد تواعدنا أننا في يوم واحد وعشرين من الشهر سوف نمشي إن شاء الله وفي خيمتنا واحد من الجماعة
وهو مريض مرض لا يستطيع ركوب الناقة أبدًا، ولما صار الموعد الذي حددنا قال أميرنا للمريض: حنا نبي نمشي وأنت إن شاء الله تطيب والجماعة فيهم خير يبي يبقي عندك من الجماعة ناس، وإذا عافاك الله فخلك معهم.
يقول ابن سعيد فلما حملنا الركايب وبدأ بعضنا يركب على ذلوله وأنا من ضمن الذين ركبوا لم يرعني إلا أن المريض ناداني يا محمد السعيد: تعال أبيك، نزلت عن الذلول، ولما جلست عنده وإذا هو يبكي، فقلت: وراك تبكي؟
ولم يرد علي وإنما أدخل يده في مخباته وأعطاني كيسًا فيه اشوي نيرات (1)، وهو يبكي، وقال: عطهن والدي والبكاء يزيد وخبر والدتي بوضعي.
كيف يا أبو عبد الله تتركني في غزة ما رأيك في حالة الوالدة إذا شافت الجماعة، ولا شافت ولدها؟ فما كان مني إلا أني أنخت ذلولي ونزلت زهابي، ولما رآني أمير العقيلات، قال: وراك يا محمد وهقتنا وأنت الدليلة، فقلت:
والله ما يبكي بوجهي واخليه
…
يا ويش عذري لي وصلت الحبيبة
وقالت لي وين افهيد وانته امخاويه
…
جيد أتخبرني بكر المصيبه
أبنتظر لي من ربي يعافيه
…
كلٍّ بها الدنيا يلاقي نصيبه
يقول ابن سعيد ولامني الرفاقه على فعلي ومشوا الطيبين.
وبقيت عند فهد، ولما صار لي أسبوع اشرت عليه أني أعمل له مركب على ذلوله ويصير كأنه على الفراش، فقال: رأيك هو المبارك، وهو يريد إرضاي وإلا ما يستطيع الركوب ولو هو نائم.
عملت له خمس خيشات مليتهن من تبن البردي وشددتهن على ذلوله وحملته عليها ومشينا وكل ما أمشي مسافة أسأله عساه مرتاح، ولكن ليس مرتاحًا.
(1) النيرات: جنيهات ذهبية.
والمشكل عليَّ أنه لا يطعم طعامًا يساعده بل يقول إذا أنا مِتّ سلم لي على والديّ الغالين عليَّ.
والرجل ينقص من شدة المرض، ولما مشيت خمسة أيام وإذا الكبريت الذي معي لإيقاد النار خالص، فضاقت علي الواسعة كيف أعمل؟
وفي وقت صلاة الظهر من اليوم الخامس وأنا في أشد الكربة الذي ما مر علي مثلها، كيف أعمل؟ أفكر في نفسي أنا في بر ولا حولي أحد، وأنا أعرف الطريق ما فيه أحد، والمسافة ليست قريبة والمريض يبيني أعمل له دويفة.
رفعت رأسي أنظر للشمس هل الظهر قريب أو باقي، وفي لحظة رأيت دخان واقف كأنه عمود، فميلت عليه وأنا راكب وماسك رسن ذلول المريض أخاف تفز ويطيح، فلما وصلت الدخان الذي أنا رأيت وإذا هو بيت ناس من الغنمي (1).
وقفت بعيدا عن البيت ونزلت عن ذلولي وصوت: يا أهل البيت، فلم يرعنيّ إلا عجوز رأسها كأنه شعلة نار فقلت في نفسي هذا بيت جن فقالت العجوز: ياهلا ويا مرحبًا، تفضل شب النار وتقهو، فقلت: بارك الله فيك أنا ما أستطيع التأخر، معي مريض وعازتي أبي شخط (2)، وانتي ما قصرتي، فقالت: معك مريض؟ قلت: نعم، قالت: ما له شر وعبيد ما يرضى أنك تروح وانت ما تقهويت.
خل المريض يجي عندي أداويه وأنا أم اعبيد، فقلت: ما يستطيع ينزل.
ولم تنظر لقولي بل ذهبت إلى المريض وأناخت الذلول، فلما رأته، قالت: بكل بساطة ماله شر ياولد، ادجيله (3)، وهالحين أعطيه علاج ويشوي إن شاء الله، هاته لم الرفه (4).
(1) الغنمي من الصلبة أهل الشمال، ويتميزون بالنظافة، وجمال النساء.
(2)
أي كبريت لإيقاد النار.
(3)
الدجيله مرض يصيب البطن.
(4)
الرفه داخل بيت الشعر.
نزلته في رفة البيت.
فقال المريض: يا محمد بصوت ضعيف أنا ميت يا أبو عبد الله لا تعذبوني ما بي شدة خالص.
فقالت: ويش يقول ها الحبيب؟
قلت: يقول لا تعذبوني خالص، فقالت: أنا أم اعبيد والله ما يسوي عشاك الليلة إلا هو، ادجيلة وتخرج هالحين.
شبّ في ادلال اعبيد ولا تقضي متقهوي إلا هو صاحي إن شاء الله.
وأخذت تعمل الدواء والمريض ليس راضي يقول أنا ميت وعملت دواء وجعلته في ماء، وقالت: انهض راسه فنهضت رأس المريض وصارت تعطيه الدواء قليلًا قليلًا، ولما وصل الدواء إلى جوفه وأخذنا ما يقارب نصف ساعة، أو أقل، وإذا به يعمل زفرات وصار جوفه له اضطراب، فقالت: أنا لم اعبيد أمه، طاب الرجال.
ولكن تغير وجه المريض وظننت أنه الموت، فقلت يا ام اعبيد: الرجل تغير وجهه فقالت: خطاه الشر هذي دجيله، وهالحين يزوعها مع فمه.
وبعدما أخذنا قليل إذا هو يريد أن يطرش، وفعلًا طرش قطعة لحم وكأنها بيضة عصفور لها عروق مثل عروق الزرع، فقالت العجوز: أنا أم اعبيد امه، شفت يا رفيق المريض ضعف ابن أدم.
تقهو من دلال اعبيِّد، وأنتم من أي بلد؟ فقلت لها: حنا من أهل القصيم، فقالت: القصيم طويل عريض من أي ديرة من القصيم، فقلت لها: من أهل بريدة، فقالت: والله ونعم بأهل بريدة، أهل الدين وديرة السليم والشقراء.
بعد هذا الكلام أومأ المريض في يده فقال: اشويت يا محمد المرض الذي قبل في بدني يخف.
ويذكر ابن سعيد أنه قال للعجوز: وش رايك حنا نقيم اليوم أو نمشي؟