الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البشايم جمع بشيمه وهي المشيمة، الغلاف الرقيق الذي يغلف الجنين في بطن أمه، وقولها: قعد أي ظل في مكانه من بطنها، ولم ينزل بمعنى لم يولد.
ولا أدري أهذه الطرفة على هذه الأسرة أم على غيرها، بل لا أدري أهي في أناس من أهل القصيم أو في خارجه.
من أخبار هذه الأسرة ما ذكره الأستاذ ناصر العمري، قال:
إمرأة تتبرع لشاعر:
عثمان السعد أحد رجال الأمير حسن بن مهنا أمير بريدة، تجاوز عمره المائة والعشرين عامًا، وله أولاد شجعان من أشجعهم وأحسنهم أخلاقًا صالح العثمان السعد، وكان أحد الشجعان الذين ساهموا في محاربة ابن رشيد في بريدة وغيرها من بلدان القصيم.
وبقي صالح في معية الأمير صالح الحسن، ثم من أتباع محمد العبد الله أبا الخيل الذي تولى إمارة القصيم بعد الأمير صالح الحسن، ولكن صالح العثمان غضب من اعتداء محمد العبد الله أبا الخيل على خاله فانتقل من بريدة إلى الجوف في معية ابن شعلان أمير الجوف، وكان صالح العثمان السعد قد حارب مع ابن سعود ضد الهزازنة في الحريق الذين أرادوا الاستقلال ببلادهم عن حكم ابن سعود فتغلب عليهم.
وقد بقي صالح العثمان في الجوف في عهد الشعلان وحتى ولاية ابن سعود، وهو رجل صاحب دين ووفاء وشجاعة.
قد زرته لما كنت في الجوف عام 1376 هـ في شهر جمادى الثانية تقديرا لشجاعته ووفائه لبلده بريدة، وقد تقدمت به السن وصار لا يذهب إلى قصر الإمارة ويكتفي بالذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة جماعة، وليس له أولاد ذكور كما علمت.
ومن أولاد عثمان السعد سليمان وهو يجالس الشعراء في بريدة ويطارحهم الشعر ويحاورهم بالشعر ويمزح معهم ويكرمهم في داره، وكان قد اشتري عباءة من الشاعر عبد الله اللويحان حيث كان عبد الله اللويحان يقيم في بريدة ودفع لعبد الله اللويحان بعض ثمن العباءة ولكنه لم يدفع بقية القيمة ثلاثة ريالات فرنسية، وفي ليلة من الليالي كان الشعراء يسمرون في بيت سلطان المواش وهو رجل كريم ويشتغل مهندسًا في إصلاح البنادق عمومًا، وكان الشاعر عبد الله اللويحان يحاور الشاعر سليمان العثمان السَّعَد فقام عبد الله اللويحان على عادة الشعراء في ممازحتهم يعرض بسليمان العثمان ويقول له إنك لم تسدد ثمن البشت وسليمان العثمان يرد عليه ممازحًا، وكانت زوجة سلطان المواش تستمع إلى شعرهم وهي خلف الجدار في الطابق الثاني، وما أن سمعت عبد الله اللويحان يعرض بسليمان العثمان لتأخيره بقية ثمن البشت حتى ذهبت لغرفتها وأحضرت ثلاثة ريالات فرنسية وربطتها بخرقة وقذفت بها على الرجال في مجلس زوجها.
وكان سليمان العثمان أخف الرجال حركة وأدرك المقصود بأن المرأة قد تبرعت له لوفاء دينه فأخذ النقود ووضعها في جيبه قائلا هذه الريالات سوف أشتري بها طعاما لأولادي ولحمًا في الصباح الباكر، أما أنت يا عبد الله اللويحان فريالاتك في ذمتي وليست في ذمة أم محمد - يعني المتبرعة - وسوف أقوم بأدائها إن شاء الله.
وقد قرأت قصيدة لعبد الله اللويحان في مجموعة الأشعار اختارها وطبعها في كتاب تعرض فيها الموضوع شراء سليمان العثمان للبشت وتأخير بقية القيمة، وتحدث عن سليمان العثمان من أهل بريدة وليته ذكر قصة المرأة.
وعبد الله اللويحان انتقل من بريدة إلى مكة بعد وفاة ولد له حزن عليه.
وزوجة سلطان المواش هي أم محمد السلطان المواش بنت فهد الفهيد،
وفهد الفهيد رجل شجاع كان والده من الشجعان التابعين لأمير بريدة وبلدان القصيم الأمير حسن المهنا، وكان فهد الفهيد أحد الرجال الموجودين مع أتباع الملك عبد العزيز ابن سعود الذين دخلوا المدينة المنورة بقيادة الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود، وقد جعله الأمير محمد مسؤولا عن قوة ورجال وضعوا في قلعة سلع بالمدينة المنورة، وقد بقي في المدينة مدة طويلة حتى كبرت سنه، وترك العمل وبقي في بريدة.
أما أسرته فهي في بريدة يزورها بين فترة وأخرى من المدينة المنورة (1).
وجدت شهادة لسليمان بن عثمان السعد من هذه الأسرة على ورقة مداينة بين مسفر القحطاني وبين عبد الكريم البراهيم العبودي.
والدين أربعة أريل سلف باقي حمار خضر (اخضر) وهو رهن للعبودي بهن على عقد البيع.
والشاهد محمد الحسين (المصطفي) وسليمان بن عثمان السعد، والكاتب عبد الله الصالح الصقعوب، كتبها في غرة جمادى الأولى وهي أول الشهر عام 1351 هـ.
(1) ملامح عربية، ص 150 - 151.