الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والوثائق التي ذكر فيها سعيد المنفوحي كثيرة، وقلت إنه بين الناس يلقب (المنفوحي) لكون مجيئهم إلى القصيم من منفوحة ولتمييزهم عن الأسر الأخرى، وذلك في الكتابات التي يكتبها عنه الآخرون من الشهادات علي الوثائق والعقود، أما هو فإنني لم أره يسمي نفسه (المنفوحي) وإنما يقتصر على ذكر سعيد بن حمد السعيد، ومن ذلك وصيته التي سنوردها فيما بعد وهي بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وصية سعيد بن حمد السعيد:
كتبت وصيته في عام 1294 هـ بخط الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وهو عالم مشهور وشهادة اثنين من كبار أهل بريدة هما سليمان الرشيد بن حجيلان، الذي تذكره معظم الوثائق باسم سليمان بن رشيد الحجيلاني، وهو من آل أبو عليان حكام بريدة السابقين، وقد تولى هو نفسه الإمارة لمدة قصيرة ولاه الإمام فيصل بن تركي، ولكن لم تطل مدة ولايته كما سبق ذكر ذلك عند الكلام على أسرة (آل أبو عليان) في الجزء الأول، والشاهد الثاني هو نصار العلي (النصار) وهو من النصار الذين هم أيضًا من آل أبو عليان، ونصار هذا منهم معروف ورد اسمه في عدة وثائق ذكرنا إحداها في ترجمة علي بن فهد الرشودي زعيم بريدة في وقته.
ووصية سعيد الحمد هذه تدل على شيء من ثرائه الذي كان حصل عليه قبل ذلك، وصار بداين منه الفلاحين و (يبضع) بعض التجار الناجحين، والبضاعة شبيهة بشركة المضاربة وقد ذكرتها في هذا المعجم أكثر من مرة، كما ذكرت لفظها في (معجم الألفاظ العامية) إلا أنها لا تدل على كثرة ما كان يملكه من عقار أو مال.
وقد استهلها بقوله: "هذا ما أوصى به سعيد آل حمد بن سعيد ثم ذكر المقدمة الطويلة المعتادة، وقال بعد ذلك:
أوصى سعيد بملكه الذي انتقل إليه من حسين بن بزيع بالخضر، والمراد
بالملك هنا حائط النخل وما يتبعه من دار وطريق وأثل وآبار، ونحو ذلك، والخضر هنا بفتح الخاء والضاد، هو خب الخضر أحد خبوب بريدة الجنوبية، ولفظه هو الأخضر، ولكن العامة يقولون فيه الخضر، وقد ذكر الإمام اللغوي أبو منصور الأزهري لفظ الخضر كما تنطق به العامة، عندنا وقال: هي لغة في (الأخضر) على أفعل الذي هو على صيغة التفضيل للون الأخضر، ولكنهم يقصدون الوصف.
وذكر في الوصية حدود ذلك الملك أي النخل وأن فيه نيابة ست حجج علي خمسة عشر ريال أي أن تكلفة كل حجة هي خمسة عشر ريالًا، وهذا بطبيعة الحال بالنسبة للأسعار في زمن كتابة الوصية، وأوصى بأربع أضاحي وذكر أسماء الذين يضحى عنهم مثلما ذكر أسماء الذين يحج عنهم، وقال: وما فضل فهو في أبواب البر على نظر الوكيل، من كسوة عاري، أو إطعام جائع في رمضان وغيره.
ثم قال: والمحتاج من ذرية السعيد - يعني نفسه - يأكل ولا حرج من ذكر أو أنثى ومع عدم الحاجة هم سوا فيما يأكلون من الضحايا والعشيات، فذكر هنا العشيات: جمع عشاء وهو طعام يصنع في رمضان من وصية الميت يأكل منه أهل بيته ولو كانوا أغنياء كما يأكل منه الفقراء.
ثم قال: والوكيل على التنفيذ الصالح من العيال، ولم يعين أحدًا منهم مع العلم بأن الوصي يعرف في العادة من يكون من أولاده صالحًا لتنفيذ وصيته.
قال: وتنويب الحج يشاورون على الذي فيه سداد.
ثم أوصى خاصة لزوجته نورة بنت عبد الله آل عمرو بإثبات الواو وهي من أسرة العمرو الشهيرة في بريدة، والوصية لها بنخلة معينة من خيار نخله بضحية لها، وهي وكيلتها وتوكل عليها بعدها اللي تبي، يريد أنها توصي بعدها إلى الشخص الذي تريد، وأوضح ذلك بأن تلك النخلة خالصة لها ما يحسب عليها من الحج والأضاحي شيء.
وهذه صورتها: