الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي بن ناصر بن سليمان السالم:
يعد علي بن ناصر بن سليمان السالم ويعرف اختصارًا باسم (علي الناصر) لشهرته ومعرفة الناس به من أشهر رجال أسرة (السالم) وأكثرهم ثراء، وأعلاهم منزلة في نفوس الناس في وقته.
ومن المعروف أنه كان في أول أمره أمير الحدرة وهي القافلة الكبيرة التي تنحدر من بريدة إلى الكويت، أو العراق، وعندما تركها خلفه على إمارة الحدرة مهنا الصالح أبا الخيل.
ولذلك كان يلقب (الأمير).
وكان بيته في غربي بريدة أمامه متسع ينيخ فيه الضيوف ركابهم وكذلك ينيخ ركابه هو.
وقد أدركت ذلك وسالت عنه كبار السن من أهل الحارة التي تقع في الغرب من الجامع الكبير فأخبروني بما ذكرته من كونه مناخًا للوفود التي تفد إلى علي بن ناصر السالم، وأخيه الثري غصن بن ناصر آل سالم الذي صار رأس أسرة الغصن المنتمية لآل سالم.
فعلي بن ناصر السالم كان من زعماء بريدة في زمنه كما ذكره ابن بشر.
مات علي بن ناصر السالم قتيلا في وقعة اليتيمة عام 1265 هـ.
لقد ذكر المؤرخ ابن بشر رحمه الله علي الناصر السالم باسم علي (علي بن ناصر) كما اشتهر به وذلك في معرض الكلام على ذيول وقعة اليتيمة التي صارت على أهل بريدة عام 1265 هـ بهجوم من الأمير عبد الله بن الإمام فيصل.
وتقع اليتيمة إلى جهة الشرق من عنيزة وهي جهة الجنوب الشرقي المائل إلى الشمال قليلًا من بريدة.
قال ابن بشر وهو يتكلم على هذه الأحداث التي وقعت في عام 1265 هـ واستعرض أفعال أمير بريدة بل القصيم عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:
ولما وصل عبد العزيز بلد عنيزة أمر أصحابه وأهل البلد يعرضون ويلعبون ويغنون، وهو يشجعهم للحرب والقتال، وليس على ما أظهر وقال، ولكن التشجيع بعد الذل يخذل من همم الرجال، فتقاعس عنه الناس ولا رفعوا الأمره ونهيه رأس، وكان قد كتب إلى أخيه عبد المحسن في بريدة أن سعد التويجري و (علي بن ناصر) وفلان عد أكثر من العشرة تخلفوا عنا في الهزيمة ودخلوا البلد فألزمهم يأتون إلينا كل هؤلاء العدد.
فكتب إليه أخوه عبد المحسن إني إذا نصحتك أو خالفتك في شيء من الأمر قلت لي: أنت مجنون، وهذه الرجال الذين أنت عددتهم كلهم في المفازة صرعي، هربت وتركتهم، ونجوت بنفسك وأسلمتهم، فحقك عليهم بالأمس مضي، واليوم نفذ فيهم حكم القضاء، وحقهم عليك تدفن أجسادهم وتعزي أولادهم (1).
والصحيح الذي ذكره الإخباريون أنه بعد وقعة اليتيمة كان الأمير عبد العزيز آل محمد في عنيزة لأنه كان اتفق مع أهل عنيزة على أن يكون أهل القصيم كلهم يدًا واحدة على من عاداهم، سلمًا لمن صادقهم.
وبعد الوقعة ومعرفة أهل بريدة بالقتلى والمفقودين منهم الذين بلغوا أرقامًا قياسية حصل انفلات في الأمر، واحتاج إلى أن يكون أمير بريدة موجودًا فيها.
وكان الأمير بالنيابة هو عبد المحسن بن محمد أخا الأمير عبد العزيز فأرسل إلى أخيه الأمير عبد العزيز يلومه في ذلك ويقول له: كيف تترك بريدة بعد هذا الأمر الفظيع، ويجب عليك أن تكون فيها لتدبير الأمور بنفسك، ولا تترك ذلك لي؟
فكتب إليه الأمير عبد العزيز، وقال له: إذا كنت عجزت عن تدبير أهل
(1) عنوان المجد، ج 2، ص 267.