الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاصة به، يذكر المؤلف في آخرها تاريخ وفاته.
ومثل ذلك الكلام على المدارس في البلدة ذكر فيه أسماء مدارس الأبناء وأسماء مدارس البنات وما يتعلق بكل مدرسة من معلومات.
وكذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد للأولاد.
وحتى شوارع البلدة وأسماءها وذكر تاريخها في بعض المواضع.
وفصل طريف عن الطب (الشعبي) وذكر المشتهرين به من رجال ونساء.
ومن الفصول اللافتة للنظر في الكتاب سرده قائمة بمن قام بعمل من الإحسان للبلدة وذكر لبعض المحسنين.
فذكر المؤلف في هذا الفصل طائفة من المحسنين، وذكر إحسانهم، كالذين تبرعوا بممتلكاتهم لتوسعة مسجد من المساجد، والذين تبرعوا لتوسيع مرافق مسجد أو الباحات القريبة منه.
ومثل الذين تبرعوا بأراضيهم وممتلكاتهم من أجل تيسير فتح شارع من الشوارع في البلدة.
أو لصالح مرفق من المرافق فيها.
وعلى وجه العموم يشمل ذلك كل من تبرع بشيء مهم لصالح بلدة المريدسية ومرافقها.
منزلة الكتاب بالنسبة للكتب المشابهة:
إن هذا الكتاب يمتاز على غيره من الكتب التي ألفت في البلدان والقرى في بلادنا بتوسعه وتبسطه وطول نفس مؤلفه، بحيث شمل موضوعات كثيرة.
كما يمتاز ببعده عن المعلومات الجافة المتوفرة في مراجع أخرى مثل طبيعة الأرض ودرجات الحرارة، لاسيما أن المريدسية جزء من كل من
الناحية الجغرافية فهي بلدة من مجموع قرى من التي يقال لها: الخُبُوب، لذلك ينبغي أن يركز على ما يتميز به عن غيره، وقد فعل المؤلف أثابه الله.
والمؤلف من أسرة كريمة عرفت بالديانة والأمانة وهو حفيد الشيخ الورع العابد سليمان بن ناصر السعوي، رحم الله الميت وغفر له ووفق الحي لما يحبه ويرضاه.
محمد بن ناصر العبودي
الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي
ومن أسرة السعوي: صالح بن سليمان بن علي السعوي: ترجم له الدكتور عبد الله الرميان بقوله: تولى الإمامة في هذا المسجد أي مسجد الربعي غرب شارع الخبيب، سنة 1384 هـ تقريبًا، وبقي في الإمامة حتى توفي رحمه الله في أواخر عام 1386 هـ فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1384 هـ - 1386 هـ).
ولد في بلدة المريدسية في العشرينات الهجرية وتلقى العلم في بلده فدرس على الشيخ سليمان بن ناصر السعوي ثم أخذ في بريدة عن الشيخ عبد الله السليم وأخيه عمر وعن الشيخ عبد العزيز العبادي وغيرهم.
افتتح مدرسة أهلية يدرس فيها القرآن ويعلم مبادئ القراءة والكتابة فتخرج على يديه عشرات الطلاب واستمر في التدريس حتى قضت المدارس الحكومية على التعليم الأهلي، توفي رحمه الله وهو في إمامة هذا المسجد في نهاية عام 1386 هـ (1).
ومن رجالات السعوي: عبد الله بن علي السعوي رأيت اسمه شاهدًا في وثيقة كتبها الشيخ عبد الله آل حسين الصالح في عام 1297 هـ.
(1) مساجد بريدة، ص 312.
ووجدته - أي عبد الله بن علي السعوي - كاتبًا في وثيقة أخرى مؤرخة في 5 جمادى الأولى سنة 1298 هـ.
وذلك في ورقة مداينة بين محمد المطلق البراك وعلي العبد العزيز بن سالم.
والدين ستة عشر ريالًا، مؤجلات يحل أجل وفائها طلوع ذي القعدة والمراد إنسلاخه وانقضاؤه عام 1298 هـ.
والشاهد فيها علي بن حسين النقيدان.
ونصها بحروف الطباعة:
"الحمد لله وحده
أقر محمد المطلق البراك بأن عنده في ذمته لعلي العبد العزيز بن سالم ستة عشر ريالا مؤجلات يحل أجلهن طلوع ذي القعدة سنة 1298 هـ. وأرهنه في ذلك الدين البقرة الصفراء الذي اشترى محمد من علي، شهد على ذلك علي الحسين بن نقيدان وشهد به وكتبه عبد الله بن علي السعوي، حرر في خامس من جماد الأول سنة 1298 هـ".
فالدائن هنا هو علي بن عبد العزيز السالم الذي سبق الكلام عليه عند الكلام على أسرته (آل سالم) والشاهد هو علي بن حسين النقيدان وهو ثاني رجل وصل إلى بريدة في سلسلة نسب النقيدان، وليس قبله إلا والده حسين النقيدان.
أما المستدين ابن براك فسبق ذكر (البراك) في حرف الباء.
وابنه محمد بن عبد الله السعوي كاتب أيضًا، وصلت إلينا من كتاباته عدة منها هذه المداينة بين إبراهيم الحمد بن مضيان وبين موسى بن عبد الله، وهو موسى
بن عبد الله العضيب الثري المعروف في وقته، وقد توفي في عام 1338 هـ، والشاهد عليها محمد الباحوث، وتاريخها في 24 جمادى الأول من عام 1332 هـ.
وقد وجدنا في وثيقة واحدة اسم رجلين من أسرة السعوي كلاهما يسمى محمد بن عبد الله السعوي، ولا ندري أيهما الذي جده علي.
الأول محمد بن عبد الله السعوي (مستدين) والثاني محمد بن عبد الله السعوي شاهد على ذلك الدين ووصفته الوثيقة بأنه (ابن اخيه) أي ابن عمه أو قريبه في النسب، والورقة مداينة الدائن فيها عبد الله بن علي السالم من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكني في بريدة.
وهي مكتوبة في 4 من صفر عام 1329 هـ بخط محمد السليمان الغصن.
كما وجدنا اسم محمد بن عبد الله السعوي شاهدًا على عقد مبايعة بين عبد الله بن حسين الصالح وهو من آل أبا الخيل ذكرته في حرف الألف عند ذكر أسرته (أبا الخيل) وبين صالح بن علي النغيمشي والمبيع أثل معروف بينهما، والكاتب هو عبد الله بن سليمان العريني، وذلك بتاريخ ذي القعدة من عام 1316 هـ.
وقد صدق على هذه الوثيقة الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم بتاريخ 27 شعبان من عام 1317 هـ.
والوثيقة التالية: واضحة لأنها بخط العالم الزاهد عبد الله بن محمد بن فدا مؤرخة في 20 ذي الحجة من عام 1283 هـ وتتضمن مبايعة بين عبد الله العلي السعوي - مُشْتَر - وبين عثمان الخضير - بائع - والمبيع هو إرث عثمان الخضير من زوجته نورة بنت علي السعوي أخت المشتري وهو نصيب زوجته المذكورة من أملاك أبيها بالمريدسية بجمع توابع المذكور من منازل وأرض وأثل وبئر وغيره، والثمن ستة وثلاثون ريالًا بلغن عثمان على عقد البيع، ومع ذلك يذكر المشتري وهو عبد الله السعوي أن المشتري المذكور بينه
وبين أخيه سليمان أنصافًا.
وقد كتب شهادة اثنين من الشهود المعروفين بل المشهورين في ذلك الوقت هما عبد الكريم الجاسر من كبار الأثرياء وملاكي العقارات، وعلي العبد العزيز بن سالم من كبار كتبة المبايعات وعبد العزيز الحماد النصار وهو من النصار من آل سالم، ويعتبر ابن عم للشاهد الذي قبله.
ووثيقة أخرى تتضمن مبايعة بين سليمان العلي السعوي وأخيه عبد الله العلي السعوي وبين قوت بنت عثمان الصالح (ولم تذكر الوثيقة اسم أسرتها) والمبيع
نصف ثمين نخل كان لأبيها، والثمن أربعون ريالًا، وهو ثمن له أهميته، ومع أن المبيع نصف الثمن فإنه طالع من النخل ثلث المكان أي غير داخل في البيع.
والشهود على هذه المبايعة هم محمد العبد الله بن جربوع وعبد الكريم بن عبد الله بن جربوع وكاتبه علي العبد العزيز بن سالم، التاريخ هو العاشر من ذي القعدة سنة 1284 هـ.
ومن وثائق السعوي هذه التي كتبها الشيخ الشهير في وقته سليمان بن ناصر السعوي في عام 1343 هـ.
وهي ورقة مبايعة بين إبراهيم بن عبد الله السعوي وبين علي آل مزيد (من المزيد أهل المريدسية).
والمبيع قطعة أرض في الشقة.
والثمن خمسون ريالًا وصل إلى البائع منها ثلاثون ريالًا على عقد البيع وبقيت عشرون منها مؤجلة.
والشاهد: محمد بن عبد الله السعوي.
ومن متأخري أسرة (السعوي) الشيخ محمد بن الشيخ سليمان بن ناصر السعوي توفي ونشر نعيه مع نبذة في التعريف به في جريدة الجزيرة عددها 11438، الذي صدر بتاريخ 20/ 11/ 1424 هـ.
بقلم الشيخ صالح بن محمد السعوي إمام خطيب جامع المريدسية في بريدة:
الشيخ محمد السعوي رحمه الله .. جهود علمية وتعليمية:
كان رحمه الله من المقرئين لكتاب الله والمعلمين لأصول دين الله وأحكام العبادات، وكان رجلًا تقيًا ورعًا، تفرغ للاستفادة والإفادة، الوالد الشفوق والمربي العارف العلامة الشيخ محمد بن الشيخ سليمان بن ناصر السعوي رحمه الله وغفر له ولوالديه - يعد هذا المعرف عنه بهذه الكلمات اليسيرة من ذوي النفوس الزكية والهمم العالية والجهود الطيبة المباركة والأفعال الحسنة والخصال الحميدة والآداب السامية، وهي صفات قل في المسلمين اكتمالها ومن وفقه الله للأخذ بها والالتزام بها، فإنه يحسن أن يذكر له وأن ينوه عن ملخص ما يقوم به من أعمال فهذا المعلم لا ينبغي أن تجهل مكانته في هذه البلدة وجهوده الكبيرة وفضله على من هو دونه في العلم والمعرفة والتعليم والوعظ والإرشاد.
وكان من الأعمال الصالحة والجهود الطيبة والأفعال الخيرة لهذا العلم المعرَّف عنه بهذه الأسطر القليلة قيامه بإمامة المسجد المجاور لبيته الذي أطلق عليه مسجد (الزمعان) وقد تولى الإمامة فيه بعد وفاة سلفه الشيخ محمد بن حمد بن عودة السعوي رحمه الله الذي توفي عام 1367 هـ وخلفه في الإمامة ومضى عليه فيها أكثر من خمس وخمسين سنة.
كان من أهم أعمال الفقيد الخيرية حرصه التام على التعليم والتفهيم والإتقان والتجويد والوعظ والتذكير والإرشاد والتوجيه والبيان والتبليغ والملاحظة والمتابعة.
ومن ذلك عنايته البالغة بالتعليم الذي لم يقتصر فيه على حلقة علم في مكان معلوم أو مجمع خاص حيث رتب جلسات التعليم في المسجد الذي يؤم المصلين فيه، إضافة إلى جلسات تعليم مستديمة في جامع المريدسية.
وكان يحرص على التعليم لأهم العلوم الدينية الشرعية ويتضاعف اهتمامه وبالغ حرصه على حسن التنشئة الصالحة للأولاد منذ الصغر وذلك بتعليمهم القرآن
الكريم والاعتناء بإتقان القراءة وتجويدها وحفظ سوره عن ظهر قلب.
بالإضافة إلى تعليمهم معرفة ربهم ودينهم بالأدلة ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكام الطهارة والصلاة وسائر علوم العبادات والأخلاق والآداب والمعاملات.
ولم يكن رحمه الله يقتصر على التعليم للطلاب في الجلسات التي قررها كل يوم وليلة عدا يوم الجمعة وأيام الأعياد، بل إنه يعمم في التعليم لعامة الناس بمن فيهم كبار السن عن طريق الوعظ في المساجد والمجالس والمناسبات، وكان يتخذ نهج الأدب مع العلماء والتقدير لهم والاحترام فلا يعاجل في الموعظة ما دام أن في المجلس من هو أعلم منه حتى يتبرهن لديه أنه لن يتكلم أحد منهم فعندئذ يشرع في الموعظة لئلا يفوت الفائدة على المجتمعين فيتفرقوا دون حصيلة علمية يغنمونها ويستفيدون منها.
وكان أكثر ما يهتم به في الوعظ والتذكير الأصول الثلاثة ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومراتب الدين وأركان العبادة، وأركان كلمة التوحيد وشروطها وإيراد الأدلة عليها وبيان المسائل الأربع التي هي العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه وبيان أنواع الطواغيت ونواقض الإسلام، وغيرها من العلوم المفيدة التي حفظها عن ظهر قلب لأن الله قد أخذ نور عينيه فلا يبصر بهما.
وكان على مقام كبير في الجد والاجتهاد والعزم والمضي والغيرة على دين الله والدعوة إلى الله والنصح لعباد الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى.
وبالجملة فهو يهتم بأمور صلاح المسلمين رجالًا ونسًاء كبارًا وصغارًا واستقامتهم ومصالح دينهم ودنياهم، وكان يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه ويكره لهم من الشر ما يكرهه لنفسه، وكان هذا المربي الناصح يقوم بتلك الأعمال الطيبة احتسابًا منه ولا يأخذ عليها أجرًا دنيويًا إنما يبتغي الأجر
والمثوبة من الله المحسن الكريم الذي يحب المحسنين.
ولشيخنا هذا الذكر الحسن والدعاء الصالح من إخوانه المسلمين جزاء ما قدمه من خدمة في التعليم والنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أحسن الله إليه ورفع له الدرجات وحط عنه السيئات.
توفي قبل فجر يوم الجمعة 25/ 10/ 1424 هـ اللهم صل وسلم وبارك على النبي الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (1).
ومنهم الشيخ محمد بن عبد الله السعوي ....
رثاه الأستاذ إبراهيم بن عبد الله الصقعوب بقصيدة قال في مقدمتها:
قصيدة رثاء في الشيخ محمد بن عبد الله السعوي الذي فجعت به بريدة بل القصيم كلها إثر حادث أليم ليلة السبت 3/ 4/ 1425 هـ ووري الثري بعد الصلاة عليه في ظهر يوم السبت رحمه الله رحمة واسعة وتأسيًا لي ولمحبيه ووفاء بحقه قلت هذه القصيدة:
رحماك ربي خالق الأكوان
…
قبض الإمام يهز كل جنان
قلب القصيم غدت من فقده
…
تبكي بكاء ليس فيه توان
أعني بريدة والفقيد خطيبها
…
فوق المنابر يدعو بالإحسان
يبكي الإمامَ لفقدهِ أبناؤهُ
…
لا البيت أعني بل بكل مكان
يبكي الإمام منابرٌ ورجالها
…
في الجامع الأوْلى كذا في الثاني
أبناؤه في المعهد العلمي اجهشوا
…
ودموعهم نار بلا عيدان
أكبادنا حزنت له، من فقده
…
همُّ وغمُّ بل وهمّ ثان
أيتامك الشيخ الفقيد جميعهم
…
في البيت والحي القصي والدان
أنت الفقيد الأمة في أسرها
…
لشيوخها وشبابها الفتيان
(1) جريدة الجزيرة عدد 114381 في 20/ 11/ 1424 هـ.
تبكيك يا شيخَ المنابر أمة
…
فجعت بكم، كالحلم يا إخوانِي
يبكيك خلان لكم قد عايشوا
…
خلقًا عظيمًا ما له من شان
يبكيك من قد اترعوا بعلومكم
…
من فيض بحرك فائق الأقران
يبكيك سربٌ من تلامذةٍ لهم
…
فيكم مقاصد يا لكم من بان
يبكيك يا (سعوي) كل مفاخرٍ
…
فيكم بعلم بل وقلب حان
نبكي لفقدك يا إمام جميعنا
…
ونعود نبكي أسوة الوجعان
لو قد رأيت جموعنا في حسرةٍ
…
لفراقكم بتضاعف الأحزان
كلٌّ يعزي من يقابل قائلًا
…
أدعوا له ياقوم بالغفران
حتى الشوارع أجهشت مما ترى
…
حتى المخبّر قال قول بيان
هذا فقيد العلم والحلم الذي
…
من علمه فوق المباني مبان
فادعوا بمغفرة الغفور لشيخنا
…
أيضًا نكون له من الخلان
في جنة الخلد التي وعدت لنا
…
للمسلمين بها المقر الثاني
إبراهيم بن عبد الله الصقعوب
بريدة في 4/ 4/ 1425 هـ
ومن أسرة السعوي الصديق الصادق عودة بن الشيخ عبد الله بن عودة السعوي، ولد في عام 1345 هـ.
وكان زميلًا لي أيام طلب العلم على الشيخ صالح الخريصي ثم علي الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وكان متدينًا صموتًا عفيف اللسان عن ذم غيره، حتى فيمن يعلم أن فيه عيبًا فإنه لا يذكره ولا حتى ما يقال فيه تنزيهًا اللسانه عن الخوض في أعراض الناس.
وكان له دكان في أسفل سوق بريدة ظل فيه سنوات كان يجلس إليه فيه طائفة من طلبة العلم الذين يخرجون إلى سوق البيع والشراء في بريدة وليست لهم دكاكين ولا يبيعون أو يشترون، وإنما يقضون وقتًا في السوق، وكنت من بين من يجلسون عنده.
وفي هذه المناسبة جاء ذكره عند أحدهم ولم يكن يعرفه فقال أحدهم: تراه اللي يبصط بالمشايخ!
يريد أن المشايخ وطلبة العلم يجلسون في دكانه فيكونون له كالبصطة وهي البضاعة التي توضع مبسوطة على شيء في الأرض تعرض بذلك للبيع.
وقد ذكرت شيئًا من ذلك أي من جلوسي إليه في دكانه في كتاب (يوميات نجدي).
وابنه الأستاذ أحمد بن عودة السعوي، التحق بوزارة الخارجية واجتمعت به في السفارة السعودية في كانبرا في أستراليا وهو في رتبة (سكرتير) في السفارة، وقد وكلت إليه السفارة الاهتمام بما يتعلق بالشؤون الإسلامية في استراليا، وبأحوال المؤسسات التي تحتاج إلى مساعدة إذا استفسرت عنها الجهات المسئولة في المملكة، فوجدته شابًا صموتًا - على عادة والده، مهتمًا بموضوع الإسلام والمسلمين في أستراليا، حريصًا على الحصول على المعلومات المهمة هناك.
ثم نقل إلى السفارة السعودية في (المأاتا) عاصمة جمهورية (قازاقستان) برتبة سكرتير ثان، وقد قتل غيلة أثناء عمله هناك، حيث اعتدى عليه معتدون اقتحموا شقته التي كان يضع فيها - فيما يقال - رواتب الدعاة إلى الله، أو شيئًا منها إذ كان مهتما بذلك يتسلم رواتب الدعاة من المملكة ويسلمها لهم فعرف بذلك الجناة فاقتحموا الشقة عليه وقتلوه وسلبوا ما فيها من النقود.
وكان ذلك في يوم الأربعاء 10 من شهر شعبان عام 1418 هـ الموافق 10/ 12/ 1997 هـ.
وقد تلقى والده وعمه الشيخ محمد بن عودة برقيات تعزية بوفاته من الملك وعدد من الأمراء والوزراء.
وقد كان لمقتله أسى عظيم في النفوس، واستنكار لهذه الفعلة الشنعاء، وبخاصة من عارفيه وعارفي أسرته وقد حثت الحكومة السعودية حكومة قازاقستان على الوصول إلى معرفة الجناة ومعاقتبهم فوعدت بذلك.
وقد نشرت جرائد المملكة خبر مقتله والتأسف عليه في أماكن بارزة.
من ذلك ما نشرته جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 15/ 12/ 1997 هـ، من أن الملك فهد أمر بطائرة خاصة لنقل جثمانه فقالت: لم تسفر التحقيقات الجنائية التي تتولاها السلطات الأمنية المختصة في قازاقستان
…
الملك فهد يأمر بطائرة خاصة لنقل الجثمان:
الدبلوماسي السعودي القتيل في قزقستان كان بحتفظ في شقته برواتب 4 أشهر:
لم تسفر التحقيقات الجنائية التي تتولاها السلطان الأمنية المختصة في قزقستان حتى الآن عن نتائج تساعد في الوصول إلى قاتل أو قتلة السكرتير الثاني في السفارة السعودية في (الما - اتا) أحمد عودة العبد الله السعوي (40 عامًا) قيمًا أكدت المصادر الرسمية القزقستانية أن الظروف الجوية غير الملائمة تحول دون هبوط الطائرة السعودية الخاصة التي تقل على متنها لجنة التحقيق التي أوفدتها السلطات السعودية، لتقصي الحقائق حول مقتل الدبلوماسي السعودي أحمد عودة السعوي الذي وجد مقتولًا في شقته يوم الخميس الماضي.
وعلق مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية على مقتل الدبلوماسي السعودي بأنه (وجد مقتولًا في مسكنه يوم الأربعاء الماضي 10/ 8/ 1418 هـ إثر تعرضه لحادث اعتداء إجرامي لم تعرف دوافعه وأسبابه بعد).
واضاف المصدر أن لجنة من الوزارة ستتوجه إلى قزقستان لمتابعة التحقيق في هذا الحادث المؤسف وللإطلاع عن كثب على مجرياته بالتنسيق
مع السلطات الأمنية في (قزقستان) مؤكدا أن وزارة الخارجية السعودية على ثقة بأن السلطات المختصة في جمهورية قزقستان سوف تبذل أقصى الجهود للوصول إلى كشف ملابسات هذا الحادث الأثم والقبض على مرتكبيه والمحافظة على سلامة أرواح جميع الدبلوماسيين العاملين في جمهورية قزقستان وتأمين الحماية الأمنية اللازمة لهم بما يكفل أداء واجبهم الوطني.
وقال المصدر "إن وزارة الخارجية السعودية آلمها هذا الحادث المحزن بفقد واحد من موظفيها الأعزاء" وفي اتصال هاتفي مع مكتب الشرق الأوسط" نفي عبدالستار درويش على مستشار سفارة قزقستان في الرياض صحة ما يقال حول أن السلطات في (الما - اتا) لم تسمح للطائرة بالهبوط وقال إن طائرة الرئيس نور سلطان نزاربايف لم تستطع أيضًا الإقلاع من مطار أقمولا العاصمة الجديدة للهبوط في الما - أتا بسبب تردي الأحوال الجوية وطلب عبد الستار علي أن تنقل على لسانه أن حكومة ووزارة خارجية قزقستان تبذلان قصارى جهدهما وتتابعان عمل أجهزة التحقيق للقبض على الجاني وإنزال أقصى العقاب به، مؤكدًا حرص بلاده على العلاقات الودية مع السعودية.
وأبلغ "الشرق الأوسط" أمس القائم بالأعمال السعودي عدنان الحميدي أن السلطات المختصة في المباحث الجنائية والاستخبارات والشرطة شكلت فريقًا للتحقيق والوقوف على ملابسات مقتل الدبلوماسي السعودي الذي اغتيل بدافع السرقة كما يبدو.
وأضاف أن فريق التحقيقات وضع خطة استنفار للوصول إلى الجاني أو الجناة مشيرًا إلى وجود تعاون إيجابي واهتمام كبير من قبل المسؤولين في وزارة الخارجية والسلطات الأمنية القزقستانية الذين أبدوا أسفهم للحادث الذي تؤكد كافة الدلائل والقرائن في موقع الحادث أنه كان بدافع السرقة حيث تتفشي البطالة والانفلات الأمني والفوضى التي تعم البلد.
وقال: إن المغدور الذي لم يمض سوى 4 شهور على وصوله لإستلام عمله كان يعتزم فتح حساب بنكي له إلا أن القتلة يبدو أنهم كانوا يتربصون به ويتابعونه حيث وجدت في شقته حقيبة دبلوماسية مخلوعة ربما كانت تحتوي على رواتب لموظفي السفارة، كما سرق قائل أو قتلة الدبلوماسي السعودي جهازا تلفزيونيًا وأدوات كهربائية مختلفة.
وقال: إن حوادث قتل الأجانب متفشية في (الما - أتا) ولم تعد أمرًا مستغربا وسط الفوضى التي تعم العاصمة القديمة يشار إلى أن الدبلوماسي القتيل يعيش وحده في شقته وكان يعتزم اصطحاب زوجته وطفله الوحيد محمد وعمره سنتان من الرياض للإقامة معه.
وكانت قد أقلعت ظهر أمس إلى كراتشي من مطار الملك خالد الدولي الطائرة الخاصة من نوع (ترايستار) التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز للعودة بجثمان الدبلوماسي القتيل إلى مسقط رأسه في بريدة بمنطقة القصيم (شمال غربي الرياض) ويتوقع أن يصل الجثمان مساء اليوم إلى بريدة حيث سيصلى عليه ثم يدفن هناك.
وما زالت أسرة الدبلوماسي الفقيد تتقبل التعازي في منزل والده الشيخ عودة العبد الله السعوي في بريدة، وتحدث شقيقا الدبلوماسي القتيل الدكتور محمد عودة السعوي المدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وعبد الله الطالب في كلية الشريعة بفرع الجامعة ببريدة لـ "الشرق الأوسط" فذكرا أن مسؤولًا في وزارة الخارجية السعودية أبلغ الأسرة يوم الحادث بخبر الفاجعة ناقلًا تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى والد زوجة
الفقيد وأسرته وأشارا إلى أن شقيقهما أحمد كان على خلق إسلامي رفيع وملتزمًا تجاه ربه ولم يعرف عنه أي سلوك شائن منذ صغره والتحاقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتخرجه متخصصًا في الجغرافيا ثم التحاقه بدورة دراسية في معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية وعمله الدبلوماسي في هولندا واستراليا ومن ثم قزقستان.
ونشرت جريدة الرياض في عددها 10718 الصادر بتاريخ 17 شعبان 1418 هـ والموافق 15 ديسمبر 1997 هـ وصفًا لوصول جثمانه إلى بريدة والصلاة عليه هناك فقالت:
برفقة مسؤولين من الخارجية وسفارة كازاخستان، وصول جثمان الشهيد السعوي إلى المملكة وأداء الصلاة عليه في بريدة بمشاركة أسرته والأهالي:
الأمير فيصل بن بندر: الحادث آلمنا .. والفقيد خدم دينه ومليكه ووطنه.
في مطار الملك خالد الدولي والوضع النفسي لشقيق أحمد منعه من الحديث: وصل صباح أمس الثلاثاء جثمان الفقيد أحمد بن عودة السعوي السكرتير الثاني في السفارة السعودية في كازاخستان إلى مطار القصيم الإقليمي على متن طائرة خاصة أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وكان في استقبال الجثمان لدى وصوله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم ووالد الفقيد الشيخ عودة السعوي ومعالي الشيخ محمد بن عودة السعوي ووكيل إمارة منطقة القصيم المساعد الأستاذ علي بن سليمان السويلم وكبار المسؤولين في المنطقة وأسرة الفقيد.
وقد وصل على متن الطائرة المقلة لجثمان الفقيد صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن محمد بن عبد الرحمن مدير عام التفتيش والمتابعة بوزارة الخارجية ونائب رئيس المراسم بوزارة الخارجية السفير الدكتور عبد المحسن
بن فهد المارك وسفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة والقنصل الكازاخي في المملكة وأعضاء السفارة السعودية في كازاخستان.
وكانت "الرياض" قد تواجدت في مطار الملك خالد الدولي بالرياض فجر أمس لتغطية وصول جثمان الفقيد إلى المملكة.
ولتقديم واجب العزاء لأقارب الفقيد حيث كان بصحبة الجثمان أحد أخوة السعوي والذي لم يمكنه وضعه النفسي إضافة إلى عناء ومشقة الرحلة الطويلة التي قام بها ووقتها المتأخر من إيضاح آخر المستجدات في قضية أخيه.
إلى ذلك نوه الأمير فيصل بن بندر باهتمام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بأبنائها المواطنين، وقال إن مواقف القيادة في مثل هذه الأمور مع أبنائها محل اعتزاز الجميع ونقل سموه تعازي الملك المفدى وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني إلى أسرة الفقيد كما نقل تعازي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وأعرب أمير منطقة القصيم عن مشاعر الألم لمقتل الدبلوماسي السعودي وقال إن الفقيد كان بقدم دورًا فاعلا لخدمة دينه ومليكه ووطنه.
وقد أدى الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز عصر أمس الصلاة على الفقيد أحمد بن عودة السعوي، وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة بريدة كما أدى الصلاة مع سموه صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن محمد بن عبد الرحمن مدير عام التفتيش والمتابعة بوزارة الخارجية ونائب رئيس المراسم بوزارة الخارجية السفير الدكتور عبد المحسن بن فهد المارك والسفير الكازاخي لدى المملكة والقنصل العام الكازاخي في الرياض وبتقديم العزاء لوالد الفقيد في منزله بمدينة بريدة وأشادوا بجهود الفقيد في أداء عمله على الوجه المطلوب ودعوا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.