الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أراضي حي غنامة:
قلت إن (سليمان بن صالح آل سالم) كان ملك أكثر القلبان التي هي ذات أراضٍ زراعية متسعة في (النقع) وذكرت بعض الوثائق التي تؤكد ذلك.
وكان من بين ما يملكه قليب ذات أرض واسعة واقعة في غرب النقع باعها وصية بعد موته، والوصي هو الذي صار عوام الكتاب يسمونه الوكيل وهو غير الوكيل، ووصيه هو صهره محمد بن راشد المضيان الذي صار
يسمى الحمر - أي الأحمر بعد ذلك، وهو خال ابنه محمد الذي كان لا يزال صبيًّا لم يبلغ الرشد عندما مات والده سليمان الصالح السالم.
باع تلك القليب وما يتبعها من الأراضي على (غنام آل محمد) من آل غنام المعروفين في بريدة وهم الذين كان يقال لأوائلهم (الجروان) ويقال للواحد منهم (الجرواني) كما سيأتي ذلك عند ذكرهم في حرف الغين.
وقد باعها محمد بن راشد المضيان بصفته وكيلًا لورثة سليمان الصالح بن سالم وهم ابنه عبد الله بوكالة من أبيه سليمان رحمه الله، وأخواته فاطمة ونورة وأمهم مزنة البراهيم آل محمد (بن سالم).
باع القليب المذكورة وقصرها ومزارعها ومسيلها بجميع توابعها بخمسة وستين ريالًا فرانسة.
ثم أكد الكاتب وهو الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم ذلك بقوله:
"اشترى غنام المبيع المذكور: وهو القليب المرسومة بالنقع بتوابعها من قصر ومسيل ومزارع".
ثم ذكر حدودها بقوله: "يحدها من قبلة قليب علي آل محمد بن جاسر، ومن شرق قليب عنقاء أم محمد الزيد، والزيد هم من آل سالم أيضًا كما قدمنا ذكر ذلك في حرف الزاي، ومن شمال أرض عبد الكريم الجاسر، ومطلع النسر قليب ابن زيد - الذي هو من السالم أيضًا، ومن جنوب أرض هندا، ولا أعرف (هندا) هذه.
والشاهد على المبايعة ناصر العثمان الصبيحي، وهو شخص معروف في زمنه، ورد له ذكر في أكثر من موضع من هذا الكتاب، شهد به وكتبه محمد بن عمر بن سليم حرر في ثاني شوال من سنة 1290 هـ وصلى الله على محمد وعلى الله وصحبه وسلم.
وقد نقلها من خط الشيخ محمد بن عمر بن سليم الشيخ المؤرخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن في 27/ 2/ 1379 هـ.
ومما يجدر ذكره أن أرض هذه القليب قد اتسعت بفعل ضم أراض لها، إما أن تكون من أراضي سليمان بن صالح السالم المجاورة، أو من أراض لأناس غيره، أو تكون من الأراضي الحرة غير المملوكة لأحد في ذلك الوقت.
لذلك اشتراها سليمان بن عبد العزيز الفهاد وفتح فيها مساهمة بسعر حدده أظنه سعر شرائه مضافًا مصاريف التملك، وقد أسهمت فيها مع من أسهم، وصار نصيبي قطعتين في غربيها على أوسع شارع فيها، عرضه 15 مترًا.
وتسلمت نصيبي منها قطعتين متجاورتين تبرعت بإحداهما لاسرة آل سالم الذين منهم صاحبها الأصيل سليمان بن صالح السالم، والأخرى بقيت على ملكي لها.
ولم يتسلمها آل سالم الذين كانوا ذكروا أنهم أنشأوا أو قالوا اعتزموا إنشاء صندوق خيري لمساعدة الفقراء من الأسرة، على قلة الفقير فيها.
وهذه القطعة بقيت مع القطعة الأخرى باسمي فيها صك التملك وحدها.
أما بقية أراضي سليمان الصالح بن سالم في النقع فقد اعتدى عليها أناس غير معروفين، لأنه لم يوجد من يدافع عنها، ما عدا قطعة كبيرة صار الناس يصلون فيها صلاة العيد.
ولم يمكن اقتسام تلك الأراضي وما حولها، لأن قاضيًا يدعي الحصافة طلب من ورثة سليمان الصالح السالم المعروفين أن يبرزوا صكًا يحصر الوراثة يذكرون فيه ورثته ويثبتوا حسب قوله أنه لا وارث له غيرهم.
وهذا مستحيل لتقادم الزمن وموت الجيل الذي بعد الجيل الذي عاصرهم فبقيت مهملة حتى الآن.
وهذه صورة وثيقة مبايعة القليب التي صارت أساس حي غنامة:
وهذه مداينة غير مباشرة أصلها أن عبد الله الرواف وعقل الرواف كانوا يداينون ثنيان السالم (من أهل واسط) وهو من أسرة أخرى تسمى السالم، ليست لها علاقة نسب بأسرة السالم التي منها الدائن الثري سليمان بن صالح السالم هذا، وكان (الروَّاف) قد رهنوا ملك ثنيان في خب واسط بالدين الذي لهم عليه، ، فرأى المستدين أن تكون استدانته من سليمان الصالح السالم، فكان لابد من إطلاق الرهن الذي للرواف في ملك ثنيان، وهو نخله من أجل أن يتمكن الدائن الجديد الذي هو سليمان الصالح من رهنه بالدين الذي سيعطيه لثنيان، وقد التزم سليمان بأن يدفع للرواف المبلغ الذي لهم في ذمة ثنيان مقابل أن يرفعوا رهنهم عن ملك ثنيان ولذلك قالت الوثيقة:
وبعد ما ضمن لهم - أي للرواف - سليمان الدين الذي في ذمة ثنيان.
وقد أشهد الجميع على ذلك شخصين من كبار الأشخاص في بريدة في ذلك الوقت وهما عبد الله الرشودي جد أسرة الرشودي أهل بريدة كلهم، وعبد الكريم الحماد (آل سالم) وهو من أسرة الدائن سليمان بن ناصر السالم، وقد انقطع نسله مثلما انقطع نسل سليمان بن صالح وعشرات من كبار شخصيات آل سالم القديمة لسبب لا نعرفه.
والكاتب هو علي العبد العزيز بن سالم من أسرة آل سالم الكبيرة نفسها، والتاريخ 14 من جمادى الأولى عام 1270 هـ.
وأسفل ذلك إقرار بخطِّ الشيخ الشهير في وقته إبراهيم بن عجلان بأن عبد الله الرواة، وصله جميع الدين الذي على ثنيان وهو الذي ضمنه سليمان الصالح بن سالم، والشاهد على ذلك طويان بن خريف، والتاريخ محرم سنة 1272 هـ.