الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالمستدين من آل سالم الدواسر، والدائن هو سليمان بن صالح آل سالم الذين تقدم ذكره قريبًا.
والشاهدان هما إبراهيم آل محمد بن سالم ومحمد بن سليمان بن سيف، والكاتب هو سليمان بن سيف، وتاريخ الوثيقة في العاشرة من جمادى الثانية سنة 1277 هـ.
وتحتها وثيقة أخرى بخط كاتب آخر هو العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم مؤرخة في 19 شعبان سنة 1274 هـ والشاهد فيها هو ابن المستدين عبد الله بن ثنيان
السالم
.
السَّالم:
أسرة أخرى صغيرة.
من أهل خب البريدي.
منهم الشيخ القاضي علي بن سالم بن محمد السالم تولى عدة مناصب قضائية آخرها - 1397 هـ - مساعد رئيس المحاكم في القصيم وتوفي في شهر ربيع الآخر عام 1397 هـ ولا يزال في الوظيفة عند وفاته، وكانت ولادته في عام 1344 هـ.
وكنت كتبت أنهم من أسرة (المشوح) اعتمادًا على ما ذكره لي الشيخ القاضي علي السالم نفسه قبل أن يلي القضاء، بل وقبل أن أهتم أنا وكثير غيري بأحوال الأسر.
وكان زميلًا لي في طلب العلم على شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وكذلك على شيخنا صالح بن أحمد الخريصي، وذلك في حدود 1365 هـ وشيخنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي، وتولد لديَّ شك في ذلك لأنه بلغني من غيره أن جدهم ليس من أسرة (المشوح) وإنما كان (المشوح) أخواله فنشأ فيهم، وعرف عند العامة أنه منهم.
وسبب هذا الوهم أن الشيخ علي السالم نشأ في بريدة بعيدًا عن والده سالم الذي كان مقيمًا في الجبيل، وكان الناس يسمونها آنذاك (أبو عينين) ولذلك لم يتلق هذه الأمور عنه، وإنما كانت تربيته على يد ابن عمه عبد العزيز السالم، وهو شخص متزن كان صاحب حانوت مشهور في شمال سوق بريدة جنوب الصُّنَّاع فكان يسمى سوق الصُّناع وقريبًا جدًّا من سور حجيلان بن حمد القديم من جهة الشمال من بريدة القديمة.
ولم أكن وقتها أهتم بهذه الأمور التي لم تكن تخفى بدون شك على عبد العزيز السالم هذا لنباهته.
هذا وقد تركت العمل في مدينة بريدة التي كنت أشغل فيها وظيفة (مدير المعهد العلمي) إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1380 هـ التي أصبحت وظيفتي فيها (الأمين العام للجامعة) فلم أعد أرى الشيخ (علي السالم) وإنما كنت أتتبع أخباره منذ أن عين قاضيًا في المحكمة ثم ترقت به الحال إلى أن أصبح مساعدًا لرئيس المحكمة.
كان الشيخ (علي السالم) مفكرًا بمعنى أنه ليس من الذين يمرون على الأشياء دون بحث فيها أو تمعن.
وقد خَلَّف الشيخ علي السالم عدة أبناء راجعني منهم ابنه فهد وهو جامعي مثقف متطلع للمعرفة.
يسأل عن (السالم) أهله أهم من السالم القدماء المذكورين قبل قليل أم من غيرهم؟
فأخبرته مما عرفته من والده بأنهم من المشوح فقال: هذا تبين لنا أنه غير صحيح، وربما كنا نحن من (السالم) القدماء فقلت له: هذا غير مستبعد، ولكنني لا أعرف صحته، بل إنني سألت بعض كبار السن من آل سالم الأسرة الكبيرة فذكروا أنهم لا يعرفون أنكم منهم.
ترجم للشيخ (علي السالم) عدد من المصنفين منهم الشيخ صالح العمري، قال:
الشيخ علي السالم المحمد السالم: ولد رحمه الله في بريدة أو في إحدى ضواحيها عام 1340 هـ، وقد سافر والده وهو طفل صغير فربته والدته وعمه وصهره عبد العزيز المحمد السالم الذي زوجه ابنته بعد ما بلغ سن الرشد وكان عمه رجلًا صالحًا فنشأ في كفالته ثم صار يساعده في دكانه حتى بلغ سن الرشد.
وقد تعلم القراءة والكتابة لدى الشيخ عبد العزيز الصالح بن فرج ثم بدأ طلب العلم على الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي والشيخ صالح بن إبراهيم بن كريديس ثم قرأ على الشيخ عمر بن محمد بن سليم والشيخ محمد بن صالح بن سليم وغيرهم من علماء بريدة.
ولما عين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في القضاء والتدريس في بريدة بعد وفاة الشيخ عمر بن محمد بن سليم قرأ عليه حتى سافر الشيخ عبد الله من بريدة وهو الذي رشحه للقضاء، وقد عين في أحد مساجد بريدة والذي يشهر باسمه ودرس في ذلك المسجد عدة سنوات.
وكان رحمه الله هادئ الطبع متأنيًا في أموره.
وبعد سنوات من توليه القضاء رفع لوظيفة مساعد رئيس محاكم القصيم، واستمر في ذلك حتى توفي رحمه الله في عام 1397 هـ بعد مرض ألم به رحمه الله (1).
وقد تولى الشيخ علي السالم إمامة (مسجد العبودي) الذي أخرجه من أرضه وبناه بنفقته ابن عم والدي عبد الكريم بن إبراهيم العبودي، ولطول إمامة الشيخ علي السالم عرفه بعضهم بمسجد علي السالم.
ذكره الدكتور عبد الله بن محمد الرميان بقوله (2):
(1) علماء آل سليم وتلامذتهم، ج 2، ص 398.
(2)
مساجد بريدة، ص 223.
علي بن سالم بن محمد السالم: تَوَلَّى إمامة هذا المسجد حين تأسيسه بطلب من جماعة المسجد قدَّموه للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضي بريدة، فَعَيَّنه في هذا المسجد واستمر فيه حتى سنة 1389 هـ حيث انتقل إلى محكمة حائل (1)، فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1364 هـ - 1389 هـ).
وُلد رحمه الله في بريدة سنة 1340 هـ وسافر والده وهو صغير، فتربَّى على يد عَمِّه عبد العزيز، وكان رجلًا صالحًا تعلَّم القراءة والكتابة في مدرسة الشيخ عبد العزيز بن صالح الفرج، ثم أخذ عن علماء بريدة.
وترجم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام بترجمة اعتمد في أكثرها على ما نقله عن الشيخ صالح العمري، فقال:
الشيخ علي السالم المحمد السالم (2): قال الأستاذ صالح العمري: وُلد المترجم في بريدة أو في إحدى ضواحيها عام 1340 هـ، وقد سافر والده وهو طفل صغير، فربّته والدته وعمه وصهره عبد العزيز المحمد السالم، وكان عمه رجلًا صالحًا، فنشأ في كفالته، ثم صار يساعده في دكانه حتى بلغ سن الحلم، وقد تعلم القراءة والكتابة لدى الشيخ عبد العزيز الصالح بن فرج، ثم بدأ طلب العلم على الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي (3)، والشيخ صالح بن إبراهيم بن كريديس، ثم قرأ على الشيخ عمر بن محمد بن سليم والشيخ محمد بن صالح بن سليم وغيرهم من علماء بريدة.
ولما عُيبِّن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في القضاء والتدريس في بريدة بعد وفاة الشيخ عمر بن محمد بن سليم قرأ عليه حتى سافر الشيخ عبد الله من بريدة إلى مكة.
(1) أقول: لا أعرف أنه انتقل إلى محكمة حائل.
(2)
علماء نجد في 8 قرون، ج 5، ص 193.
(3)
أقول: تابع الشيخ ابن بسام في هذا ما ذكره الشيخ صالح العمري، والصحيح أن الشيخ علي السالم لم يأخذ عن الشيخ العبادي لصغر سنه لأن الشيخ العبادي مات عام 1358 هـ. الشيخ علي السلام له من العمر 14 سنة على الصحيح.
وقد عُيِّن المترجَم في أحد مساجد بريدة، والذي يشهر باسمه، ودرَّس في ذلك المسجد عدة سنوات.
وكان هادئ الطبع متأنيًا في أموره.
وقد رشَّحه الشيخ عبد الله بن حميد القضاء، فالتزمه، وبعد سنوات من توليه القضاء رُفِّع لوظيفة مساعد رئيس محكمة بريدة، واستمر في ذلك حتى مرض، ولازمه المرض حتى توفي في عام 1397 هـ، رحمه الله تعالى (1).
كما ترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي بترجمة جيدة قال فيها:
علي السالم المحمد: من بريدة، هو العالم الجليل الورع الزاهد الشيخ علي بن سالم بن محمد السالم.
ولد هذا العالم في خَبّ البريدي في غربي مدينة بريدة سنة 1340 هـ ونشأ نشأة حسنة بتربية أبوية كريمة (2)، وقرأ القرآن وحفظه تجويدًا ثم حفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم بهمة عالية فقرأ على أعيان علماء بريدة، ومن أبرز مشائخه الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وصالح بن أحمد الخريصي، وإبراهيم الجبيلي، وسليمان المشعلي، وصالح السكيتي، لازم هؤلاء العلماء بنشاط ومثابرة على الطلب، وقرأ على غير مَن ذكرنا، وكان مكبًا على المطالعة على كتب الأصحاب حريصًا على البحث والنقاش المثمر على فائدة.
(أعماله): تعين إمامًا بمسجد الخضير (3) بشمالي بريدة، وجلس للطلبة فيه فالتف إلى حلقاته ثلة من الطلبة، وكان حسن التعليم واسع الإطلاع في الفقه والفرائض، وحسابها وفي الحديث، وكان الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد
(1) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ج 5، ص 193 - 194.
(2)
أقول: لم يتولى أبوه تربيته، لأنه كان غائبًا عن بريدة وإنما تولى تربيته ابن عم والده عبد العزيز السالم.
(3)
الصحيح مسجد العبودي في العجيبة.
يخلفه أحيانًا على الإمامة والتدريس في الجامع الكبير إذا غاب (1)، وفي عام 1378 هـ تعين قاضيًا في المستعجلة ببريدة، وفي عام 1379 هـ، نقل من مستعجلة بريدة مساعدًا لرئيس محكمتها، وظل في هذه الوظيفة مسددًا في أحكامه حازمًا في كل شئونه حتى وافاه الأجل المحتوم في شهر ربيع الآخر عام سبع وتسعين من الهجرة إثر مرض تشنج لم يمهله، ولكن زملاءه في المحكمة رفعوا برقية لمعالي وزير العدل عن مرضه فبعثت الحكومة فورًا طائرة خاصة نقلته إلى المستشفى المركزي بالرياض بالشميسي وتوفي فيه، فنقل جثمانه إلى بريدة، فدفن فيها (2). انتهى كلامه.
قلت: إن الشيخ علي بن سالم كان زميلًا في الطلب منذ الصغر وأقول هنا: إنني وجدت ورقة كنت أنسيتها، بل إنني عجبت عندما وجدتها لكوني لم أتلفها، وإن كانت مهمة من الناحية الشخصية، فهي من زميل في طلب العلم كان عمره عندما نظمها تسع عشرة سنة لأنه ولد في عام 1344 هـ وليس في عام 1340 هـ كما ذكر ذلك من ترجموا له، وأنا أصغر منه بسنة واحدة.
ولكن سوق الأدب عندنا في ذلك الحين راكدة، بل هي مغلقة غير موجودة، ومع ذلك نظم الشيخ علي ما أسماه شعرًا وبعث به إليَّ يخبرني بل يبشرني بأن شيخنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي قد وافق على أن يجلس لنا مجلس علم في المسجد ندرس عليه فيه.
وقد سررت بذلك وأجبت الشيخ علي بن سالم بنظم مثل نظمه، ولم نكن نعرف العروض آنذاك، ولم نجد أي كتاب يتكلم عليه، وقد درست أنا بعد ذلك العروض من كتاب كتبه بخطه أستاذنا عبد الله بن إبراهيم السليم.
(1) لا نعرف هذا عنه.
(2)
روضة الناظرين، ج 2، ص 132 - 133.
أما الشيخ علي فلا أعتقد أنه فعل ذلك لأنه عيِّن في القضاء في وقت مبكر من حياته ثم صار مساعد رئيس محاكم القصيم.
وهذا نظمه لم أغير فيه شيئًا كما أن نظمي لم أغير فيه شيئًا قال الشيخ علي:
سلام من علي بن سالم إلى
…
محمد العبودي وليس بالمحتفرْ
فاني لست من أهل النظم فإن
…
النظم عليَّ عزيز ينكسر
أبشِّرك بجلسة لشيخنا
…
الموافق رابع لليلة من الشهر
نجل سكيت فأسأل ربي
…
أن يجعله معلمًا في زمان الكِبَرْ
واخبرنا من علومه فربنا
…
يطيل عمره في أعمار البشر
نرجو الله يجعلنا لم نَهِنْ
…
في طلاب العلم حضرًا وسَفَر
فان العلم به حياة القلوب
…
مع حلاوة اللسان وشفاء الصدر
فربنا يجعله خالصًا له
…
ويوفقنا للعلم مع عظيم الأجر
فبالله رُدّ الجواب فما لنا
…
بمشرفات علومكم من خبر
وصلى الله وسلم على الذي
…
فرض لمن طاعته على البشر
وآله وصحابه وأرض اللهم
…
عنهم والتابعين لهم على الأثر
ردي عليه:
نظم فاق وراق عندنا
…
في حلاوته يضاهي المطر
كماءٍ زل عن متن صخرة
…
إلى صحن أخرى لم يشبه الكدر
كمثل عقود الجمان على
…
صدور الكواعب قد انتثر
من أخٍ لنا في إلهنا
…
لا ممن خان ولا مَنْ غدر
هو علي بن سالم الذي
…
على الادلاج في العلم صَبَر
بشراك سمعتها ووعيتها
…
تجبر قلبا لفقد العلوم انكسر
جلسة علم لدى شيخنا
…
صالح من للعلوم ابتكر
فمدَّ الإله لنا عمره
…
ولقنه الحق إن الموت حضر
فالعلم رفيع قدره
…
لا يعرفه غير سادات البشر