الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واشتهر بيت السعيد، لأن شخصًا من أهل بريدة اسمه (الأسطي) حفر من أسفل بئر في بيت السعيد هذا سردابا حتى ظن وهو يحفر تحت الأرض أنه قد وصل إلى القصر ثم وضع في آخر الحفر بارودا متفجرًا كثيرًا.
ثم أحضر قطًا (سنورًا) وربط بذيله فتيلة أوقد في آخرها نارًا وطرده مع هذا الحفر المظلم فهرب القط حتى وصل إلى مكان البارود فاشتعل بسبب هذه الفتيلة.
ولكن الهدف لم يتحقق لأنهم كانوا وضعوا (البارود) في مكان أقرب إلى خارج القصر فلم يكن في وسط القصر كما قدروا فانهدم منه جزء من البرج الغربي الذي هو الشمالي الغربي من القصر، ولم يتضرر منه رجال ابن رشيد، وبنوا الفجوة التي أحدثها الإنفجار في البرج في الليل.
السّعَيْدان:
من أهل بريدة.
أسرة صغيرة جاءوا إلى بريدة من وادي الدواسر.
أكبرهم الآن 1424 هـ عبد الله بن سعد بن عبد الله بن سعيدان (الشاعر) المعروف.
قال سعيد حفيد سعيدان الأول، مات عام 1987 م:
يا الله أنا راجي عَبُّود
…
ومحمد والولد هادي
با الله يا أبا الكرم والجود
…
تدل عبدك على القادي
مالي بوسط الكويت قعود
…
شفي مع الجيش ومرادي
ابي انحر اللي هدبها سود
…
زينة النبا نسل الأجواد
يريد زوجته، وعبود ومحمد وهادي وهو عبد الهادي أبناؤه.
ومنهم سعيدان
…
السعيدان شاعر عامي مجيد، خفيف الظل، لطيف الشعر، حلو المفاكهة حتى كان ظرفه سائرًا في أهل القصيم كلهم.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي الشاعر المشهور من أهل عنيزة قال حدثني والدي إبراهيم الربيعي وكان إخباريًا راوية للاشعار والأخبار العامية قال:
كان سعيدان
…
الشاعر من أهل بريدة خرّازًا وكان الناس يأتون إليه من أنحاء القصيم وبخاصة من جهة الخُبُوب وأعلى القصيم.
وكانت له عادة إذا حَلَّ موسم التمر أو موسم القمح أن يخرج من بريدة، يبيت في أقرب خبوب بريدة إليها، فيتعشى فيه ويبيت عند أهله، ويكون مقامه عند أكثرهم استعدادًا لذلك، فيجتمع في الليلة التي يكون فيها (سعيدان) في ذلك الخب جمع كبير من أهل الخب أنفسهم، ومن جيرانهم الأقربين فيمضون أكثر الليل يستمعون إلى كلامه وشعره ثم إذا كان من الغد انتقل إلى الحب الذي يليه، وفعل فيه فعلته في الذي قبله، ويأتي إليه أهله يسمرون عنده ويجلسون إليه وهكذا من خب إلى خب إلى أن يصل البلدة التي خلف الخبوب فيصنع بها كذلك حتى يصل إلى الرس وهو آخر البلدان التي يصلها فيقضي فيها بعض الوقت.
ثم يعود إلى بريدة، وبعد ذلك يكون أهل كل قرية أو خب قد جمعوا له من التمر أو العيش منهم ومن القرية التي تليهم ما جمعوا ولكنهم يقدرون ذلك بأن يكون حملي بعير من التمر أو حملي بعير من القمح في موسم القمح لا ينقص عن ذلك، فيجتمع له أهل الرس والخبراء مثلًا وحدهم، وأهل الخبوب الغربية القصية مثلًا لوحدهم وأهل الخبوب القريبة لوحدهم، فإذا جمعوا ذلك أرسلوه إليه فباع من ذلك حملًا، وأبقى ثمنه عنده وأدخل الحمل الآخر في بيته.
قال الربيعي: قال والدي: وكان إذا تخلف عن عادته في الخروج إلى الخبوب والقرى أرسل أهلها إليه، واستحثوه على القدوم عليهم.
ولسعيدان
…
السعيدان هذا قصيدة سائرة في المقارنة بين الزوجات يرويها الناس وأكثرهم لا يعرف قصتها، وقد حدثني بقصتها عبد الرحمن الربيعي عن والده إبراهيم الربيعي من أهل عنيزة قال:
سمع سعيدان السعيدان امرأة تتكلم على زوجها بصوت عالٍ وبشدة تقول له: أنا قلت لك قبل هالمرة ترى ما بقي عندنا من العيش إلَّا اللي يكفي شهر، ولا جبت لنا عيش تبي إلى ما يخلص اللي عندنا.
وها الحين أقول لك واعلمك، ترانا ما عندنا من العيش إلَّا اللي يكفي الشهر، لا تخلينا بلا عيش.
فكان يرد عليها بتؤدة ولطف يقول: يا بنت الحلال، بعد شهر يحلها حلال، والله ما معي ولا بيشيلية منين أجيب دراهم اشري بهن عيش هالحين؟
قال: فتعجب سعيدان من ذلك، وإذا صوت رجل يقول لامرأته: وفِري العيش يا فلانة ترى ما عندنا إلا الي يا الله يكفينا شهر، لا تضيعونه مثل المرة الماضية، فتقول له المرأة: يا أبو فلان، عندنا اللي يكفينا شهر، وبعد الشهر يحلها حلال، تقول ذلك بتؤدة ومودة؟
فقال سعيدان في الفرق بين الزوجات:
احدٌ عنده عَدرًا زينه
…
قاعد منبسطْ في داره
إن جَاب شْوَيّ قَنْعَتْ به
…
وإن مَا جاشِيءٍ عَدَّارهِ
واحْدٌ عنده عشبة غار
…
انطل من عنطل جواره
يسمع حِسَّهُ من بالمجلس
…
تزجر كِنَّه في مِنْطاره
عساك ما تبلي بمِثلَه
…
أجارك ربي بجاوره
وحمد السعيدان (ابن الشاعر) كان واعظًا على طريقة أبيه، ومات في بريدة وانتقل ابنه حمد إلى الكويت وصار من أهلها.
حدثني عبد الهادي بن عبد الله السعيدان وهو ابن حفيد الشاعر سعيدان السعيدان أن والده عبد الله السعيدان كان صبيًّا يلعب الكعاب مع فهد الدرسوني كما يفعل الأطفال، قال: إذا حصلت على كعاب حطيته في ماعون عندي من الدرسوني وغيره فرأيت حملة لعلي العيد المنعم ذاهبة إلى الكويت، والحملة القافلة من الإبل، وعلي العبد المنعم هو من العقيلات الذين يتاجرون بالإبل وغيرها، وهو يريد الذهاب إلى الكويت من أجل جلب بضائع إلى بريدة وتكون إبلهم في الغالب ليس عليها ركاب.
قال: فَعَنَّ لي أن أذهب إلى الكويت أترزق الله قال: وكنت في حدود السنة الثامنة عشر من عمري، فتبعتهم فلما تعدوا بريدة ونزلوا أول منزل عرف بي علي العبد المنعم، فسألني: وين انت رايح يا وليدي؟ فقلت له: أبي الكويت أترزق الله! .
فقال: واهلك؟
قلت: ما عندي مشكلة.
فنادى أحد رجاله وقال له: هذا ريال لك، وريال لها الرجال - يريد عبد الله السعيدان - وإرجعوا لبريدة على حدى البعارين والحقنا عقب ما توصل عبد الله لأهله، قال: فأبيت أخذ الريال والرجوع وقلت له: أنا رايح، رايح، للكويت فإن خليتون معكم، وإلَّا فأنا ما أرجع أبدًا إلى بريدة.
فعرف عزمي وضمني إلى عماله.
ولما وصلنا الكويت ذهبت إلى فلان من جماعتنا الذين يشترون أباعر من جهة الكويت والعراق، ويذهبون بها للشام.
وهو (علي الحليسي) فقلت له: يا عم علي أبي أروح معكم للشام.
فقال: لا بأس، تصير مع الطباخ تساعده، فقلت له: أنا ما أبي الطبَّاخ، فقال: أجل تصير مع الراعي (ملحاق له) قال: الراعي بدوي عنزي.
فقلت: طيب، وصرت معه حتى وصلنا الشام وصفينا بضاعتنا من الإبل ثم سعيت حتى حصلت بعض النقود التي تكفي مهرًا للزواج، وعدت إلى بريدة وتزوجت بأم عيالي، وهي من أسرة (الثابت) أهل بريدة.
ورواها لي غيره على الوجه التالي:
كان سعد السعيدان مات والده وهو صغير وكانت أمه لديها موقعة (1) تحط بها عشاها هي وآياه، وبالنهار يحط فيها كعابه ويطلع بها للسوق، وعندما مر علي الحليسي معه بعارين له يريد الذهاب للشام فقال سعد للطفل الذي يلعب معه: خذ الكعابه لك، والموقعة عطه أمي وقل لها: تراه راح مع الحليسي للشام.
قالوا: كان عمره ثلاث عشرة سنة فتبع الحليسي وبعارينه من دون أن يعلموا به ولما وصلوا الطرفية رأوه في الأثل فسألوه فأخبرهم أنه يبي يروح معهم للشام فقالوا: أنت صغير، فصار يبكي.
وكان مع الحليسي رجَّال له شمري، فقال الأحسن تأخذه معنا للأسياح إن كان هو نفعنا أخذناه للشام وإلا رجعناه من الأسياح مع ناس يرحلون لبريدة، فوجدوه جيدًا.
وذهب معهم إلى الشام وتاجر في الإبل لمدة ست سنين ثم عاد من الشام واشترى لأمه بيتًا في بريدة.
(1) الموقعة: إناء من الخشب يقدم فيها الطعام الحار.
السْفَيِّر:
بإسكان السين المشدودة ثم فاء مفتوحة فياء مشددة مكسورة فراء.
على لفظ تصغير السفير من السفر أو هو السفير عند العامة التي تعني ما يكون على القمح بعد طحنه مما يشبه النخالة.
من أهل بريدة.
منهم حمود بن رشيد - بفتح الشين - بن حمود السفير، توفي عام 1367 هـ.
وكان مؤذنا لمسجد عيسى الذي اصبح يسمى مسجد المشيقح لمدة خمسين عامًا متواصلة، وقد عرفته معرفة حقيقيَّة، فكان متدينًا صدوقًا، محبوبًا من الناس.
وابنه صالح بن حمود السفير يشغل الآن - 1401 هـ - وظيفة مدير جوازات الرياض.
وابنه الآخر محمد بن حمود السفير كان يشتغل بتجارة السيارات في الدمام.
وأسرة (السَّفَيّر) قديمة السكنى في بريدة ورد ذكر أفراد منها في وثائق عديدة، منها وثيقة مؤرخة في عام 1248 هـ ورد فيها ذكر المتوفى في ذلك الوقت أي وقت تاريخ كتابة الوثيقة (رْشَّيْد بن سفيِّر).
وتتضمن الوثيقة إقرارًا من عبد العزيز آل فاضل بأنه تسلم حصة زوجته هيا من دار أبيها رشيد بن سفير، وهي بخط الكاتب المعروف سليمان بن سيف.
ولم يذكر تاريخ وفاة رشيد بن سفير ولكنه قديم فهو حتمًا قبل كتابة هذه الوثيقة.
والمقر بما فيها هو عبد العزيز الفاضل وهم أسرة معروفة اشتهر أحدهم بلقب (عِكيَّه) ابنه عبد الله العكية هو أول من قاد ما يشبه المظاهرة في بريدة، وسيأتي ذكر ذلك عند الكلام على أسرته، ولم يذكر فيها شاهد، لأن الكاتب شهد بها وهو ثقة معروف.
وتحتها وثيقة أخرى قصيرة وهي بخط سليمان بن سيف وتاريخها كتاريخ سابقتها.
وبعد كتابة ما سبق عثرت على الوثيقة الاساسية التي تتضمن بيع عبد العزيز الفاضل على عمر بن سليم دار (رشيد بن سفَيِّر) صيبة زوجته هيا - وصيبة زوجته معناها: نصيب زوجته المسماة (هَيَا) والثمن سبعة عشر ريالًا، وأن عمر أثناه الخيار إلى طلوع عاشور - أي أن عمر بن سليم قد جعل الخيار لعبد العزيز الفاضل إلى أجل معين هو طلوع عاشور، وعاشور هو شهر محرم وطلوعه: إنتهاؤه إن جاء عبد العزيز بالدراهم إذا حَلَّ الأجل، وإلا فالبيع صحيح.
وأجل الخيار ينتهي في محرم من عام 1247 هـ.
وفي وثيقة كتبها الزاهد العالم عبد الله بن محمد بن فدا في عام 1288 هـ جرت مبايعة بين (رشيد الحمود) ابن سفير بائعًا على عبد الكريم الجاسر نصيبه من زوجته هيلة بنت عمر الصقعبي بالصباخ.
والشاهد فيها عبد العزيز السليمان، ولا أعرفه معرفة حقيقية.
وهذه صورتها بخطها الواضح:
ووجدت اسم كاتب من أسرة السفير جيد الخط اسمه محمد آل حمود بن سفير كما كتبه بخطه المؤرخ في 1258 هـ وهذا مهم رغم كوننا لم نعثر على الوثيقة كلها.
وهذه صورة ما عثرنا عليه منها:
وأصرح من ذلك في قدم سكنى (السفير) في بريدة ما ورد في وثيقة مؤرخة في عام 1248 هـ من أنه كان يوجد في بريدة زقاق صغير يسمى (سويق السفير) وسويق: تصغير سوق، والسوق هنا هو زقاق وليس سوق البيع والشراء.
وتتضمن أن إبراهيم القاضي باع على عمر بن سليم بيتًا وصف بأنه برأس (سويق ابن سفير).
وشاهدا الوثيقة هما محمد المبارك بن سالم وهو من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكنى في بريدة، وصالح آل حسين وهو صالح بن حسين أبا الخيل والد الأمير مهنا الصالح أبا الخيل أمير القصيم، والكاتب عثمان بن حمد القاضي.
وفي أسفل الوثيقة توصيل مكتوب بخط وشهادة الكاتب المعروف سليمان بن سيف وشهادة صالح آل حسين.
وهذه صورة الوثيقة:
والوثيقة التالية واضحة لأنها مكتوبة بخط واضح هو خط الشيخ عبد العزيز بن الشيخ العالم صعب بن (عبد الله) التويجري.
وهي مخالصة بين الشيخ العالم الشهير بخلافه مع المشايخ آل سليم وأتباعه لكونه من مؤيدي وزملاء الشيخ عبد الله بن عمرو والشيخ إبراهيم بن جاسر وهو إبراهيم آل محمد بن محسن التويجري وبين صالح العلي بن رشيد ومحمد الفاضل من جهة كفالة الشيخ إبراهيم التويجري على (أحمد بن سفيِّر)
الذي قبض تركة حمود آل فهيد بن شعيفان وهي جمل قيمته ثلاثة وخمسون مجيدي، والمراد بالمجيدي ريال فضي وزنه في ضعف وزن الريال السعودي الفضي، وهو أصغر قليلًا من الريال الفرانسي.
وذكرت الوثيقة أن المذكورين رضيا فيما فصل لهما الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.
ومعنى فصل لهما: أصلح بينهما صلحًا رضيا به، ولم يصدر حكمًا شرعيًّا إلزاميًا لهما.
وقد شهد على مضمون الوثيقة ثلاثة شهود هم سابق آل فوزان العثمان والد الشيخ فوزان السابق ومحمد الغديِّر (التويجري) وعبد المحسن بن محمد التويجري.
والتاريخ 28 صفر من عام 1311 هـ.
ومحمد بن حمود السفير كان يكتب اسمه في بعض الأوراق (محمد آل حمود) فيوهم من لا يعرف الأمر بأنه من أسرة لقبها (الحمود) إلا أنه يكتب اسمه واسم أسرته كاملًا في بعض الأحيان محمد آل حمود بن سفير.
وهذه نماذج لكتابته التي فيها اسمه كاملًا مع اسم أسرته نتبعها بنماذج من كتابته التي فيها اسمه واسم والده (محمد آل حمود) التي هي ابن حمود، لأن (آل) هنا معناها ابن.
وهذا أنموذج لكتابته اسمه (محمد آل حمود) فقط من دون ذكر السفير: