الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويجالسهم ولصبغته في أخذه عن العلماء المتقدمين الذين قد ذكرت كان متأثرًا بالعلم والأدب والدين وفي سلك أهل الفضل.
كما أنه قوي النفس شجاع كريم الأخلاق وبعد وفاة زميله عدل إلى طبع الكتب الفقهية في بيروت ودمشق وحصل على قدر كبير منها، فمن مطبوعاته "الإفصاح" لابن هبيرة والاختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية" و"كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات" و"المذهب الأحمد" و "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" و"زوائد الكافي والمحرر في المقنع" و"المقنع لابن قدامة" و"جامع العلوم والحكم" جعله في ثلاثة أجزاء، و"تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي" و"الحسبة في الإسلام" و"وظائف الشيخ عبد الرحمن العمري"، و"التبيان في أقسام القرآن" و"غاية المنتهى" لمرعي بن يوسف وغيرها، وقد أبرزها بالحرف الكبير وخدمها بالتجليد الإفرنجي.
وكان يقول لي إني حرصت على طباعتها بالحرف الكبير أريد أن يقرأها الناس لأن الأبصار قد تضاعفت في هذا الزمان، وحقيقة أنه يشكر على خدمته لكتب الحنابلة، ثم أنه أصيب بمرض يعاوده كهيئة الجلطة حتى توفاه الله في هذه السنة وخلف عقبًا من الذكور والإناث فغفر الله له وعفا عنه" (1).
السِّعيد:
على لفظ سابقه.
أسرة أخرى من أهل الهدية شرق بريدة، ومنهم أناس في بريدة.
يرجع نسبهم إلى قبيلة شمر.
جاء جدهم سعيد مع أخوين له من جهة حائل قبل نحو مائتين وخمسين
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 7، ص 380 (الطبعة الثانية).
سنة حسبما ذكروا، وأسس هو وأحد أخويه الهدية وذكروا أنها لم تكن فيها عمارة قبل ذلك، وإن إمارتها كانت لهم لم تتخللها إلَّا فترة كانت الإمارة فيها العجلان بن زيد العجلان.
قالوا ونحن نعد 7 أجداد قبل أن نصل إلى المؤسس سعيد الذي جاء إلى الهدية من حائل.
منهم علي بن عبد الله بن حمد السعيد الذي أنشأ متحفًا في بريدة، وهو أول متحف ينشأ فيها، وقد جَدَّ في ذلك، حيث اسسة من ماله فكان يشتري المقتنيات ويقبل ممن يهديها إليه، حتى الكتب كان يقبلها من مؤلفيها أو ممن يهديها إليه ويضعها في مكتبة في المتحف، ابتغاء جلب المشاهدين وإفادتهم، وكل نفقاته التي أسسها بها من ماله الخاص.
ومنهم زميلنا علي بن محمد السعيد ترك العمل مع أهله بتشجيع من والده الثري المعروف بالتاجر لأنه كان يداين في الربيعية والشماسية بمعنى أنه يعطي النقود للفلاحين كما هي عادة التجار بأرباح كبيرة.
وتفرغ (علي) للدراسة على المشايخ معنا وكان مجتهدًا عجبت من فطنته البعض المسائل التي لا يفطن لها كثير من الطلبة، ولكنه انقطع عن ذلك فيما بلغني قبل أن يصل إلى رتبة قاضٍ أو نحوه.
وكان صديقًا لي في وقت الطلب، ويعرف الناس أن والده آثر أن يكون ابنه هذا طالب علم، رغم حاجته إليه في أعماله، وبخاصة منها ما يحتاج إلى كتابة.
وقد توفي على السعيد هذا في عام 1416 هـ رحمه الله.
أقدم الوثائق التي ذكرت السعيد هؤلاء، مع أنني لا أتيقن ما إذا كان المذكور فيها وهو عبد الرحمن السعيد هو من هذه الأسرة أم من غيرها، تلك الوثيقة المؤرخة في 29 المحرم سنة 1264 هـ وهي وثيقة مداينة بين
عبد الرحمن السعيد ومحمد آل عبد الرحمن الربدي.
والدين مائتان وثلاثون صاع حب بر نقي حنطة ولقيمي يحل أجل الوفاء بهذا الدين في شهر جمادى الأولى سنة 1264 هـ.
وأيضًا ستمائة وزنة تمر: شقر ومكتومي يحل في شهر ذي القعدة سنة 1264 هـ.
وعشرة أريل يحلن حلول التمر أي في موعد حلول أجل تسليم التمر.
ومن الغريب أنه أضيف إلى هذا الدين ريالان ليسا للربدي وإنما هما لمحمد آل عبد الرحمن بن بسام، يحل أجل الوفاء بهما مع الدراهم وهي الريالات المذكورة قبلها.
والرهن غريسهم أي غريس السعيد، المراد به النخل غير القديم الغرس وهو في وهطان.
والشاهد عبد الله بن محمد الحميدي.
والكاتب لبيدان بن محمد.
وجاء ذكر لأحدهم في وثيقة مؤرخة في عام 1303 هـ متعلقة بمداينة، الدائن فيها محمد السليمان آل مبارك وهو محمد بن سليمان العمري ومكتوبة بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم والشاهد فيها هو ابنه سليمان، والمستدين هو صالح آل محمد بن سعيد راع الهدية من هذه الأسرة.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى أقدم منها تتعلق بصالح السعيد هذا، وهي مؤرخة في عام 1293 هـ وتتعلق بمداينة، الدائن فيها محمد السليمان العمري، وهو الدائن في التي قبلها ولكن اسمه في الأولى كان محمد بن سليمان المبارك ومبارك هو جده القريب.
والوثيقة بخط عبد الله بن شومر الذي سيأتي ذكره في حرف الشين.
والشاهد هو حمد السالم من أسرة آل سالم الكبيرة القديمة السكنى في بريدة.
ولردائة خطها ووجود ضرب وهو خطوط عليها أردت كتابتها بحروف الطباعة، ونصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أقر صالح السعيد بأن في ذمته لمحمد السليمان العمري ستة عشر ريال فرانسة يحلن دخول شهر رمضان سنة 1294 هـ شهد على ذلك حمد السالم وشهد به كاتبه عبد الله بن شومر.
أيضًا أقر صالح السعيد بأن لحق عليه في ذمته لمحمد السليمان العمري خمسة أريل إلَّا ثلاثة وتفلسية يحلن طلوع شهر رمضان 1393 هـ شهد على ذلك حمد السالم وشهد به كاتبه عبد الله بن شومر، حرر في شعبان سنة 1293 هـ".
وليس فيها ما يحتاج إلى شرح إلا ما جاء من ذكر المبلغ في آخرها وهو أنه خمسة أريل إلَّا ثلاثة وتفلسية فالثلاثة المراد بها ثلاثة أرباع: جمع ربع وهو عملة نحاسية صغيرة، سميت الربع لأنها ربع الجرش، الذي هو ثلث الريال، وأما التفلسية فإنها نقد نحاسي ضيئل القيمة أيضًا حتى بالنسبة إلى الربع.
ومن الوثائق المتعلقة بهذه الأسرة ولا تخلو من الطرافة المتمثلة في كون الدائن والمستدين كلاهما من أسرة تسمى السعيد ولكنهما أسرتان مختلفتان أصلًا، فالمدين من السعيد هؤلاء الذين هم من شمر، والدائن من السعيد المعروف بالمنفوحي، ويرجع نسبهم إلى قبيلة سبيع.
ومع ذلك لم يذكر في الوثيقة الاختلاف بين الأسرتين أو التمييز بينهما، وهذا شاهد من الشواهد الكثيرة على أن أهل بريدة لا يبالون كثيرًا بذكر الانتساب إلى الأصل أو التنويه به.
والوثيقة مكتوبة بخط الكاتب الثقة المكثر من الكتابة وهو سليمان (بن محمد) بن سيف، كتبها لعشر بقيت من رجب أي في اليوم العشرين من رجب سنة 1270 هـ.
وتحتها وثيقة إلحاقية يحل الدين فيها دخول ربيع الأول من سنة 1271 هـ بخط سليمان السيف أيضًا.
وتقول الوثيقة في أولها:
الحمد لله وحده:
مضمونه بأنه حضروا عندي عبد العزيز السعيد وسعيد آل حمد، وتحاسبوا وصار آخر حساب من الدين اللي بذمة راشد وأبوه من طرف النخل أربعين ريال.
وبهن الناقة الملحاء والقعود، رهن وهي لسعيد قبل، وخمسمائة وزنة تمر قادمات .. الخ.
والشاهد سليمان الرشيد، والظاهر أنه سليمان بن رشيد بن سليمان الحجيلاني الشهير، ومحمد السليمان، والمراد به ابن الكاتب ابن سيف.