الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلماء ورثة الأنبياء كما
…
جاء منصوصًا صحيح الأثر
فأوصيك أخي بالعلوم التي
…
سناء بهاها يباهي القمر
ولإلهنا نمدُّ أكُفَّنا
…
ليهدينا في العشي والسحر
وهذا كلام من أخيك محمد العبـ
…
ـودي، رهين الذنوب والغِيَرْ
ولولا اشتغال له لأطاله
…
إطالة مَنْ لا يُبْقِي ولا يذر
فقد قلَّ في زمننا أهله
…
وعُشَّاقه عكس عشاق الصور
السَّالِم:
من أهل بريدة، أسرة أخرى جاءوا إليها من الشماسية.
وقبل ذلك كانوا في النبقية، وقد جاءوا إلى النبقية من النبهانية، وليست لهم قرابة نسب بأسر السالم التي تقدم ذكرها.
حدثني بذلك أكبرهم سنًّا وهو محمد بن سالم بن حمد بن سالم بن شايع بن سالم آل سالم، ولد في عام 1318 هـ تقريبًا فهو الآن - 1407 هـ - في سن التاسعة والثمانين، وكنت سمعت مثله عن والدي عندما كنت صغيرًا.
منهم سالم بن حمد بن سالم بن شايع كان صيادًا ماهرًا مولعًا بالقنص والصيد مشهورًا بذلك عند أهل الشماسية، فكان الشخص منهم في وقته إذا جاءه ضيف لا يستحق أن يذبح له ذبيحة أو لا توجد عنده الذبيحة فإنهم يقصدونه لذلك فيجدون عنده (الجلاء) وهو لحم الظباء المقدد، وله في الصيد والقنص أخبار كثيرة.
مات سالم المذكور عام 1347 هـ.
ومع كون سالمًا هذا مولعًا بالصيد والقنص فإنه كان كاتبًا في وقت كان فيه الكتبة في الشماسية قليلي العدد، وكان قارئًا بحيث أصبح إمام المسجد الجامع في الأوقات الخمسة العادية.
ذكره الشيخ صالح بن سليمان العمري في تلاميذ آل سليم.
وسبب موت سالم أنه كان راجعًا إلى الشماسية من بريدة وكان راكبًا على بعير، وخلفه إبنه يمشي فقمص البعير أي فزع من شيء ورثع أي أراد أن يركض بعد أن كان يمشي مشيًا هادئًا، وكان سالم غافلًا فوقع على رقبته من البعير ومات، وحدث ولده علي الذي كان معه أنه لم يتكلم إلا بكلمة واحدة بعد سقطته، وذلك بعد أن ظل كالمغمى عليه فترة فقال يسأل ولده (علي) هو أنا طحت؟ وذلك أن الذي يحدث له شيء فجاءة يغيب عنه فكره فإن ذاكرته لا تسجل ذلك الشيء مباشرة بل يحتاج إلى لحظات، ثم سكت ومات.
وكان عمره عند موته نحو الخامسة والسبعين.
ولسالم بن حمد السالم هذا شعر منه قوله:
يا ونتي منها صليب الصفا ذاب
…
ومنها عيوني دمعهن حَرِّقني
لو يسمعه مِنَّ الوَغَد ليلةٍ شاب
…
والبيض منها حملهن حَذِّفَنِّ
لو هي تجي بالحرب ثوَّرْتَ الاطواب
…
والبيض ما يقدر على حربهنِّ
وسبب هذه الأبيات الغزلية أنه كان مسافرًا هو وملحم الفعيم، من قومه أهل الشماسية إلى جهة سدير فرأوا فتاة أعجبهم منظرها واستثارت شاعريتهما فكل واحد منهما قال فيها شعرًا فكانت هذه أبيات سالم.
ومنهم والده حمد بن سالم بن شايع المتوفى عام 1341 هـ في بدوية كانت نزلت بالشماسية ورآها وهو شاب فرحلت وانقطعت أخبارها:
يا دار وين اللي ظعن عنك للريف
…
ماهوب هوى له مير هذا نصيبه
البارحة نطيت روس مشاريف
…
وهيضت فيهنَّ فنُونٍ غريبه
على خليل ما ذكر لي ولا شيف
…
ما غير جروحي بالضماير مصيبه
زَرْعَ الحشا دَبّ به جراد سراعيف
…
ساحوت يمحل بالرياض العشيبه (1)
(1) سراعيف: أي مندفعة أي الدبا قد دب بالزرع الذي في حشاه.
حرمت انا نقل التفق والتطاريف
…
طرد الهوى من عقبهم ويش لي به
وقد عمر حمد السالم هذا دهرًا، إذ تجاوز عمره التسعين.
مما ذكرني بحفيده عبد الله بن سالم الذي تجاوز التسعين بخمس سنين ولا يزال حتى هذا العام - 1423 هـ - متمتعًا بذاكرته وهو مؤذن مسجد الحي الذي يسكن فيه في شرق بريدة.
ومنهم منيرة بنت سالم الحمد لا تزال حية - 1399 هـ - لها شعر عامي منه قولها في أخويها عبد العزيز وحمد، وقد غابا معًا في السفر وأبطأت مكاتيبهما:
يا مرحبا باللي لفانا كتابه
…
عد الهبوب وعدما صاير صار
أوعِد ما ينشي حقوقٍ سحابه
…
أوعد ما ملت هماليل الامطار
من دونكم خدٍّ تقطع سرابه
…
وانتم على شفا البحر بين الأزوار (1)
وجدي عليكم وجد اللي عميق صوابه
…
على السّلامي غادي عظمه نثار (2)
واللي بوسط القيظ ضيِّع ركابه
…
اللي فقد ربعه على الغبن صَبَّار
ومنهم الشيخ سالم بن محمد بن سالم تولى قضاء المستعجلة في الرياض عدة سنين وهو الآن قاضي في محكمة تأديب الموظفين - 1402 هـ - وكان قد حصل على الماجستير.
وابن عمه سالم بن عبد الله السالم يشغل الآن - 1401 هـ - وظيفة مساعد الأمين العام للدعوة الإسلامية في الأمانة للدعوة الإسلامية، وكان قد حصل على الماجستير من المعهد العالي للقضاء:
(1) الأزوار: جمع زور، وهو الموج.
(2)
السلامي: العظم الصغير من عظام اليدين والرجلين.