الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ قدوم آل سالم إلى منطقة بريدة:
آل سالم أبناء عم لآل سيف أهل بريدة القدماء، وآل سيف فيهم كتبة وعلماء من قديم الزمان لذلك استطاعوا أن يحفظوا نسبهم مسلسلًا إلى جزاي أي نسب آل سيف.
أما آل سالم فلا نعرف منهم عالمًا في القديم، بل ولا كاتبًا معروفًا قبل القرن الثالث عشر، لذلك لم يستطيعوا إيصال نسبهم إلى الجد الأعلى (جزَّاي) وإنما كانوا يصلونه إلى دخولهم في أسرة (السالم) إذ كانوا من فروعها.
ومع ذلك يمكن، بل يصح الاستدلال بنسب أبناء عمومتهم الأبعدين (آل سيف) على وقت وصولهم إلى بريدة، لأنهم جميعا من ذرية (جَزَّاي).
أول من أعطاني نسب آل سيف بمعنى سلسلة أجدادهم إلى جزاي هو الشيخ القاضي محمد بن ناصر السيف، وهو ابن الكاتب الشهير الفقيه الثقة ناصر السليمان بن سيف، وقد عد 14 جدًّا لهم حتى وصلوا إلى جزاي.
مع العلم بأن الشيخ محمد بن ناصر السيف مسن ربما كانت ولادته في آخر القرن الثالث عشر، وبذلك يصح أن نزيد في نسبه بعده ثلاثة أسماء فيكون الأجداد بينهم وبين (جزّاي) 17 جدًّا وحسب المصطلح عليه عند علماء النسب أن يحسبوا لكل قرن ثلاثة أجداد فيكون زمن (جزَّاي) على هذا قبل 570 سنة، وهذا هو المعتبر في أذهان الذين يهتمون بهذه الأمور منهم، والله أعلم.
فآل سيف هم من ذرية سيف بن جزا بن جَزَّاي، وآل سالم من ذرية سالم بن جَزَّاي، وهذا هو الذي يحفظه من أدركناهم من كبار هذه الأسرة ومنهم طالب علم شهير في وقته هو عبد الله بن علي العبد العزيز السالم، الآتي ذكره، ومنهم عبد العزيز بن عبد الله بن غصن آل سالم الذي سنذكر ترجمته في الكلام على (الغصن) الذين هم من آل سالم.
وهم غير الغصن الذين يقال لهم الغصن الجرياوي، فأولئك متفرعون من أسرة (الجرياوي).
أما الجهة التي جاء منها آل سالم فعند أوائلهم قصة يتداولونها عن أصلهم ومجيء أسلافهم إلى القصيم وهي طبقا لرواية عبد الله بن علي آل سالم الذي هو طالب علم مدرك، وكاتب جيد الخط، ولبيب محب للكتب وسعة الإطلاع حتى كانت توجد عنده كتب تاريخية لم تكن أمثالها توجد عند أمثاله من طلبة العلم في عصره، وقد توفي عام 1357 هـ يقول في روايته:
إن ثلاثة رجال مروا بالقصيم إما أن يكونوا حجاجأ أو مارين عند مجيئهم من البدو إلى جهة أخرى حسبما يفهمه، وكانت أسماؤهم جَزَّاي ومينا، وحصيني، ولما وصلوا القصيم كان أحدهم وهو مينا قد مرض، فاضطروا إلى انتظار شفائه غير أن مرضه طال فخشوا إن انتظروه أكثر من ذلك أن يفوتهم ما ذهبوا إليه، فتركاه في رعاية أحد المحسنين لأنه غريب لا أقارب له، وقد مرضه ذلك المحسن مدة طويلة حتى شفي من مرضه، فكان وهو في دور النقاهة يخرج إلى محله ويكون حوله، وهو يعمل.
وعندما عاد إليه الرجلان بعد ذلك وجداه لا يستطيع السفر لضعفه فلبثا مدة في القصيم تحسنت صحته أثناءها إلا أنه رأى من حياة الحضر في هذه المنطقة ما أعجبه فقرر البقاء فيها، وتبعه رفيقاه بعد ذلك غير أنهما كان لابد من ذهابهما إلى أهلهما ثم العودة.
وهكذا كان فقد بقي (مينا) في القصيم في موضع بريدة الأولى، وبقي أخوه (حصيني) في مكان آخر في القصيم، وبقي جزَّاي في بريدة وصار من أهلها، وذهب بعض ذريته إلى حائل فسكنوها.
أما ذرية (جَزَّاي) الذين انتقلوا إلى حائل فبالنظر إلى أن جدهم جاء إليها
وحده وليس له فيها أبناء عم فإن الذين يريدون مغايظته كانوا يقولون له: إنه درويش جاء من الديرة الحدرية.
ويحكون في هذا الصدد أن أحد ذريته من الأثرياء كان قد دعا أمير حائل في بستان له ليس له نظير، وقد دعا معه طائفة من الأعيان، وكان العامل على السواني غير راض عنه فأراد الانتقام منه، فصار يتغنى بأبيات من الشعر لا ندري أقالها أم كان سمعها وتمثل بها ومنها هذا البيت:
أولاد (جَزَّاي) عباةٍ مرقعه
…
دراويش، ما يدْرَي منين يكونون
وذلك أنهم حصلوا على ثراء وجاه، من دون أن يكون لهم أبناء عم في منطقة حائل، بل من دون أن يوجد من يستطيع أن يؤكد ما ذكروه من أصلهم لقلة السكان الذين أصلهم منهم أو انعدامهم في ذلك الوقت.
ويقول الإخباريون من (آل سالم): إنهم لا يعرفون المينا) هذا على غرابة اسمه أسرة ولا يعرفون أنه خلف ذرية أم إنه قد انقطع نسله، والأغلب أنه انقطع نسله، أو لم تكن له ذرية من الذكور أصلًا.
أما (جَزَّاي) فإنه الذي يعرف نسله وقد خلف أسرتين كبيرتين أحداهما (السالم) هؤلاء من ذرية ابنه سالم بن جَزَّاي والثانية: أسرة السيف من ذرية حفيده سيف بن جزا بن جَزَّاي.
وأما (حصيني) بصيغة تصغير حِصنْي والحصني هو الثعلب فإنه صار جدًّا لأسرة كبيرة مشهورة في القصيم.
وهذه الحكاية عن أصل أسرة (آل سالم) سمعتها من أكثر من عشرة من المسنين من آل سالم وفروعهم وأغلبهم من الثقات المعروفين بضبط الأخبار، ويصعب تخيل أنهم ذكروا لي أو رووا ما لا أصل له.