الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال زوج أختها: ويش هذا؟ قالت ها اللي تشوف حنا مطرودين ولولا هذا الصندوق ما سلفتنا مئة ريال.
قام ولم راسه وتعجب من حيل النساء تفوق على حيل الرجال، وبقي عندهم عيش والبعارين وصاروا في سعة الرزق.
وهذا من حسن تصرف الحرمة الطيبة وانتهت القصة.
السُّلْمِي:
بضم السين مع إشمامها بالكسر وإسكان اللام ثم ميم مكسورة وآخرها يا نسبة: على لفظ النسبة إلى (سُلَّم، ) أو إلى السلم: أسرة من أهل بريدة، تفرعت منها أسرة (العبيد السلمي).
منهم سليمان بن محمد السلمي من أهل خب القبر كان هو المعتمد في خرص التمر في زمن حكم الرشيد ثم في زمن حكم صالح بن حسن المهنا.
ويعرف عنه أنه لطم الذين كانوا قد أرسلهم الملك عبد العزيز بن سعود لخرص التمر في المذنب من أجل أن يقبض زكاته، فعلم بذلك صالح الحسن المهنا، فأرسل سليمان بن سلمي هذا وأمره بأن يأخذ الأوراق التي مع العمال المبعوثين من قبل الملك عبد العزيز.
فلما وصل إليهم ابن سلمي طلب من رئيسهم الأوراق فامتنع فصفعه على وجهه وأخذ الأوراق منه ومزقها، وخرص نخل المذنب كعادته.
وهذه من مظاهر التناقض بين الملك عبد العزيز وصالح الحسن الذي انتهى بخلع صالح وتسفيره إلى الرياض وحبسة هناك، كما سيأتي ذلك في رسم (المهنا).
ومنهم عبد الرحمن بن عبد الله السلمي كان يخرص أيضًا ثمار النخيل والزروع للزكاة في زمن حكم محمد العبد الله بن رشيد.
وقيل: إن الأمير محمد بن رشيد طلب منه أن يزيد في خرص النخل، لأن في ذلك زيادة في نصيب الأمير من الزكاة.
فامتنع من ذلك.
فقال له ابن رشيد: فلان يخرصها أكثر، قال: ذاك يزود الخرص ويخليك تأكل حرام.
لكن تراي ما أخرص بعد هذا، فقال له محمد بن رشيد: أبدًا ما يخرص عقب هذا إلَّا أنت.
مات عبد الرحمن السلمي عام 1336 هـ، وهو جد العلماء آل عبيد من جهة الأم، الذين منهم عبد المحسن العبيد الزاهد المتأوه، وأخوه فهد بن عبيد الواعظ الشهير وإبراهيم العبيد صاحب التاريخ، لذا ذكره في تاريخه فقال:
كان خارص الأمير حسن المهنا الذي يبعثه عاملًا للزكاة جدنا من قبل الأم وهو عبد الرحمن بن سلمي، وقد امتاز بالعدل والإنصاف في خرصه لا يظلم الناس ولا يجور في الخرص، ولما وشي به بعض الأعداء إلى الأمير حسن بن مهنا بأنه يتسامح ولا يأخذ الزكاة كاملة بعث إليه من يفتش عليه في خرصه ويدقق، وكان ذلك بعد ما جعل الصدقات في سجلها وتصرف الفلاحون بالثمار فغار لذلك عبد الرحمن ومزق السجلات واشتد غضبه ورجع إلى الأمير قائلًا: كنت أتيك بها نقية فبعثت لي من يأتي بها قذرة، فالعفو أريد أيها الأمير.
ولما خرج من عنده غضبان آسفا جاء المفتش إلى الأمير وجلس قائلًا: أيها الأمير انه مزق الأوراق خشية أن أعرضها على الثمار، فأرى عمله وعلاوة على ذلك يقول اذهب إلى سيدك يجعلك عاملًا فما لدي له خير.
فعند ذلك أحضره الأمير لديه واسترضاه، وقال له: قم يا عبد الرحمن فلا معارض لك بعد هذا اليوم، ولكن كيف نصنع بالذين ضاع حسابهم ولم نقف على خبرهم، فقال العامل عبد الرحمن وكان حافظًا يجيد سرد الزكوات من حفظه فأملاها على البديهة كما كانت، وذكر كاتبه أنها على وفق وضعها في السجل، وكان سكرتير الأمير حسن بن مهنا والدنا السعيد قدس الله روحه وذلك الجودة خطه وأمانته فكتبها كما ألقاها الخارص.
أما عبد الرحمن هذا فمن نكته أنه خرص مرة ثمرة مزارع فضج المزارع يقول: ظلمتني يا خارص فإنه لا يبلغ الزرع هذا القدر، فأجابه قائلًا: بعه علي فقد اشتريته بخرصي فخجل المزارع وسكت (1).
ومنهم محمد بن ناصر السلمي من معلمي البناء بالطين المشهورين، وابنه ناصر من كبار رجال الأعمال التجارية في بريدة - 1397 هـ، وقد اشترك في التجارة مع فهد الغنام، فلما مات فهد كان من الطبيعي أن يقسم المال المشترك بينهما فيعطي ورثة فهد الغنام نصيبهم منه، ولكن الورثة رفضوا ذلك وفيهم نساء، وقالوا: لا يمكن أن نترك الشراكة التي كانت بين والدنا المتوفى وناصر السلمي تنتهي، وقرروا الاستمرار فيها! ! !
وجدت وثيقة مؤرخة في الثالث من شهر ذي القعدة سنة 1279 هـ بخط حمد آل محمد بن مضيان وتتضمن مداينة، الدائن فيها هو غصن الناصر وهو من آل سالم الأسرة الكبيرة القديمة السكني في بريدة، وهو راس أسرة الغصن الذي هم من السالم، والمستدين فيها مشاري بن قنبر ولا أعرف عنه شيئًا، ولكنه كان فلاحًا في ملك بنت شهيب في شمال خب البريدي، فهو إذًا لا يملك النخل الذي يعمل فيه.
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 2، ص 244.
والشاهد في هذه الوثيقة هو عبيد بن سلمي فإذًا هو رأس أسرة العبيد السلمي فإن هذا يدل على أن سكني (السلمي) الذين هم الأصل أقدم من ذلك في بريدة، وقد وقفنا بعد ذلك على وثائق تثبت قدم سكناهم فيها.
ولا بأس بخط الوثيقة إلَّا أنني أرى أنه توجد صعوبة في قراءتها وسنأتي على تحليل ما فيها في رسم (القنبر) في حرف القاف.
وجاء في وثيقة أخرى مؤرخة في عام 1335 هـ ذكر عبد العزيز المحمد العبيد بن سلمي وهي ورقة مداينة بينه وبين فهد بن علي الرشودي، زعيم بريدة في وقته.
والدين عشرة أريل ثمن تمر يحل في محرم فتح عام 1336 هـ والشاهد محمد أبو مالك من أسرة (المالك) الذين ذهب من اسمهم (أبو) فصاروا يسمون المالك، وسيأتي ذكرهم في حرف الميم.
وهم الذين نسبت إليهم حارة في بريدة اسمها (حارة المالك) كما شهد به كاتبه غدير المحمد التويجري.
ومن متأخري السلمي الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي أستاذ في المعهد العالي للقضاء.
نشر الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي بحثًا في مجلة البحوث العلمية في عددها (79) عن المماطلة مظاهرها وأضرارها وأنواعها وأسبابها في الفقة الإسلامي، مركزا جدًّا يقع في 85 صفحة، ويدل على طول باعه في البحث، وإطلاعه ورسوخ قدمه في المباحث الفقيهة.