الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونحوها، وذلك بالنسبة لمن بقوا منها على اسم السالم.
أما من تفرعوا منها وصارت لهم ألقاب أخرى فإن التمييز بينهم ممكن، وقد فعلنا ذلك، إذ ذكرناهم فيمن ذكرنا من الأسر ذوات الاسم المتميز الذي تعرف به.
وقد لحق ببعض الذين لا يزالون على اسم السالم ألقاب مميزة لهم، فجماعة منهم يسمون (الكِدْس) بكسر الكاف وإسكان الدال، والكدس: هو الكومة من القمح الذي يحصد ويجمع في قصبه وسنبله قبل أن يداس ويذري، واللفظ عربي فصيح ذكرته في معجم:(الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة).
وطائفة يسمون (الرقيطا) والرقيطا في الأصل: تصغير الرقطا وهي السحابة في السماء، إذا كانت على هيئة نقط متواصلة كجلد النمر، لأن النمر أيضًا أرقط.
وطائفة ثالثة اسمها: (الكشر) والكشر والكشرة مقدمة فم الإنسان وقد ذكرت هذه اللفظة أيضا بتوسع في معجم (الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة).
وكلهم لا يحبون هذه الألقاب، ولذلك لا يواجههم الناس بها ولا تذكر إلا على سبيل التمييز في المجالس الخاصة، وبين الأفراد، بخلاف ما إذا كان المجلس عامًا أو فيه علية من القوم، فإن الحاضرين لا يذكرون الإنسان إلا باسمه ترفعًا عن الألقاب.
مع أن هذه الألقاب لا تشعر بذم ولا بنقص، أما الذين من السالم ليس لهم ألقاب ممن بقوا على اسم (السالم) فإنهم يعرفون بأماكن سكناهم، كأن يقال: ابن سالم راعي واصط أو راعي المريدسية، أو راعي الوجيعان، وهكذا.
الذين ذهبوا إلى العراق:
ذهبت طائفة من آل سالم إلى العراق مثل غيرهم من الأسر واستقرت فيه ولا نعلم عددهم ولا الفرع الذين هم منه ولكن يظهر أن ذلك كان قبل أن يتفرع آل سالم إلى فروع.
وقد سكنوا في العراق وهجروا نجدًا، حدثني الشيخ عبد العزيز بن غصن آل سالم وهو شيخ عالم قال: قال لي ابن عمنا عبد الله بن علي السالم، وهو طالب علم وإخباري مجيد: أبشرك إننا سألنا عن عيال عمنا السالم اللي راحوا للعراق عساهم ما تشيعوا أي لم يصبحوا من الشيعة، قأخبرنا الناس أنهم لا يزالون على مذهب أهل السنة!
أقول: وجدت في دفتر مديهش بن محمد من أهل الشقة الذين نزلوا العراق، وقد اشتغل بالتجارة في بغداد حتى أثرى واستفدنا من قيوداته فوائد جمة ذكرًا لبعض آل سالم الذين ذهبوا للعراق في مداينات وقيود تجارية.
منها هذه الورقة التي كتبت في بغداد تقول عند سليمان الحمد السالم المديهش بن محمد أربعة وثمانين رس حمر، ومعلوم أن الرس نوع من القماش كان يسمى في نجد (رشَّا) بالشين المعجمة.
ثم قالت الوثيقة والوعده أي الأجل المضروب للوفاء بالدين هو طلوع جماد التالي أي انقضاء شهر جمادى الأولى: هلال رجب.
وأشهد على ذلك أناسًا من عقيل الذين كانوا موجودين في العراق، وهم إبراهيم الزايدي، وشخص أخر اسمه شيخ عقيل، قالت: وشهد على ذلك شيخ عقيل في سنة 1216 هـ.
فهذه الوثيقة تاريخها قديم نسبيًا وهو سنة 1216 هـ.
ووثيقة تتعلق بمديهش بن محمد (المديهش) وشهد فيها سليمان بن حمد بن سالم عام 1217 هـ.
ونصها بحروف الطباعة:
أقول أنا - يا عبد الرحمن بن إبراهيم بن علي بن محمد بأن عليَّ وفي ذمتي لناقل التمسُك مدهش بن محمد ستمائة قرش وخمسة وعشرين قرش روم الذي نصيفتها عن
غلط أو نسيان ثلثمائة واثني عشر قرش ونصف، عَيْن.
والوعده بجماد التالي عبد الله العلي بن إبراهيم شهد على ذلك سليمان بن حمد بن سالم، حرر في 1217 هـ.
وواضح من أسلوبها ومن طريقة كتابتها أنها مكتوبة في العراق، إذ ورد فيها لفظ (ناقل التمسُّك) وهو السند أو الوثيقة، كما وردت فيها عبارة رأيتها في أكثر من وثيقة من مداينات مدهش وهي ذكر نصف الدين من باب تأكيده كله لئلا يفهم من الكتابة في حالة عدم ذكره أن الملغ انقص من ذلك، ولذلك قالت الوثيقة:(نصيفتها عن غلط أو نسيان) وذكر الوعدة بمعنى حلول أجل الوفاء بالدين.
هذا ومن العدد الكبير منهم الذين لا يزالون يحتفظون باسم السالم كان (السالم) أهل خب واصط فكان معظم ذلك الخب لهم لأنهم الذين أسسوه كما سيأتي، وكانت لهم أملاك أخرى في الشماس وشمالي الصباخ مثل النهير.