الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلام والمرأة (2)
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مقياس خلق الرجل ومعيار ما فيه من الخير معاملته لأهله، فكلما كانت معاملته لأهله أحسن، كان أفضل في نظر الإسلام. قال:«أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم» . وقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» .
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه زوجته، فوجد زوجة عمر (عمر الشديد المخيف
…
) تستطيل عليه بلسانها، فرجع. فرآه عمر فناداه، فقال له:"يا أمير المؤمنين، جئت أشكو إليك امرأتي، فوجدت عندك مثل الذي أشكو منه! ". فقال عمر: "احتملتها لحقوقٍ لها عليّ".
واحتقارُ المرأة، ومعاملتها بالشدة، والترفع عليها، ودخول البيت بوجه عابس باسر، وإدارته إدارة عرفية ظالمة، ومخاطبة المرأة بمثل «الإيعازات» العسكرية
…
كل هذا ليس من صفات المسلم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هيناً ليناً في بيته، يمازح أهله، ويحدث نساءه (وقد سمعتم في حديث عائشة -في الإذاعة- طرفاً من ذلك).
ولكن ليس معنى هذا أن يكون الرجل ضعيفاً في بيته حتى تسيّره امرأته وتستهين به ولا تسمع له أمراً ولا نهياً. لا، وعليه أن يكون لطيفاً في غير ضعف، لطيفاً في الأمور العادية، فإذا كان في الأمر مخالفة للشريعة والأخلاق
فيجب أن يكون رجلاً، وأن يمنع أهله من كل ما يخالف الشرع والأخلاق. والمرأة -بطبعها- ميّالةٌ إلى التقليد واتباع (الموضة) وإلى التكشف؛ لأن من فطرة المرأة المباهاة بجمالها وإظهاره للناس. وإذا تركها الرجل تعمل ما تريد أضاعت بذلك مال الأسرة ودينها.
والخلاصة أن الرجل هو رئيس هذه الشركة ولكنه رئيس (ديمقراطي) مقيد بالقوانين الشرعية، والمرأة أمانة عنده. فإذا فرط في الأمانة وأضاعها يكون خائناً، وإذا ظلم وطغى يكون ظالماً، والظالم والخائن مستحقان لعقاب الله.
وعلى المرأة أن تطيع زوجها (إلا فيما هو معصية)، ولها بذلك ثواب المجاهدين والشهداء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة» . رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
***