الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزواج
…
مرة أخرى
كنت أكتب كلمة اليوم حين جاءتني الجريدة الصباحية، فوضعت قلمي، وأخذت الجريدة، فوجدت فيها مقالة طويلة عريضة ووجدت صاحبها يقول (بهذا النص): يا أيها الآباء، لا نريد التزوج من بناتكم!
- لماذا؟
قال: لأن الآباء يطلبون مهراً وجهازاً وهدايا.
هذه الأغنية التي صارت مثل أغنية الشيطان، هذا الكلام الفارغ المردد الذي لا معنى له ولا حقيقة فيه، لأنه إذا كان في الآباء حمقى يظنون حين يأتيهم الخاطب أنه قد جاءهم المشتري، فتغلب عليهم خلائق التجار، ويحسبونها صفقة بيع وشراء، فإن في الآباء من لا يطلب إلا الزوج الصالح الكسوب الذي يسعد بالمرأة وتسعد به المرأة. ولو أن كل شاب خطب بنتاً من طبقته، وصاهر ناساً من أمثاله، وطلب من يعدله في المال ويقاربه في المعيشة ويوافقه في فهم الحياة، لما كان لهذه الشكوى أثر.
لا تريدون التزوج ببناتنا
…
أنتم أحرار، ولكنا نحن أحرار، ونحن لا نريد أن تفسدوا بناتنا، ولا أن تغروهن بالخطيئة، ولا أن تخالطوهن ولا أن تكلموهن. فإذا قبلتم، فإن الله الذي أغناكم عنا يغنينا عنكم. أما إذا كنتم لا
تريدون الزواج ببناتنا وتريدون أن تتصلوا ببناتنا من غير زواج، فأنتم إذن
…
أنتم أعداء لهذا الوطن، عاملون على خرابه، وإن مكانكم السجن!
أليس هذا الكلام -على قسوته- حقاً؟ هل في الدنيا عاقل يخالف فيه؟ هل يرضى رجل شريف أن يعطيكم بنته بغير زواج؟
لا. إن القضية ليست قضية مقالة تنشر ليفرح صاحبها برؤية اسمه الكريم منشوراً في الجريدة، وليست قضية رأي «لي رأيي ولك رأيك» ، ولكنها قضية حياة أو موت لهذه الأمة، إي والله، ولأمجادها وشرفها ومفاخرها. وإذا كان يحرم -في الشرع والقانون- أن يكتب إنسان في صحيفة مقالاً في الدعوة إلى السرقة أو إلى القتل، فإنه يحرم كذلك في القانون والشرع أن يكتب في الدعوة إلى الزنا، وفي التنفير من الزواج، ويجب وجوباً اعتبار هذه الكتابة جرماً وسوق صاحبها إلى النيابة.
ونحن الآباء على حق حين ندافع عن عفاف بناتنا، أن تودي به هذه الدعوات الآثمة، ولا يستطيع أحد أن ينكر عليها هذا الحق.
…
إن الذي يلهي الشباب عن الزواج هو هذا الاختلاط، فإذا شئتم أن يشفى المريض فاقطعوا أسباب المرض، وامنعوا دواعي الداء، وإلا لم ينفع علاج. ماذا ينفعكم أن توقد المدفأة، والشباك مفتوح تدخل منه العواصف والأمطار؟
***