الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوقفوا الميوعة والفساد
قرأت في «نصر» اليوم أن الطلاب رفعوا كتاباً إلى رئيس الحكومة يشكون فيه من خنوثة الإذاعة السورية وفراغها، ومن دعارة الأفلام المصرية وسخافتها، ففرحت واستبشرت؛ لأن في ذلك علامة على أن الطلاب قد بلغوا سن الرشد، وعرفوا طريق الخير، ولم تعد تغريهم مغريات النفوس الضعيفة: أفلام الرقص الخليع، وأغاني الحب الرخيص.
وأنا أؤكد أن الأمة كلها مع الطلاب، تشكو من فساد الإذاعة مثل ما يشكون. وقد كانت تأمل الإصلاح بتبدل المدير وتغير المجلس، فبقي كل شيء على حاله، لم يتبدل إلا الموازنة فقد صارت مئة ألف ليرة في الشهر. أي أن هذه الأغاني الرخوة المائعة، وهذه الأسطوانة المكررة المعادة التي تفسد أذواق الشباب ورجولتهم، تكلف الأمة ثلاثة آلاف وثلاثمئة ليرة كل ليلة!
إن الأمة كلها، برجالها ونسائها، وكبارها وصغارها، وحضرها وبدوها، قد علمت أننا على وشك حرب مع اليهود، وأن أبناءنا في الجبهة فاتحون صدورهم لتلقي الرصاص، وأن الوقت وقت جد واستعداد. ذلك لم يعد خافياً على أحد إلا على الإذاعة، فهي لا تحس شيئاً منه ولا تعلم أن البرقيات تنثال انثيالاً على رجال الأمر وعلى الصحف تطلب إعلان النفير وتعميم
التدريب حتى تكون البلد كلها ثكنة عسكرية، ولا تزال سادرة في خنوثتها ولهوها. فهل سمعتم أن في الدنيا قوماً يطرقهم اللص المسلح ليزهق أرواحهم وينهب أموالهم، ثم يعكفون على الرقص والغناء؟
أنقوي العزائم، ونشحذ الهمم، ونعد الرجال ليوم الكريهة، بِـ «انزلي، ما بنزل إلا بحلق الماس» و «لهاليبو يا ولد» وهذا الهذيان الذي لا يصدر في مثل هذه الأيام إلا عن غفلة أو حماقة أو عداء مبيت لهذا الوطن؟ أين الإذاعة التي تنفخ الحماسة في الصدور، وتصب القوة في الأعصاب، وتعلم هذه الأمة كيف تحفظ مالها، وتصلح حالها، وتهذب أخلاقها، وتستكمل رجولتها؟
…
وهذه الأفلام المصرية، لماذا لا يصدر قانون يحرم عرضها ويحاربها كما يحارب الجراد والكوليرا واليهود؟ وإذا كان الجراد يأكل الزرع، والكوليرا تضني الجسم، فإن هذه الأفلام تأكل الرجولة وتنهك الأخلاق.
إننا في يوم شديد
…
إننا على أبواب حرب
…
إن العدو قريب منا متربص بنا، وإن كل أغنية رخوة في الإذاعة، وكل فلم داعر في السينما، إضعاف للوطن، وتقوية للعدو، وطعنة من وراء للجيش الذي يرابط على الحدود يقف في وجه اليهود!
***