الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو حية النميري، والموظفون
كان لأبي حية النميري غنم فكان يطعم السمينة ويغذوها ويختصها بأحسن الكلأ وأطيب الشعير ويهمل الهزيلة، فقيل له في ذلك، فقال: أُكرم ما أكرم الله وأُهين ما أهان الله!
وملاكات الموظفين على طريقة أبى حية
…
فالموظف الكبير صاحب الراتب الضخم والعلاوات الكبيرة له تعويض التمثيل، وله سيارة وله سائقها، وله التقدم وقلة العمل والحرية والوجاهة؛ والموظف الصغير يرتقب سنتين أو ثلاثاً أو أكثر من ذلك لينال علاوة القدم وفرق الدرجة خمس ليرات فقط، وقد لا يصل إليها. وإخواننا موظفو الخارجية لهم التكرمة والرعاية، والقصر الفخم والأثاث الغالي، وعلى أبوابهم الحجّاب والأعوان يمسكون عليهم الأبواب أن يزعجهم مراجع أو يعكر صفوهم صاحب معاملة، حتى الحافلات منعوها أن تقف أمام البناء أو تدنو من هذا الحمى الأقدس، وهم يسيحون في البلدان على حساب السلطان، ويُنقل أحدهم من باريس إلى واشنطن ويُنقل غيرهم من الدير إلى حوران، ويأتي مِلاكهم بعد ذلك فينص في المادة (65) على ما يلي:
تتألف مخصصات موظفي السلك الخارجي من:
(1)
الراتب.
(2)
نفقات السفر وتعويض الانتقال.
(3)
بدل الاغتراب.
(4)
بدل التمثيل والإنابة.
(5)
التعويض العائلي.
(6)
بدل الملابس.
(7)
مخصصات السكنى والأثاث.
(8)
مخصصات التداوي.
(9)
مخصصات نقل الجثمان ودفنه.
ومخصصات غيرهم من الموظفين تتألف من:
(1)
الراتب.
(2)
الراتب.
(3)
الراتب.
(4)
الراتب، ولا شيء إلا الراتب، ولو كان الراتب لا يكفي ثمن الخبز. ولو كانوا مرهقين بالأعمال التي تكسر الظهور وتعمي العيون، ولو لم يذوقوا معشار هذه الرعاية التي يلقاها موظفو الخارجية!
أما بدل الملابس فليس لهم لأن المفروض أن يجيئوا إلى دوائرهم بالقميص واللباس، ولا مخصصات سكنى وأثاث لأنهم ينامون في الشوارع على التراب، ولا مخصصات تداوي لأنهم من عناية الحكومة بهم لا يمكن أن يمرضوا، ولا مخصصات دفن لأنهم يُلقَون -إن ماتوا من الغيظ- على سفوح قاسيون لتأكل أجسادهم الطيور
…
أفليست هذه هي طريقة أبي حية؟ ولكن أبا حية النميري- يا سادتي- كان معدوداً مع الحمقى!
***