الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى شباب «اليويو»
نشرت سنة 1932
شكراً لكم يا إخواني
…
الله يعطيكم العافية، ويبارك فيكم؛ لقد رفعتم شأن بلادكم وسموتم بها.
أما إن بلادنا أصبحت اليوم -في العظمة والمجد والحضارة- كأميركا وأوربا، لا تقلّ عنهما في شيء، ولا يستطيع امرؤ في الدنيا أن يزعم أنها تقل عنهما في شيء، لأن في أيديكم الدليل القاطع على تكذيبه، وهو هذه «اليويو» المباركة!
وكيف لا؟
ألم تلعبوا بها كما لعبت أميركا وأوربا، وتنفقوا في شرائها الأموال الجمة، كما فعلت أميركا وأوربا؟ فأي فرق -بعدُ- بينكم وبينهم؟ سوى أنهم قوم يعملون كثيراً ويتسلون بها قليلاً، وأن أموالهم كثيرة فهم ينفقون فيها قليلاً، وأنها من مصنوعات بلادهم فلا تتسرب أثمانها إلى خارجها
…
وهذا فرق بسيط لا يُذكر!
فلكم -يا شباب اليويو- الفضل والشكر.
***
قد نالت البلاد أمانيها، وبلغت غايتها، فلم يبقَ عليكم إلا أن تلعبوا وتمرحوا، فأقبلتم على شراء «اليويو» علامة الحضارة، ودليل التقدم والتمدن!
وقد تخمت البلاد بالمال، وضاقت به جيوب أهلها حتى عجزوا عن حمله، وضجروا من كثرته، فخففتم عن الناس فقذفتم بهذا المال إلى الخارج؛ ليأخذوه فيتعبوا به، وتأخذوا أنتم «اليويو» فتلعبوا بها!
وقد درستم وتعلمتم، فلم يبقَ للعلم من فائدة، ولم يبقَ في البلاد أمّي، ولا شاب جاهل، ولا عالم عاطل، وتعبتم من هذه المشروعات العظيمة التي قمتم بها؛ المشروعات العلمية والفنية، فلم يعد أمامكم إلا هذه «اليويو» تتسلون بقذفها!
…
فمَن يستطيع لومكم؟ مَن يقدر على تحذيركم من هذه اليويو، بعدما أوضحتُ فوائدها وحسناتها؟
لا أحد. فالعبوا مطمئنين، وإذا كان ليويو كم هذه من ضرر فهو ضرر طفيف لا يُعتدّ به
…
ولكنه لا يهم. فالعبوا
…
واهتفوا وأنتم تقذفون لعبتكم: "لتمت البلاد، ولتحيَ اليويو".
***