الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسمعوا يا عباد الله (2)
(قطعةٌ من حديث
…
)
نشرت سنة 1929
- ..... كالذي زعموا أن رجلاً برع في فن «الميكانيكيات» وتسيير القاطرات، وذاع خبره، وانتشر صيته. وكان له ولد فأراده على تعلم هذا الفن؛ حتى تبقي لهذه الأسرة شهرتها بإتقانه، ولا تتبدد بموت هذا الشيخ. فاعتذر الولد بأنه صغير وأنه سيجدّ فيه بعدُ
…
فتركه حيناً ثم عاد إلى دعوته فعاد الولد إلى اعتذاره. وبين دعا واعتذَرَ، تصرّمت حياة الأب فمات.
وطلب صاحب العمل من يقوم مقامه، فقام إليه الولد، فقال صاحب العمل:"الولد أحق بمكان أبيه، ولكن سَوق القاطرة شاق لا يقوم به إلا خبير، وفي منتصف الطريق عقبة لا يجتازها إلا حاذق. فما بلغ من معرفتك أيها الفتى؟ ". فقال: "إنني كأبي، وأفوقه بقوة الشباب
…
".
فسرّ صاحب العمل، وذهب به إلى القاطرة ليسوقها. فدهش وارتبك وقال: "أما هذه فلا أعرفها، ولكني كأبي
…
وأفوقه بقوة الشباب، وأنت حليم! ". فقال: "إذن أنت تحذق تصليحها؛ فهلمَّ إلى المصنع
…
".
ولم يكن رآه قبلُ فهالَهُ وأعظم ما فيه فقال: "أما هذه فلا أعرفها،
ولكني كأبي
…
وأفوقه بقوة الشباب، وأنت حليم! ". فقال: "إذن أنت تبصر أمر الاختراع وترقيه؛ فهناك
…
"، فقطع عليه كلامه قائلاً: "أما هذه فلا أعرفها، ولكني كأبي
…
وأفوقه بقوة الشباب، وأنت حليم! ".
وما زال يعرض عليه كل عمل فيجيبه بالجواب نفسه حتى برم به، فقال له: أيها الغرّ الأحمق! لا السوق تعرفه، ولا التصليح تحذقه، ولا الاختراع تعلمه، فبماذا كنت كأبيك؟!
…
وطرده.
وقال المحدَّث: إنه ولد أبله رقيع! فمَثَلُ منْ هذا؟
قال: مَثَلُ المسلم؛ لا الصلاة يقيمها، ولا الأحكام يعرفها، ولا السنة يَتبعها، ولكنه يقول: "إني مسلم كأبي وأفوقه بمعرفة الفنون والعلوم
…
وفضل الله واسع! "
…
ولله المثل الأعلى.
…
ثم ذهبا فانقطع عني حديثهما.
***