الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نحن واليهود
عدنا إلى اللجان والوفود والبحوث والدراسات
…
لم يكفنا أنا اشتغلنا بالمؤتمرات والتصريحات واليهود يستعدون، وأنّا عقدنا الهدنة ونحن يومئذ الغالبون، حتى جئنا اليوم نوفد الوفود ونتسلى بالكلام وفلسطين يملكها الصهيونيون.
هم أوقعوا الأمر ونحن رضينا بِـ «الأمر الواقع» ، وهم أخذوا ديارنا قسراً ونحن نطلب منهم «السماح» لنا بالعودة إلى ديارنا، وهم «جمدوا» أموالنا غصباً ونحن «نسألهم» أن يعيدوا إلينا أموالنا، وهم عصوا هيئة الأمم ونحن أطعنا، وهم فعلوا ونحن قلنا، وهم نجحوا ونحن خذلنا. وهم أقل من مليون من نفايات الأمم، ونحن سبع دول
…
فيها أكثر من أربعين مليوناً!
كأننا نحن اليهود أهل الذلة والمسكنة، وهم العرب أولو العزة والإباء!
ولكن لا
…
لا والله، ما ذل العرب ولا عزت يهود!
وإنا على ما عرفَنا التاريخ، أمة البذل والإقدام والبطولات، ما فقدنا سلائقنا ولكن فقدنا قادتنا
…
من قادتنا البلاء ومن زعمائنا.
من الذين كانوا منقسمين على أنفسهم في فلسطين يوم كان زعماء اليهود متحدين
…
من الذين كانوا يبتغون لذائذ الزعامة وقصورها وبذخها وولائمها ورحلاتها يوم كان زعماء اليهود لا ينفقون قرشاً في غير السلاح والعتاد
…
من الذين كانوا يملؤون الدنيا كلاماً فيكشفون أسرارهم للقريب والبعيد يوم كان زعماء اليهود يستعدون صامتين
…
من الذين عملوا لأطماعهم وشهوات نفوسهم يوم كان زعماء اليهود لا يعملون إلا لقضيتهم وحدها
…
من الذين كانوا لعبة في أيدي أميركا وإنكلترا يوم كان زعماء اليهود يلعبون بإنكلترا وأميركا
…
فهل اعتبر هؤلاء الآن!
هل علموا أنهم ضلوا إذ عصوا «دريد» العصر، فارس الخوري، حين أمرهم أمره بِـ «منعرج اللوى» ؟ وأن مدافع المبطل تضيع معها خطب المحق ملا تسمع؟ وأن الدنيا لمن غلب؟
هل اعتبروا الآن وفهموا؟
فماذا ينتظرون؟ أليست فلسطين لنا؟ أليست ديارنا؟ أليس الصهيونيون لصوصاً غاصبين؟ فإلى متى يبيت صاحب البيت في الشارع والمسدس في يده واللص ينام في البيت على السرير؟
أتريدون أن نصير معرة تاريخ العرب وأن يلعننا الأحفاد؟
***