الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حساب النواب
رتبت اليوم مكتبي، وجمعت أوراقي، فإذا بين يديّ عشرات من بيانات المرشحين وصورهم ووعودهم، ومن أراد أن ينصر الفلّاح ويحمي الضعاف ويقلل الضرائب، ويفتح في كل شارع مدرسة ويشق في كل حي شارعاً، ومن وعد -إي والله- بأن يوزع الخبز مجاناً إذا صار نائباً ويزوج كل شابة وشاب، ولم يبقَ عليه إلا أن يجعل سورية كالجنة التي وعد الله للمتقين؛ فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين!
وهممت بأن ألقي هذه الأوراق في السلة، ثم فكرت فعدلت واحتفظت بها، وذهبت فاشتريت دفتراً جديداً، كتبت اسم كل نائب في صفحة منه وكتبت برنامجه ومشروعاته ووعوده، وعزمت على تسجيل كل ما سيعمله هذا النائب في المجلس لتحقيق هذه الوعود. حتى إذا جاءت الانتخابات القادمة نشرتها على الناس، ليميزوا بين الصادق والكاذب، والطيب وغير الطيب.
…
بقي شيء واحد لا أملكه أنا، هو أن الإذاعة تنقل إلينا كثيراً من الحفلات الخطابية والغنائية، أو تنقل الصلاة والخطبة من الجامع، فلماذا لا
تنقل جلسات المجلس النيابي (إلا السرّي منها) ليسمع كل واحد -وهو في بيته- ما يجري في المجلس، ويسجل على كل نائب الحسنات والسيئات، ويعرف من يقول خيراً ومن يقول شراً، ومن هو أخرس لا ينطق ولا فرق بينه وبين الكرسي إلا أن له يداً تُرفع عند اللزوم
…
و «تُمدُّ» عند اللزوم!
فهل تستجيب الإذاعة لهذا الطلب؟ وهل يتخذ كل واحد دفتراً مثل دفتري؟
***