الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طاقة أفكار (3)
مباحث لغويّة
نشرت سنة 1961
قلت إنني وجدت لدى الشيخ أبى اليسر عابدين كتباً ألّفها ولا تزال مخطوطة، منها كتاب:«الأصول والكليات اللغوية» ، وهذه أمثلة منه:
كل ما كان مختصاً بالنساء من الصفات يُستغنى فيه عن العلامة، فيقال ثيب لا ثيبة، وقاعد لا قاعدة؛ لاختصاصها بالنساء. والقاعد التي قعدت عن الولد وعن الحيض وعن الزوج. وإذا أردت القعود بمعنى الجلوس قلت قاعدة.
كل ما كان من العيوب والعاهات تكون عين الفعل الماضي فيه مكسورة والمضارع مفتوحة، فمَن كان مشقوق الشفة العليا يقال له «أعلم» والفعل الماضي منه علِم (بكسر اللام)، وفي المضارع يعلَم (بفتحها)، وفي المصدر عَلَماً (بفتح اللام أيضاً). فإن كان مشقوق الشفة السفلى يقال له «أفلح» بالفاء والحاء المهملة، والفعل منه كما تقدم في الأعلم. يقال فَلِح يفلَحُ فَلَحاً. وهذه القاعدة مضطردة في العيوب والعاهات كلها؛ تقول: خرِس يخرَس خَرَساً، وبرِص يبرَص بَرَصاً، وعمِي يعمى عَمَىً. واسم الفاعل منه «أفعل» مثل: أخرس وأبرص وأعمى وأعلم وأفلح.
وللشيخ أبى اليسر كتب أخرى منها: «القول السديد في إعراب الشريد» وفيه جزء خاص لإعراب بعض الآيات المشكلة، و «الإيجاز في تفسير آيات الإعجاز» ، و «الصوم على المذاهب الأربعة مع أبحاثه الطيبة» ، و «الأحاديث المشتهرة» ، و «الأجوبة البديهية» ، و «أغلاط المؤرخين» يحوي التنبيه على ما هو كذبٌ بيقين، و «علم الأصول» ، و «التذكرة الجليلة» ، وهو ذيل لتذكرة ابن حمدون، ورسالة «لِمَ سُمّي» وفيها سبب تسمية كثير من الأشياء، و «بسط الكف في التعدي بالحرف» تبحث عن الأفعال بما تتعدى به لمفاعيلها وعن الحروف بأي الأفعال تختص، قال:"ولم أر من سبقني بها". و «رسالة في الأحاديث المتواترة» ، و «رسالة في جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم» ، و «موافقات الصحابة زيادة عن موافقات العمادي» ، وكتب ورسائل غيرها.
…
وأنا أعتذر إلى القراء، فما أردت بما كتبت مدح الأستاذ المفتي، ولا الدعاية له، وهو مستغنٍ -بعلمه ومنصبه- عن الدعاية، ولكن أردت تنبيه وزارة الثقافة التي حملت نفسها تشجيع المؤلفين وطبع الكتب، وتنبيه الناشرين، إلى ما في نشر هذه الكتب من نفع للناس.
وأردت شيئاً آخر، وما كل ما نريد يكون؛ هو أن تفكر الحكومة في تفريغ بعض العلماء للتصنيف والتأليف، كما فرّغت ناساً من الأدباء للكتابة والإنتاج. وإذا كان الأستاذ المفتي -على سبيل المثال- ألف هذه الكتب كلها مع شغله كله، فماذا يكون منه لو أعطيناه راتبه وقلنا له: أغلق عليك بابك، وانصرفْ إلى كتبك وتأليفك؟
***