الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله أكبر
لو سألكم سائل: إن لكل مذهب ولكل دولة ولكل جماعة شعاراً معروفاً؛ كلمة أو كلمات تردد دائماً لئلا تُنسى، فما هو شعار الإسلام؟ فأجيبوا بلا تردد بأن شعار الإسلام هو «الله أكبر» .
هذا هو شعارنا الذي تردده مآذننا في أرجاء الأرض المسلمة خمس مرات كل يوم؛ تدعونا إلى مساجدنا لإقامة صلواتنا. ونكرره في كل ركعة من ركعات الصلاة ست مرات. وتهدر به جيوشنا إذا مشت للجهاد في سبيل الله.
يقول المؤذن: حان موعد وقوفكم بين يدي الله، فدعوا كل أمر من أمور الدنيا -مهما كان كبيراً- فالله أكبر. وكلما جاء الشيطان ليصرف المصلي عن الصلاة
…
يقول له: إن في الدكان صفقة تجارية كبيرة، قال: أنا الآن بين يدي الله والله أكبر
…
ويقول له: إن أمامك موعداً مع فلان الكبير، الله أكبر
…
وكلما وسوس إليه ليصرفه عن صلاته دفع في صدره وقال الله أكبر.
وإذا اصطف المسلمون للقتال ورأوا جيش العدو كبيراً كثير العدد ذكروا أنهم مع الله وأن الله أكبر.
الله أكبر
…
كم هتف بها المسلمون في معاركهم، فارتجّت منها الأرض، وتزعزعت منها الحصون، وانتزعوا بها النصر من فم العدو، وأزاحوا بها التيجان عن رؤوس الجبارين.
الله أكبر
…
كم نادوا بها أمام كل قلعة، وفوق كل رابية، وفي قمة كل جبل، وفي قرارة كل واد، من مسيرتهم المباركة من مدينة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الشام ومصر وإفريقية والأندلس، حتى بلغوا قلب فرنسا من هنا
…
ومسيرتهم المباركة إلى العراق وفارس والأفغان وتركستان والهند، حتى بلغوا أقصى المشرق من هناك.
الله أكبر
…
كم أعلنها المسلمون في مساجدهم أيام أعيادهم، فرددتها معهم جدران المساجد ومآذنها، والأرض من حولها، وكررتها الدنيا معها.
هذا هو ديننا، دين معلن، لا خفايا ولا أسرار، ولا حجب ولا أستار. عقائدنا نعلنها خمس مرات كل يوم على المآذن:«الله أكبر» . لا نستكبر أحداً إن كنا مع الله، ولا نخاف أحداً، ولا نخشى في الكون شيئاً؛ لأن الله أكبر من كل شيء.
«أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله» : هذا هو الدستور الأساسي للمسلمين.
«حيّ على الصلاة» : أي على العبادة والطاعة والعمل لما بعد الموت.
«حيّ على الفلاح» : أي على كل ما فيه نجاحنا في الدنيا وفي الآخرة.
«الله أكبر» : هذا هو شعارنا يسري في هدأة الليل ونحن نيام؛ لنترك النوم، ونذهب إلى الصلاة التي هي خير من النوم. وفي وضح النهار ونحن نعمل لنترك العمل ونذهب إلى الصلاة.
الله أكبر
…
هذا شعارنا.
قالها أجدادنا بألسنتهم معلنين بها، وبقلوبهم مؤمنين بمعناها، وقالوها بأعمالهم وبسلوكهم في الحياة؛ فحكموا بها ما بين قلب أوربا وقلب آسيا، ونصبوا راية محمد صلى الله عليه وسلم على ثلث كرة الأرض. وقلناها نحن بألسنتنا فقط. فـ
…
فأنتم تعلمون ماذا نزل بنا!
فإذا أردتم أن يعود إليكم النصر، فعودوا إلى الله وكونوا معه، ولا تخشوا كبيراً، فالله أكبر.
***