الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صور كتمان الأسرار
1 -
كتمان الطاعات:
المسلم لا بد أن يحرص في كتم أموره التعبدية، قال تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [الأعراف: 55].
وذكر صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) (1).
2 -
كتمان الذنوب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المَجَانة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)) (2).
وعن زيد بن أسلم)) أن رجلا اعترف على نفسه بالزنى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال دون هذا فأتي بسوط قد ركب به ولان فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله)) (3).
(هذان الحديثان يدلان على أن الإنسان مكلف بحفظ أسرار نفسه، سواء كانت هذه الأسرار من القاذورات أو الخيرات. فمن فعل شرا وكتمه في نفسه، ولم يذعه للغير، ثم تاب إلى الله توبة صادقة، ستره الله تعالى بستره وتاب عليه. وأما إذا اعترف به، وجب عليه الجزاء المقرر في الشريعة الإسلامية كالحدود والتعزير)(4).
3 -
كتمان قضاء الحاجات:
من يريد أن يقوم بعمل ما عليه أن يكتمه وأن لا يحدث به كل أحد حتى يقوم بإكماله، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بكتمان قضاء الحوائج فقال:((استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود)) (5).
4 -
كتمان الأسرار الزوجية:
كتمان الأسرار الزوجية من الأمور (التي يجب حفظها وعدم إفشائها ما يكون بين الرجل وامرأته، فهو أولاً حق المرأة في عدم إفشاء ما يكون منها لزوجها، وهو ثانياً حق الآداب الإسلامية العامة التي توصي بستر مثل هذه الأمور، فالمرء مستأمن عليها من جهتين، جهة الآداب الإسلامية، وجهة صاحب الحق الخاص)(6).
فعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)) (7).
5 -
كتمان الرؤيا المكروهة:
(1) رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
رواه البخاري (6069) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3)
رواه مالك (2/ 825)(12)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (8/ 565) (17574) من حديث زيد بن أسلم رحمه الله. قال ابن الملقن في ((البدر المنير)) (8/ 617): رواه الشافعي، عن مالك باللفظ المذكور، ثم قال: هذا حديث منقطع. وضعفه الألباني في ((إرواء الغليل)) (7/ 363).
(4)
((كتمان السر وإفشاؤه)) لشريف بن أدول (ص 101).
(5)
رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (20/ 94)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/ 215)، والبيهقي في ((الشعب)) (9/ 34)(6228). وضعف سنده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1086)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 198): فيه سعيد بن سلام العطار، قال العجلي: لا بأس به، وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات، إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ. وضعفه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (985).
(6)
((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 346).
(7)
رواه مسلم (1437).
عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره)) (1).
قال ابن حجر: (وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء أن يتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا ولا يذكرها لأحد أصلا)(2).
6 -
كتمان أسرار الدولة:
اهتم الإسلام بأسرار الدولة الإسلامية وخاصة الأسرار الحربية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتم أسرار خططه في الغزوات، فكان من هديه إذا كان يريد غزوة ورَّى بغيرها.
وأرسل سرية بقيادة عبد الرحمن بن جحش (وكتب له كتاباً وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به صلى الله عليه وسلم، ولا يستكره من أصحابه أحدا فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه: ((إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم)) فلما نظر في الكتاب قال سمعا وطاعة، وأخبر أصحابه بما في الكتاب وقال: قد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد) (3).
(1) رواه البخاري (6985).
(2)
((فتح الباري)) لابن حجر (12/ 370).
(3)
((سيرة ابن هشام)) (1/ 602).