الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسائل علاج الحقد
1 -
الدعاء:
المسلم يدعو الله أن يجعل قلبه طاهرا نقياً من الحقد والغل قال تعالى:
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: ((رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدي لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا، إليك مخبتاً أو منيباً، تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي)) (1). والسخيمة هي الحقد.
2 -
سلامة الصدر:
وسلامة الصدر تكون بعدم الحقد والغل والبغضاء، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((دب إليكم داء الأُمم قبلكم: إلى
…
والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفسُ محمدٍ بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم)) (2).
وعن ابن عباس مرفوعاً قال: ((ثلاثٌ من لم يكن فيه فإن الله يغفر له ما سوى ذلك: من مات لا يُشرك بالله شيئاً، وَلم يكن ساحراً يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه)) (3).
3 -
رابط الأخوة الإيمانية:
إن الأخوة الإيمانية والغل لا يجتمعان في قلب واحد، إن عاطفة المؤمن نحو إخوانه المؤمنين تتدفق بالمحبة، فكيف يجد الغل إلى هذه العاطفة الكريمة سبيلا؟! إنهما أمران لا يجتمعان (4).
قال تعالى: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 7 - 9].
4 -
التواضع:
لا شك أن تواضع المسلم لأخيه المسلم يدفع بالأغلال والأحقاد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد)) (5).
وقال أبو حاتم: (التواضع يكسب السلامة ويورث الألفة ويرفع الحقد ويذهب الصد)(6).
5 -
ملء القلب بالمحبة وإرادة الخير للآخرين.
6 -
اعتذار المرء لأخيه:
(1) رواه أبو داود (1510)، والترمذي (3551)، وابن ماجه (3830) من حديث ابن عباس رضي الله عنه. قال: حسن صحيح. وصححه البغوي في ((شرح السنة)) (5/ 176)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (3485).
(2)
رواه الترمذي (2510)، وأحمد (1/ 164)(1412)، والبزار (6/ 192) من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه. وجود إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4382)، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (4170).
(3)
رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (413)، والطبراني في ((الكبير)) (12/ 243)، والبيهقي في ((الشعب)) (9/ 14) (6190). قال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 107): فيه ليث بن أبي سليم. وضعفه الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (2831).
(4)
((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (1/ 725).
(5)
رواه مسلم (2865).
(6)
((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 61).
قال أبو حاتم: (الاعتذار يذهب الهموم ويجلي الأحزان ويدفع الحقد ويذهب الصد
…
فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خصلة تحمد إلا نفي التعجب عن النفس في الحال لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الاعتذار عند كل زلة) (1).
7 -
تقديم الهدية:
قال صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)) (2). وقال أيضاً ((تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر)) (3).
(وذلك لأن الهدية خلق من أخلاق الإسلام دلت عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحث عليه خلفاؤهم الأولياء تؤلف القلوب وتنفي سخائم الصدور)(4).
8 -
ترك الغضب الذي هو سبب للأحقاد:
الغضب يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى الحقد، فإذا اختلف شخص مع آخر في أمر ما غضب عليه، ثم الغضب يتحول إلى الحقد وإرادة الانتقام.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: للرجل الذي أمره أن يوصيه: ((لا تغضب فردد مرارا، قال: لا تغضب)) (5).
(1)((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 186).
(2)
رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1322)، وأبو يعلى (11/ 9)(6148)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (6/ 280)(11946) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وجوّد سنده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (ص478)، وحسن سنده ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (3/ 163)(1315).
(3)
رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1322)، وأبو يعلى (11/ 9)(6148)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (6/ 280)(11946) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وجوّد سنده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (ص478)، وحسن سنده ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (3/ 163)(1315).
(4)
((شرح الزرقاني على الموطأ)) لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني (4/ 418).
(5)
رواه البخاري (6116).