الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أضرار الغيبة على الفرد والمجتمع
إن للغيبة أضرار كثيرة في الدنيا والآخرة، وهذه الأضرار لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، فلا بد من التنبيه عليها، والاطلاع على تبعاتها، كي نتجنبها ولا نقع فيها ونحذر ارتكابها.
أضرارها على الفرد:
1ــ الغيبة تزيد في رصيد السيئات وتنقص من رصيد الحسنات:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم:((لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)) (1).
(وهذا يدل على ما يلحق المغتاب من الإثم بسبب افتياته على خلق الله تعالى الذي حرم الغيبة، وفي نفس الوقت افتات على حق الإنسان الذي اغتابه)(2).
2ــ الغيبة من أربى الربا:
وفي الحديث ((الربا نيف وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة المسلم في عرض أخيه المسلم)) (3).
3ــ صاحب الغيبة مفلس يوم القيامة:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ)). قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: ((إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)) (4).
4ــ الغيبة تسبب هجر صاحبها:
قال العلامة ابن باز: (والواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته والإنكار عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)) (5)، فإن لم يمتثل فاترك مجالسته لأن ذلك من تمام الإنكار عليه) (6).
5ــ الغيبة تجرح الصوم:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) (7).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم)) (8).
6ــ يتتبع الله عورة المغتاب ويفضحه في جوف بيته:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر من آمن بلسانه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته)) (9).
7ــ المغتابون هم في عداد أهل النار:
(1) رواه أبو داود (4875) واللفظ له، والترمذي (2502). وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (2/ 264)، وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2834).
(2)
((إبراء الذمة من حقوق العباد)) لنوح علي سليمان (604).
(3)
رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (9/ 82). وصححه الألباني بمجموع طرقه في ((السلسلة الصحيحة)) (4/ 490).
(4)
رواه مسلم (2581).
(5)
رواه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(6)
((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (ص402).
(7)
رواه البخاري (1903) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(8)
رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151).
(9)
رواه أبو يعلى (3/ 237)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (12/ 160) (9213) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 96): رجاله ثقات. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/ 74): هذا إسناد ثقات.
عن أنس – رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس يقعون في أعراضهم)) (1).
8ــ الغيبة أنتن من الجيفة:
قال تعالى: وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12].
9ــ تعود المغتاب على الغيبة، لأنه عندما يغتاب شخصاً، فسيغتاب آخر وهكذا دواليك، وبذلك تصبح الغيبة مستساغة لديه فلا ينكرها، ولا يستعظم إثمها.
10ــ لا يغفر لصاحب الغيبة حتى يعفو عنه الذي وقعت عليه الغيبة.
11ــ الغيبة تترك في نفس الفرد جوانب عدائية بسبب ما تتركه على سمعته ومكانته.
12ــ الغيبة تظهر عيوب الفرد المستورة في الوقت الذي لا يملك فيه الدفاع عن نفسه.
13ــ الغيبة تدل على دناءة صاحبها وجبنه وخسته.
أضرارها على المجتمع:
1 -
كشف عورات الآخرين ونشر عيوبهم والاستهانة بها.
2 -
الغيبة تؤدي إلى الغيبة، أي أن من اغتيب قد يدفعه غضبه إلى غيبة من اغتابه، وبهذا تنتشر هذه الصفة الذميمة وتصبح مرض عضال يصعب استئصاله.
3 -
نشر الحقد والحسد والكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع.
4 -
إفساد المودات، وقطع أواصر الأخوة الإيمانية، وملء القلوب بالضغائن والعداوات.
(1) رواه أبو داود (4878)، وأحمد (3/ 224)(13364)، والطبراني في ((الأوسط)) (1/ 7). وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (2/ 232)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (5213).