الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البخل والشح في واحة الشعر
..
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إِذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بها
…
على الناسِ طراً إِنها تَتَقَلَّبُ
فلا الجودُ يفنيها إِذا هي أقبلتْ
…
ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ
وقال أيضاً:
ما أحسنَ الجودَ في الدنيا وفي الدينِ
…
وأقبحَ البخلَ فيمن صيغَ من طينِ
ما أحسن الدينَ والدنيا إِذا اجتمعا
…
لا باركَ الله في الدنيا بلا دينِ
وقال المقنع الكندي:
إِني أحرضُ أهلَ البخلِ كلهمُ
…
لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي
ما قلَّ مالي إِلا زادني كرماً
…
حتى يكونَ برزقِ الله تعويضي
والمالُ يرفعُ من لولا دراهمُهُ
…
أمس يُقَلِّبُ فينا طرفَ مَخْفوضِ
لن تَخْرُجَ البيضُ عفواً من أكفهمُ
…
إِلا على وَجَعٍ منهم وتمريضِ
كأنها من جلودِ الباخلين بها
…
عند النوائبِ تُحْذى بالمقاريضِ
وقال آخر:
فَلا الْجودُ يُفْنيِ المالَ وَالجَدُّ مُقْبِلٌ
…
وَلا الْبُخْلُ يُبْقي المَالَ وَالْجَدُّ مُدْبِرُ (1)
وقال إسحاق الموصلي:
وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِري
…
فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيلُ
أَرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى
…
بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه
…
إِذا قالَ شيئاً أن يكونَ ينيلُ
فإِني رأيتُ البخلَ يزري بأهِله
…
فأكرمْتُ نفسي أن يقالَ بخيلُ
عطائي عطاءُ المكثرين تجملاً
…
ومالي كما قد تعلمينَ قليلُ
وقال عمرو بن الأهتم:
ذريني فإِن البخلَ يا أم هيثمٍ
…
لصالحِ أَخلاقِ الرجالِ سروقُ
لعمركِ ما ضاقَتْ بلادٌ بأهِلها
…
ولكن أخلاقَ الرجالِ تَضِيْقُ (2)
وقال ابن الزقاق:
لا يُحمدُ البخلُ أن دانَ الأنامُ به
…
وحامِدُ البخلِ مذمومُ ومدحورُ
وقال الجاحظ:
سقامُ الحرصِ ليس له شفاءٌ
…
وداءُ البُخْلِ ليس له طبيبُ
وقال علي بن ذكوان:
أنفِقْ ولا تخشَ إِقلالاً فقد قُسمت
…
بينَ العبادِ مع الآجالَ أرزاقُ
لا ينفعُ البخلُ مع دنيا موليةٍ
…
ولا يضرُ مع الإقبالِ إِنفاقُ
وقال عبد الله بن المعتز:
أعاذلَ ليس البخلُ مني سجيةً
…
ولكن رأيتُ الفقرَ شرَّ سبيلِ
لَموتُ الفتى خيرٌ من البخلِ للفتى
…
ولَلْبُخْلُ خيرٌ من سؤالِ بخيلِ
لعمُركَ ما شيءٌ لوجهِك قيمةٌ
…
فلا تلقَ مخلوقاً بوجهِ ذليلِ
ولا تسألنْ من كان يسألُ مرةً
…
فللموتُ خيرٌ من سؤالِ سؤولِ
وقال العثماني:
فلا الجودُ يفني المالَ قبل فنائهِ
…
ولا البخلُ في مالِ الشحيحِ يزيدُ
فلا تلتمسْ مالاً بعيشٍ مقترٍ
…
لكلِّ غدٍ رزقٌ يعودُ جديدُ
وقال قيس بن الخطيم:
وليس بنافعٍ ذا البخلِ مالٌ
…
ولا مُزْرٍ بصاحبِه السخاءُ
وبعضُ الداءِ ملتمس شِفاهُ
…
وداءُ النوكِ ليس له شفاءُ
وقال علي بن مقرَّب:
كلُّ السيادةِ في السخاءِ ولن ترى
…
ذا البخلِ يُدعى في العشيرةِ سيدا
وقال دعبل الخزاعي:
ألا إِنما الإِنسانُ غمدٌ لقلبهِ
…
فلا خيرَ في غِمْدٍ إِذا لم يكن نصلُ
ولا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً
…
ولا خيرَ في قول إِذا لم يكن فعلُ
فإِن تجمعِ الآفاتِ فالبخلُ شَرُّها
…
وشَرٌّ من البخلِ المواعيدُ والمطلُ
وقال آخر:
ويظهر عيب المرء في الناس
…
بخله ويستره عنهم جميعا سخاؤه
تغط بأثواب السخاء فإنني
…
أرى كل عيب فالسخاء غطاؤه (3)
وقال آخر:
وهبني جمعت المال ثم خزنته
…
وحانت وفاتي هل أزاد به عمرا
إذا خزن المال البخيل فإنه
…
سيورثه غما ويعقبه وزرا (4)
…
(1)((المثل السائر)) لضياء الدين بن الأثير (3/ 147).
(2)
((المفضليات)) للمفضل الضبي (ص127).
(3)
((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص34).
(4)
((المستطرف)) للأبشيهي (ص181).