الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوسائل المعينة لترك الفحش والبذاءة
1 -
أن يكثر من ذكر الله:
أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأنبئني منها بشيء أتشبث به قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل)(1).
وذكر ابن القيم من فوائد الذكر (أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لا بد له من أن يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله)(2).
2 -
أن يلزم الصمت:
قال تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء: 36].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) (3).
وأوصى صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: ((يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما)) (4).
3 -
تعويد اللسان على الكلام الجميل:
فعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال:((تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: الفم والفرج)) (5).
4 -
أن يتجنب في عباراته الألفاظ المستقبحة وإن كانت صدقاً ويكني بدلاً عنها:
قال الماوردي: (يتجافى هجر القول ومستقبح الكلام، وليعدل إلى الكناية عما يستقبح صريحه ويستهجن فصيحه؛ ليبلغ الغرض ولسانه نزه وأدبه مصون)(6).
وقال العلاء بن هارون: (كان عمر بن عبد العزيز يتحفظ في منطقه فخرج تحت إبطه خراج فأتيناه نسأله لنرى ما يقول فقلنا من أين خرج فقال من باطن اليد)(7).
5 -
أن لا يتحدث فيما لا يعنيه:
قال صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) (8).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((توفي رجل من أصحابه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولا تدري، فلعله تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا يغنيه)) (9).
(1) رواه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)، وأحمد (4/ 190) (17734). قال الترمذي: حسن غريب. وصحح إسناده الحاكم. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7700).
(2)
((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص 64).
(3)
رواه البخاري (6018)، ومسلم (47).
(4)
رواه البزار (13/ 359)، وأبو يعلى (6/ 53)، والطبراني في ((الأوسط)) (7/ 140). وجوَّد إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 274)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 22): رجاله ثقات. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (6/ 18): هذا إسناد رجاله ثقات.
(5)
رواه الترمذي (2004)، وأحمد (2/ 442)(9694)، وابن حبان (2/ 224). قال الترمذي: صحيح غريب. وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2642).
(6)
((أدب الدنيا والدين)) (ص 284).
(7)
((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 122).
(8)
رواه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)، وأحمد (1/ 201) (1737). قال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (8243)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (5911).
(9)
رواه الترمذي (2316)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (2151).
وكان عبد الله بن عمر يقول: ((دع ما لست منه في شيء، ولا تنطق في ما لا يعنيك، واحرز لسانك كما تخزن ورقك)) (1).
وقال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك - وأراد عيبه -؟ فقال الأحنف: بتركي من أمرك ما لا يعنيني، كما أعناك من أمري ما لا يعنيك (2).
6 -
أن لا يعتاد لعن الدواب والأماكن:
قال صلى الله عليه وسلم، قال:((لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا)) (3).
وعن أبي برزة الأسلمي، قال:((بينما جارية على ناقة، عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتضايق بهم الجبل، فقالت: حل، اللهم العنها، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة)) (4).
7 -
التخلق بخلق الحياء:
الحياء يمنع من كثير من الفحش والبذاء ويحمل على كثير من أعمال الخير فعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه)) (5).
قال ابن عبد البر: (إن الحياء يمنع من كثير من الفحش والفواحش ويشتمل على كثير من أعمال البر وبهذا صار جزءا وشعبة من الإيمان لأنه وإن كان غريزة مركبة في المرء فإن المستحي يندفع بالحياء عن كثير من المعاصي كما يندفع بالإيمان عنها إذا عصمه الله فكأنه شعبة منه لأنه يعمل عمله فلما صار الحياء والإيمان يعملان عملا واحدا جعلا كالشيء الواحد وإن كان الإيمان اكتسابا والحياء غريزة)(6).
8 -
مصاحبة ومجالسة الأخيار:
فإن من جالس الأخيار أعانوه على طريق الخير، يقومون بتشجيعه إذا أحسن، وينصحوه إذا أخطأ، ويأخذ من هذه الصحبة مدرسة تعينه على التخلق بالخلق الحسن، قال صلى الله عليه وسلم:((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) (7).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي)) (8).
قال الشاعر:
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم
…
ولا تصحبِ الأردى فتردى مع الردي
وقال الحسن بن علي الخلال: (قال بعض الحكماء: مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلوب صدأ الذنوب، ومجالسة ذوي المروءة تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تنتج ذكاء القلوب، ومن عرف تقلب الزمان لم يركن إليه)(9).
(1) رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1/ 29).
(2)
((المجالسة وجواهر العلم)) لأحمد بن مروان المالكي (3/ 185).
(3)
رواه مسلم (2597).
(4)
رواه مسلم (2596).
(5)
رواه الترمذي (1974)، وابن ماجه (4185)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (601). قال الترمذي: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح ((الأدب المفرد)) (470).
(6)
((التمهيد)) لابن عبد البر (9/ 234).
(7)
رواه أبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وأحمد (2/ 303) (8015). قال الترمذي: حسن غريب. وقال الذهبي في ((السير)) (8/ 189): غريب عال. وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (4516).
(8)
رواه أبو داود (4832)، والترمذي (2395). وحسنه الترمذي، والبغوي في ((شرح السنة)) (13/ 69)، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (9808).
(9)
((المجالسة وجواهر العلم)) لأحمد بن مروان المالكي (5/ 153).