الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشعر في ذم الحقد
..
الحقد داء دفين ليس يحمله
…
إلا جهول مليء النفس بالعلل
مالي وللحقد يشقيني وأحمله
…
إني إذن لغبي فاقد الحيل
سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي
…
ومركب المجد أحلى لي من الزلل
إن نمت نمت قرير العين ناعمها
…
وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي
وأمتطي لمراقي المجد مركبتي
…
لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي
مبرَأ القلب من حقد يبطئني
…
أما الحقود ففي بؤس وفي خطل
وقال محمد بن مقيس الأزدي:
فإن الذي بيني وبين عشيرتي
…
وبين بني عمي لمختلف جدا
إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم
…
قدحت لهم في كل مكرمة زندا
وإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
…
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
…
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
وأعطيهم مالي إذا كنت واجدا
…
وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا (1)
وقال هلال بن العلاء: (جعلت على نفسي ألا أكافئ أحدا بشر ولا عقوق اقتداء بهذه الأبيات:
لما عفوت ولم أحقد على أحد
…
أرحت نفسي من غم العداوات
إني أحيي عدوي حين رؤيته
…
لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
…
كأنه قد حشى قلبي مسرات
وأنشد أحمد بن عبيد عن المدائني:
ومن لم يغمض عينه عن صديقه
…
وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة
…
يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب) (2)
وقال عنترة:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
…
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
وقال ابن الرومي:
(وما الحقد إلا توأم الشكر في الفتى
…
وبعض السجايا ينسبن إلى بعض
فحيث ترى حقدا على ذي إساءة
…
فثم ترى شكرا على حسن القرض
إذا الأرض أدت ريع ما أنت زارع
…
من البذر فيها فهي ناهيك من أرض) (3)
…
(1)((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 171).
(2)
((آداب العشرة)) لمحمد الغزي (ص 26).
(3)
((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 208).