المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذم الذل في القرآن والسنة - موسوعة الأخلاق الإسلامية - جـ ٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌صور كتمان الأسرار

- ‌كتمان السر عند النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج للصحابة في كتمان السر

- ‌صفات أمين السر

- ‌حكم وأمثال في كتمان السر

- ‌كتمان السر في واحة الشعر

- ‌ المحبة

- ‌الفرق بين المحبة وبعض الصفات

- ‌فضل المحبة ومنزلتها

- ‌الترغيب والحث على المحبة في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في المحبة

- ‌أقسام المحبة

- ‌فوائد المحبة

- ‌مراتب المحبة

- ‌علامات المحبة

- ‌الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها

- ‌نماذج تطبيقية من حياة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌حكم وأمثال في المحبة

- ‌المحبة في واحة الشعر

- ‌ المداراة

- ‌الفرق بين المداراة والمداهنة

- ‌الحث على المداراة في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في المداراة

- ‌فوائد المداراة

- ‌صور المدارة

- ‌موانع اكتساب المداراة

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب صفة المداراة

- ‌الشعر في المداراة

- ‌ المروءة

- ‌فضل المروءة

- ‌حقيقة المروءة

- ‌الفرق بين المروءة وبعض الصفات

- ‌الترغيب والحث على المروءة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في المروءة

- ‌أقسام المروءة

- ‌شروط المروءة

- ‌فوائد التحلي بالمروءة واجتناب ما يخرمها

- ‌درجات المروءة

- ‌صور المروءة وآدابها

- ‌موانع اكتساب صفة المروءة (خوارم المروءة)

- ‌أنواع خوارم المروءة

- ‌حكم فعل خوارم المروءة

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب المروءة

- ‌العلاقة بين الكرم والمروءة

- ‌انقسام الفضائل بين الكرم والمروءة

- ‌قالوا عن المروءة

- ‌المروءة في واحة الشعر

- ‌ النصيحة

- ‌الفرق بين النصيحة والتعيير

- ‌فضل النصيحة والحث عليها في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف في النصيحة

- ‌حكم النصيحة

- ‌فوائد النصيحة

- ‌صور النصيحة

- ‌ضوابط في النصيحة

- ‌وسائل وأساليب النصيحة

- ‌نماذج من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج في التناصح بين الصحابة:

- ‌نماذج من نصائح السلف:

- ‌الأمثال في النصيحة

- ‌النصيحة في واحة الشعر

- ‌ الورع

- ‌الفرق بين الزهد والورع

- ‌فضل الورع والحث عليه:

- ‌أقوال السلف والعلماء في الورع

- ‌أقسام الورع

- ‌فوائد وآثار الورع

- ‌درجات الورع

- ‌صور ومظاهر الورع

- ‌وسائل اكتساب الورع

- ‌نماذج من ورع النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من ورع الصحابة:

- ‌نماذج من ورع السلف

- ‌نماذج من ورع العلماء المتقدمين

- ‌نماذج من ورع العلماء المعاصرين

- ‌الورع يكون عن المحرمات والمكروهات

- ‌الورع في واحة الشعر

- ‌معنى الوفاء لغة واصطلاحاً:

- ‌الفرق بين الوفاء والصدق:

- ‌أهمية الوفاء بالعهد:

- ‌فضل الوفاء بالعهد:

- ‌الأمر بالوفاء بالعهد والوعد في القرآن والسنة

- ‌ما قيل في الوفاء

- ‌أقسام العهد

- ‌فوائد وآثار الوفاء بالعهد

- ‌صور الوفاء

- ‌نماذج من وفاء النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من وفاء الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌أحوال الإخلاف بالعهد والوعد

- ‌قصص في الوفاء:

- ‌أمثال في الوفاء

- ‌الوفاء في واحة الشعر

- ‌ الإسراف والتبذير

- ‌الفرق بين الإسراف والتبذير

- ‌ذم الإسراف والتبذير في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الإسراف والتبذير

- ‌صور الإسراف ومظاهره

- ‌مضار الإسراف والتبذير

- ‌الوسائل المعينة لترك الإسراف والتبذير

- ‌أسباب الإسراف والتبذير

- ‌مسائل متفرقة في الإسراف والتبذير

- ‌ الافتراء والبهتان

- ‌الفرق بين الافتراء والبهتان وبعض الصفات

- ‌ذم الافتراء والبهتان في القرآن والسنة

- ‌حكم الافتراء والبهتان

- ‌أنواع الافتراء والبهتان

- ‌الآثار السلبية للافتراء والبهتان

- ‌صور الافتراء والبهتان

- ‌أسباب الوقوع في الافتراء والبهتان

- ‌قصص في الافتراء والبهتان

- ‌معنى الإفشاء والسر لغة واصطلاحاً

- ‌إفشاء السر

- ‌مترادفات الإفشاء والسر

- ‌ذم إفشاء السر والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم إفشاء السر

- ‌أنواع إفشاء السر

- ‌صور إفشاء السر

- ‌أركان إفشاء السر

- ‌أضرار إفشاء السر

- ‌الأسباب المعينة على ترك إفشاء السر

- ‌حكم وأمثال في إفشاء السر

- ‌مسائل متفرقة حول إفشاء السر

- ‌إفشاء السر في واحة الشعر

- ‌ البخل والشح

- ‌الفرق بين البخل والشح

- ‌ترتيب أوصاف البخيل

- ‌ذم البخل والشح في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم البخل والشح

- ‌حكم البخل

- ‌آثار البخل والشح

- ‌أشد درجات البخل

- ‌صور البخل

- ‌أسباب الوقوع في البخل والشح

- ‌الوسائل المعينة على ترك البخل والشح

- ‌البخل .. في مضرب الأمثال

- ‌البخل في أقوال الحكماء

- ‌البخل والشح في واحة الشعر

- ‌ التجسس

- ‌الفرق بين التجسس والتحسس

- ‌ذم التجسس والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم التجسس

- ‌أقسام التجسس وحكم كل قسم:

- ‌آثار التجسس الممنوع:

- ‌صور التجسس

- ‌أسباب التجسس الممنوع

- ‌الوسائل المعينة على ترك التجسس

- ‌التجسس في واحة الشعر

- ‌ الجبن

- ‌ذم الجبن في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الجبن

- ‌آثار ومضار الجبن

- ‌علاج الجبن

- ‌ما وصف به الجبان

- ‌من أخبار الجبناء

- ‌الأمثال في الجبن

- ‌الجبن في واحة الشعر

- ‌معنى الجدل والمراء لغة واصطلاحاً

- ‌معنى المراء لغة واصطلاحاً

- ‌ألفاظ مرادفة للجدال

- ‌الفرق بين الجدال والمراء والحجاج

- ‌ذم الجدال والمراء في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الجدال والمراء

- ‌أقسام الجدال

- ‌آثار وأضرار الجدال والمراء

- ‌آداب الجدال

- ‌أركان الجدال

- ‌مراحل الجدال

- ‌نماذج من الجدال المحمود

- ‌حكم وأمثال في الجدال والمراء

- ‌وصايا ونصائح في التحذير من الجدال والمراء

- ‌الجدال والمراء في واحة الشعر

- ‌ الحسد

- ‌الفرق بين الحسد وبعض الصفات

- ‌ذم الحسد والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الحسد

- ‌أقسام الحسد

- ‌مساوئ الحسد

- ‌أسباب الوقوع في الحسد

- ‌الوسائل المعينة على ترك الحسد

- ‌الوسائل المعينة على دفع شر الحاسد عن المحسود

- ‌نماذج من الحساد

- ‌مسائل متفرقة في الحسد

- ‌الحسد في واحة الشعر

- ‌ الحقد

- ‌الألفاظ المترادفة للحقد

- ‌الفرق بين الموجدة والحقد

- ‌ذم الحقد في القرآن والسنة

- ‌أقوال في ذم الحقد

- ‌حكم الحقد

- ‌ما يباح من الحقد

- ‌آثار ومضار الحقد

- ‌وسائل علاج الحقد

- ‌أسباب الحقد

- ‌سلامة القلب من الأحقاد

- ‌نماذج في سلامة القلب من الحقد

- ‌أحوال المحقود

- ‌حكم وأمثال في الحقد

- ‌الشعر في ذم الحقد

- ‌ الخيانة

- ‌الفرق بين الخيانة وبعض الصفات

- ‌ذم الخيانة والتحذير منها في القرىن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الخيانة

- ‌حكم الخيانة

- ‌آثار ومضار الخيانة

- ‌صور الخيانة

- ‌أوجه ورود الخيانة في القرآن الكريم

- ‌في أي شيء كانت خيانة امرأة نوح وامرأة لوط

- ‌الخيانة من صفات اليهود

- ‌من قصص الخيانة

- ‌الخيانة في واحة الشعر

- ‌ الذل

- ‌ذم الذل في القرآن والسنة

- ‌أقسام الذل

- ‌الآثار السلبية للذل

- ‌أسباب الوقوع في الذل

- ‌الوسائل المعينة على التخلص من الذل

- ‌متفرقات في الذل

- ‌الذل في واحة الشعر

- ‌ السخرية والاستهزاء

- ‌الفرق بين الاستهزاء والسخرية وبعض الصفات

- ‌النهي عن السخرية والاستهزاء في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في السخرية والاستهزاء

- ‌حكم الاستهزاء

- ‌آثار ومضار السخرية

- ‌صور السخرية والاستهزاء

- ‌أسباب السخرية والاستهزاء

- ‌ سوء الظن

- ‌الفرق بين سوء الظن وبعض الصفات

- ‌ذم سوء الظن والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقسام سوء الظن وحكم كل قسم منها

- ‌الآثار السيئة لسوء الظن

- ‌صور سوء الظن

- ‌أسباب الوقوع في سوء الظن

- ‌الوسائل المعينة على ترك سوء الظن

- ‌سوء الظن في واحة الشعر

- ‌ الطمع

- ‌الفرق بين الطمع وبعض الصفات

- ‌ذم الطمع في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الطمع

- ‌أنواع الطمع

- ‌آثار ومضار الطمع

- ‌الأسباب المؤدية إلى الطمع

- ‌الوسائل المعينة على ترك الطمع

- ‌مسائل متفرقة حول الطمع

- ‌الطمع في واحة الشعر

- ‌الظلم

- ‌معنى الظلم لغة واصطلاحاً

- ‌الفرق بين الظلم ومترادفاته

- ‌النهي عن الظلم في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الظلم

- ‌أقسام الظلم

- ‌آثار ومضار الظلم

- ‌صور الظلم

- ‌نصر المظلوم

- ‌رد المظالم

- ‌التحذير من دعوة المظلوم

- ‌الانتصار من الظالم

- ‌معاونة الظالم على ظلمه

- ‌هل للظالم توبة

- ‌قصص في الظلم…عبر وعظات

- ‌الظلم في واحة الشعر

- ‌ثم ماذا

- ‌ العجب

- ‌الفرق بين العجب ومرادفاته

- ‌ذم العجب والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم العجب

- ‌حكم العجب

- ‌آثار العجب

- ‌صور العجب

- ‌أسباب العجب

- ‌علامات العجب

- ‌الوسائل المعينة على ترك العجب

- ‌العجب عند الحكماء والأدباء

- ‌العجب في واحة الشعر

- ‌ الغدر

- ‌الفرق بين المكر والغدر

- ‌ذم الغدر والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الغدر

- ‌آثار ومضار الغدر

- ‌صور الغدر

- ‌أسباب الوقوع في الغدر

- ‌الوسائل المعينة على ترك الغدر

- ‌حكم وأمثال في الغدر

- ‌مسائل متفرقة حول الغدر

- ‌غدر اليهود بالمسلمين:

- ‌غدر النصارى بالمسلمين:

- ‌غدر المشركين بالمسلمين:

- ‌الغدر في واحة الشعر

- ‌ الغش

- ‌حكم الغش

- ‌ذم الغش والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الغش

- ‌أنواع الغش وصوره

- ‌آثار ومضار الغش

- ‌الأسباب المؤدية إلى الغش

- ‌الأسباب المعينة على ترك الغش

- ‌موقف تربوي

- ‌الغش في واحة الشعر

- ‌ الغضب

- ‌الفرق بين الغضب وبعض الصفات

- ‌النهي عن الغضب في السنة النبوية

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الغضب

- ‌أقسام الغضب

- ‌آثار ومضار الغضب

- ‌نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند الغضب

- ‌نماذج من هدي الصحابة عند الغضب

- ‌نماذج من هدي السلف عند الغضب

- ‌أسباب الغضب

- ‌علاج الغضب

- ‌تفاوت الناس في سرعة الغضب

- ‌غالب من يتصف بسرعة الغضب

- ‌ذم الغضب في واحة الشعر

- ‌كلمة أخيرة

- ‌ الغيبة

- ‌الفرق بين الغيبة وبعض الصفات

- ‌ذم الغيبة والنهي عنها في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الغيبة

- ‌حكم الغيبة

- ‌حكم سماع الغيبة

- ‌فضل الدفاع عن عرض الآخرين

- ‌أقسام الغيبة

- ‌أمور ينبغي مراعاتها عند الغيبة المباحة:

- ‌أضرار الغيبة على الفرد والمجتمع

- ‌صور الغيبة

- ‌أمور يحسب الناس أنها ليست غيبة ولكنها غيبة

- ‌أسباب الوقوع في الغيبة

- ‌فوائد ترك الغيبة

- ‌علاج من وقع في الغيبة

- ‌التوبة من الغيبة

- ‌الوسائل المعينة على ترك الغيبة

- ‌مسائل متفرقة متعلقة بالغيبة

- ‌الغيبة في واحة الشعر

- ‌ الفتور

- ‌ذم الفتور في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الفتور

- ‌أقسام الفتور

- ‌آثار الفتور

- ‌صور الفتور

- ‌أسباب الفتور

- ‌وسائل علاج الفتور

- ‌ الفحش والبذاءة

- ‌الفرق بين الفحش وبعض الصفات

- ‌ذم الفحش والبذاءة في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في ذم الفحش والبذاءة

- ‌المقصود بالفحش والفحشاء

- ‌آثار ومضار الفحش والبذاء

- ‌الوسائل المعينة لترك الفحش والبذاءة

- ‌الأسباب الدافعة للفحش والبذاءة

- ‌الشعر في ذم الفحش والبذاءة

- ‌ القسوة والغلظة والفظاظة

- ‌الفرق بين الغلظة الفظاظة وبعض الصفات

- ‌ذم القسوة والغلظة والفظاظة في القرآن والسنة

- ‌من أقوال السلف والعلماء في القسوة

- ‌ما يباح من القسوة والغلظة والفظاظة

- ‌علامات قسوة القلب والغلظة

- ‌آثار قسوة القلب والغلظة والفظاظة

- ‌أسباب قسوة القلب والغلظة والفظاظة

- ‌الوسائل المعينة للتخلص من قسوة القلب والغلظة والفظاظة:

- ‌قصص في القسوة والغلظة والفظاظة

- ‌القسوة والغلظة والفظاظة في واحة الشعر

- ‌ الكبر

- ‌الفرق بين الكبر ومرادفاته

- ‌أسماء الكبر والمتكبر

- ‌ذم الكبر والنهي عنه في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الكبر والمتكبرين

- ‌حكم الكبر

- ‌أقسام الكبر

- ‌من آثار وأضرار الكبر

- ‌درجات الكبر

- ‌مظاهر الكبر

- ‌أسباب الكبر

- ‌بماذا يكون التكبر

- ‌أشر الكبر

- ‌الوسائل المعينة على ترك الكبر

- ‌ذم الكبر والمتكبرين في واحة الشعر

- ‌ الكذب

- ‌الألفاظ المترادفة للكذب

- ‌الفرق بين الكذب وبعض الألفاظ المترادفة

- ‌ذم الكذب في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الكذب

- ‌ما يباح من الكذب

- ‌آثار ومضار الكذب

- ‌صور الكذب

- ‌أسباب الوقوع في الكذب

- ‌1 - كذبة إبريل:

- ‌2 - الكذب الأبيض والأسود:

- ‌علامات تدل على الكذاب

- ‌ما قيل في المعاريض

- ‌الأمثال والحكم في الكذب

الفصل: ‌ذم الذل في القرآن والسنة

‌ذم الذل في القرآن والسنة

ذم الذل والنهي عنه في القرآن الكريم:

- قال تعالى: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة: 61].

قال ابن كثير: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي: وضعت عليهم وألزموا بها شرعا وقدرا، أي: لا يزالون مستذلين، من وجدهم استذلهم وأهانهم، وضرب عليهم الصغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسكنون .. وقال الضحاك: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ قال: الذل

وقال الحسن: أذلهم الله فلا منعة لهم، وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمة وإن المجوس لتجبيهم الجزية) (1).

- وقال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران: 26].

قال الشوكاني: (قوله: وتذل من تشاء أي: في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما)(2).

وقال أبو حيان الأندلسي: (تعز من تشاء وتذل من تشاء قيل: محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حين دخلوا مكة في اثني عشر ألفا ظاهرين عليها، وأذل أبا جهل وصناديد قريش حتى حزت رؤوسهم وألقوا في القليب. وقيل: بالتوفيق والعرفان، وتذل بالخذلان. وقال عطاء: المهاجرين والأنصار وتذل فارس والروم. وقيل: بالطاعة وتذل بالمعصية. وقيل: بالظفر والغنيمة وتذل بالقتل والجزية. وقيل: بالإخلاص وتذل بالرياء. وقيل بالغنى وتذل بالفقر. وقيل: بالجنة والرؤية وتذل بالحجاب والنار، قاله الحسن بن الفضل. وقيل: بقهر النفس وتذل باتباع الخزي، قاله الوراق. وقيل: بقهر الشيطان وتذل بقهر الشيطان إياه، قاله الكتاني. وقيل: بالقناعة والرضا وتذل بالحرص والطمع، وينبغي حمل هذه الأقاويل على التمثيل لأنه لا مخصص في الآية، بل الذي يقع به العز والذل مسكوت عنه)(3).

- وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ [الأعراف: 152].

قال الطبري: (يقول تعالى ذكره: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ إلهًا سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ، بتعجيل الله لهم ذلك وذلة وهي الهوان، لعقوبة الله إياهم على كفرهم بربهم في الحياة الدنيا، في عاجل الدنيا قبل آجل الآخرة)(4).

وقال ابن عاشور: (معنى: نيل الذلة إياهم أنهم يصيرون مغلوبين لمن يغلبهم، فقد يكون ذلك بتسليط العدو عليهم، أو بسلب الشجاعة من نفوسهم. بحيث يكونون خائفين العدو، ولو لم يسلط عليهم، أو ذلة الاغتراب إذ حرمهم الله ملك الأرض المقدسة فكانوا بلا وطن طول حياتهم حتى انقرض ذلك الجيل كله، وهذه الذلة عقوبة دنيوية قد لا تمحوها التوبة، فإن التوبة إنما تقتضي العفو عن عقاب التكليف، ولا تقتضي ترك المؤاخذة بمصائب الدنيا، لأن العقوبات الدنيوية مسببات تنشأ عن أسبابها، فلا يلزم أن ترفعها التوبة إلا بعناية إلهية خاصة)(5).

(1)[3570])) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (1/ 282)

(2)

[3571])) ((فتح القدير)) للشوكاني (1/ 379)

(3)

[3572])) ((البحر المحيط في التفسير)) لأبي حيان الأندلسي (3/ 86)

(4)

[3573])) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (13/ 134)

(5)

[3574])) ((التحرير والتنوير)) للطاهر بن عاشور (9/ 119)

ص: 266

- وقال تعالى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل: 34].

قال الشوكاني: (وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي: أهانوا أشرافها، وحطوا مراتبهم، فصاروا عند ذلك أذلة وإنما يفعلون ذلك لأجل أن يتم لهم الملك، وتستحكم لهم الوطأة وتتقرر لهم في قلوبهم المهابة)(1).

وقال القاسمي: (معنى قولها إن الملوك إذا دخلوا قرية أي عنوة وقهرا أفسدوها أي أخربوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي بالقهر والغلبة والقتل والأسر ونهب الأموال وكذلك يفعلون)(2).

- وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً [الإسراء:111].

قال الطبري: (ولم يكن له ولي من الذل يقول: ولم يكن له حليف حالفه من الذل الذي به، لأن من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره، فذليل مهين، ولا يكون من كان ذليلا مهينا يحتاج إلى ناصر إلها يطاع)(3).

قال ابن كثير: (ولم يكن له ولي من الذل أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير، بل هو تعالى شأنه خالق الأشياء وحده لا شريك له، ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له، قال مجاهد في قوله: ولم يكن له ولي من الذل لم يحالف أحدا ولا يبتغي نصر أحد، وكبره تكبيرا أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوا كبيرا)(4).

وقال القاسمي: (ولم يكن له ولي من الذل أي ناصر من الذل ومانع له منه، لاعتزازه به. أو لم يوال أحدا من أجل مذلة به، ليدفعها بموالاته)(5).

وقال ابن عطية: (قيد لفظ الآية نفي الولاية لله عز وجل بطريق الذل وعلى جهة الانتصار، إذ ولايته موجودة بتفضله ورحمته لمن والى من صالحي عباده)(6).

ذم الذل والنهي عنه في السنة النبوية:

- عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي قال: ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل)) (7).

(1)[3575])) ((فتح القدير)) للشوكاني (4/ 159)

(2)

[3576])) ((محاسن التأويل)) للقاسمي (7/ 491)

(3)

[3577])) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (17/ 589)

(4)

[3578])) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (5/ 130)

(5)

[3579])) ((محاسن التأويل)) للقاسمي (6/ 523)

(6)

[3580])) ((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)) لابن عطية (3/ 493)

(7)

[3581])) رواه البخاري (2321).

ص: 267

- قال ابن بطال: (قال المهلب: معنى هذا الحديث - والله أعلم - الحض على معالي الأحوال، وطلب الرزق من أشرف الصناعات لما خشي النبي على أمته من الاشتغال بالحرث وتضييع ركوب الخيل والجهاد في سبيل الله، لأنهم إن اشتغلوا بالحرث غلبتهم الأمم الراكبة للخيل المتعيشة من مكاسبها، فحضهم على التعيش من الجهاد لا من الخلود إلى عمارة الأرض ولزوم المهنة، والوقوع بذلك تحت أيدي السلاطين وركاب الخيل. ألا ترى أن عمر قال: تمعددوا واخشوشنوا، واقطعوا الركب، وثبوا على الخيل وثبا لا يغلبكم عليها رعاة الإبل. أي دعوا التملك والتدلك بالنعمة، وخذوا أخشن العيش لتتعلموا الصبر فيه، فأمرهم بملازمة الخيل والتدريب عليها والفروسية، لئلا تملكهم الرعاة الذين شأنهم خشونة العيش، ورياضة أبدانهم بالوثوب على الخيل، وقد رأينا عاقبة وصيته فى عصرنا هذا بميلنا إلى الراحة والنعمة. قال المؤلف: فمن لزم الحرث وغلب عليه، وضيع ما هو أشرف منه، لزمه الذل كما قال عليه السلام، ويلزمه الجفاء فى خلقه لمخالطته من هو كذلك .... - فمن - شأن ملازمة هذه المهن توليد ما ذكر من هذه الصفات ومن الذل الذى يلزم من اشتغل بالحرث ما ينوبه من المؤنة بخراج الأرضين)(1).

- وعن تميم الداري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر)) وكان تميم الداري، يقول:(قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية)(2).

- وجاء من طريق المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه بنحو حديث تميم رضي الله عنه وفيه بيان لصورة العز والذل فقال صلى الله عليه وسلم: ((يعزّهم الله فيجعلهم من أهلها أو يذلّهم فلا يدينوا لها)) (3).

قال المباركفوري: (وذل بضم الذال ذليل أي أو يذله الله بها – كلمة الإسلام - حيث أباها بذل سبي أو قتال حتى ينقادون لها طوعاً أو كرهاً، أو يذعن لها ببذل الجزية، والحديث مقتبس من قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة: 33]، ثم فسر العز والذل بقوله إما يعزهم الله أو يذلهم (فيدينون لها) بفتح الياء أي فيطيعون وينقادون لها، من دان الناس أي ذلوا وأطاعوا) (4).

(1)[3582])) ((شرح صحيح البخارى)) لابن بطال (6/ 486)

(2)

[3583])) رواه أحمد (4/ 103)(16998)، والطبراني (2/ 58)(1280). والحاكم (4/ 477)، والبيهقي (9/ 181) (18400). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وقال الهيثمي (6/ 17): رجال أحمد رجال الصحيح، وقال الألباني في ((تحذير الساجد)) (158): على شرط مسلم وله شاهد على شرط مسلم أيضا ..

(3)

[3584])) رواه أحمد (6/ 4)(23865)، وابن حبان (15/ 92)(6699)، والطبراني (20/ 254)(601)، والحاكم (4/ 476)، والبيهقي (9/ 181) (18399). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وحسنه ابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (2/ 806)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (6/ 17): رجال الطبراني رجال الصحيح، وصحح إسناده الألباني في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (39)، وصححه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (1159).

(4)

[3585])) ((مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للمباركفوري (1/ 113 - 114) برقم (42)

ص: 268

وقال الألباني: (مما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان)(1).

- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه. قالوا: وكيف يذلّ نفسه؟ قال: يتعرّض من البلاء لما لا يطيق)) (2).

ومعنى الحديث لا يجوز للمؤمن أن يأتي ما يكون سببا في ذله وهوانه بالتعرض لما لا يطيق من البلاء كان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر من لا يسلم غالبا من أذاه على نفسه وماله وأهله فليس له والحال كذلك أن يأمر أو ينهى لما يترتب عليه من ذل وهوان للمؤمن (3).

- وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت: ((يا رسول الله والله ما كان على ظهر الأرض خباء أحبّ إليّ من أن يذلّوا من أهل خبائك. وما أصبح اليوم على ظهر الأرض خباء أحبّ إليّ من أن يعزّوا من أهل خبائك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيضا والّذي نفسي بيده)) (4).

قال بدر الدين العيني: (خباء هي الخيمة التي من الوبر أو الصوف على عمودين أو ثلاثة. وقال الكرماني: يحتمل أن تريد به نفسه صلى الله عليه وسلم فكنت عنه بذلك إجلالا له، وأهل بيته، والخباء يعبر به عن مسكن الرجل وداره. قوله: (قالت: وأيضا والذي نفسي بيده)، هذا جواب لهند بتصديق ما ذكرته يعني: وأنا أيضا بالنسبة إليك مثل ذلك، وقيل: معناه وأيضا ستزيدين في ذلك ويتمكن الإيمان في قلبك فيزيد حبك لرسول الله، صلى الله عليه وسلم ويقوى رجوعك عن غضبه، وهذا المعنى أولى وأوجه من الأول) (5).

(1)[3586])) ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) للألباني (1/ 32) برقم (3)

(2)

[3587])) رواه البخاري (3825)، ومسلم (1714).

(3)

[3588])) انظر ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (5/ 1739)، ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (2/ 251)

(4)

[3589])) انظر ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (5/ 1739)، ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (2/ 251).

(5)

[3590])) ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) لبدر الدين العيني (16/ 284)

ص: 269