الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع فضل سورة التوبة
فضل سورة التوبة
فصل في بيان المائين
سيق في سورة البقرة أن المائين تطلق على السور التي عدد آياتها مائة آية أو أكثر.
قال ابن جرير: وأما المئون فهي ما كان من سور القرآن عدد مائة آية أو تزيد عليها شيئًا أو تنقص منها شيئًا يسيراً 1/ 45.
وقال الزَّركشي: والمئون ما ولى السبع الطول سميت بذلك لأنَّ كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها "البرهان" 1/ 244، وبنحوه قال السيوطي في "الإتقان" 1/ 84.
والمئون: جمع مائة عدد معروف وهو من الأسماء الموصوف بها (انظر "لسان العرب" 6/ 4124).
والأقرب في ذلك أنَّها ما كان مائة فأكثر ولا يدخل ما نقص عن مائة لأنَّ إطلاق اسم المائين عليه سيكون تجوزاً بالإضافة إلى عدم الحد الذي يضبط ما يقارب المائة والسور التي بلغت تسعاً وتسعين آية ورد في الأثر المروي عن تأليف مصحف ابن مسعود أنَّها من المثاني، ولذا سنقتصر على ما يطابق التعريف الذي ذكرناه.
وهذه السور هي التوبة وهود ويوسف والنحل والإسراء والكهف وطه والأنبياء والمؤمنون والشعراء والصافات. وهذه السور تطابق ما رواه ابن أشتة
في المصاحف بسنده إلى جرير بن عبد الحميد قال: تأليف مصحف عبد الله بن مسعود
…
والمائين براءة والنحل
…
فذكرها بغير زيادة ولا نقصان "الإتقان" 1/ 85. وانظر فضل سورة يونس.
ملحوظة:
قال ابن جميع في ترجمة (أحمد بن محمَّد بن سعدان أبوَ بكر الصَّيدلانيُّ) من معجم شيوخه ص 161: أخبرنا أحمد بن محمَّد بواسط حدّثنا شعيب بن أيوب حدّثنا يحيى بن آدم حدّثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: "أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من المائين من آل حم الأحقاف وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت المائين
…
الحديث".
وإسناده بدون شيخ ابن جميع حسن، وأمَّا شيخ ابن جميع فذكر محقق معجمه اثنين يحتمل أنَّه أحدهما، وأضيف ثالثًا، وهو أحمد بن محمَّد الصَّيدلانيُّ "تاريخ بغداد" 5/ 137، والثلاثة لم يوثق أحد منهم. وقد ذكر المزى في تلاميذ شعيب أحمد بن محمَّد من سعد الواسطيِّ هكذا قال وليس سعدان، وعلى أيّ فالحديث وقفت عليه عند أحمد في مسنده، قال السيوطي بإسناد جيد "الدر" 6/ 37، وقال الهيثمي: رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما ثقات "المجمع" 4/ 105 عن ابن مسعود بلفظ: "أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من آل حم يعني الأحقاف قال وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين".
وهذا اللفظ أقرب والله تعالى أعلم.