الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) عن أبي بكر الصديق:
(103)
قال مسدد: حدّثنا أبو الأحوص عن أبي إِسحاق الهمداني عن عكرمة عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: "قال أبو بكر الصِّديق - رضى الله عنه - سألت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ما شيبك قال: سورة هود والواقعة والمرسلات وعمَّ يتساءلون وإذا الشمس كورت".
تخريجه وطرقه:
أخرجه مسدد (انظر "كنز العمال" 313/ 2) ومن طريقه الحاكم: 2/ 476، والبيهقيّ في "الشعب"(انظر "حاشية العلل" للدارقطني 1/ 195).
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 1/ 200.
من طريق أبي إسحاق به نحوه.
ورواه عن أبي إسحاق شيبان وأبو الأحوص إلَّا أن شيبان لم يذكر المرسلات، وذكر الدارقطني إنَّه تابعهما على روايته بهذا الإسناد إسرائيل ويونس وزهير وأبو بكر بن عياش ومسعود بن سعد "العلل" 1/ 194، 195.
وأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند الصِّديق " ص 69، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 1/ 208.
من طريق عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن أبي بكر بنحوه ولم يذكر المرسلات.
وأخرجه الثعلبي في تفسيره 32 / أ/ 7.
من طريق عمرو بن أبي عمرو العقدي ثنا يزيد بن أبان عن أنس عن أبي بكر نحوه وفيه اختلاف في السور، وأخرجه البزار وابن مردويه كذلك من طريق أنس به (انظر "الدر" 3/ 319).
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 1/ 208 وعلقه 1/ 197، 198، وأبو بكر الشَّافعي في "فوائده"(انظر "حاشية العلل" للدارقطني 1/ 198).
من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر الصِّديق به نحوه.
ورواه عن زكريا أبو معاوية وأبو أسامة وأشعث بن عبد الله الخراساني.
وقال الدارقطني واختلف عن هشام - أي ابن عمار الراوي عن أبي معاوية - فقيل عنه عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي معاوية عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن مسروق عن أبي بكر ا. هـ.
وأخرجه ابن المنذر والطبراني وأبو الشَّيخ وابن مردويه وابن عساكر من طريق مسروق به (انظر "الدر" 3/ 319).
وأخرجه ابن سعد 1/ 436، والدارقطني في "العلل" 1/ 205، وأبو يعلى 1/ 102، وأبو بكر المروزي في "مسند الصِّديق" ص 69.
من طريق أبى الأحوص أخبرنا أبو إسحاق عن عكرمة قال: قال أبو بكر: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
" فذكره. وأخرجه الطّبرانيّ في "الأوسط" عن عكرمة به (انظر "مجمع الزوائد" 7/ 37).
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 1/ 210.
من طريق جبارة ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي ثنا أبو إسحاق عن عامر بن سعد عن أبي بكر قال قالت
…
الحديث.
وعلقه الدارقطني في "العلل" 1/ 197.
قال حدث به محمَّد بن محمَّد الباغندي عن محمَّد بن عبد الله بن نمير عن محمَّد بن بشر عن العلاء بن صالح عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر.
التحقيق:
الطَّريق الأوَّل إسناده صحيح.
إلَّا أن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو من الطبقة الثَّالثة من المدلسين المختلف في قبول مروياتهم بالعنعنة ولم أجد أحدًا أعله بعنعنة أبي إسحاق بل الأئمة كابن أبي حاتم والدارقطني وغيرهما ما تكلموا فيه إلَّا بالاضطراب ونظراً لوجود ما يشهد له سنغض الطرف عن هذه العنعنة وقد صحَّحه الحاكم على شرط البُخاريّ وسكت الذهبي.
وهذا الحديث يدور حول أربعة أسانيد:
1 -
عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر قال: سألت رسول الله
…
2 -
عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله
…
3 -
عن أبي إسحاق عن عكرمة قال: قال أبو بكر: سألت رسول الله
…
4 -
عن أبي إسحاق عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله
…
وقد جاء بأسانيد أخرى لا أُريد أن أدخلها هنا سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
وهذه الأسانيد الأربعة المذكورة أسانيد صحيحة وكثيراً ما يخلط الرواة وحتى الحفَّاظ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كالدارقطني وغيره. وكذا محققي الكتب بين الطَّريق الأول والثانى، وكذا بين الطَّريق الثالث والرابع فلا يفرقون بين كونه من مسند ابن عباس أم من مسند أبى بكر، من لا يفرقون بين كونه مرسلاً من مراسيل عكرمة أو أنَّه منقطعاً أي سقط ما بين عكرمة وأبى بكر.
والذي أرجحه والله أعلم إسنادان من الأربعة وهما الثَّاني والرابع وإنَّما جاء الأول والثالث من قبل الرواة.
والدليل على هذا أن الذي رواه عن أبي الأحوص بالإسناد الأوَّل هو مسدد وحده، وأمَّا باقي أصحاب أبي الأحوص إمَّا رووه بالإسناد الثَّاني أو الثالث أو الرابع.
والذى رواه عن شيبان بالإسناد الأوَّل هو عبيد الله بن موسى من رواية أبي بكر النيسابوري حدثني يوسف بن سعد بن مسلم ثنا عبيد الله بن موسى.
وأمَّا غير هذا الطَّريق عن عبيد الله وغير عبيد الله عن شيبان فرووه بالإسناد الثَّاني.
وأمَّا من ذكرهم الدارقطني بمتابعة أبي الأحوص وشيبان على الإسناد الأوَّل فليس كما ذكر لأنَّه عندما أسند هذه الرِّوايات تبيّن أنَّها بالإسناد الثَّاني كما سيأتي في حديث ابن عباس.
فتبين من هذا أن جعل الحديث من مسند أبي بكر لا دخل لأبي إسحاق السبيعي فيه وإنَّما الاختلاف على الرواة عنه نظرًا للخلط بين الإسنادين الأوَّل والثَّاني لدقة الفرق بينهما.
وعليه فالأولى ألا يكون الحديث محفوظاً من مسند أبي بكر الصِّديق إلَّا أنني ذكرته لكون تلك العلة التي تكلمت عليها ما تغرب لها من تكلم في هذا الحديث ولوجود طرق أخرى كلها عن أبي بكر ولو أنَّها معلولة.
وأمَّا الإسناد الثالث والرابع فالاختلاف فيه على أبي الأحوص فقط عن أبي إسحاق.
فرواه بعض أصحاب أبي الأحوص بالإسناد الثالث، ورواه غيرهم عن أبي الأحوص وغير أبي الأحوص عن أبي إسحاق بالإسناد الثَّاني والرابع فهذا دليل على أن ذلك من الرواة أيضاً لدقة الفرق بين الإسنادين مما جعل أبا يعلى يضع الإسناد الرابع في مسند أبي بكر الصِّديق.
فالحديث محفوظ عن أبي إسحاق من رواية الجمع بالإسنادين الثَّاني والرابع كما ذكرت آنفاً وسيأتي الكلام على حديث ابن عباس ومرسل عكرمة وكلاهما عند أبي إسحاق.
وأمَّا الطَّريق الثَّاني: ففيه زكريا بن أبي زائدة وسماعه من أبي إسحاق بآخره بعد أن تغير حفظه ونسي، وقيل اختلط فلا عبرة بروايته هذه وهو كذلك مدلس وقد عنعن.
وأمَّا الطريق الثَّالثة: ففيها يزيد بن أبي أبان وهو ضعيف.
وأمَّا الطَّريق الرابعة: فعلتها مثل علة الطَّريق الثَّانية.
والرواية التي فيها عن الشعبي قال فيها الدارقطني وذكر الشعبي وهم وإنَّما هو أبو إسحاق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لسبيعي "العلل" 1/ 198.
وأمَّا الطَّريق الخامسة: فسبق الكلام عليها وأنها من تصرف بعض الرواة عن أبي الأحوص أو منه هو نفسه.
وأمَّا الطَّريق السادسة: ففيها جبارة بن المغلس وهو ضعيف عبد الكريم مقبول.
وأمَّا الطَّريق السابعة: فقال فيها الدارقطني عن الباغندي: وهم فيها في موضعين فقال عن العلاء بن صالح وإنما هو علي بن صالح وقال عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر وإنما هو عن أبي إسحاق عن أبى جحيفة عن أبى بكر، وهو كما قال لأنه رواه جمع عن ابن نمير على الصواب كما سيأتي، ولكن ليس عن أبي بكر وإنما هو عن أبي جحيفة قال: قالوا يا رسول الله وذكر أبي بكر فيه على إنَّه من سنده تساهل من الإمام الدارقطني رحمه الله كما سبق أن بينا نحوه.
فخلاصة القول أن الحديث من مسند أبي بكر لم يصح سنده إلَّا من الطَّريق الأولى وقد بينا أن جعلها من مسند أبي بكر وهم أو تساهل من بعض الرواة ومن الطريق الخامسة وهي منقطعة وأيضًا جعلها من مسند أبي بكر تصرف من الرواة.
فائدة: تبيّن من سوق هذه الطرق أن الدارقطني رحمه الله فاته في علله طريقان الأول والثالث فيما جاء من مسند أبي بكر.