الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) عن أبي بن كعب:
(68)
أ - قال ابن حبان: أخبرنا عبد الله بن سالم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني ابن أُبي بن كعب أن أّباه أخبره أنه كان له جرين فيه تمر وكان مما يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال: فسلمت فرد السلام فقلت: ما أنت جن أم إنس؟ فقال: جن فقلت: ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت: هكذا خلق الجان فقال: لقد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني فقلت: ما يحملك على ما صنعت قال: بلغني أنك رجل تحت الصدقة فأحببت أن أُصيب من طعامك قلت: فما الذى يحرزنا منكم فقال: هذه الآية آية الكرسي (تقرأ آية الكرسي من سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال: نعم قال: إذا قرأتها غدوة أُجرت منا حتى تمسي وإذا قرأتها حين تمسي أُجرت منا حتى تصبح) قال: فتركته وغدا أَبي (فغدوت) إلى رسول صلى الله عليه وسلم فأخبره (فأخبرته بذلك) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الخبيث.
ب - قال أبو يعلى حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مبشر عن
تخريجه وطرقه:
أ - أخرجه البخارى في "التاريخ" 1/ 28، أبو الشيخ في "العظمة" ق 25، والنسائي في "اليوم والليلة" 59/أ، 37/ب، وابن حبان 12/ 112، والبغوى في "شرح السنة" 4/ 462، والبيهقي في "الدلائل" ق 358، وأبو نعيم في "الدلائل"535. والحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" (انظر "إتحاف المهرة" 68/ أ/ 4) من طريق الأوزاعي به.
ورواه عن الأوزاعي الوليد بن مسلم ومبشرْ وهقل بن زياد.
ب - وأخرجه أبو يعلى (انظر "ابن كثير" 1/ 305)، "إتحاف المهرة" 68/ أ/ 4) من طريق=
الأَوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أُبي بن كعب أن أَباه أَخبره. . . بنحوه.
= الأوزاعي به ورواه عن الأوزاعي مبشر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/ 27، وابن نصر 72، والنسائي 59/أ، 37/ ب "اليوم والليلة"، والطبراني 1/ 169، وأبو نعيم في "المعرفة" 49/ أ/ 1 من طريق يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد بن أبي بن كعب قال: كان لجدي تمر. . .
وفي بعضها عن أبيه أنه كان له جرن من تمر، وفي بعضها كان لأبي جرن. . .
ورواه عن يحيى حرب بن شداد وأبان بن يزيد وشيبان.
وأخرجه الحاكم 1/ 562، والبيهقي في "الدلائل" 358 من طريق يحيى بن أبي كثير حدثني الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب عن جده أبي به.
ورواه عن يحيى حرب بن شداد.
وأخرجه سعيد بن منصور. انظر ("حياة الصحابة" 3/ 296).
التحقيق:
الطريق الأول رجاله حالهم كما يأتي الأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو ثقة جليل، ويحيى بن أبي كثير ثقة ثبت يرسل ويدلس وقد صرح بالسماع فأمنا تدليسه وابن أُبي بينه الطريق الثاني أنه عبد الله بن أبي وهو مقبول وهذا الذي ذهب إليه ابن حجر فقال في "التهذيب" في ترجمة عبد الله (روى عن أبيه وعنه يحيى بن أبي كثير قال حدثني ابن أُبي أن أباه أخبره أنه كان لهم جرن من تمر فجعل يجده ينقص فحرسه، الحديث. ولم يسم ابن أُبي فظن المزي أنه محمد بن أُبي لأن محمدًا روى هذا الحديث أيضًا ورواه عنه الحضرمي بن لاحق من رواية شيبان وغيره عن يحيى بن أَبي كثير عن الحضرمي فكأن المزى ظن أن الحضرمي سقط في رواية الأوزاعي وليس كذلك فإن يحيى في رواية الأوزاعي صرح بسماعه من ابن أُبي وأظن أن ابن أُبي هذا اسمه عبد الله كذلك ثبت في مسند أبي يعلى من روايته عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن مبشر بن إسماعيل بسند النسائي سواء وقال عن عبد الله بن أبي فذكره).
قلت: الذى نقله ابن كثير عن أبي يعلى في إسناده اختلاف عن النسائي وهو أن إسناد أبي يعلى فيه عبدة بن أبي لبابة فلا أدرى هل الخطأ وقع من ابن حجر أم من ابن كثير في النقل أم أنه خطأ مطبعي لرداءة طبعة ابن كثير كما نبهت على ذلك مرارًا وقد وقع فيها هنا أيضًا اسم مبشر (ميسرة) وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه وفقًا لما وقع في "التهذيب" وما جاء في الطريق=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأول ولكتب الرجال. ثم راجعت طبعة الشعب فوجدت فيها عبدة مثبتًا واسم مبشر على الصحيح وهي طبعة جيدة محققة (انظر 1/ 450) ثم وقفت على الحديث في "إتحاف المهرة" بإثبات عبدة فبرئت ساحة ابن كثير. وعبد الله بن محمد بن سالم هو الزبيدي وهو ثقة وقد وقع في ابن حبان، و"موارد الظمآن" 421، (سلم) والصحيح سالم موافقة لكتب التراجم، عبد الرحمن بن إبراهيم وهو دحيم ثقة حافظ متقن، والوليد هو ابن مسلم ثقة ثبت يدلس عن الأوزاعي تدليس التسوية ولكنه هنا صرح بسماعه من الأوزاعي وبسماع الأوزاعي من يحيى فأمنا تدليسه.
أما الطريق الثاني فأحمد بن إبراهيم ثقة حافظ ومبشر هو ابن إسماعيل صدوق وعبدة بن أبي لبابة ثقة وقد ذكر في "تهذيب الكمال" 2/ 873 أنه يروى عن عبد الله بن أُبي وليس في الرواة عنه يحيى والأقرب عدم وجود عبدة لأن الجماعة رووه عن الأوزاعي بدونه ويؤيد ذلك كلام ابن حجر.
أما الطريق الثالث والرابع فالحضرمي بن لاحق لا بأس به ومحمد بن أبي بن كعب ترجم له البخارى في تاريخه 1/ 27، وترجم لمحمد بن عمرو بن أُبي 1/ 192 فجعلهما اثنين، وأما أبو حاتم فجعلهما شخصًا واحدًا هو محمد بن أُبي بن كعب وقال:(ولد في عهد صلى الله عليه وسلم يكنى أبا معاذ روى عن أبيه، روى عنه بسر بن سعيد والحضرمي بن لاحق وابنه معاذ بن محمد. . . قال أبو محمد جعله البخارى اسمين فسمعت أبي يقول هما واحد)، فعلى أنهما اثنان يكون الحضرمي سمعه من محمد بن أبي ومن محمد بن عمر بن أبي وأحيانًا ينسب محمد بن عمر لجده وقد صرح الحضرمي من طريق شيبان أن أُبيًّا كان جد محمد.
أو أنهما اثنان أيضًا والحديث من طريق محمد بن عمرو بن أبي فقط ولكنه أحيانًا ينسب إلى جده، وهو نفسه أحيانًا يقول عن جده أبي وهذا الذي أرجحه.
وعلى أنهما واحد فيشكل عليه رواية الحاكم والبيهقى ومجيء الحديث من رواية محمد عن جده والخلاصة التي وصلت إليها أن الحديث من مخرجين:
الأول: عبد الله بن أبي بن كعب عن أبيه أبي والإسناد إليه صحيح وسمع الحديث منه مباشرة يحيى بن أبي كثير وهذا علته عبد الله لأنه مقبول.
الثاني: محمد بن عمرو بن أبي عن جده والإسناد إليه حسن سمع يحيى الحديث منه بواسطة الحضرمي بن لاحق وهذا علته محمد لأنه يعد مثل عبد الله مقبولًا.
والحديث بمجموع الطريقين حسن لغيره صححه ابن حبان من الطريق الأول فقط. وصححه الحاكم وسكت الذهبي من الطريق الثاني وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 118 رجاله ثقات، وجود إسناده المنذرى (انظر "صحيح الترغيب والترهيب" ص 273).
(3)
عن معاذ بن جبل:
(69)
قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن أو الأسود الدؤلي قال: قلت: لمعاذ بن جبل أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته فقال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين فجعلته في غرفة فذكر الحديث. . . .
قلت: باقي الحديث (فوجدت فيه نقصانًا فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا الشيطان يأَخذه قال: فدخلت الغرفة فأغلقت الباب عليَّ فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب ثم تصور في صورة فيل ثم تصور في صور أُخرى فدخل في شق الباب. فشددت إزاري عليَّ فجعل يأْكل من التمر قال: فوثبت عليه فضبطه فالتقت يداي عليه فقلت يا عدو الله فقال خل عني فإني كبير وذو عيال كثير وأنا فقير وأنا من جن نصيبين (1) وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم فلما بعث أخرجنا عنها فخل عني فلن أعود إليك فخليت عنه وجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فنادى مناديه أين معاذ بن جبل فقمت إليه فقال
تخريجه وطرقه:
أخرجه الطبراني 20/ 161، والحاكم 1/ 563، 564، والبيهقي في "الدلائل" ق 358، وأبو نعيم في "الدلائل" 526، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (انظر "آكام المرجان" 91 من طريق عبد المؤمن عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود به مقتصرًا على آخر البقرة ورواه عن عبد المؤمن نعيم بن حماد وعلي بن الحسن بن شقيق وزيد بن الحباب العكلي.
وأخرجه الطبراني 2/ 51 من طريق عبد المؤمن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن معاذ به. ورواه عن عبد المؤمن نعيم بن حماد.=
_________
(1)
نصيبين: اسم بلد، بفتح فكسر "لسان العرب" 6/ 4437.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك يا معاذ فأخبرته فقال: أما إنه سيعود فعد فدخلت الغرفة وأغلقت عليَّ الباب فدخل من شق الباب فجعل يأْكل التمر فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى فقال: خل عني فإن لن أعود إليك فقلت: يا عدو الله ألم تقل لا أَعود قال: فإني لن أعود وآية ذلك على أن لا يقرأ أَحد منكم (آية الكرسي و) وخاتمة البقرة فدخل أحد منا في بيته تلك الليلة (فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُخبره فإذا مناديه ينادى أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لى: ما فعل أسيرك فقلت: عاهدني ألا يعود فأخبرته بما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الخبيث وهو كذوب قال: فكنت أقرأَهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانًا).
(إكمال الحديث من نفس الطريق عند الحاكم).
= وأخرجه الطبراني 20/ 101، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية بن الوليد ثنا عقيل بن مدرك عن لقمان بن عامر عن الحسن بن جابر عن معاذ به مختصرًا في آية الكرسي فقط.
وأخرجه ابن نصر ص 72 (انظر "المختصر" ص 72) بدون إسناد، والروياني في "مسنده، (انظر "فتح الباري" 4/ 488).
التحقيق:
الطريق الأول حسن عبد المؤمن لا بأس به، وقال الحاكم مروزي ثقة جمع حديثه "المستدرك".
وعبد الله بن بريدة ثقة، وأبو الأسود ثقة فاضل مخضرم، ونعيم بن حماد صدوق يخطئ كثيرًا وقد تابعه على بن الحسن وهو ثقة حافظ، وزيد بن الحباب وهو صدوق، ويحيى بن عثمان هو صدوق إن شاء اله "الميزان" وقال الحافظ: صدوق رمي بالتشيع ولينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله، وقد ورد للحديث من طريقين غير طريقه. وقد صححه الحاكم وسكت الذهبي.
الطريق الثاني إن كان نعيم بن حماد ما أخطأ فيه فهو إسناد حسن والأقرب أن قوله عن أبيه من أخطائه ولو أن المتن فيه بعض الاختلافات مع إمكانية تحديث عبد الله بن بريدة عن أبيه=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبي الأسود به.
الطريق الثالث فيه شيخ الطبراني قال الذهبي: غير معتمد "الميزان" ومحمد بن مصفى صدوق له أوهام وكان يدلس وقد صرح بالتحديث وبقية ثقة يدلس عن الأوزاعي تدليس التسوية وعقيل بن مدرك مقبول وكذا الحسن بن جابر، ولقمان بن عامر صدوق فهو شاهد لأصل الحديث.