الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في قوله تعالى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا
…
} الآية
.
*
كثيرًا ما كان يقرأ بها صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من ركعتي الفجر:
عن ابن عباس:
(59)
قال عبد بن حميد ثنا أَبو نعم ثنا زهير بن معاوية حدثني عثمان بن حكيم أخبرني سعيد بن يسار عن ابنّ عبَّاس: "أنَّه كثيرًا ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم[في ركعتي الفجر] في الركعة أُولى [منهما]{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية التي في البقرة، وفي الركعة الآخرة [منها]{آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 1/ 230، 231 عبد بن حميد (انظر "المنتخب" 140)، ومسلم 6/ 5، 6، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 298، وأَبو داود 1/ 698، والنَّسائي 2/ 155، وفي التفسير (انظر "تحفة الأشراف" 4/ 466)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 2/ 242، والحاكم 1/ 307، والبيهقي في "السنن" 3/ 42، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 495 كلهم من طريق عثمان بن حكيم به.
ورواه عن عثمان ابن نمير ويعلي وزهير ومروان وعيسى بن يونس وأبو خالد الأحمر. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ملحوظة:
المتن المذكور هو الثابت وهو الذي اتفق عليه الجماعة ماعدا أبا خالد الأحمر فقد خالفهم في الآية الثانية فقال: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} وهو لفظ شاذ وأَبو خالد الأحمر سليمان بن حيان في حفظه شيء ولذا قال الحافظ: صدوق يخطئ وهذا اللفظ مما أخطأ فيه والعجيب أَن هذا اللفظ هو الذي ذكره النووى في "الأذكار" وخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" ولم يتعرض لذكر شذوذه.
وقد أشار الإمام مسلم رحمه الله إلى مُخَالَفَةُ أَبى خالد الأحمر هذه بأن خرج الحديث أولًا من رواية مروان الفزاري ثم خرج رواية أبي خالد ثم خرج رواية عيسى بن يونس وقال بمثل حديث مروان الفزارى.
ويبدو أنَّ هذا اللفظ دخل على أبي خالد الأحمر من حديث ابن عبَّاس المذكور في القسم الضعيف في قراءة (آمن الرسول) وهذه الآية في ركعتي الفجر والله تعالى أعلم.
وفي الباب:
48 -
عن أَبى هريرة:
أخرجه سعيد بن منصور قال ثنا عبد العزيز بن محمد قال ثنا عثمان بن عمر بن موسى قال: سمعت أبا الغيث يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في السجدتين قبل الفجر في السجدة الأُولى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ .... الآية} وفي السجدة الثانية {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} .
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 298 حدَّثنا ابن أبي داود قال ثنا سعيد بن منصور فذكره. وأخرجه البيهقي أيضًا من - طريق سعيد 3/ 43 وأخرجه أَبو داود في "السنن" 1/ 198 بلفظ {قَلْ آمَنَّا} وفيه شك الدراوردي في الآية الثانية فقال: أو {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} .
والحديث في إسناده عبد العزيز الدراوردى وهو صدوق يحدث من كتب غيره فيخطئ وشيخه مقبول ورواية سعيد بن منصور عن الدراوردي سالمة من الشك وهي موافقة في الآية الأُولى لحديث ابن عبَّاس وأما الآية الثانية فالصحيح أنَّها التى قبلها وهي {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} فأخطأ فيها الداروردي أو شيخه والله تعالى أعلم.