الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَامَاتُ ظُهُورِ الدَّجَّال
(م ت د حم)، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رضي الله عنها قَالَتْ:(سَمِعْتُ نِدَاءَ مُنَادِي رَسُولِ اللهِ ? صلى الله عليه وسلم يُنَادِي: الصَلَاةُ جَامِعَةٌ ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ? صلى الله عليه وسلم فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ ، " فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ ، جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ (1) ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ " ، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " إِنِّي مَا وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَهْبَةٍ (2) وَلَا رَغْبَةٍ (3) وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ (4) فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ (5) شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ") (6) وفي رواية:(" حَدَّثَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ ، فَجَالَتْ بِهِمْ)(7)(ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ (8) فِي الْبَحْرِ حَتَّى (9) مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ (10) السَّفِينَةِ ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ يَلْتَمِسُونَ الْمَاءَ، (فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شَعْرَهَا) (11) وفي رواية:(فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبٌ (12) كَثِيرَةُ الشَّعْرِ، لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ) (13) وفي رواية:(لَا يُدْرَى ذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ)(14)(فَفَرِقُوا (15) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟، قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ فَقَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ (16)؟ ، قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَوْمُ ، انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي هَذَا الدَّيْرِ (17) وفي رواية:(ذَلِكَ الْقَصْرِ)(18) فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ خَلْقًا قَطُّ، وفي رواية:(يَنْزُو (19) فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (20) وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا) (21)(يَجُرُّ شَعْرَهُ ، مُسَلْسَلٌ فِي الْأَغْلَالِ)(22)(مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي ، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ ، فَقُلْنَا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ ، رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (23) فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَأنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبٌ كَثِيرُةُ الشَّعَرِ ، لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ ، فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، فَقُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ ، فَقَالَتْ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا ، وَفَزِعْنَا مِنْهَا ، وَلَمْ نَأمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ) (24)(الَّذِي بَيْنَ الْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ؟)(25)(فَقُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ ، قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ؟ ، فَقُلْنَا لَهُ: نَعَمْ ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا يُثْمِرُ ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ؟ ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ ، قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ ، فَقُلْنَا لَهُ: نَعَمْ ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ (26)؟ ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ ، قَالَ: هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ ، وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ ، فَقُلْنَا لَهُ: نَعَمْ ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا) (27) (قَالَ: هَلْ خَرَجَ نَبِيُّ الْأُمِّيِّينَ؟، فَقُلْنَا: نَعَمْ) (28)(قَالَ: مَا فَعَلَ؟ ، فَقُلْنَا لَهُ: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ ، وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ ، فَقُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ ، فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ ، فَقَالَ لَنَا: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ ، قُلْنَا: نَعَمْ ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي ، إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ ، وفي رواية: (أَنَا الدَّجَّالُ)(29) وَإِنَّهُ يُوشَكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجَ ، فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ ، فلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً مِنْهُمَا، اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا (30) يَصُدُّنِي عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا ، قَالَتْ فَاطِمَةُ:" فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ (31) فِي الْمِنْبَرِ -) (32) (أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ) (33) (هَذِهِ طَيْبَةُ ، هَذِهِ طَيْبَةُ ، هَذِهِ طَيْبَةُ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟ "، فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ ، قَالَ:" فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ (34) وَعَنْ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ ، أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ ، لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ - ") (35)
الشرح (36)
(1) أَيْ: مَوْضِع صَلَاته فَلَا يَتَغَيَّر وَلَا يَتَقَدَّم وَلَا يَتَأَخَّر. عون المعبود (9/ 363)
(2)
أَيْ: لِخَوْفٍ مِنْ عَدُوّ. عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(3)
أَيْ: وَلَا لِأَمْرٍ مَرْغُوب فِيهِ مِنْ عَطَاء كَغَنِيمَةٍ. عون المعبود (9/ 363)
(4)
قبيلتان من قبائل اليمن.
(5)
أَيْ: دَار بِهِمْ، وَاللَّعِبُ فِي الْأَصْلِ مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ أَوْ قَوْل ، فَاسْتُعِيرَ لِصَدِّ الْأَمْوَاجِ السُّفُنَ عَنْ صَوْبِ الْمَقْصِدِ ، وَتَحْوِيلِهَا يَمِينًا وَشِمَالًا. عون المعبود (ج 9 / ص 363)
(6)
(م) 2942
(7)
(ت) 2253 ، (حم) 27146
(8)
أَيْ: اِلْتَجَئُوا إِلَيْهَا ، ومَرْفَأ السُّفُن: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُشَدُّ إِلَيْهِ ، وَتُوقَف عِنْده. (فتح) - (ج 20 / ص 131)
(9)
وفي رواية (ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَيْثُ مَغْرِبِ الشَّمْسِ) انظر السنن الواردة في الفتن (ج2 ص235) ، وانظر (طب) ج24ص388ح958
(10)
(أَقْرُب): جَمْع قَارِب.
(11)
(د) 4325
(12)
الْهُلْب: الشَّعْر، وَقِيلَ: مَا غَلُظَ مِنْ الشَّعْر، وَقِيلَ: مَا كَثُرَ مِنْ شَعْرِ الذَّنَب ، وَإِنَّمَا ذَكَّرَهُ لِأَنَّ الدَّابَّةَ تُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض} ، وقَالَ النَّوَوِيّ: الْأَهْلَب: غَلِيظ الشَّعْرِ ، كَثِيرُه. عون (ج9ص363)
(13)
(م) 2942
(14)
(حم) 27146 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(15)
أي: خافوا.
(16)
الْجَسَّاسَةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَجَسُّسِهَا الْأَخْبَارَ لِلدَّجَّالِ. عون المعبود (9/ 363)
(17)
أَيْ: دَيْر النَّصَارَى. عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(18)
(د) 4325
(19)
أَيْ: يَثِب وُثُوبًا. عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(20)
(د) 4325
(21)
(م) 2942
(22)
(د) 4325
(23)
أَيْ: حين هاج.
(24)
(م) 2942
(25)
(ت) 2253
(26)
(عَيْن زُغَر): بَلْدَة مَعْرُوفَةٌ فِي الْجَانِبِ الْقِبْلِيِّ مِنْ الشَّامِ ، قَلِيلَةُ النَّبَات. (النووي - ج 9 / ص 333)
قال ياقوت الحموي: حدثني الثقة أن زُغَر هذه في طَرَف البحيرة المنتنة (البحر الميت) في واد هناك ، بينها وبين البيت المقدس ثلاثة أيام، وهي من ناحية الحجاز ، ولهم هناك زروع ، قال ابن عباس رضي الله عنه: لما هلك قوم لوط ، مضى لوط عليه السلام وبناتُه يريدون الشام ، فماتت الكُبَرى من بناته ، وكان يقال لها:(رَيَّة) ، فدُفنت عند عين هناك ، فسميت باسمها: عين رَيّة ، ثم ماتت بعد ذلك الصغرى ، وكان اسمها: زُغَر ، فدُفِنت عند عين ، فسميت: عين زُغَر، وهذه في وادٍ وَخِمٍ رديءٍ ، في أشأمِ بقعة ، إنما يسكنه أهله لأجل الوطن ، وقد يَهيجُ فيهم في بعض الأعوام مرض ، فيُفني كلَّ من فيه أو أكثرهم. معجم البلدان (2/ 397)
(27)
(م) 2942
(28)
(د) 4325
(29)
(حم) 27146 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(30)
أَيْ: مَسْلُولًا. شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 333)
(31)
المِخصرة: ما يَختصِرُه الإنسانُ بيده فيُمسِكه من عصًا ، أو عُكَّازةٍ ، أو مِقْرَعَةٍ أو قضيب ، وقد يتكئُ عليه.
(32)
(م) 2942
(33)
(حم) 27146
(34)
أَيْ: عن الدجال.
(35)
(م) 2942 ، (د) 4325
(36)
قال الألباني في قصة الدجال ص82:
اعلم أن هذه القصة صحيحة ، بل متواترة ، لم ينفرد بها تميم الداري كما يظن بعض المُعَلِّقين على (النهاية) لابن كثير (ص96 - طبعة الرياض) ، فقد تابعه عليها أبو هريرة ، وعائشة ، وجابر كما يأتي (ص83 و87).
وقال في تمام المنة ص79: قرأتُ منذ بضعة أيام كتاب: " الإسلام المصفَّى " تأليف محمد عبد الله السمان وهو - والحق يُقال - كتابٌ قيمٌ قد عالج فيه كثيرا من المسائل والقواعد التي تهمُّ المسلم في العصر الحاضر ، ولكنه عفا الله عنه قد اشتط كثيرا في بعض ما تحدث عنه ، ولم يكن الصواب فيه حليفه ، مثل مسألة نزول عيسى ، وخروج الدجال ، والمهدي، فقد أنكر كل ذلك ، وزعم أنها " ضلالات مصنوعة " ، وأن الأحاديث التي وردت فيها أحاديث آحاد لم تبلغ حد التواتر.
ونحن نقول للأستاذ: تقسيمك أنت وغيرك - أيا كان - الأحاديثَ الصحيحةَ إلى قسمين ، قسمٌ يجب على المسلم قبولها ، ويلزمه العمل بها ، وهي أحاديث الأحكام ونحوها ، وقسمٌ لَا يجبُ عليه قبولها والاعتقاد بها ، وهي أحاديث العقائد: وما يتعلق منها بالأمور الغيبية.
أقول: إن هذا تقسيمٌ مُبْتَدَعٌ ، لَا أصل في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه السلف الصالح ، بل عموم الأدلة الموجبة للعمل بالحديث تقتضي وجوبَ العمل بالقسميْن كِلَيْهما ولا فرق ، فمن ادَّعى التخصيص ، فليتفضل بالبينة مشكورا ، وهيهات.
ثم أَلَّفْتُ رسالتين هامتين جدا في بيان بطلان التقسيم المذكور ، الأولى:" وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة "، والأخرى:" الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام ". أ. هـ
(جة)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ، يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ، يَأمُرُ اللهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الْأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا وَيَأمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا ، ثُمَّ يَأمُرُ السَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا ، وَيَأمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا ، ثُمَّ يَأمُرُ اللهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ ، فلَا تَقْطُرُ قَطْرَةً، وَيَأمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ ، فلَا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ، فلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ (1) إلَّا هَلَكَتْ ، إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ "، قِيلَ: فَمَا يُعِيشُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: " التَّهْلِيلُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالتَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَيَجْرِي ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَجْرَى الطَّعَامِ "(2)
(1) الظِّلف: الظُّفُر المشقوق للبقرة والشاة والظبي ونحوها.
(2)
(جة) 4077 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 7875 ، وصححه الألباني في كتاب: قصة المسيح الدجال ص41
(د حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَذَكَرَ الْفِتَنَ ، فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا ، حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ (1) " ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟) (2)
(قَالَ: " هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ (3) وَحَرَبٍ (4)) (5)(ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ (6) دَخَنُهَا (7) مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي (8) وَلَيْسَ مِنِّي (9) وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ (10) عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ (11) ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ (12) لَا تَدَعُ (13) أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً (14) فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ (15) تَمَادَتْ (16) يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا ، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ (17) فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ ، فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ (18) مِنْ يَوْمِهِ ، أَوْ مِنْ غَدِهِ ") (19)
(1) الْأَحْلَاس: جَمْع حِلْس ، وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي يَلِي ظَهْرَ الْبَعِيرِ تَحْتَ الْقَتَب، وشَبَّهَهَا بِهِ لِلُزُومِهَا وَدَوَامهَا. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(2)
(د) 4242
(3)
أَيْ: يَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْض ، لِمَا بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ وَالْمُحَارَبَة. عون (9/ 286)
(4)
الْحَرَبُ بِالتَّحْرِيكِ: نَهْبُ مَالِ الْإِنْسَان ، وَتَرْكُهُ لَا شَيْء لَهُ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْحَرَب: ذَهَابُ الْمَالِ وَالْأَهْل. عون المعبود (ج 9 / ص 286)
(5)
(حم) 6168 ، انظر صحيح الجامع: 4194 ، الصحيحة: 974
(6)
الْمُرَاد بِالسَّرَّاءِ: النَّعْمَاء الَّتِي تَسُرُّ النَّاس ، مِنْ الصِّحَّةِ ، وَالرَّخَاء ، وَالْعَافِيَةِ مِنْ الْبَلَاءِ وَالْوَبَاء، وَأُضِيفَتْ إِلَى السَّرَّاءِ لِأَنَّ السَّبَبَ فِي وُقُوعِهَا اِرْتِكَابُ الْمَعَاصِي بِسَبَبِ كَثْرَةِ التَّنَعُّم. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(7)
أَيْ: سَبَبُ ظُهُورِهَا وَإِثَارَتِهَا ، شَبَّهَهَا بِالدُّخَانِ الْمُرْتَفِع، وَ (الدَّخَنُ) بِالتَّحْرِيكِ مَصْدَرُ: دَخِنَتْ النَّارُ تَدْخَن ، إِذَا أُلْقِيَ عَلَيْهَا حَطَبٌ رَطْبٌ ، فَكَثُرَ دُخَانُهَا. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(8)
أَيْ: يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي فِي الْفِعْل ، وَإِنْ كَانَ مِنِّي فِي النَّسَب ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَةَ بِسَبَبِهِ ، وَأَنَّهُ بَاعِثٌ عَلَى إِقَامَتِهَا. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(9)
أَيْ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِي فِي الْفِعْل ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِي لَمْ يُهَيِّجْ الْفِتْنَة ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} .عون المعبود (9/ 286)
(10)
أَيْ: يَجْتَمِعُونَ عَلَى بَيْعَةِ رَجُل. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(11)
الْوَرِك: مَا فَوْق الْفَخِذ ، وقَالَ الْخَطَّابِيُّ: هُوَ مَثَل ، وَمَعْنَاهُ: الْأَمْرُ الَّذِي لَا يَثْبُتُ وَلَا يَسْتَقِيم ، وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَعَ لَا يَقُومُ بِالْوَرِكِ.
وَبِالْجُمْلَةِ ، يُرِيدُ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ غَيْرُ خَلِيقٍ لِلْمُلْكِ ، وَلَا مُسْتَقِلٍّ بِهِ.
وقَالَ فِي النِّهَايَة: أَيْ يَصْطَلِحُونَ عَلَى أَمْرٍ وَاهٍ ، لَا نِظَامَ لَهُ وَلَا اِسْتِقَامَة ، لِأَنَّ الْوَرِكَ لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى الضِّلَع ، وَلَا يَتَرَكَّبُ عَلَيْهِ ، لِاخْتِلَافِ مَا بَيْنَهُمَا وَبُعْدِه. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(12)
الدَّهْمَاء: السَّوْدَاء ، وَالتَّصْغِير لِلذَّمِّ ، أَيْ: الْفِتْنَةُ الْعَظْمَاء ، وَالطَّامَّةُ الْعَمْيَاء. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(13)
أَيْ: لَا تَتْرُكُ تِلْكَ الْفِتْنَة. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(14)
أَيْ: أَصَابَتْهُ بِمِحْنَةٍ ، وَمَسَّتْهُ بِبَلِيَّةٍ، وَأَصْلُ اللَّطْمِ: الضَّرْبُ عَلَى الْوَجْهِ بِبَطْنِ الْكَفّ، وَالْمُرَادُ أَنَّ أَثَرَ تِلْكَ الْفِتْنَةِ يَعُمُّ النَّاس ، وَيَصِلُ لِكُلِّ أَحَدٍ مِنْ ضَرَرِهَا. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(15)
أَيْ: فَمَهْمَا تَوَهَّمُوا أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَةَ اِنْتَهَتْ. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(16)
أَيْ: اِسْتَطَالَتْ ، وَاسْتَمَرَّتْ ، وَاسْتَقَرَّتْ. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(17)
الفُسطاط: المقصود هنا هو الجماعة من الناس ، أي: ينقسمُ الناس إلى معسكرين: معسكر إيمان ، ومعسكر نفاق. ع
(18)
أَيْ: انْتَظِرُوا ظُهُوره. عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(19)
(د) 4242
(حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنْ الدِّينِ (1) وَإِدْبَارٍ مِنْ الْعِلْمِ "(2)
(1) أَيْ: في حالِ ضَعْفٍ مِنَ الدّينِ ، وقِلَّةِ أهله. النهاية (ج 2 / ص 131)
(2)
(حم) 14997 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(ك)، وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ ، فَقِيلَ: خَرَجَ الدَّجَّالُ، قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقُلْتُ: هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، فَأَتَى عَلَيْهِ الْعَرِّيفُ (1) فَقَالَ: هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَهُ، قَالَ: اجْلِسْ ، فَجَلَسَ، فَنُودِيَ: إِنَّهَا كَذِبَةُ صَبَّاغٍ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا سَرِيحَةَ، مَا أَجْلَسْتَنَا إِلَّا لِأَمْرٍ ، فَحَدِّثْنَا، قَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ فِي زَمَانِكُمْ ، لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ بِالْخَذْفِ (2) وَلَكِنَّ " الدَّجَّالَ يَخْرُجُ فِي بُغْضٍ مِنَ النَّاسِ، وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ، وَسُوءِ ذَاتِ بَيْنٍ "(3)
(1) العريف: القَيِّمُ الذي يتولَّى مسئوليةَ جماعةٍ من الناس.
(2)
أي: لقذفوه بالحجارة.
(3)
(ك) 8612 ا ، وصححه الألباني في كتاب قصة المسيح الدجال ص106
(طس)، وَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَأتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ يَتَمَنَّوْنَ فِيهِ الدَّجَّالَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، مِمَّ ذَاكَ؟ ، قَالَ:" مِمَّا يَلْقُونَ مِنَ الْعَنَاءِ (1) "(2)
(1) قلت: هذا يدل على أنه قبل الدجال تكون فِتَنٌ شديدة كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة الدهيماء ، التي لا تدع أحدا إلا لطمته. ع
(2)
(طس) 4289 ، انظر الصَّحِيحَة: 3090
(حم)، وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ إِصْطَخْرُ ، نَادَى مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَلَقِيَهُمْ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ رضي الله عنه فَقَالَ: لَوْلَا مَا تَقُولُونَ ، لَأَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ وَحَتَّى تَتْرُكَ الْأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ "(ضعيف)(1)
(1)(حم) 16718 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لانقطاعه ، راشد بن سعد المقرائي الحمصي لم يدرك الصعب بن جثامة. أ. هـ
قلت: الحديث ضعيف الإسناد ، لكن هذا هو الحاصل على أرض الواقع. ع
(م) ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ ، فَقَالَ:" تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ [لَكُمْ] (1) ثُمَّ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ [لَكُمْ] (2) ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ [لَكُمْ] (3) ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ (4) فَيَفْتَحُهُ اللهُ [لَكُمْ (5)] (6) "، فَقَالَ لِي نَافِعٌ: يَا جَابِرُ ، لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ. (7)
(1)(حم) 1540 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 1540
(3)
(حم) 1540
(4)
الخطاب فيه للصحابة ، والمراد الأمة. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (ج 15 / ص 398)
(5)
أَيْ: يَجْعَلُهُ مقهورا مَغلوبا. مرقاة المفاتيح (ج 15 / ص 398)
(6)
(حم) 1540
(7)
(م) 2900 ، (جة) 4091
(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ (1) فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا (2) قَالَتْ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا (3) مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ ، لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ ، هُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ (4) فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ (5) قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ - وَذَلِكَ بَاطِلٌ - فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتْ الصَلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ (6) ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ (7) فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ "(8)
(1)(الْأَعْمَاق وَدَابِق) مَوْضِعَانِ بِالشَّامِ بِقُرْبِ حَلَب. النووي (9/ 276)
(2)
تَصَافَّ: قام في مواجهة غيره وجهًا لِوجه.
(3)
سَبَوا: أَسَرُوا.
(4)
أي: مدينة استنبول.
(5)
أي: الدجال.
(6)
أي: الدجال.
(7)
يعني: أن الله يقتله على يد عيسى ، كقوله تعالى:{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ ، وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال: 17]
(8)
(م) 2897
(د)، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (1) خَرَابُ يَثْرِبَ (2) وَخَرَابُ يَثْرِبَ ، خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ (3) وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ (4) "(5)
(1) أَيْ: عِمَارَتُهُ بِكَثْرَةِ الرِّجَالِ وَالْعَقَارِ وَالْمَال. عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(2)
(يَثْرِب): اِسْمُ الْمَدِينَةَ الْمُشَرَّفَة ، أَيْ: عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَامِلًا مُجَاوِزًا عَنْ الْحَدِّ ، وَقْتُ خَرَابِ الْمَدِينَة. عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(3)
أَيْ: ظُهُورُ الْحَرْبِ الْعَظِيمة ، قَالَ ابْن الْمَلِك: بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَالرُّوم. عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(4)
خُلَاصَتُهُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ أَمَارَةٌ لِوُقُوعِ مَا بَعْدَه ، وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ مُهْمَلَة. عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(5)
(د) 4294 ، (حم) 22076 ، صحيح الجامع: 4096 ، المشكاة: 5424