الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَنْ مَاتَ قَامَتْ قِيَامَتُه
(خ م حم)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ ، قَالَ: " وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟)(1)(فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ؟ ")(2)(فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ (3) ثُمَّ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا) (4)(مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ)(5)(مِنْ صَلَاةٍ ، وَلَا صَوْمٍ ، وَلَا صَدَقَةٍ (6) وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ) (7)(فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (8)) (9)(وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ (10)") (11) (قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ؟ ، قَالَ: " نَعَمْ) (12)(وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ ")(13)(قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ)(14)(بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما)(15)(وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ)(16)(قَالَ أَنَسٌ: " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " ، فَأُتِيَ بِالرَّجُلِ، " فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا غُلَامٌ مِنْ دَوْسٍ مِنْ رَهْطِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، يُقَالُ لَهُ: سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي (17)) (18)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلَامُ ، فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ (19) ") (20)
(1)(خ) 5815
(2)
(حم) 12738 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(3)
أَيْ: خَضَعَ ، وَهُوَ مِنْ السُّكُون الدَّالِّ عَلَى الْخُضُوع. فتح الباري (20/ 175)
(4)
(خ) 6734
(5)
(حم) 12032 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(6)
أَيْ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَثِيرَ نَافِلَةٍ مِنْ صَلَاة وَلَا صِيَام وَلَا صَدَقَة. شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 486)
(7)
(خ) 5819
(8)
أَيْ: مُلْحَقٌ بِهِمْ حَتَّى تَكُون مِنْ زُمْرَتهمْ. (فتح) - (ج 17 / ص 363)
(9)
(م) 163 - (2639) ، (خ) 5815
(10)
أَيْ: أَجْرُ مَا احْتَسَبْتَ، وَالِاحْتِسَابُ: طَلَبُ الثَّوَابِ ، وَأَصْلُ الِاحْتِسَابِ بِالشَّيْءِ: الِاعْتِدَادُ بِهِ ، وَاحْتَسَبَ بِالْعَمَلِ: إِذَا قَصَدَ بِهِ مَرْضَاةَ رَبِّهِ. تحفة (6/ 173)
(11)
(حم) 13386 ، (ت) 2386 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(12)
(خ) 5815
(13)
(حم) 13016 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(14)
(خ) 3485
(15)
(م) 163 - (2639)
(16)
(خ) 3485 ، (م) 163 - (2639)
(17)
أَيْ: مِثْلِي فِي السِّنّ.
(18)
(حم) 14044 ، (م) 2953 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن
(19)
الْمُرَاد بِالسَّاعَةِ ، سَاعَة الَّذِينَ كَانُوا حَاضِرِينَ عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّ الْمُرَادَ مَوْتُهُمْ ، وَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى يَوْمِ مَوْتِهِمْ اِسْمَ السَّاعَةِ لِإِفْضَائِهِ بِهِمْ إِلَى أُمُورِ الْآخِرَة.
وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ اللهَ اِسْتَاثَرَ بِعِلْمِ قِيَامِ السَّاعَةِ الْعُظْمَى ، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ وَالْأَحَادِيثُ الْكَثِيرَة. فتح الباري (ج 17 / ص 363)
(20)
(م) 2953 ، (خ) 5815 ، انظر الصَّحِيحَة: 3253
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأَعْرَابِ جُفَاةٌ (1) يَأْتُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ؟ " فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ ، فَيَقُولُ: إِنْ يَعِشْ هَذَا ، لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ (2) "، قَالَ هِشَامٌ (3): يَعْنِي مَوْتَهُمْ. (4)
(1) إِنَّمَا وَصَفَتْهُمْ بِذَلِكَ لِأَنَّ سُكَّانَ الْبَوَادِي يَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الشَّظَفُ وَخُشُونَةُ الْعَيْشِ فَتَجْفُو أَخْلَاقُهُمْ غَالِبًا. (فتح) - (ج 18 / ص 353)
(2)
قَالَ الدَّاوُدِيُّ: الْمَحْفُوظُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ لِلَّذِينَ خَاطَبَهُمْ بِقَوْلِهِ " تَأْتِيَكُمْ سَاعَتُكُمْ "، يَعْنِي بِذَلِكَ مَوْتهمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْرَابًا ، فَخَشِيَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: لَا أَدْرِي مَتَى السَّاعَة ، فَيَرْتَابُوا ، فَكَلَّمَهُمْ بِالْمَعَارِيضِ.
وقَالَ عِيَاض: هَذِهِ رِوَايَة وَاضِحَةٌ تُفَسِّرُ كُلّ مَا وَرَدَ مِنْ الْأَلْفَاظِ الْمُشْكِلَةِ فِي غَيْرِهَا وقَالَ الْكَرْمَانِيُّ: هَذَا الْجَوَابُ مِنْ الْأُسْلُوبِ الْحَكِيم ، أَيْ: دَعُوا السُّؤَالَ عَنْ وَقْتِ الْقِيَامَة الْكُبْرَى ، فَإِنَّهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ ، وَاسْأَلُوا عَنْ الْوَقْتِ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ اِنْقِرَاضُ عَصْرِكُمْ ، فَهُوَ أَوْلَى لَكُمْ ، لِأَنَّ مَعْرِفَتَكُمْ بِهِ تَبْعَثُكُمْ عَلَى مُلَازَمَةِ الْعَمَلِ الصَّالِح قَبْلَ فَوْتِهِ ، لِأَنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَنْ الَّذِي يَسْبِقُ الْآخَرَ. فتح (18/ 353)
(3)
هُوَ اِبْن عُرْوَةَ ، رَاوِي الحديث.
(4)
(خ) 6146 ، (م) 2952
(خ م)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ (1) فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ؟ ، فَإِنَّ عَلَى رَاسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا (2) لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ
الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ") (3)(يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ (4)) (5)
(1) جَاءَ مُقَيَّدًا فِي رِوَايَة جَابِرٍ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل مَوْته صلى الله عليه وسلم بِشَهْرٍ. (فتح - ح116)
(2)
أَيْ: عِنْد اِنْتِهَاء مِائةِ سَنَة. (فتح - ح116)
(3)
(م) 2537 ، (خ) 539 ، 576
(4)
قَالَ اِبْنُ بَطَّال: إِنَّمَا أَرَادَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ هَذِهِ الْمُدَّةَ تَخْتَرِمُ الْجِيلَ الَّذِي هُمْ فِيهِ فَوَعَظَهُمْ بِقِصَرِ أَعْمَارِهِمْ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّ أَعْمَارَهُمْ لَيْسَتْ كَأَعْمَارِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ الْأُمَمِ لِيَجْتَهِدُوا فِي الْعِبَادَة.
وَقَالَ النَّوَوِيّ: الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَة عَلَى الْأَرْضِ ، لَا يَعِيشُ بَعْدَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ أَكْثَر مِنْ مِائَة سَنَة ، سَوَاءٌ قَلَّ عُمْرُهُ قَبْلَ ذَلِكَ أَمْ لَا، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ حَيَاةِ أَحَدٍ يُولَدُ بَعْد تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِائَة سَنَة. فتح الباري (1/ 186)
(5)
(خ) 576 ، (م) 2537
(م) ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما (" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ السَّاعَةِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرٍ، فَقَالَ: تَسْأَلُونِي عَنِ السَّاعَةِ، وَإِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ)(1)(وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ، وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ ")(2)
(1)(حم) 14533 ، (م) 218 - (2538) ، (حب) 2987
(2)
(م) 218 - (2538) ، (ت) 2250 ، (حم) 14533 ، (حب) 2987
(حم)، وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ؟ ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ هُوَ حَيٌّ الْيَوْمَ " وَاللهِ إِنَّ رَخَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ مِائَةِ عَامٍ. (1)
(1)(حم) 714 ، انظر الصَّحِيحَة: 2906