الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْمَالِ وَفَيَضَانُهُ بَيْنَ النَّاس
(حم)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ رضي الله عنه قَالَ:" بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا (1) لِنَغْنَمَ " ، فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا ، " فَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا (2) فَقَامَ فِينَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ (3) إِلَيَّ فَأَضْعُفَ (4) وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا (5) وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأثِرُوا عَلَيْهِمْ (6) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ، وَالرُّومُ، وَفَارِسُ، حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنْ الْغَنَمِ كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ ، فَيَسْخَطَهَا (7) " (8)
(1) أَيْ: رَاجِلِينَ لَيْسَ لَنَا مَرْكَب. عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(2)
أَيْ: عَرَفَ الْمَشَقَّةَ وَالتَّعَب. عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(3)
(لَا تَكِلهُمْ): مِنْ وَكَلَ إِلَيْهِ الْأَمْر وُكُولًا ، أي: سَلَّمَهُ. عون المعبود (5/ 432)
(4)
أَيْ: أَضْعُفُ عَنْ مُؤْنَتِهِمْ. عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(5)
أَيْ: يَعْجَزُوا عَنْ مُؤْنَةِ أَنْفُسِهِمْ. عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(6)
قَالَ الطِّيبِيُّ: الْمَعْنَى لَا تُفَوِّضْ أُمُورَهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفُ عَنْ كِفَايَةِ مُؤْنَتِهِمْ، وَلَا تُفَوِّضْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ ، فَيَعْجَزُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ شَهَوَاتِهَا وَشُرُورِهَا، وَلَا تُفَوِّضْهُمْ إِلَى النَّاسِ ، فَيَخْتَارُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَيَضِيعُوا، بَلْ هُمْ عِبَادُكَ ، فَافْعَلْ بِهِمْ مَا يَفْعَلُ السَّادَةُ بِالْعَبِيدِ. عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(7)
السُّخْط: الكَراهيةُ للشيء ، وعدُم الرِّضا به.
(8)
(حم) 22540 ، (د) 2535 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 7838
(س)، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ ، وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ ، وَيَبِيعَ الرَّجُلُ الْبَيْعَ فَيَقُولَ: لَا ، حَتَّى أَسْتَأمِرَ (1) تَاجِرَ بَنِي فُلَانٍ ، وَيَظْهَرَ الْعِلْمُ (2) وَيُلْتَمَسَ فِي الْحَيِّ الْعَظِيمِ الْكَاتِبُ (3) فلَا يُوجَدُ "(4)
(1) الاستئمار: الاستئذان والاستشارة.
(2)
مَعْنَى (يَظْهَر): يَزُولُ وَيَرْتَفِع ، أَيْ: يَذْهَبُ الْعِلْم عَنْ وَجْه الْأَرْض. شرح سنن النسائي (ج 6 / ص 138)
(3)
أَيْ: الَّذِي يَعْرِفُ أَنْ يَكْتُبَ بِالْعَدْلِ وَلَا يَطْمَعُ فِي الْمَالِ بِغَيْرِ حَقّ. شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 138)
(4)
(س) 4456 ، انظر الصَّحِيحَة: 2767
(خ م)، وَعَنْ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" تَصَدَّقُوا ، فَسَيَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا)(1)(يَقُولُ الَّذِي أُعْطِيَهَا (2):) (3)(لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا ، فَأَمَّا الْيَوْمَ ، فلَا حَاجَةَ لِي بِهَا (4) ") (5)
(1)(خ) 6703
(2)
أَيْ: عُرِضَتْ عَلَيْهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 451)
(3)
(م) 1011
(4)
سَبَبُ عَدَمِ قَبُولِهِمْ الصَّدَقَةَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لِكَثْرَةِ الْأَمْوَالِ ، وَظُهُورِ كُنُوزِ الْأَرْضِ ، وَوَضْعِ الْبَرَكَاتِ فِيهَا، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ بَعْدَ هَلَاكِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ وَقِلَّةِ آمَالِهِمْ، وَقُرْبِ السَّاعَةِ، وَعَدَمِ اِدِّخَارِهِمْ الْمَال، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَات، وَالله أَعْلَم. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 451)
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى مَا وَقَعَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد الْعَزِيز ، وَبِذَلِكَ جَزَمَ الْبَيْهَقِيُّ ، وَأَخْرَجَ فِي " الدَّلَائِل " عَنْ عُمَر بْن أُسَيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن الْخَطَّاب قَالَ:" إِنَّمَا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز ثَلَاثِينَ شَهْرًا، أَلَا وَاللهِ مَا مَاتَ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَأتِينَا بِالْمَالِ الْعَظِيم، فَيَقُول: اِجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ فِي الْفُقَرَاءِ فَمَا نَبْرَحُ حَتَّى نَرْجِعَ بِمَالِهِ ، نَتَذَكَّرُ مَنْ نَضَعُهُ فِيهِ ، فَلَا نَجِدُهُ " فتح (10/ 398)
(5)
(خ) 1345 ، (م) 1011
(خ م)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنْ الذَّهَبِ ، ثُمَّ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَأخُذُهَا مِنْهُ "(1)
(1)(خ) 1348 ، (م) 1012
(ت)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ ، إِذْ طَلَعَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه مَا عَلَيْهِ إِلَّا بُرْدَةٌ (1) لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ ، " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنْ النَّعْمَةِ (2) وَالَّذِي هُوَ الْيَوْمَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا غَدَا (3) أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ (4) وَرَاحَ (5) فِي حُلَّةٍ؟ ، وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ (6) وَرُفِعَتْ أُخْرَى؟ ، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ (7) كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ (8)؟ "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَنَحْنُ عَلَى دِينِنَا الْيَوْمَ؟ ، قَالَ:" وَأَنْتُمْ عَلَى دِينِكُمُ الْيَوْمَ " فَقَالُوا: نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ ، نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ ، وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ (9) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَأَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ (10) "(11)
(1) البُرْدة: الشَّمْلَةُ المُخطَّطة، وقيل: كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ.
(2)
النَّعْمة (بالفتح): التنعيم، يقال: نعَّمَه الله ، وامرأة مُنَعَّمة.
والنِّعمة (بالكسر): اليد ، والصنِيعة ، والمِنّة ، وما أُنعِم به عليك. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- (ج 1 / ص 5081)
(3)
الغدو: السير والذهاب أول النهار.
(4)
الْحُلَّة: إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد. (فتح - ح30)
(5)
الرَّوَاح: السير والذهاب آخر النهار.
(6)
أَيْ: قَصْعَةٌ مِنْ مَطْعُومٍ.
(7)
أَيْ: سَتَرْتُمْ جُدْرَانَهَا ، فزَيَّنْتُمُوهَا بِالثِّيَابِ النَّفِيسَةِ مِنْ فَرْطِ التَّنَعُّمِ. تحفة (6/ 268)
(8)
فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ سِتْرَهَا مِنْ خُصُوصِيَّاتِهَا لِامْتِيَازِهَا. تحفة الأحوذي (6/ 268)
(9)
أَيْ: نَدْفَعُ عَنَّا تَحْصِيلَ الْقُوتِ ، لِحُصُولِهِ بِأَسْبَابٍ مُهَيَّأَةٍ لَنَا ، فَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ ، وَالْعَمَلِ بِالْخَيْرَاتِ الْبَدَنِيَّةِ ، وَالْمَبَرَّاتِ الْمَالِيَّةِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(10)
لِأَنَّ الْغَنِيَّ يَشْتَغِلُ بِدُنْيَاهُ ، وَلَا يَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ مِثْلُ مَنْ لَهُ كَفَافٌ ، لِكَثْرَةِ اِشْتِغَالِهِ بِتَحْصِيلِ الْمَالِ. تحفة (6/ 268)
(11)
(ت) 2476 ، الصَّحِيحَة: 2486، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2142، وهداية الرواة: 5295 ، والحديث ضعيف في (ت).
(بز)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:" نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْجُوعِ فِي وجُوهِ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ سَيَأتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْدَى (1) عَلَى أَحَدِكُمْ بِالْقَصْعَةِ (2) مِنَ الثَّرِيدِ (3) وَيُرَاحُ (4) عَلَيْهِ بِمِثْلِهَا "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، قَالَ:" بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ "(5)
(1) أي: يؤتى عليه بالطعام صباحا.
(2)
القصعة: وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه ، وكان يتخذ من الخشب غالبا.
(3)
الثريد: الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المُفَتَّت مع المرق ، وأحيانا يكون من غير اللحم.
(4)
أي: يؤتى بالطعام مساءا.
(5)
(بز) 1941 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2141 ، 3308
(حم)، وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لِي بِهَا مَعْرِفَةٌ ، فَنَزَلْتُ فِي الصُّفَّةِ (1) مَعَ رَجُلٍ ، فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ (2) مِنْ تَمْرٍ ، " فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ " قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ (3) " فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُ خُبْزًا أَوْ لَحْمًا لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ ، أَمَا إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ يُرَاحَ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ (4) وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ" ، قَالَ: فَمَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ (5) حَتَّى جِئْنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَوَاسَوْنَا (6) وَكَانَ خَيْرَ مَا أَصَبْنَا هَذَا التَّمْرُ. (7)
(1) أَصْحَاب الصُّفَّةِ: هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد ، مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه. شرح النووي (6/ 380)
(2)
المُدّ: كيل يُساوي ربع صاع ، وهو ما يملأ الكفين.
(3)
الخُنُف: جمْعُ خَنِيف، وهو نَوْعٌ غَلِيظٌ من أرْدَأ الكَتَّان.
(4)
الجِفان: جمع جَفْنْة ، وهي الأواني الخشبية.
(5)
الْبَرِير: ثَمَر الْأَرَاك إذا اسودَّ وفسد ، والأراك: هو شجر معروف ، له حَمْلٌ كعناقيد العنب، واسمه الكَباث بفتح الكاف، وإذا نَضِج يسمى المرْدَ.
(6)
الْمُوَاسَاة: هِيَ أَنْ يَجْعَل صَاحِبُ الْمَالِ يَدَه وَيَدَ صَاحِبِه فِي مَالِه سَوَاء.
(7)
(حم) 16031 ، (ك) 4290 ، 8648 ، الصَّحِيحَة: 2486 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(هق)، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ رضي الله عنه إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا (1) فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟، قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَيَّعَ (2) جَيْشًا فَبَلَغَ ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ (3) قَالَ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكُمْ ، وَأَمَانَاتِكُمْ ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ، فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةٍ، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا - وَمَدَّ يَدَيْهِ - وَقَالَ: تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا ، تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا ، تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا - أَيْ: أَقْبَلَتْ - ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ؟ ، أَمْ إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ (4) وَرَاحَتْ أُخْرَى؟ ، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى؟، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ "، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلَا أَبْكِي وَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟. (5)
(1) بَيْتٌ مُنَجَّد: إِذا كان مزيَّناً بالثياب والفُرُش ، ونُجُودُهُ: ستوره التي تُعلَّق على حِيطانِه يُزَيَّن بها. لسان العرب (ج3ص413)
(2)
التَّشْيِيعُ: الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ، يُقَال: شَيَّعَ فُلَانًا ، خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ. نيل الأوطار (ج12ص54)
(3)
(ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ): مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ ، سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا.
وَالثَّنِيَّةُ: مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. تحفة الأحوذي (4/ 407)
(4)
القصعة: وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه ، وكان يُتَّخذ من الخشب غالبا.
(5)
(هق) 14364 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: 2384
(خ م حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(لَمَّا تَزَوَّجْتُ قَالَ لِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَّخَذْتَ أَنْمَاطًا (1)؟ ") (2) (فَقُلْتُ: وَأَنَّى يَكُونُ لَنَا أَنْمَاطٌ؟ ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ سَتَكُونُ لَكُمْ أَنْمَاطٌ ") (3) (قَالَ جَابِرٌ: فَأَنَا الْيَوْمَ أَقُولُ لِامْرَأَتِي: أَخِّرِي عَنِّي أَنْمَاطَكِ (4)) (5) (فَتَقُولُ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمْ الْأَنْمَاطُ؟ " ، فَأَدَعُهَا) (6).
(1) الْأَنْمَاط: جَمْعُ نَمَط، وهو ظِهَارَةُ الْفِرَاش، وَقِيلَ: ظَهْرُ الْفِرَاش، وَيُطْلَق أَيْضًا عَلَى بِسَاطٍ لَطِيفٍ لَهُ خَمْلٌ ، يُجْعَلُ عَلَى الْهَوْدَج، وَقَدْ يُجْعَلُ سِتْرًا، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي بَاب الصُّوَرِ ، قَالَتْ:(فَأَخَذْتُ نَمَطًا فَسَتَرْتُه عَلَى الْبَاب). وَالْمُرَادُ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ هُوَ النَّوْع الْأَوَّل. شرح النووي (ج 7 / ص 165)
(2)
(م) 2083
(3)
(خ) 3432
(4)
أَيْ: أَخْرِجِيهِ مِنْ بَيْتِي ، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ كَرَاهَةَ تَنْزِيه، لِأَنَّهُ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا وَمُلْهِيَاتهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 166)
(5)
(حم) 14164 ، (خ) 3432
(6)
(خ) 3432
(ت جة)، وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ:(لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ} (1) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَأَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ؟ ، وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ (2) التَّمْرُ وَالْمَاءُ) (3) (وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ (4) وَسُيُوفُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا (5) قَالَ:" أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ (6) ") (7)
(1)[التكاثر/8]
(2)
التَّمْر وَالْمَاء عَلَى التَّغْلِيب ، وَإِلَّا فَالْمَاء لَا لَوْن لَهُ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا: الْأَبْيَضَانِ اللَّبَن وَالْمَاء، وَإِنَّمَا أُطْلِقَ عَلَى التَّمْرِ: الْأَسْوَد ، لِأَنَّهُ غَالِبُ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الْأَخْبَارُ بِالتَّفْسِيرِ الْمَذْكُورِ. (فتح)(ج8ص 44)
(3)
(جة) 4158 ، (ت) 3356
(4)
أَيْ: يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأصِلَنَا. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 249)
(5)
أَيْ: لِقِتَالِ الْعَدُوِّ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 249)
(6)
أَيْ أَنَّ النَّعِيمَ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ سَيَكُونُ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 248)
(7)
(ت) 3357 ، (حم) 23690