الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِين
(م)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأتِي الدَّجَّالُ بَعْضَ السِّبَاخِ (1) الَّتِي تَلِي الْمَدِينَة ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ، هُوَ خَيْرُ النَّاسِ ، أَوْ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ ، فَتَلْقَاهُ مَسَالِحُ (2) الدَّجَّالِ ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَيْنَ تَعْمِدُ (3)؟ فَيَقُولُ: أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَوَمَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا؟ ، فَيَقُولُ: مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ ، فَيَقُولُونَ: اقْتُلُوهُ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ؟ ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ ، فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَأمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ (4) فَيَقُولُ: خُذُوهُ فَشُجُّوهُ (5) فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا ، فَيَقُولُ: أَوَمَا تُؤْمِنُ بِي؟ ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ؟ ، هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟ ، فَيَقُولُونَ: لَا ، فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُنْشَرُ بِالْمِنْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: قُمْ ، فَيَسْتَوِي قَائِمًا ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِي؟ ، فَيَقُولُ: وَاللهِ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً ، ثُمَّ يَقُولُ (6): يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ (7) لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ، قَالَ: فَيَأخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ ، فَيُجْعَلُ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ (8) نُحَاسًا ، فلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، فَيَأخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَهَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(9)
(1) السِّبَاخِ جمع سبخة: وهي الأرض المالحة التي لَا تُنْبِت.
(2)
(الْمَسَالِح): قَوْمٌ مَعَهُمْ سِلَاح ، يُرَتَّبُونَ فِي الْمَرَاكِزِ كَالْخُفَرَاءِ ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِحَمْلِهِمْ السِّلَاح. شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 329)
(3)
أي: أين تريد.
(4)
الشَّبْح: مَدُّكَ الشيءَ بين أوتادٍ كالْجِلْدِ والحَبْل.
(5)
الشَّجّ: الْجَرْحُ فِي الرَّأس.
(6)
أي: ذلك الشاب.
(7)
أي: الدجال.
(8)
التَرْقُوَة: عظمةٌ مُشْرِفَةٌ بين ثَغْرَةِ النَّحْر والعَاتِق ، وهما تَرْقُوَتَان.
(9)
(م) 2938 ، (خ) 6713