الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْفُتُوحَاتِ وانْتِشَارُ الْإسْلَامِ فِي الْعَالَم
(حم)، عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ (1) وَلَا وَبَرٍ (2) إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا (3) "(4)
(1) المَدَر: الطين اللزج المتماسك، وما يُصنع منه مثل اللَّبِنِ والبيوت.
(2)
الوَبَر: صوف الإبل ، والمقصود أهل البادية ، لأنهم يتخذون بيوتهم منهم.
(3)
أَيْ: يُذلِّهُ اللهُ بسبب إبائها بِذُلِّ سَبْيٍ أو قتالٍ ، حتى يَنقاد إليها كرها أو طوعا ، أو يُذعِنَ لها ببذل الجزية ، والحديثُ مقتبس من قوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} .
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 276)
(4)
(حم) 23865 ، انظر الصحيحة: 3 ، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(حم)، وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ "، قَالَ تَمِيمٌ: وَقَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ. (1)
(1)(حم) 16998 ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم
(خ)، وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رضي الله عنه قَالَ:(أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً (1) لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَقَدْ لَقِينَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ) (2)(أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ ، أَلَا تَدْعُو اللهَ لَنَا (3)؟) (4)(" فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ ، فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ)(5)(الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ)(6)(فَيُجْعَلُ فِيهَا ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى)(7)(مَفْرِقِ رَأسِهِ)(8)(فَيُشَقُّ)(9)(نِصْفَيْنِ)(10)(مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ (11) عَنْ دِينِهِ) (12)(وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ)(13)(مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ (14) مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ (15)) (16)(وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ (17) حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ (18) لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ (19) ") (20)
(1) البْرُدُ والبُرْدة: الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل: هو كِساءٌ أسود مُرَبَّع فيه صورٌ ، وَالْمَعْنَى: جَعَلَ الْبُرْدَةَ وِسَادَةً لَهُ، مِنْ: تَوَسَّدَ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ تَحْتَ رَأسه. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(2)
(خ) 3639
(3)
أَيْ: عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُؤْذُونَنَا. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(4)
(خ) 3416 ، (س) 5320
(5)
(خ) 3639
(6)
(خ) 3416
(7)
(خ) 6544
(8)
(خ) 3639
(9)
(خ) 3639
(10)
(خ) 6544
(11)
أَيْ: لَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ الْعَذَاب الشَّدِيد. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(12)
(خ) 3639
(13)
(خ) 3416
(14)
قَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ مُبَالَغَةٌ بِأَنَّ الْأَمْشَاطَ لِحِدَّتِهَا وَقُوَّتِهَا كَانَتْ تَنْفُذُ مِنْ اللَّحْمِ إِلَى الْعَظْمِ وَمَا يَلْتَصِقُ بِهِ مِنْ الْعَصَب. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(15)
قَالَ اِبْن بَطَّال: أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ وَاخْتَارَ الْقَتْلَ ، أَنَّهُ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ مِمَّنْ اِخْتَارَ الرُّخْصَة، وَأَمَّا غَيْرُ الْكُفْرِ ، فَإِنْ أُكْرِهَ عَلَى أَكْلِ الْخِنْزِير وَشُرْبِ الْخَمْر مَثَلًا ، فَالْفِعْل أَوْلَى.
وَقَالَ بَعْض الْمَالِكِيَّة: بَلْ يَأثَمُ إِنْ مُنِعَ مِنْ أَكْلِ غَيْرهَا ، فَإِنَّهُ يَصِيرُ كَالْمُضْطَرِّ عَلَى أَكْلِ الْمَيْتَة إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْمَوْتَ فَلَمْ يَأكُلْ. فتح الباري (19/ 402)
(16)
(خ) 3639
(17)
أَيْ: أَمْرَ الدِّين. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(18)
بَيْن صنعاء وحَضْرَمَوْت مَسَافَة بَعِيدَة ، نَحْو خَمْسَة أَيَّام. فتح الباري (10/ 413)
(19)
أَيْ: سَيَزُولُ عَذَابُ الْمُشْرِكِينَ، فَاصْبِرُوا عَلَى أَمْرِ الدِّينِ كَمَا صَبَرَ مَنْ سَبَقَكُمْ. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(20)
(خ) 6544 ، (د) 2649
(م د جة)، وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ اللهَ تَعَالَى زَوَى لِي الْأَرْضَ (1) فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا (2) وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ) (3)(- يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ (4) - وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي ثَلَاثًا: أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِي جُوعًا فَيُهْلِكَهُمْ بِهِ) (5)(وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ (6) فَيَسْتَبِيحَ (7) بَيْضَتَهُمْ (8)) (9)(وَأَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا (10) وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأسَ بَعْضٍ) (11)(فَقَالَ لِي رَبِّي: يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً ، فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ (12) وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ) (13)(أَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ جُوعًا فَأُهْلِكَهُمْ بِهِ (14)) (15)(وَلَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ ، وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا (16) حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا (17) وَيَسْبِيَ (18) بَعْضُهُمْ بَعْضًا) (19)(وَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ (20) وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي ، لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (21) ") (22)
(1) أَيْ: جَمَعَهَا لِأَجْلِي ، يُرِيدُ بِهِ تَقْرِيبَ الْبَعِيدِ مِنْهَا، حَتَّى اطَّلَعَ عَلَيْهِ اِطِّلَاعَهُ عَلَى الْقَرِيبِ مِنْهَا. (النووي ج9ص268)
(2)
فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مُلْكَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَكُونُ مُعْظَمُ اِمْتِدَادِهِ فِي جِهَتَيْ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب، وَهَكَذَا وَقَعَ ، وَأَمَّا فِي جِهَتَيْ الْجَنُوبِ وَالشِّمَالِ ، فَقَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب. (النووي - ج 9 / ص 268)
(3)
(م) 2889
(4)
قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِالْكَنْزَيْنِ: الذَّهَب وَالْفِضَّة، وَالْمُرَاد: كَنْزَيْ كِسْرَى وَقَيْصَر مَلِكَيْ الْعِرَاقِ وَالشَّام. (النووي - ج 9 / ص 268)
(5)
(جة) 3952 ، (م) 2889
(6)
أَيْ: الْكُفَّارُ.
(7)
أَيْ: يَسْتَأصِلُ.
(8)
أَيْ: جَمَاعَتَهُمْ وَأَصْلَهُمْ، وَالْبَيْضَةُ أَيْضًا: الْعِزُّ وَالْمُلْك. النووي (9/ 268)
وقَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ: أَيْ: مُجْتَمَعَهُمْ وَمَوْضِعَ سُلْطَانِهِمْ، وَمُسْتَقَرَّ دَعْوَتِهِمْ، وَبَيْضَةُ الدَّارِ: وَسَطُهَا وَمُعْظَمُهَا، أَرَادَ: عَدُوًّا يَسْتَأصِلُهُمْ وَيُهْلِكُهُمْ جَمِيعَهُمْ، قِيلَ: أَرَادَ إِذَا أُهْلِكَ أَصْلُ الْبَيْضَةِ ، كَانَ هَلَاكُ كُلِّ مَا فِيهَا مِنْ طَعِمٍ أَوْ فَرْخٍ ، وَإِذَا لَمْ يُهْلِكْ أَصْلَ الْبَيْضَةِ ، سَلِمَ بَعْضُ فِرَاخِهَا. تحفة الأحوذي (5/ 468)
(9)
(م) 2889 ، (ت) 2176
(10)
الشِّيَع: الفِرَق والجماعات.
(11)
(جة) 3952
(12)
قال ابن أبي عاصم في كتابه (السنة ح287): وَسَمِعْتُ حَامِدًا - وَكَانَ مِمَّا يُنْسَبُ إِلَى مِعْرِفَةٍ بِالْكَلَامِ وَالْفِقْهِ - قَالَ: مَا عَلَى أَهْلِ الْقَدَرِ حَدِيثٌ أَشَدَّ مِنْ هَذَا؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى مَنَعَهُ الثَّالِثَةَ، لِأَنَّ مِنْ إِرَادَةِ اللهِ أَنْ يُهْلِكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَسْبِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَضَى ذَلِكَ ، وَإِنَّهُ كَائِنٌ. أ. هـ
قَالَ الْمُظْهِرُ: اِعْلَمْ أَنَّ لِلهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ قَضَاءَيْنِ: مُبْرَمًا ، وَمُعَلَّقًا بِفِعْلٍ،
كَمَا قَالَ: إِنَّ الشَّيْءَ الْفُلَانِيَّ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ ، فَلَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ، مِنْ قَبِيلِ مَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ:{يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} ، وَأَمَّا الْقَضَاءُ الْمُبْرَمُ، فَهُوَ عِبَارَةٌ عَمَّا قَدَّرَهُ سُبْحَانَهُ فِي الْأَزَلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَلِّقَهُ بِفِعْلٍ فَهُوَ فِي الْوُقُوعِ نَافِذٌ غَايَةَ النَّفَاذِ، بِحَيْثُ لَا يَتَغَيَّرُ بِحَالَةٍ ، وَلَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الْمُقْضَى عَلَيْهِ، وَلَا الْمَقْضِيِّ لَهُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ عِلْمِهِ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَخِلَافُ مَعْلُومِهِ مُسْتَحِيلٌ قَطْعًا، وَهَذَا مِنْ قَبِيلِ مَا لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ ، قَالَ تَعَالَى:
{لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} ، فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَلَا يُرَدُّ " مِنْ الْقَبِيلِ الثَّانِي وَلِذَلِكَ لَمْ يُجَبْ إِلَيْهِ، وَفِيهِ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مُسْتَجَابُو الدَّعْوَةِ إِلَّا فِي مِثْلِ هَذَا. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 468)
(13)
(م) 2889
(14)
بَلْ إِنْ وَقَعَ قَحْط ، فَيَكُون فِي نَاحِيَةٍ يَسِيرَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي بِلَادِ الْإِسْلَام ، فَلِلهِ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ عَلَى جَمِيعِ نِعَمِه. (النووي - ج 9 / ص 268)
(15)
(جة) 3952
(16)
أَيْ: نَوَاحِي الْأَرْض.
(17)
أَيْ: بِالْحَرْبِ وَالْقَتْلِ بِسَبَبِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ عَذَابِ الله ، لَكِنْ أَخَفَّ مِنْ الِاسْتِئْصَال ، وَفِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ كَفَّارَة. (فتح) - (ج 20 / ص 371)
(18)
أَيْ: يَأسِرُ.
(19)
(م) 2889 ، (ت) 2176
(20)
أَيْ: الدَّاعِينَ إِلَى الْبِدَعِ ، وَالْفِسْقِ ، وَالْفُجُور.
(21)
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي بَلَد ، يَكُونُ فِي بَلَدٍ آخَر ، وَقَدْ ابْتُدِئَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ وَهَلُمَّ جَرًّا ، لَا يَخْلُو عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْأُمَّة ، وَالْحَدِيثُ مُقْتَبَسٌ مِنْ قَوْله تَعَالَى:{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأسَ بَعْضٍ} عون المعبود (ج 9 / ص 292)
(22)
(د) 4252 ، (ت) 2202 ، 2229 ، انظر الصَّحِيحَة: 1582
(س)، وَعَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ " ، عَرَضَتْ لَهُمْ صَخْرَةٌ حَالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْحَفْرِ ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ ، وَوَضَعَ رِدَاءَهُ نَاحِيَةَ الْخَنْدَقِ وَقَالَ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (1) " ، فَنَدَرَ (2) ثُلُثُ الْحَجَرِ ، وَبَرَقَ (3) مَعَ ضَرْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرْقَةٌ - وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضي الله عنه قَائِمٌ يَنْظُرُ - " ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ وَقَالَ:{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} " ، فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْآخَرُ ، وَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ ، فَرَآهَا سَلْمَانُ ، " ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ وَقَالَ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} "، فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْبَاقِي ، " وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَجَلَسَ " ، فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، رَأَيْتُكَ حِينَ ضَرَبْتَ ، مَا تَضْرِبُ ضَرْبَةً إِلَّا كَانَتْ مَعَهَا بَرْقَةٌ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتَ ذَلِكَ يَا سَلْمَانُ؟ " ، قَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " فَإِنِّي حِينَ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الْأُولَى رُفِعَتْ (4) لِي مَدَائِنُ كِسْرَى وَمَا حَوْلَهَا ، وَمَدَائِنُ كَثِيرَةٌ ، حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ " ، فَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا ، وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ ، وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الثَّانِيَةَ ، فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ قَيْصَرَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ " ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ ، وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ ، فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ الْحَبَشَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ الْقُرَى ، حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: دَعُوا الْحَبَشَةَ (5) مَا وَدَعُوكُمْ (6) وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ (7) " (8)
(1)[الأنعام/115]
(2)
أَيْ: سَقَطَ.
(3)
مِنْ الْبَرِيق ، بِمَعْنَى اللَّمَعَان.
(4)
أَيْ: أُظْهِرَتْ.
(5)
أَيْ: اُتْرُكُوا التَّعَرُّض لِابْتِدَائِهِمْ بِالْقِتَالِ. عون المعبود - (ج 9 / ص 340)
(6)
أَيْ: مَا تَرَكُوكُمْ. عون المعبود - (ج 9 / ص 340)
(7)
أَيْ مُدَّةَ تَرْكِهِمْ لَكُمْ ، فَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ ، إِلَّا إِنْ تَعَرَّضُوا لَكُمْ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّ الْجَمْعَ بَيْن قَوْله تَعَالَى: {قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} وَبَيْن هَذَا الْحَدِيث ، أَنَّ الْآية مُطْلَقَة ، وَالْحَدِيث مُقَيِّدٌ ، فَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّد. عون المعبود (ج9ص340)
(8)
(س) 3176 ، (د) 4302
(خ م)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى ، فلَا كِسْرَى بَعْدَهُ ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ ، فلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ (1) "(2)
(1) قَالَ الشَّافِعِيُّ وَسَائِرُ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ لَا يَكُونُ كِسْرَى بِالْعِرَاقِ، وَلَا قَيْصَرُ بِالشَّامِ كَمَا كَانَ فِي زَمَنِهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَنَا صلى الله عليه وسلم بِانْقِطَاعِ مُلْكِهِمَا فِي هَذَيْنِ الْإِقْلِيمَيْنِ، فَكَانَ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا كِسْرَى فَانْقَطَعَ مُلْكُهُ وَزَالَ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْض، وَتَمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّق، وَاضْمَحَلَّ بِدَعْوَةِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَمَّا قَيْصَر ، فَانْهَزَمَ مِنْ الشَّامِ وَدَخَلَ أَقَاصِي بِلَادِه، فَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ بِلَادَهُمَا ، وَاسْتَقَرَّتْ لِلْمُسْلِمِينَ وَللهِ الْحَمْد، وَأَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ الله كَمَا أَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ مُعْجِزَات ظَاهِرَة. (النووي - ج 9 / ص 304)
(2)
(خ) 2952 ، (م) 2918
(م حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ (1) مِنْ الْمُسْلِمِينَ) (2)(الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ ، بَيْتَ كِسْرَى وَآلِ كِسْرَى)(3)(فَيَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ ")(4)(قَالَ جَابِرٌ: فَكُنْتُ فِيهِمْ ، فَأَصَابَنِي أَلْفُ دِرْهَمٍ)(5).
(1) أَيْ: جَمَاعَة، وَهِيَ تُطْلَق عَلَى الْأَرْبَعِينَ فَمَا دُونهَا. فتح (ج 8 / ص 283)
(2)
(م) 2919
(3)
(حم) 20862 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(4)
(حم) 20824 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(5)
(حم) 21034 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(حم)، وَعَنْ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما فَسُئِلَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا؟ ، الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ؟ ، فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا؟ ، قُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا ، بَلْ مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا "(1)
(1)(حم) 6645 ، (ك) 8301 ، انظر الصَّحِيحَة: 4
ثم قال الألباني: و (رومية) هي روما ، كما في " معجم البلدان " وهي عاصمة إيطاليا اليوم ، وقد تحقق الفتحُ الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص/88] ،
ومن فوائد الحديث أن فيه دليلا على أن الحديث كُتِبَ في عهده صلى الله عليه وسلم خِلافا لما يَظُنُّه بعض الخَرَّاصين. أ. هـ