الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى اسْتِحلَالُ هَذِه الْأُمَّة مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهَا
(مسند الشاميين)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَحَلَّتْ أُمَّتِي خَمْسًا فَعَلَيْهِمُ الدَّمَارُ: إِذَا ظَهَرَ التَّلَاعُنُ، وَشَرِبُوا الْخُمُورَ، وَلَبِسُوا الْحَرِيرَ، وَاتَّخِذُوا الْقِيَانَ (1) وَاكْتَفَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ (2) وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ (3) "(4)
الشرح (5)
(1) القِيان: جمع قينة، وهي: الجارية المُغَنِّيَة.
(2)
كناية عن انتشار اللواط.
(3)
كناية عن انتشار السِّحاق بين النساء.
(4)
(مسند الشاميين) 519 ، وصححه الألباني في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2054 ، 2386
(5)
في السنوات القليلة الماضية تسارعت عدد من الدول الأوربية إلى الاعتراف الكامل بزواج المثليين من الرجال، والسحاقيات من النساء، بعد فوز هذا التوجُّه المنحرف بالتصويت عليه في البرلمانات الأوربية التي تمثل الشعوب، فأصبحت الممارسات الشاذة معترفا بها قانونا، ولأصحابها حقوق الزوجية من توثيق عقود الزواج ، وما يترتب عليها من حقوق وآثار حسب قوانين الأحوال الشخصية. أي أن ممارسة الشذوذ قد انتقلت من كونها ممارسات يُستحيى منها، ومنبوذة عند أكثر الشعوب الغربية ، إلى ممارسات مُعْلَنة ، يُفَاخَر بها.
ومنذ عام 2000م بدأ زواج المثليين يأخذ إطاره القانوني في الدول النصرانية بدءًا بالدنمارك، وهولندا، فبلجيكا، وإسبانيا، وكندا، وجنوب أفريقيا، والنرويج، والسويد، والبرتغال، وآيسلندا، والأرجنتين، وأوروغواي، ونيوزلندا، والبرازيل، وبريطانيا ، وفرنسا ، وبعض الولايات في أمريكا ، والمكسيك.
وحتى في كثير من بلاد المسلمين بدأنا نسمع عن هذا الانحراف الخطير عن الفطرة الربانية ، وذلك بسبب ضعف الوازع الديني عند كثير من الناس ، بالإضافة إلى تأثير مشاهدة الأفلام والصور الإباحية ، وغلاء المهور. ع
(ك طب)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" خَمْسٌ بِخَمْسٍ: مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ (1) إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ) (2) وفي رواية: (مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ قَطُّ ، إِلَّا كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ)(3)(وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ ، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ ، وَلَا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ (4) إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الْمَوْتُ، وَلَا طفَّفُوا الْمِكْيَالَ، إِلَّا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ (5) وَلَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ ، إِلَّا حُبِسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ ") (6)
(1) هُوَ مَا جَرَى بَيْنَهُمْ وَبَيْن أَهْل الْحَرْب. حاشية السندي على ابن ماجه (7/ 386)
(2)
(طب) 10992 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3240 ، الصَّحِيحَة: 107
(3)
(ك) 2577 ، وصححه الألباني في الصَّحِيحَة: 107 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2418
(4)
أَيْ: الزِّنَا. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(5)
أَيْ: بِالْقَحْطِ. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(6)
(طب) 10992 ، (هق) 6190 ، 18630
(جة)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:" أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ (1) فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ (2) وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ (3) إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ (4) إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأسَهُمْ بَيْنَهُمْ "(5)
(1) أَيْ: الزِّنَا. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(2)
أَيْ: بِالْقَحْطِ. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(3)
(عَهْد الله): هُوَ مَا جَرَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الْحَرْب. السندي (7/ 386)
(4)
أَيْ: يطلبوا الخير، أَيْ: وما لم يطلبوا الخير والسعادة مما أنزل الله. الصحيحة - (ج 1 / ص 105)
(5)
(جة) 4019 ، انظر الصَّحِيحَة: 106
(خم د جة)، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزَّ (1) وفي رواية: (يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ (2) وَالْحَرِيرَ) (3)(وَلَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ (4) وَالْمُغَنِّيَاتِ) (5)(يَأتِيهِمْ آتٍ (6) لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا) (7)(فَيَخْسِفُ اللهُ بِهِمْ الْأَرْضَ)(8)(وَيَمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ")(9)
(1) قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْمَشْهُورُ فِي رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ بِالْإِعْجَامِ، وَهُوَ (الخَزّ) ضَرْبٌ مِنْ الْإِبْرَيْسَمِ. نيل الأوطار (ج12ص423)
وَالْإِبْرَيْسَمُ: هُوَ الْحَرِيرِ. المصباح المنير (ج 2 / ص 340)
قَالَ أَبُو دَاوُد (ح4039): وَعِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَكْثَرُ لَبِسُوا الْخَزَّ ، مِنْهُمْ أَنَسٌ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ.
وقَالَ فِي مُنْتَقَى الْأَخْبَار: وَقَدْ صَحَّ لُبْسُهُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَة رضي الله عنهم.عون المعبود - (ج 9 / ص 64)
وقَالَ الشَّوْكَانِيُّ في النيل (ج3ص41): لَا يَخْفَاكَ أَنَّهُ لَا حُجَّة فِي فِعْلِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ ، وَإِنْ كَانُوا عَدَدًا كَثِيرًا، وَالْحُجَّةُ إِنَّمَا هِيَ فِي إِجْمَاعِهِمْ عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِحُجِّيَّةِ الْإِجْمَاع، وَقَدْ أَخْبَرَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِهِ أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِيرَ ، وَذَكَرَ الْوَعِيدَ الشَّدِيدَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ الْمَسْخِ إِلَى الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير. أ. هـ
وَقال الحافظ فِي الفَتْح (ج16 / ص 398): وَقَدْ ثَبَتَ لُبْس الْخَزِّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَغَيْرهمْ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَبِسَهُ عِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ الصَّحَابَة وَأَكْثَر ، وَأَوْرَدَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ جَمْع مِنْهُمْ ، وَأَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ: مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق عَبْد الله بْن سَعْد الدَّشْتَكِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْت رَجُلًا عَلَى بَغْلَة ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةُ خَزٍّ سَوْدَاءَ ، وَهُوَ يَقُول:" كَسَانِيهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ".
وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبه مِنْ طَرِيق عَمَّار بْن أَبِي عَمَّار قَالَ: أَتَتْ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَم مَطَارِفَ خَزٍّ ، فَكَسَاهَا أَصْحَابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
وَالْأَصَحُّ فِي تَفْسِيرِ الْخَزِّ ، أنها ثِيَابٌ سَدَاهَا مِنْ حَرِيرٍ ، وَلُحْمَتهَا مِنْ غَيْره.
وَقِيلَ: تُنْسَجُ مَخْلُوطَةً مِنْ حَرِيرٍ وَصُوفٍ أَوْ نَحْوه.
وَقِيلَ: أَصْلُهُ اِسْمُ دَابَّةٍ يُقَال لَهَا: الْخَزّ ، سُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْ وَبَرهِ خَزًّا لِنُعُومَتِهِ ، ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَا يُخْلَطُ بِالْحَرِيرِ ، لِنُعُومَةِ الْحَرِير.
وَعَلَى هَذَا ، فَلَا يَصِحُّ الِاسْتِدْلَالُ بِلُبْسِهِ عَلَى جَوَازِ لُبْسِ مَا يُخَالِطهُ الْحَرِيرُ ، مَا لَمْ يُتَحَقَّقُ أَنَّ الْخَزَّ الَّذِي لَبِسَهُ السَّلَفُ كَانَ مِنْ الْمَخْلُوطِ بِالْحَرِيرِ.
وَأَجَازَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ لُبْس الْخَزِّ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شُهْرَة ، وَعَنْ مَالِكٍ: الْكَرَاهَة.
(2)
(الْحِرْ): الْمُرَادُ بِهِ الزِّنَى. سبل السلام - (ج 3 / ص 33).
قال الشوكاني: وَيُؤَيِّدُ الرِّوَايَةَ بِالْمُهْمَلَتَيْنِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: (يُوشِكُ أَنْ تَسْتَحِلَّ أُمَّتِي فُرُوجَ النِّسَاءِ وَالْحَرِيرَ)
وَوَقَعَ عِنْدَ الدَّاوُدِيِّ بِالْمُعْجَمَتَيْنِ أَيْ: (الخَزّ) ثُمَّ تَعَقَّبَهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ لَبِسُوهُ. نيل الأوطار - (ج 12 / ص 423)
(3)
(خ) 5268 ، (د) 4039 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5466 ، الصَّحِيحَة: 91
(4)
المعازف: آلات الطرب.
(5)
(جة) 4020 ، (حم) 22951
(6)
يَعْنِي: الْفَقِيرَ.
(7)
(خ) 5268
(8)
(جة) 4020
(9)
(د) 4039 ، (خ) 5268
(ت طب)، وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ (1)"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟) (2) (قَالَ: " إِذَا شَرِبُوا الْخُمُورَ، وَاتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ (3) وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ) (4) وفي رواية:(إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ ، وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ ")(5)
(1) القذف: رميٌ بالحجارة من جهة السماء. فيض القدير - (ج 4 / ص 604)
(2)
(ت) 2212 ، (جة) 4059
(3)
القينات: جمع قَيْنَة، وهي: الجارية المُغَنِّيَة.
(4)
ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي "(ق 153/ 1)، صَحِيح الْجَامِع: 5467 ، الصَّحِيحَة: 2203
(5)
(طب) 5810 ، (ت) 2212 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3665
(ك طب)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيَبِيتَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَكْلٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ ، ثُمَّ لَيُصْبِحُنَّ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ)(1)(بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ ، وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ ")(2)
(1)(طب) 7997 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5354 ، والصَّحِيحَة: 1604
(2)
(ك) 8572 ، وصححه الألباني في كتاب: تحريم آلات الطرب ص67
(جة)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَشْرَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا (1) "(2)
(1) أَيْ: يَتَوَصَّلُونَ إِلَى شُرْبِهَا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِذَةِ الْمُبَاحَة ، كَمَاءِ الْعَسَلِ ، وَمَاءِ الذُّرَة وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ غَيْرُ مُحَرَّم، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْعِنَبِ وَالتَّمْر، وَهُمْ فِيهِ كَاذِبُونَ ، لِأَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَام ، فَالْمَدَارُ عَلَى حُرْمَةِ الْمُسْكِر ، فَلَا يَضُرُّ شُرْبُ الْقَهْوَةِ الْمَأخُوذَةِ مِنْ قِشْرِ شَجَرٍ مَعْرُوف ، حَيْثُ لَا سُكْرَ فِيهَا مَعَ الْإِكْثَارِ مِنْهَا ، وَأَمَّا التَّشَبُّهُ بِشُرْبِ الْخَمْر ، فَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ إِذَا تَحَقَّقَ ، وَلَوْ فِي شُرْبِ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَغَيْرهمَا. عون المعبود - (ج 8 / ص 189)
(2)
(جة) 3384 ، (د) 3688
(مي)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُكْفَأُ فِي الْإِسْلَامِ الْإنَاءُ (1) " فَقِيلَ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ ، وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ فِيهَا مَا بَيَّنَ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا فَيَسْتَحِلُّونَهَا "(2)
(1) يَعْنِي: الْخَمْرِ.
(2)
(مي) 2100 ، انظر الصَّحِيحَة: 89، وهداية الرواة: 5305
(خ س)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَأتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي)(1)(الرَّجُلُ مِنْ أَيْنَ أَصَابَ الْمَالَ)(2)(أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ ")(3)
(1)(خ) 1977 ، (حم) 9618
(2)
(س) 4454
(3)
(خ) 1977
(حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ (1) بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ (2) لَا يَرِيحُونَ (3) رَائِحَةَ الْجَنَّةِ "(4)
(1) أي: يصبغون.
(2)
أَيْ: كَصُدُورِهَا ، فَإِنَّهَا سُودٌ غَالِبًا ، وَأَصْلُ الْحَوْصَلَة: الْمَعِدَة ، وَالْمُرَادُ هُنَا صَدْرُهُ الْأَسْوَد.
قَالَ الطِّيبِيُّ: مَعْنَاهُ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ فِي الْغَالِب ، لِأَنَّ حَوَاصِلَ بَعْضِ الْحَمَامَاتِ لَيْسَتْ بِسُودٍ. عون المعبود (ج9ص257)
(3)
أَيْ: لَا يَشُمُّونَ وَلَا يَجِدُونَ.
(4)
(حم) 2470 ، (د) 4212 ، (س) 5075 ، المشكاة: 4452، غاية المرام 107
(حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ (1) الْعِجَافِ ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ ، لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ "(2)
(1) نَوْع من الْجِمال طِوَال الأعناق.
(2)
(حم) 7083 ، و (حب) 5753 ، انظر الصَّحِيحَة: 2683 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2043
وقال الألباني في الصَّحِيحَة: في الحديث معجزة علمية غيبية أخرى غير المتعلقة بالنساء الكاسيات العاريات، أَلَا وهي المتعلقة برجالهن الذين يركبون السيارات وينزلون على أبواب المساجد ، ولعمر الله إنها لنبوءة صادقة نشاهدها كل يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رَحْبِهِ يضيقُ بها، ينزل منها رجالٌ ليحضروا صلاة الجمعة، وجمهورهُم لَا يصلُّون الصلوات الخمس، أو على الأقل ، لَا يصلونها في المساجد، فكأنهم قَنِعوا من الصلوات بصلاة الجمعة ، ولذلك يتكاثرون يوم الجمعة وينزلون بسياراتهم أمام المساجد ، فلا تظهر ثمرة الصلاة عليهم في معاملتهم لأزواجهم وبناتهم، فهم بحق " نساؤهم كاسيات عاريات "! وثمة ظاهرة أخرى ينطبق عليها الحديث تمام الانطباق، ألا وهي التي نراها في تشييع الجنائز على السيارات في الآونة الأخيرة من هذا العصر ، يركبها أقوام لَا خلاق لهم من المُوسِرين المُترَفين التاركين للصلاة، حتى إذا وقفت السيارة التي تَحمل الجنازة ، وأُدخلت المسجد للصلاة عليها، مكث أولئك المُترفون أمام المسجد في سياراتهم، وقد ينزل عنها بعضهم ينتظرون الجنازة ليتابعوا تشييعها إلى قبرها ، نِفَاقا اجتماعيا ومداهنة، وليس تعبُّدا وتذكُّرا للآخرة، والله المستعان ، هذا هو الوجه في تأويل هذا الحديث عندي، فإن أصبتُ فمن الله، وإن أخطأتُ فمن نفسي، والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعَمْدي، وكل ذلك عندي. أ. هـ
(د)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ (1) وَأَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ (2) وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا (3) لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ "(4)
الشرح (5)
(1) قَالَ فِي الْقَامُوس: هو التَّاجِرُ إذا بَاعَ سِلْعَتَهُ بِثَمَنٍ إِلَى أَجَل ، ثُمَّ اِشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ الثَّمَن ، اِنْتَهَى.
وقَالَ الرَّافِعِيّ: وَبَيْعُ الْعِينَةِ أَنْ يَبِيعَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِهِ بِثَمَنٍ مُؤَجَّل ، وَيُسَلِّمُهُ إِلَى الْمُشْتَرِي ، ثُمَّ يَشْتَرِيهِ قَبْل قَبْضِ الثَّمَنِ ، بِثَمَنِ نَقْدٍ أَقَلِّ مِنْ ذَلِكَ الْقَدْرِ اِنْتَهَى. عون المعبود - (ج 7 / ص 453)
وقَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين ابْن الْقَيِّم رحمه الله كما في عون المعبود - (7/ 453): وَفِي الْبَابِ حَدِيثُ أَبِي إِسْحَاقِ السُّبَيْعِيِّ عَنْ اِمْرَأَته " أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَدَخَلَتْ مَعَهَا أُمّ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي بِعْتُ غُلَامًا مِنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَم نَسِيئَة، وَإِنِّي اِبْتَعْتُهُ مِنْهُ بِسِتِّمِائَةٍ نَقْدًا، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَة: بِئْسَمَا اِشْتَرَيْتِ، وَبِئْسَمَا شَرَيْتِ، أَخْبِرِي زَيْدًا أَنَّ جِهَادَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ بَطَلَ إِلَى أَنْ يَتُوب ".
هَذَا الْحَدِيث رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَذَكَرَهُ الشَّافِعِيّ، وَأَعَلَّهُ بِالْجَهَالَةِ بِحَالِ اِمْرَأَة أَبِي إِسْحَاق، وَقَالَ: لَوْ ثَبَتَ ، فَإِنَّمَا عَابَتْ عَلَيْهَا بَيْعًا إِلَى الْعَطَاء، لِأَنَّهُ أَجَلٌ غَيْر مَعْلُوم ، ثُمَّ قَالَ: وَلَا يَثْبُت مِثْل هَذَا عَنْ عَائِشَة، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ لَا يَبِيعُ إِلَّا مَا يَرَاهُ حَلَالًا.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَرَوَاهُ يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أُمّه الْعَالِيَة بِنْتِ أَنْفَع " أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَة مَعَ أُمِّ مُحَمَّد " وَقَالَ غَيْره: هَذَا الْحَدِيث حَسَن، وَيُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ، لِأَنَّهُ قَدْ رَوَاهُ عَنْ الْعَالِيَة ثِقَتَانِ ثَبْتَانِ: أَبُو إِسْحَاق زَوْجُهَا، وَيُونُس اِبْنُهَا
وَلَمْ يُعْلَمْ فِيهَا جَرْح، وَالْجَهَالَةُ تَرْتَفِع عَنْ الرَّاوِي بِمِثْلِ ذَلِكَ ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا مِمَّا ضُبِطَتْ فِيهِ الْقِصَّة، وَمَنْ دَخَلَ مَعَهَا عَلَى عَائِشَة، وَقَدْ صَدَّقَهَا زَوْجُهَا وَابْنُهَا ، وَهُمَا مَنْ هُمَا، فَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ.
وَقَوْله فِي الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم " مَنْ بَاعَ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَة ، فَلَهُ أَوْكَسهمَا أَوْ الرِّبَا "
هُوَ مُنَزَّل عَلَى الْعِينَة بِعَيْنِهَا، قَالَهُ شَيْخنَا، لِأَنَّهُ بَيْعَانِ فِي بَيْعٍ وَاحِد، فَأَوْكَسهمَا: الثَّمَنُ الْحَالّ ، وَإِنْ أَخَذَ بِالْأَكْثَرِ - وَهُوَ الْمُؤَجَّل - أَخَذَ بِالرِّبَا ، فَالْمَعْنَيَانِ لَا يَنْفَكَّانِ مِنْ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ ، إِمَّا الْأَخْذ بِأَوْكَس الثَّمَنَيْنِ، أَوْ الرِّبَا، وَهَذَا لَا يَتَنَزَّلُ إِلَّا عَلَى الْعِينَة.
(2)
حُمِلَ هَذَا عَلَى الِاشْتِغَالِ بِالزَّرْعِ فِي زَمَنٍ يَتَعَيَّنُ فِيهِ الْجِهَاد. عون (7/ 453)
(3)
أَيْ: سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ صَغَارًا وَمَسْكَنَة ، وَمَنْ أَنْوَاعِ الذُّلِّ: الْخَرَاجُ الَّذِي يُسَلِّمُونَهُ كُلَّ سَنَةٍ لِمُلَّاكِ الْأَرْض ، وَسَبَبُ هَذَا الذُّلِّ وَالله أَعْلَم أَنَّهُمْ لَمَّا تَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، الَّذِي فِيهِ عِزُّ الْإِسْلَام ، وَإِظْهَارُهُ عَلَى كُلِّ دِين ، عَامَلَهُمْ اللهُ بِنَقِيضِهِ ، وَهُوَ إِنْزَالُ الذِّلَّةِ بِهِمْ ، فَصَارُوا يَمْشُونَ خَلْفَ أَذْنَابِ الْبَقَر ، بَعْد أَنْ كَانُوا يَرْكَبُونَ عَلَى ظُهُورِ الْخَيْلِ ، الَّتِي هِيَ أَعَزّ مَكَان. عون المعبود (7/ 453)
(4)
(د) 3462 ، (هق) 10484 ، (مسند الشاميين) 2417 ، (بز) 5887
(5)
قال الألباني في الصَّحِيحَة ح 11: فتأمل كيف بيَّنَ هذا الحديثُ ما أُجْمِلَ في حديث أبي أمامة حين رأى سِكَّةً وشيئا من آلة الحرث ، فقال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله اللهُ الذُّل "، فذكر أن تسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع والحرث ، بل لما اقترن به من الإخلاد إليه ، والانشغال به عن الجهاد في سبيل الله ، فهذا هو المراد بالحديث، وأما الزرع الذي لم يقترن به شيء من ذلك ، فهو المُراد بالأحاديث المُرَغِّبة في الحَرْث ، فلا تَعارض بينها ولا إشكال. أ. هـ
(مش)، وَعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ - وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى بِسَاطٍ -: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ "، قَالُوا: كَيْفَ نَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ:" فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى الْبِسَاطِ فَأَمْسَكَ بِهِ ، قَالَ: تَفْعَلُونَ هَكَذَا، وَذَكَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا أَنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ " ، فَلَمْ يَسْمَعْهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَ مُعَاذٌ: تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، قَالُوا: مَا قَالَ؟ ، قَالَ: يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ "، قَالُوا: فَكَيْفَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، أَوْ كَيْفَ نَصْنَعُ؟ ، قَالَ:" تَرْجِعُونَ إِلَى أَمْرِكُمُ الْأَوَّلِ "(1)
(1)(مش) 1184 ، (طس) 8679 ، انظر الصحيحة: 3165
(د)، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى (1) بِهِمْ الْأَهْوَاءُ (2) كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ (3) لَا يَبْقَى مِنْهُ (4) عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ "(5)
(1)(تَجَارَى) بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ أَيْ: تَدْخُل وَتَسْرِي.
(2)
(الْأَهْوَاء): الْبِدَع. عون المعبود - (ج 10 / ص 116)
(3)
(الْكَلَب): دَاءٌ يَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ مِنْ عَضِّ الْكَلْب ، وَهُوَ دَاءٌ يُصِيبُ الْكَلْب فَيُصِيبُهُ شِبْهُ الْجُنُون ، فَلَا يَعَضُّ أَحَدًا إِلَّا كَلُبَ، وَيَعْرِضُ لَهُ أَعْرَاضٌ رَدِيَّة، وَيَمْتَنِعُ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ حَتَّى يَمُوتَ عَطَشًا ، كَذَا فِي النِّهَايَة. عون المعبود (10/ 116)
(4)
أَيْ: مِنْ صَاحِبه.
(5)
(د) 4597
(طب)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ "، قِيلَ: وَمَا قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ؟ ، قَالَ:" حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الْأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ (1) يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضَرَرًا، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا (2) "(3)
(1) الْحَيَوَانُ: مُبَالَغَةٌ فِي الْحَيَاةِ ، كَمَا قِيلَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ: مَوَتَانٌ. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (ج3 ص 6)
(2)
أَيْ: يَشُقُّ عليهم أداؤها ، بحيث يَعُدُّون إخراجها غرامةً يَغْرَمونها ، ومصيبة يُصابونها. فيض القدير (ج1ص525)
(3)
(طب) ج13ص36ح82 ، (مسند الحارث) 289 ، انظر الصَّحِيحَة: 3357
(طس)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيَكُونُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي يَأكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، وَيَشْرَبُونَ أَلْوَانَ الشَّرَابِ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ اللِّبَاسِ، وَيَتَشَدَّقَونَ فِي الْكَلَامِ (1) أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي "(2)
(1) أَيْ: يتوسعون فيه من غير احتياط واحتراز ، وأراد بالمتشدق: المستهزئ بالناس ، يلوي شدقه عليهم وبهم. فيض القدير - (ج 3 / ص 614)
(2)
(طس) 2351 ، (طب) 7512 ، صَحِيح الْجَامِع: 3663 ، الصَّحِيحَة: 1891
(ابن أبي حاتم)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا طَغَتْ نِسَاؤُكُمْ، وَفَسُقَ شُبَّانُكُمْ ، وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ "، قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ:" نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكِرِ؟ "، قَالُوا: وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ:" نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا، وَرَأَيْتُمُ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفًا؟ " قَالُوا: وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ:" نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ، قَالَ: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ " ، قَالُوا: وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل: بِي حَلَفْتُ، لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً يَصِيرُ الْحَلِيمُ فِيهَا حَيْرَانَ " (ضعيف)(1)
(1) رواه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 417 - 418)، والحافظ عبد الغني المقدسي في " كتاب الأمر بالمعروف "(91 - 92)، انظر الضعيفة تحت حديث: 5204
(حل)، وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ خَصْلَةً: إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ أَمَاتُوا الصَلَاةَ، وَأَضَاعُوا الأَمَانَةَ، وَأَكَلُوا الرِّبَا، وَاسْتَحَلُّوا الْكَذِبَ، وَاسْتَخَفُّوا الدِّمَاءَ، وَاسْتَعْلَوُا الْبِنَاءَ ، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا، وَتَقَطَّعَتِ الأَرْحَامُ، وَيَكُونُ الْحُكْمُ ضَعْفًا، وَالْكَذِبُ صِدْقًا ، وَالْحَرِيرُ لِبَاسًا، وَظَهَرَ الْجَوْرُ، وَكَثُرَ الطَّلاقُ، وَمَوْتُ الْفُجَاءَةِ، وَائْتُمِنَ الْخَائِنُ، وَخُوِّنَ الأَمِينُ، وَصُدِّقَ الْكَاذِبُ، وَكُذِّبَ الصَّادِقُ، وَكَثُرَ الْقَذْفُ، وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا، وَالْوَلَدُ غَيْظًا، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا، وَغَاضَ (1) الْكِرَامُ غَيْضًا، وَكَانَ الْأُمَرَاءُ فَجَرَةً، وَالْوُزَرَاءُ كَذِبَةً، وَالْأُمَنَاءُ خَوَنَةً، وَالْعُرْفَاءُ ظَلَمَةً، وَالْقُرَّاءُ (2) فَسَقَةً، وَإِذَا لَبِسُوا مُسُوكَ (3) الضَّأنِ، قُلُوبُهُمْ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ، وَأَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، يُغَشِّيهِمُ اللهُ فِتْنَةً يَتَهَاوَكُونَ (4) فِيهَا تَهَاوُكَ الْيَهُودِ الظَّلَمَةِ، وَتَظْهَرُ الصَّفْرَاءُ - يَعْنِي الدَّنَانِيرَ - وَتُطْلَبُ الْبَيْضَاءُ - يَعْنِي الْدَرَاهِمَ - وَتَكْثُرُ الْخَطَايَا، وَتَغُلُّ الأُمَرَاءُ، وَحُلِّيَتِ الْمَصَاحِفُ ، وَصُوِّرَتِ الْمَسَاجِدُ (5) وَطُوِّلَتِ الْمَنَائِرُ (6) وَخُرِّبَتِ الْقُلُوبُ وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ، وَعُطِّلَتِ الْحُدُودُ، وَوَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَتَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ وَقَدْ صَارُوا مُلُوكًا، وَشَارَكَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي التِّجَارَةِ وَتَشَبَّهَ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ، وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ، وَحُلِفَ بِاللهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَحْلَفَ، وَشَهِدَ الْمَرْءُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدَ، وَسُلِّمَ لِلْمَعْرِفَةِ، وَتُفِقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَطُلِبَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَاتُّخِذَ الْمَغْنَمُ (7) دُوَلًا (8) وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا (9) وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا (10) وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ (11) وَعَقَّ الرَّجُلُ أَبَاهُ (12) وَبَرَّ صَدِيقَهُ (13) وَجَفَا أُمَّهُ ، وَأَطَاعَ زَوْجَتَهُ (14) وَعَلَتْ أَصْوَاتُ الْفَسَقَةِ فِي الْمَسَاجِدِ (15) وَاتُّخِذَتِ الْقَيْنَاتُ (16) وَالْمَعَازِفُ (17) وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ فِي الطُّرُقِ، وَاتُّخِذَ الظُّلْمُ فَخْرًا، وَبِيعَ الْحُكْمُ، وَكَثُرَتِ الشُّرَطُ، وَاتُّخِذَ الْقُرْآنُ مَزَامِيرَ، وَجُلُودُ السِّبَاعِ صِفَاقًا (18) وَالْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا (19) فَلْيَتَّقُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ، وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَآيَاتٍ "(ضعيف)(20)
(1) غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ، أَيْ: نقَصَ أَو غارَ فذهبَ. لسان العرب (7/ 201)
(2)
القُرَّاء: الحفظة لكتاب اللهِ.
(3)
أي: جلود.
(4)
التَّهُوُّك: كالتَّهُوُّر ، وهو الوُقُوع في الأمْرِ بِغَيْرِ رَوِيَّة. والمُتَهَوِّك: الذي يقَعَ في كُلِّ أمْرٍ ، وقيل: هُوَ التَّحَيُّر. النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 660)
(5)
أَيْ: وضعوا فيها صور الصالحين والعلماء ، وهو مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث حيث أم سلمة عندما حدثت النبي صلى الله عليه وسلم عن كنائس النصارى التي شاهدتها عندما هاجرت إلى الحبشة.
(6)
أَيْ: المآذن ، والمراد: الافتخار بزخرفتها وتطويلها، وهو مما نُهِي عنه أيضا.
(7)
أَيْ: الغنيمة. فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(8)
هو: اسم لكل ما يتداول من المال ، يعني: إذا كان الأغنياء وأهل الشرف والمناصب يتداولون أموال الفيء، ويستأثرون بحقوق العجزة والفقراء ، ويمنعون الحق عن مستحقيه ، قهرا وغلبة ، كما هو صنيع أهل الجاهلية وذي العدوان. فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(9)
أَيْ: غنيمة يذهبون بها ويغنمونها ، فيرى من بيده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة غنمها. فيض القدير (ج1ص 525)
(10)
أَيْ: يشق عليهم أداؤها ، بحيث يعدون إخراجها غرامة يغرمونها ، ومصيبة يصابونها. فيض القدير (ج1ص 525)
(11)
أَيْ: أخسُّهم وأسفلهم.
(12)
أَيْ: أبعده وأقصاه ، وأعرض عنه وقلاه ، وترك صِلته ، وأهمل مَوَدَّته. فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(13)
أَيْ: أحسن إليه ، وأدناه ، وتفضل عليه ، وحَبَاه (أعطاه ، ووهبه).
(14)
المراد: أنه قَدَّم رضا امرأته على رضا أمه ، فتغضب تلك لرضا هذه عند تبايُنِ غرضيْهِما.
(15)
أَيْ: بالخصومات ونحوها ، كالبيع والشراء. فيض القدير (ج 1 / ص 525)
(16)
القينات: جمع قينة، وهي: الجارية المغنية.
(17)
المعازف: آلات الطرب.
(18)
الصَفّاق: جِلدةٌ رقيقةٌ تحت الجلد الأعلى وفوق اللحم. النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 71)
(19)
أَيْ: لعن أهل الزمن الآخر الصَّدْرَ الأول من الصحابة والتابعين ، الذين مَهَّدُوا قواعدَ الدين ، وأَصَّلُوا أعلامَه ، وأحكموا أحكامه ، والمراد باللعن: الطعن ، والذكر بالسوء ، وعدم الاقتداء بهم في الأعمال والاعتقاد. فيض القدير
(20)
أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(3/ 358) ، انظر السلسلة الضعيفة ح1171
وعلى الرغم من ضعف إسناد هذا الحديث ، إلا أن القارئ يعلم بما لا شك فيه أن جُلَّ ما ذُكِرَ في هذا الحديث قد وقع ، إن لم يكن كُلُّه. ع
(د) ، وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ (1) "(2)
(1) يُقَال: أَعْذَرَ فُلَانُ مِنْ نَفْسه ، إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا ، يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَهْلِكُونَ حَتَّى تَكْثُرَ ذُنُوبُهُمْ وَعُيُوبُهُمْ فَيَسْتَوْجِبُونَ الْعُقُوبَة، وَيَكُونُ لِمَنْ يُعَذِّبُهُمْ عُذْرٌ. عون (9/ 380)
(2)
(د) 4347 ، (حم) 18315 ، صَحِيح الْجَامِع: 5231 ، المشكاة: 5146 هداية الرواة: 5074