الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْفِتَنِ والْبَلَايَا
(ت)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَيْدِي ، وَإِنَّا لَفِي دَفْنِهِ ، حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا (1) " (2)
(1) يُرِيدُ أَنَّهُمْ وَجَدُوهَا تَغَيَّرَتْ عَمَّا عَهِدُوهُ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الْأُلْفَةِ وَالصَّفَاءِ وَالرِّقَّة، لِفُقْدَانِ مَا كَانَ يَمُدُّهُمْ بِهِ مِنْ التَّعْلِيمِ وَالتَّأدِيب. فتح الباري (ج 12 / ص 272)
(2)
(ت) 3618 ، (جة) 1631 ، وصححه الألباني في فقه السيرة ص201، والمشكاة: 5962، ومختصر الشمائل: 329
(جة)، وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ:" كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّمَا وَجْهُنَا وَاحِدٌ (1) فَلَمَّا قُبِضَ ، نَظَرْنَا هَكَذَا وَهَكَذَا (2) "(3)
(1) أَيْ: قَصْدُنَا وَاحِد ، وَهُوَ إِقَامَةُ الدِّينِ وَإِعْلَاؤُهُ. حاشية السندي على ابن ماجه (ج 3 / ص 406)
(2)
أَيْ: تَفَرَّقَتْ الْمَقَاصِدُ وَالْمَهَامّ ، فَيَمِيلُ مَائِلٌ إِلَى الدُّنْيَا ، وَآخَرُ إِلَى غَيْرِهَا. حاشية السندي (ج 3 / ص 406)
(3)
(جة) 1633
(خ م)، وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" أَشْرَفَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ (2) مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ: هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟) (3)(قَالُوا: لَا)(4)(قَالَ: " إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ ")(5)
الشرح (6)
(1) أَيْ: نَظَرَ مِنْ مَكَانٍ مُرْتَفِع. فتح الباري (ج 6 / ص 111)
(2)
الْأُطُم: هُوَ الْقَصْرُ وَالْحِصْن، وَجَمْعُهُ آطَام. شرح النووي (ج 9 / ص 262)
(3)
(خ) 1779 ، (م) 2885
(4)
(خ) 6651
(5)
(خ) 1779 ، (م) 2885
(6)
(مَوَاقِعُ الْقَطْر): مكانُ تَجَمُّعِ مِياهِ الأَمْطار.
وَإِنَّمَا اِخْتُصَّتْ الْمَدِينَةُ بِذَلِكَ لِأَنَّ قَتْلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه كَانَ بِهَا، ثُمَّ اِنْتَشَرَتْ الْفِتَنُ فِي الْبِلَادِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَالْقِتَالُ بِالْجَمَلِ وَبِصِفِّينَ كَانَ بِسَبَبِ قَتْلِ عُثْمَان، وَالْقِتَالُ بِالنَّهْرَوَانِ كَانَ بِسَبَبِ التَّحْكِيم بِصِفِّينَ ، وَكُلُّ قِتَالٍ وَقَعَ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ إِنَّمَا تَوَلَّدَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ تَوَلَّدَ عَنْهُ.
ثُمَّ إنَّ قَتْلَ عُثْمَانَ كَانَ أَشَدُّ أَسْبَابِهِ الطَّعْنُ عَلَى أُمَرَائِهِ ، ثُمَّ عَلَيْهِ بِتَوْلِيَتِهِ لَهُمْ، وَأَوَّل مَا نَشَأَ ذَلِكَ مِنْ الْعِرَاق ، وَهِيَ مِنْ جِهَة الْمَشْرِق ، فَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ حَدِيثِ أَنَّ الْفِتْنَةَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِق، وَحَسُنِ التَّشْبِيهِ بِالْمَطَرِ ، لِإِرَادَةِ التَّعْمِيم ، لِأَنَّهُ إِذَا وَقَعَ فِي أَرْضٍ مُعَيَّنَةٍ عَمَّهَا ، وَلَوْ فِي بَعْضِ جِهَاتهَا.
قَالَ اِبْن بَطَّال: أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِ أُسَامَةَ بِوُقُوعِ الْفِتَنِ خِلَالَ الْبُيُوتِ لِيَتَأَهَّبُوا لَهَا ، فَلَا يَخُوضُوا فِيهَا ، وَيَسْأَلُوا اللهَ الصَّبْرَ وَالنَّجَاةَ مِنْ شَرّهَا. فتح (20/ 65)
(خ)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ (1) وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ (2) يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ "(3)
الشرح (4)
(1) شَعَف: جَمْعُ شَعَفَةٍ ، وَهِيَ رُءُوسُ الْجِبَالِ. (فتح الباري) ح19
(2)
أَيْ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَطَرُ كَالْأَوْدِيَةِ. شرح سنن النسائي (6/ 438)
وَخَصَّهُمَا - أي: شَعَف الجبال ومَواضِع القَطْر - بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا مَظَانُّ الْمَرْعَى. (فتح الباري) ح19
(3)
(خ) 3124 ، (س) 5036
(4)
الْخَبَرُ دَالٌّ عَلَى فَضِيلَةِ الْعُزْلَةِ لِمَنْ خَافَ عَلَى دِينِهِ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي أَصْلِ الْعُزْلَةِ.
فَقَالَ الْجُمْهُورُ: الِاخْتِلَاطُ أَوْلَى ، لِمَا فِيهِ مِنَ اكْتِسَابِ الْفَوَائِدِ الدِّينِيَّةِ ، لِلْقِيَامِ بِشَعَائِرِ الْإِسْلَامِ ، وَتَكْثِيرِ سَوَادِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِيصَالِ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ إِلَيْهِمْ ، مِنْ إِعَانَةٍ وَإِغَاثَةٍ وَعِيَادَةٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ
وَقَالَ قَوْمٌ: الْعُزْلَةُ أَوْلَى ، لِتَحَقُّقِ السَّلَامَةِ ، بِشَرْطِ مَعْرِفَةِ مَا يَتَعَيَّنُ ، وَقَدْ مَضَى طَرَفٌ مِنْ ذَلِكَ فِي بَابِ الْعُزْلَةِ مِنْ كِتَابِ الرِّقَاقِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ: الْمُخْتَارُ تَفْضِيلُ الْمُخَالَطَةِ لِمَنْ لَا يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ يَقَعُ فِي مَعْصِيَةٍ ، فَإِنْ أَشْكَلَ الْأَمْرُ ، فَالْعُزْلَةُ أَوْلَى.
وَقَالَ غَيْرُهُ: يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَحَتَّمُ عَلَيْهِ أَحَدُ الْأَمْرَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَرَجَّحُ ، ولَيْسَ الْكَلَامُ فِيهِ ، بَلْ إِذَا تَسَاوَيَا، فَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ فَإِنْ تَعَارَضَا ، اخْتَلَفَ بِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ.
فَمَنْ يَتَحَتَّمُ عَلَيْهِ الْمُخَالَطَةُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى إِزَالَةِ الْمُنْكَرِ ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ إِمَّا عَيْنًا وَإِمَّا كِفَايَةً ، بِحَسَبِ الْحَالِ وَالْإِمْكَانِ ، وَمِمَّنْ يَتَرَجَّحُ ، مَنْ يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ يَسْلَمُ فِي نَفْسِهِ إِذَا قَامَ فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ. وَمِمَّنْ يَسْتَوِي: مَنْ يَأمَنُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَلَكِنَّهُ يَتَحَقَّقُ أَنَّهُ لَا يُطَاعُ. وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُونُ هُنَاكَ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ ، فَإِنْ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ ، تَرَجَّحَتِ الْعُزْلَةُ ، لِمَا يَنْشَأُ فِيهَا غَالِبًا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْمَحْذُورِ ، وَقَدْ تَقَعُ الْعُقُوبَةُ بِأَصْحَابِ الْفِتْنَةِ ، فَتَعُمُّ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهلهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُم خَاصَّة} .وَيُؤَيِّدُ التَّفْصِيلَ الْمَذْكُورَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَيْضًا " خَيْرُ النَّاسِ رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبِ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ " فتح الباري (13/ 43)
(ت)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ (1) مِنَ الدُّنْيَا (2) "(3)
(1) أَيْ: بِأَخْذِ مَتَاعٍ دَنِيءٍ ، وَثَمَنٍ رَدِيءٍ.
(2)
قَالَ الْحَسَنُ: " وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ ، صُوَرًا وَلَا عُقُولَ، أَجْسَامًا وَلَا أَحْلَامَ، فَرَاشَ نَارٍ ، وَذِبَّانَ طَمَعٍ، يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دَيْنَهُ بِثَمَنِ الْعَنْزِ ". انظر (حم) 18428
(3)
(ت) 2197 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2814 ، الصَّحِيحَة: 810
(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَادِرُوا (1) بِالْأَعْمَالِ (2) فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ (3) يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ قَلِيلٍ مِنَ الدُّنْيَا (4) "(5)
(1) أَيْ: سَابِقُوا وَسَارِعُوا. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 483)
(2)
أَيْ: بِالِاشْتِغَالِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 483)
(3)
أَيْ: كَقِطَعٍ مِنْ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ لِفَرْطِ سَوَادِهَا وَظُلْمَتِهَا ، وَعَدَمِ تَبَيُّنِ الصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ فِيهَا. تحفة الأحوذي (ج5ص483)
(4)
مَعْنَى الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْل تَعَذُّرِهَا ، وَالِاشْتِغَالِ عَنْهَا بِمَا يَحْدُثُ مِنْ الْفِتَنِ الشَّاغِلَةِ الْمُتَكَاثِرَةِ ، الْمُتَرَاكِمَةِ كَتَرَاكُمِ ظَلَامِ اللَّيْلِ الْمُظْلِم ، لَا الْمُقْمِر ، وَوَصَفَ صلى الله عليه وسلم نَوْعًا مِنْ شَدَائِدِ تِلْكَ الْفِتَن، وَهُوَ أَنَّهُ يُمْسِي مُؤْمِنًا ، ثُمَّ يُصْبِح كَافِرًا ، أَوْ عَكْسَه ، وَهَذَا لِعِظَمِ الْفِتَن ، يَنْقَلِبُ الْإِنْسَانُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ هَذَا الِانْقِلَاب. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 232)
(5)
(م) 118 ، (ت) 2195 ، (حم) 8017
(خ)، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ)(1)(لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)(2)(مَاذَا أُنْزِلَ (3) اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ (4)؟ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ (5)؟ ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ (6)) (7)(- يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ - لِكَيْ يُصَلِّينَ (8)) (9)(كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا ، عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ (10) ") (11)
(1)(خ) 6658
(2)
(خ) 5506
(3)
الْمُرَادُ بِالْإِنْزَالِ: إِعْلَامُ الْمَلَائِكَةِ بِالْأَمْرِ الْمَقْدُور، أَوْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي نَوْمِهِ ذَاكَ بِمَا سَيَقَعُ بَعْدَهُ مِنْ الْفِتَن ، فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْإِنْزَالِ. (فتح الباري- ح115)
(4)
قَوْله: (مَاذَا) مَا اِسْتِفْهَامِيَّة ، مُتَضَمِّنَةٌ لِمَعْنَى التَّعَجُّبِ وَالتَّعْظِيم، وَعَبَّرَ عَنْ الْعَذَابِ بِالْفِتَنِ ، لِأَنَّهَا أَسْبَابُه. (فتح الباري - ح115)
(5)
قَالَ الدَّاوُدِيّ: الثَّانِي هُوَ الْأَوَّل، وَالشَّيْءُ قَدْ يُعْطَفُ عَلَى نَفْسِهِ تَأكِيدًا؛ لِأَنَّ مَا يُفْتَحُ مِنْ الْخَزَائِنِ يَكُونُ سَبَبًا لِلْفِتْنَةِ. (فتح الباري - ح115)
(6)
(الْحُجُرات): جَمْع حُجْرَة ، وَهِيَ مَنَازِلُ أَزْوَاجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. (فتح - ح115)
(7)
(خ) 115
(8)
وَإِنَّمَا خَصَّهُنَّ بِالْإِيقَاظِ لِأَنَّهُنَّ الْحَاضِرَات حِينَئِذٍ، أَوْ مِنْ بَاب " اِبْدَأ بِنَفْسِك ، ثُمَّ بِمَنْ تَعُول ". (فتح الباري - ح115)
(9)
(خ) 6658 ، 5864
(10)
أَيْ: يَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ لَا يَتَغَافَلْنَ عَنْ الْعِبَادَة ، وَيَعْتَمِدْنَ عَلَى كَوْنِهِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. (فتح الباري - ح115)
(11)
(خ) 5506 ، (ت) 2196 ، (حم) 26587
(جة)، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ "(1)
(1)(جة) 4035 ، 4199، (حم) 16899
(م)، وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ ، وَمَا بِي أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي " وَلَكِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ مَجْلِسًا - أَنَا فِيهِ - عَنْ الْفِتَنِ " ، فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ: مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ (1) شَيْئًا ، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ ، مِنْهَا صِغَارٌ ، وَمِنْهَا كِبَارٌ " (2)
(1) أَيْ: يترُكْن.
(2)
(م) 2891 ، (حم) 23339
(خ)، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ (1) قَالَ: أَتَيْنَا أنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ (2) فَقَالَ: اصْبِرُوا، " فَإِنَّهُ لَا يَأتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ عَامٌ (3) إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ "، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم. (4)
الشرح (5)
(1) هُوَ كُوفِيّ هَمْدَانِيّ، وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيّ، وَيُكَنَّى أَبَا عَدِيّ، وَهُوَ مِنْ صِغَار التَّابِعِينَ. فتح الباري (ج 20 / ص 71)
(2)
هو ابْن يُوسُف الثَّقَفِيّ ، الْأَمِيرُ الْمَشْهُور، وَالْمُرَادُ شَكْوَاهُمْ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمِهِ لَهُمْ وَتَعَدِّيهِ، وَعَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ:" كَانَ عُمَرُ فَمَنْ بَعْدَهُ إِذَا أَخَذُوا الْعَاصِي أَقَامُوهُ لِلنَّاسِ ، وَنَزَعُوا عِمَامَتَهُ، فَلَمَّا كَانَ زِيَادٌ ضَرَبَ فِي الْجِنَايَات بِالسِّيَاطِ، ثُمَّ زَادَ مُصْعَب بْنُ الزُّبَيْرِ حَلْقَ اللِّحْيَة، فَلَمَّا كَانَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَان سَمَرَ كَفَّ الْجَانِي بِمِسْمَارٍ فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاج قَالَ: هَذَا كُلُّهُ لَعِب، فَقَتَلَ بِالسَّيْفِ ".فتح الباري (20/ 71)
(3)
(ت) 2206
(4)
(خ) 6657
(5)
اِسْتَشْكَلَ هَذَا الْإِطْلَاق ، مَعَ أَنَّ بَعْضَ الْأَزْمِنَةِ تَكُونُ فِي الشَّرِّ دُونَ الَّتِي قَبْلَهَا ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ إِلَّا زَمَنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز-وَهُوَ بَعْدَ زَمَنِ الْحَجَّاجِ بِيَسِيرٍ- وَقَدْ اِشْتَهَرَ الْخَبَرُ الَّذِي كَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد الْعَزِيز، بَلْ لَوْ قِيلَ: أَنَّ الشَّرَّ اِضْمَحَلَّ فِي زَمَانِهِ، لَمَا كَانَ بَعِيدًا ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُون شَرًّا مِنْ الزَّمَنِ الَّذِي قَبْلَهُ ، وَقَدْ حَمَلَهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَلَى الْأَكْثَرِ الْأَغْلَب، فَسُئِلَ عَنْ وُجُودِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ الْحَجَّاج ، فَقَالَ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ تَنْفِيس.
وَأَجَابَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّفْضِيلِ: تَفْضِيلُ مَجْمُوعِ الْعَصْرِ عَلَى مَجْمُوعِ الْعَصْر فَإِنَّ عَصْرَ الْحَجَّاجِ كَانَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ الصَّحَابَةِ الْأَحْيَاء ، وَفِي عَصْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز اِنْقَرَضُوا، وَالزَّمَانُ الَّذِي فِيهِ الصَّحَابَةُ خَيْرٌ مِنْ الزَّمَان الَّذِي بَعْدَهُ ، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم " خَيْر الْقُرُون قَرْنِي " ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَوْله:" أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي ، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي ، أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ " ، أَخْرَجَهُ مُسْلِم.
ثُمَّ وَجَدْتُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُود التَّصْرِيحَ بِالْمُرَادِ ، وَهُوَ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ، فَعَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ:" سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُود يَقُولُ: لَا يَأتِي عَلَيْكُمْ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ شَرٌّ مِنْ الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَة، لَسْت أَعْنِي رَخَاءً مِنْ الْعَيْشِ يُصِيبُهُ ، وَلَا مَالًا يُفِيدُهُ ، وَلَكِنْ لَا يَأتِي عَلَيْكُمْ يَوْمٌ وَإِلَّا وَهُوَ أَقَلُّ عِلْمًا مِنْ الْيَوْمِ الَّذِي مَضَى قَبْلَهُ، فَإِذَا ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ ، اِسْتَوَى النَّاس، فَلَا يَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلَكُونَ ".
وَاسْتَشْكَلُوا أَيْضًا زَمَانَ عِيسَى بْنَ مَرْيَم بَعْدَ زَمَانِ الدَّجَّال، وَاسْتَدَلَّ ابْنُ حِبَّان فِي صَحِيحِهِ بِأَنَّ حَدِيثَ أَنَسٍ لَيْسَ عَلَى عُمُومِه ، للْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي الْمَهْدِيّ ، وَأَنَّهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا بَعْدَ أَنْ مُلِئَتْ جَوْرًا.
ثُمَّ وَجَدْتُ عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ مَا يَصْلُحُ أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ الْحَدِيثُ ، وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ:" لَا يَأتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ إِلَّا وَهُوَ شَرٌّ مِنْ الَّذِي قَبْلَهُ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَعْنِي عَامًا ". فتح الباري (ج 20 / ص 71)