الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس أقل الكمال في التسبيح
المدخل إلى المسألة:
• لم يرد في النصوص تقدير في أقل الكمال ولا في أعلاه.
• من قدرها بثلاث تسبيحات إن كان المقصود به مقدارها من الوقت فالأمر قريب، وإن كان المقصود استحباب العدد فلا دليل عليه.
• المقادير تحتاج إلى توقيف.
[م-631] ذهب جمهور العلماء من الحنفية، والشافعية والحنابلة، إلى أن أقل الكمال ثلاث تسبيحات
(1)
.
ورواه أبو مصعب، عن مالك، وهو مخالف لما في المدونة
(2)
.
وقال مالك في المشهور عنه: لا توقيت بعدد، ولا يخص التسبيح بلفظ معين
(3)
.
…
جاء في لوامع الدرر: «التسبيح غير محدود بواحدة أو بثلاث، ولا مخصوص
(1)
. مجمع الأنهر (1/ 96)، تبيين الحقائق (1/ 107)، المبسوط (1/ 21)، تحفة الفقهاء (1/ 134)، بدائع الصناع (1/ 208)، الهداية شرح البداية (1/ 50)، البحر الرائق (1/ 333)، مراقي الفلاح (ص: 99)، الأم (1/ 133)، المهذب للشيرازي (1/ 143)، المجموع (3/ 411)، التعليقة للقاضي حسين (2/ 752)، فتح العزيز (3/ 390، 391)، تحفة المحتاج (2/ 61)، مغني المحتاج (1/ 366)، نهاية المحتاج (1/ 499)، مختصر الخرقي (ص: 22)، المغني (1/ 361)، الفروع (2/ 196)، المبدع (1/ 396)، الإنصاف (2/ 60)، الإقناع (1/ 120)، شرح منتهى الإرادات (1/ 195).
(2)
. الكافي في فقه أهل المدينة (1/ 206)، وانظر القوانين الفقهية (ص: 45).
(3)
. الذخيرة للقرافي (2/ 224، 225)، التاج والإكليل (2/ 242)، حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني (1/ 266)، شرح التلقين (2/ 556)، الجامع لمسائل المدونة (2/ 508)، لوامع الدرر (2/ 103).
بلفظ معين، خلافًا لمن يقول: إن أقله ثلاث»
(1)
.
• دليل من قال: أدنى الكمال ثلاث:
الدليل الأول:
(ح-1713) ما رواه أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهذلي، عن عون بن عبد الله،
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في ركوعه ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم فقد تم ركوعه وذلك أدناه. ومن قال في سجوده ثلاث مرات: سبحان ربي الأعلى فقد تم سجوده وذلك أدناه
(2)
.
[منقطع، ورفعه منكر، والمعروف وقفه على ابن مسعود من فعله]
(3)
.
الدليل الثاني:
(ح-1714) ما رواه الدارقطني من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا حفص بن غياث، عن محمد بن أبي ليلى، عن الشعبي، عن صلة،
عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا
(4)
.
[ضعيف]
(5)
.
الدليل الثالث:
(ح-1715) ما رواه أحمد من طريق عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عن شهر ابن حوشب، حدثنا عبد الرحمن بن غنم،
أن أبا مالك الأشعري جمع قومه فقال: يا معشر الأشعريين اجتمعوا واجمعوا نساءكم، وأبناءكم أعلمكم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي صلى لنا بالمدينة
(1)
. لوامع الدرر في هتك أستار المختصر (2/ 128).
(2)
. مسند أبي داود الطيالسي (347).
(3)
. سبق تخريجه، انظر (ح 1677).
(4)
. سنن الدارقطني (1292).
(5)
. سبق تخريجه، ولله الحمد، انظر (ح 1695).
فاجتمعوا، وجمعوا نساءهم وأبناءهم
…
وفيه: ثم أقام الصلاة، فتقدم فرفع يديه وكبَّر، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة يسرهما، ثم كبر فركع فقال: سبحان الله وبحمده ثلاث مرار .... الحديث
(1)
.
[ضعيف]
(2)
.
الدليل الرابع:
(ح-1716) ما رواه أبو داود من طريق ابن المبارك، عن موسى بن أيوب: عن عمه (إياس بن عامر)،
سمعت عقبة بن عامر الجهني، يقول: لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم} [الواقعة: 74]، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قال: اجعلوها في سجودكم
(3)
.
ورواه أبو داود من طريق الليث، حدثني موسى بن أيوب الغافقي من أهل مصر، عن رجل من قومه قد سماه، عن عقبة بن عامر به، وزاد:
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا
(4)
.
[منكر، والزيادة أشد نكارة]
(5)
.
فهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة إلا أن مجموعها قد يفيد استحباب الثلاث.
وقد يقال: إن انفراد الضعفة بهذا العدد يجعل في النفس شيئًا من قبوله، والله أعلم.
الدليل الخامس:
قال الترمذي في السنن: «والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون ألا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات»
(6)
.
(1)
. مسند أحمد (5/ 343).
(2)
. سبق تخريجه، انظر (ح 1698).
(3)
. المسند (4/ 155).
(4)
. سنن أبي داود (869، 870).
(5)
. سبق تخريجه، انظر (ح 1676).
(6)
. سنن الترمذي (2/ 46).
قوله: عند أهل العلم أي أكثرهم، وإلا فالمالكية لا يرون تقدير ذلك بعدد معين.
• دليل من قال: لا تقدير فيه بعدد معين:
توقيت الركوع بعدد معين يحتاج إلى توقيف، ولم يصح فيه شيء، فكل ما زاد على الطمأنينة فهو داخل في الكمال، والوارد قوله صلى الله عليه وسلم: أما الركوع فعظموا فيه الرب، ولم يعلق ذلك بحد، وصيغ التسبيح الواردة في الركوع والسجود كثيرة، كلها تدل على أنه ليس للتسبيح صيغة معينة يقدر فيها أعلى الكمال وأدناه، وتنوعها يدل على منع التحديد.
• الراجح:
أن الطمأنينة فرض، والزيادة عليها داخل في حد الكمال، ومن قدرها بثلاث تسبيحات إن كان المقصودُ به مقدارَها فالأمر قريب، وإن كان المقصودُ استحبابَ العدد فلا دليل عليه. والله أعلم.
* * *