المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الرابع في صيغ التحميد المشروعه - الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان - جـ ٤

[دبيان الدبيان]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث السادس أقل الكمال في التسبيح

- ‌المبحث السابع كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود

- ‌المبحث الثامن حكم الدعاء في الركوع والسجود

- ‌الباب الثامن في أحكام الرفع من الركوع

- ‌الفصل الأول حكم الرفع من الركوع والسجود

- ‌الفصل الثاني في مشروعية التسميع والتحميد

- ‌المبحث الأول في وقت ابتداء التسميع والتحميد

- ‌المبحث الثاني في مشروعية التسميع للإمام

- ‌المبحث الثالث حكم التحميد للإمام

- ‌المبحث الرابع حكم التسميع والتحميد للمأموم

- ‌المبحث الخامس حكم التسميع والتحميد للمنفرد

- ‌الفصل الثالث في رفع اليدين للرفع من الركوع

- ‌المبحث الأول في مشروعية الرفع

- ‌المبحث الثاني في صفة رفع اليدين

- ‌المبحث الثالث في منتهى رفع اليدين

- ‌الباب التاسع أحكام الاعتدال في الصلاة

- ‌الفصل الأول في حكم الاعتدال من الركوع والسجود

- ‌الفصل الثاني في حكم الزياده على التسميع والتحميد

- ‌الفصل الثالث في قبض اليسرى باليمنى بعد الرفع من الركوع

- ‌الفصل الرابع في صيغ التحميد المشروعه

- ‌الفصل الخامس في تطويل مقدار الاعتدال من الركوع

- ‌الباب العشر في أحكام السجود

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول في تعريف السجود

- ‌المبحث الثاني في مقام السجود من العبادة

- ‌الفرع الأول في فضل السجود

- ‌الفرع الثاني في تفضيل كثرة السجود على طول القيام

- ‌الفصل الأول في حكم السجود

- ‌الفصل الثاني في صفة السجود

- ‌المبحث الأول في صفة التجزئة

- ‌الفرع الأول في وجوب الطمأنينة في السجود

- ‌الفرع الثاني في الأعضاء التي يجب السجود عليها

- ‌المسألة الأولى في حكم السجود على الجبهة

- ‌المسألة الثانية حكم السجود على الأنف

- ‌المسألة الثالثة حكم السجود على الكفين والركبتين والقدمين

- ‌المسألة الرابعة في حكم رفع الذراعين عن الأرض في السجود

- ‌المبحث الثاني في صفة السجود الكاملة

- ‌الفرع الأول في السنن القولية

- ‌المسألة الأولى في مشروعية التكبير للسجود

- ‌المسألة الثانية في صفة التكبير للسجود

- ‌المسألة الثالثة في حكم التسبيح في السجود

- ‌مطلبفي بعض أذكار السجود الواردة في الصلاة

- ‌الفرع الثاني في سنن السجود الفعلية

- ‌المسألة الأولى في صفة الهوي للسجود

- ‌المسألة الثانية في رفع الأيدي إذا كبر للسجود أو رفع منه

- ‌المسألة الثالثة السنة في موضع الكفين حال السجود

- ‌المسألة الرابعة في استحباب ضم أصابع يديه في السجود وتوجهها إلى القبلة

- ‌المسألة الخامسة في الهيئة المستحبة في سجود القدمين

- ‌المسألة السادسة في استحباب المجافاة في السجود

- ‌المطلب الأول في استحباب مجافاة العضدين عن الجنبين

- ‌المطلب الثاني في استحباب مجافاة الفخذين عن البطن

- ‌المطلب الثالث في مجافاة المرأة

- ‌المطلب الرابع في المجافاة بين الفخذين وكذا الركبتين

- ‌المطلب الخامس في المجافاة بين القدمين

- ‌الفصل الثالث في تعذر السجود على أحد الأعضاء السبعة

- ‌المبحث الأول إذا قدر على السجود بالوجه وعجز عن الباقي

- ‌المبحث الثاني إذا تعذر السجود بالجبهة وقدر على الباقي

- ‌المبحث الثالث إذا تعذر السجود بالجبهة والأنف وقدر على الباقي

- ‌الفصل الرابع في السجود على الحائل

- ‌المبحث الأول في السجود على حائل منفصل عن المصلى

- ‌المبحث الثاني في السجود على حائل متصل بالمصلي

- ‌الفرع الأول في السجود على عضو من أعضاء المصلي

- ‌الفرع الثاني في السجود على حائل متصل ليس من أعضاء المصلي

- ‌المسألة الأولى في مباشرة الأرض بالقدمين والركبتين في السجود

- ‌المسألة الثانية في مباشرة الأرض باليدين حال السجود

- ‌المسألة الثالثة في مباشرة الأرض بالجبهة حال السجود

- ‌الباب الحادي عشر في الرفع من السجود

- ‌الفصل الأول في مشروعية التكبير للرفع من السجود

- ‌الفصل الثاني في وقت ابتداء التكبير للرفع من السجود

- ‌الفصل الثالث في رفع اليدين مع الرفع من السجود

- ‌الفصل الرابع في حكم الرفع من السجود

- ‌الباب الثاني عشر في الاعتدال من السجود

- ‌الفصل الأول في ركنية الجلوس بين السجدتين

- ‌الفصل الثاني في صفة الجلوس في الصلاة

- ‌الفصل الثالث في النهي عن الإقعاء في الصلاة

- ‌الفصل الرابع في مشروعية الذكر بين السجدتين وفي حكمه وصيغته

- ‌الفصل الخامس صفة وضع اليدين إذا جلس بين السجدتين

- ‌الفصل السادس في وجوب السجده الثانية في الصلاة

- ‌الباب الثالث عشر في النهوض للركعة الثانية

- ‌الفصل الأول في مشروعية جلسة الاستراحة قبل القيام

- ‌الفصل الثاني في صفة النهوض إلى الركعة الثانية

- ‌الباب الرابع عشر في الفروق بين الركعة الأولى وسائر الركعات

- ‌الفصل الأول في تكبيرة الإحرام

- ‌الفصل الثاني لا يشرع الاستفتاح في الركعة الثانية

- ‌الفصل الثالث لا يستعيذ في الركعة الثانية إذا استعاذ في الركعة الأولى

- ‌الفصل الرابع لا يجدد النية للركعة الثانية

- ‌الفصل الخامس في أطالة الركعة الأولى على سائر الركعات

- ‌الباب الخامس عشر في الأحكام الخاصة بالتشهد

- ‌الفصل الأول في حكم التشهد الأول والجلوس له

- ‌الفصل الثاني حكم التشهد الأخير

- ‌الفصل الثالث في ألفاظ التشهد

- ‌الفصل الرابع في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد

- ‌المبحث الأول في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول

- ‌المبحث الثاني في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الثاني

- ‌الفصل الخامس في صفة الكفين في التشهد

- ‌الفصل السادس في تحريك السبابة بالتشهد

- ‌الفصل السابع الدعاء في التشهد

- ‌المبحث الأول في التعوذ بالله من أربع

- ‌المبحث الثاني في صفة الدعاء في الصلاة

- ‌الباب السادس عشر التسليم في الصلاة

- ‌الفصل الأول حكم التسليم

- ‌الفصل الثاني في حكم زيادة (ورحمة الله) في التسليم

الفصل: ‌الفصل الرابع في صيغ التحميد المشروعه

‌الفصل الرابع في صيغ التحميد المشروعه

المدخل إلى المسألة:

• تنوع الأدعية من كمال الشريعة، وله حكمه وفوائده وأسراره البليغة.

•الصفات المتنوعة في العبادة إذا صحت لا يكره شيء منها، ومنها صيغ التحميد، وأدعية الاستفتاح، وتنوع الأذان، والتشهد في الصلاة.

•الصفات المتنوعة يشرع الأخذ بكل ما ورد، بشرط ثبوتها، وعدم قيام مانع يمنع من القول بالتنوع، كما لو كانت الحادثة لم تقع إلا مرة واحدة، واختلفت الروايات في صفتها، فلا سبيل إلى إثبات التنوع فيها.

• يلزم من التزام نوع واحد هجر السنن الباقية، وفيه ذريعة لاندراس بعض السنن المتنوعة كتنوع الأذان والاستفتاحات والتشهد، بخلاف التنوع فإن فيه إحياءً لجميع السنن الواردة في العبادة، وإصابةً للسنة من جميع وجوهها.

• تفضيل بعض الصيغ على بعض إذا لم يكن مبنيًّا على تفضيل شرعي اقتضاه تقديم الرسول صلى الله عليه وسلم لبعضها على بعض، أو لأنه ثبت أن بعضها كان أكثر استعمالًا، أو كان التفضيل عائدًا لكمال المعنى، أو لأن الآخر إنما فعل في حالات قليلة، أو لداعي الحاجة، أو لبيان الجواز، فالأصل التسوية بينها.

[م-649] ورد للتحميد أربع صيغ.

الأولى: ربنا لك الحمد وردت في أحاديث، منها.

الحديث الأول:

(ح-1767) رواه البخاري من طريق معمر، عن همام بن منبه،

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به،

ص: 153

فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع، فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد .... الحديث

(1)

.

الحديث الثاني:

(ح-1768) رواه البخاري حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث،

أنه سمع أبا هريرة، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد

(2)

.

(1)

. صحيح البخاري (722).

(2)

. رواه ابن شهاب الزهري عن شيخيه أبي بكر بن الحارث وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، تارة يجمع الزهري شيخيه، وتارة يفرد هما.

أما رواية ابن شهاب، عن أبي بكر بن الحارث وحده، عن أبي هريرة فرواها عنه جماعة:

الأول: عقيل بن خالد، عن ابن شهاب.

رواه يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، واختلف على ابن بكير:

فرواه الإمام البخاري في صحيحه (789) عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل به، وفيه ( .... ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو. وفي نسخة البخاري والتي في فتح الباري لابن رجب (7/ 221) فيها زيادة (الواو).

ورواه عبيد بن عبد الواحد، كما في السنن الكبرى للبيهقي (2/ 97)،

وعبيد بن شريك كما في السنن الكبرى (2/ 182)، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، به، وفيه: (

ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو.

قال البخاري: وقال عبد الله بن صالح، عن الليث: ولك الحمد. أي بزيادة الواو.

ورواه بالوجهين بزيادة الواو وحذفها أحمد بن إبراهيم بن ملحان

فرواه أبو نعيم في مستخرجه (865) حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا يحيى بن بكير به، وفيه: (

ثم يقول، وهو قائم: ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 134)، من طريق أحمد بن عبيد الصفار،

وفي الخلافيات (1761) من طريق أحمد بن إسحاق الفقيه، كلاهما عن أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا يحيى بن بكير به، بزيادة الواو.

ورواه حجاج بن محمد واختلف عليه:

فرواه أحمد (2/ 454)، عن حجاج، عن ليث، عن عقيل به، دون زيادة الواو. =

ص: 154

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم، (ثقة حافظ) كما في مسند أبي عوانة (1580)، حدثنا حجاج به، بزيادة الواو: ربنا ولك الحمد.

ورواه حُجَيْنُ بن المثنى، كما في صحيح مسلم (29 - 392)، وسنن النسائي (1150)، وفي الكبرى له (740)، عن الليث به، وفيه: (

ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو، إلا أن مسلمًا ساق إسناده، وقال: بمثل حديث ابن جريج، ورواية ابن جريج، عن ابن شهاب، فيها زيادة الواو.

الثاني: ابن جريج، عن ابن شهاب.

ورواه ابن جريج مرة بالواو، ومرة بحذفها.

فرواه عبد الرزاق في المصنف (2496) عن ابن جريج بتمامه، وفيه: (

ثم يقول: وهو قائم: ربنا لك الحمد)، دون زيادة الواو.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (864). وعبد الرزاق من من أثبت الناس في ابن جريج.

وتابع عبد الرزاق على حذف الواو أبو عاصم الضحاك بن مخلد، كما في مسند البزار (8094)، ومستخرج أبي نعيم (864).

ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج في موضع آخر مختصرًا (2954)، وفيه: (

يقول: وهو قائم: ربنا ولك الحمد)، بزيادة الواو، ومن طريق عبد الرزاق رواه مسلم (28 - 392)، وصحيح ابن خزيمة (578، 611).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة وذكر طرفًا منه، وكذا ابن خزيمة (624)، وليس فيه موضع الشاهد (1583، 1592)،

ورواه أحمد في المسند (2/ 270)،حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، وأحال في لفظه على لفظ سابق.

ورواه الترمذي (254) من طريق ابن المبارك، عن ابن جريج به، بذكر بعضه، وليس فيه موضع البحث.

فتبين بهذا أن ابن جريج، يرويه عن الزهري مرة بزيادة الواو، ومرة بحذفها، والراوي عنه اللفظين عبد الرزاق، وهو من أثبت أصحاب ابن جريج، وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد على حذف الواو عند البزار، فيصعب الترجيح بينهما.

الثالث: صالح بن كيسان، عن ابن شهاب.

رواه صالح بن كيسان بزيادة الواو، كما في حديث أبي العباس السراج (2493)، ومستخرج أبي عوانة (1581) إلا أن أبا عوانة أحال على لفظ سابق، عن ابن شهاب، وفيه زيادة الواو (ربنا ولك الحمد)،

فصارت رواية أبي بكر بن الحارث وحده، عن أبي هريرة،

جاء عنه بلفظ: (ربنا لك الحمد)، رواه الليث في إحدى روايتيه، وحجاج بن محمد في =

ص: 155

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إحدى روايتيه، وحجين بن المثنى، ثلاثتهم، عن ابن شهاب، عن أبي بكر به.

وجاء عنه بلفظ: (ربنا ولك الحمد) رواه الليث في إحدى روايتيه، وحجاج بن محمد في إحدى روايتيه، وابن جريج، وصالح بن كيسان، كلهم عن ابن شهاب به.

وأما رواية ابن شهاب، عن أبي بكر بن الحارث مقرونًا بأبي سلمة، عن أبي هريرة.

فرواها جماعة عن ابن شهاب، منهم:

الأول: شعيب بن أبي حمزة، واختلف عليه:

فرواه البخاري كما في صحيحه (803)،

وعثمان بن سعيد الدارمي كما في السنن الكبرى للبيهقي (2/ 294)،

وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي وبقية بن الوليد كما في سنن أبي داود (836)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 98).

وأبو أمية كما في مستخرج أبي عوانة، ولم يذكر لفظه (1582)، خمستهم، عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب به، بزيادة الواو.

ورواه أبو زرعة الدمشقي كما في مسند الشاميين للطبراني (3135)، عن أبي اليمان، وعلي بن عياش، عن شعيب به، وفيه: (

ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو.

الثاني: معمر، كما في مسند أحمد (2/ 270)، وسنن النسائي (1156)، وفي الكبرى (746)، والدارمي (1283)، وحديث أبي العباس السراج (2491)، والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 99)

الثالث: صالح بن كيسان، كما في حديث أبي العباس السراج (2492).

الرابع: محمد بن أبي عتيق كما في حديث أبي العباس السراج (1289)، ومسنده (1340). ثلاثتهم (معمر، وصالح، وابن أبي عتيق) رووه عن ابن شهاب به، بزيادة (الواو) في قوله:(ربنا ولك الحمد).

ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 221) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة وأبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ولم يذكر لفظه، وأحال على رواية سابقة مختصرة، ليس فيها موضع البحث.

وأما رواية الزهري، عن أبي سلمة وحده.

فرواه مالك كما في صحيح البخاري (785)، وصحيح مسلم (27 - 392)، عن ابن شهاب به، مختصرًا، بلفظ: فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في الموطأ (1/ 76)، وأكتفي بالصحيحين.

ورواه النسائي بتمامه في المجتبى (1023)، وفي الكبرى (1097)، وابن حبان مثله (1767) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة به، وذكر فيه (وإذا رفع رأسه من الركعة، قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو. =

ص: 156

فأنت ترى طريق ابن شهاب، مع اتحاد مخرجه، قد اختلف أصحابه عليه، ولا تستطيع الترجيح، وأصحابه المختلفون من الطبقة الأولى، بل الواحد منهم يرويه تارة بزيادة الواو، وتارة بحذفها.

الحديث الثالث:

(ح-1769) روى البخاري، حدثنا قتيبة بن سعيد، من طريق ليث، عن ابن شهاب،

عن أنس بن مالك، أنه قال: خَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس، فَجُحِشَ، فصلى لنا قاعدًا فصلينا معه قعودًا، ثم انصرف، فقال: إنما الإمام - أو إنما جعل الإمام - ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد .... الحديث.

(1)

.

= ومن طريق يونس رواه مسلم (30 - 392) إلا أنه أحال في لفظه على رواية ابن جريج، عن ابن شهاب.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (2495)، ومن طريقه أحمد (2/ 270)، والنسائي في المجتبى (1060)، في الكبرى (651)، وابن خزيمة في صحيحه (579)، وأبو عوانة في مستخرجه (1591)، وابن المقرئ في الأربعين (34)، وأبو العباس السراج في حديثه (2496)، عن معمر، عن الزهري به، واقتصر على ذكر مواضع التكبير من الصلاة، إلا أحمد والنسائي فذكرا فيه:(وإذا رفع رأسه من الركوع، قال: اللهم ربنا لك الحمد)، فزادا فيه اللهم، وزاد أحمد الواو، وحذفها النسائي.

وقد رواه غير الزهري عن أبي سلمة، إلا أنها خارج الصحيحين، فلم أنشط لتخريجها؛ لأن الكلام في رواية الزهري، والله أعلم.

(1)

. رواه البخاري (733) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، دون زيادة الواو (ربنا لك الحمد).

ورواه مسلم (78 - 411) عن قتيبة بن سعيد، إلا أن مسلمًا ساق إسناده، ولم يذكر لفظه

ورواه الترمذي في السنن (361) بإسناد البخاري، قال: حدثنا قتيبة،

وابن حبان (2113) من طريق يزيد بن موهب،

وابن وهب في الجامع (375)، ومن طريقه أبو عوانة في مستخرجه (1617)، ثلاثتهم (قتيبة، ويزيد وابن وهب) عن الليث به، بزيادة الواو (ربنا ولك الحمد)، وقد قرن ابن وهب روايته عن الليث برواية جماعة من شيوخه.

ورواه مالك كما في صحيح البخاري (689) ومسلم (80 - 411) إلا أن مسلمًا ساق إسناده، وقال: بنحو حديثهم، وهو في موطأ مالك (1/ 135)، وأكتفي بالصحيحين.

وشعيب في إحدى روايتيه كما في صحيح البخاري (732)، ورواه أبو عوانة (1619) من طريق شعيب، فقال (ربنا لك الحمد). =

ص: 157

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن جريج كما في مسند البزار (6364)، وحديث أبي العباس السراج (608).

وإسحاق بن راشد (في روايته عن الزهري بعض الوهم) كما في المعجم الأوسط للطبراني (1627)، ورواه الطبراني في مسند الشاميين بالإسناد نفسه (66) دون زيادة الواو.

وإبراهيم بن أبي عبلة، (ثقة) كما في المعجم الأوسط (3636)،

وزكريا بن يحيى المروزي كما في السنن الكبرى للبيهقي (2/ 431)،

وأيوب السختياني كما في مسند البزار (6258)، وحديث أبي العباس السراج (476).

وعبيد الله بن عمر كما في مسند البزار (6259)،

قال البزار: ولا نعلم رواه عن أيوب إلا الطفاوي، ولا عن عبيد الله بن عمر إلا ابن مقدم وعدي بن الفضل. اهـ يشير إلى أنه غريب من حديث أيوب وعبيد الله.

كلهم (مالك، وشعيب، والليث، وابن جريج، وابن راشد، وابن أبي عبلة وزكريا، وأيوب، وعبيد الله العمري) رووه عن ابن شهاب، عن أنس بزيادة الواو.

ورواه يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، واختلف على يونس:.

فرواه بحر بن نصر، كما في الجامع لابن وهب (375) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 139)،

ويونس بن عبد الأعلى، وأبو عبيد الله، كما في مستخرج أبي عوانة (1617)،

ومحمد بن عبد الله كما في الأوسط لابن المنذر (3/ 162)، أربعتهم رووه عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد وقرنهم برواية مالك والليث، عن ابن شهاب بلفظ:(ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو كرواية الجماعة عن ابن شهاب.

ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (5639) حدثنا يونس (هو ابن عبد الأعلى)، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن يزيد (هو يونس)، ومالك، أن ابن شهاب أخبرهم، قال: أخبرني أنس به، وفيه:(ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو، وأخشى أن يكون حذف الواو من تصرف النساخ.

ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 403) بالإسناد نفسه، ولم يذكر لفظه.

ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه: على أربعة ألفاظ،

اللفظ الأول: رواه عنه أكثر أصحابه بلفظ: (ربنا ولك الحمد).

رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 110)،

وعلي بن المديني كما في صحيح البخاري (805)،

وأبو نعيم كما في صحيح البخاري (1114)،

ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وأبو كريب كما في صحيح مسلم (77 - 411)،

وابن أبي شيبة، كما في المصنف (7134) وعنه مسلم في صحيحه (77 - 411) مقرونًا بمجموعة من مشايخه، ومن طريقه أخرجه ابن حبان مقرونًا برواية أبي خيثمة (2102)،

وهشام بن عمار كما في سنن ابن ماجه (876)، =

ص: 158

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن المقرئ كما في المنتقى لابن الجارود (229)،

وإسحاق بن أبي إسرائيل كما في مسند أبي يعلى (3595).

وأحمد بن شيبان الرملي، كما في مستخرج أبي عوانة (1615)، والسنن الكبرى للبيهقي (3/ 112).

وزكريا بن يحيى بن أسد المروزي، كما في مستخرج أبي عوانة (1615).

وأبو خيثمة (زهير بن معاوية) في إحدى روايتيه كما في صحيح ابن حبان (1908).

وعبد الرحيم بن منيب كما في السنن الكبرى للبيهقي (3/ 112).

وأحمد بن أبان وخالد بن يوسف، كما في مسند البزار (6261)،

كلهم رووه عن سفيان، عن الزهري، عن أنس وفيه: (

ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو.

اللفظ الثاني: (ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو.

رواه هناد بن السَّرِيِّ كما في المجتبى من سنن النسائي (794)، وفي الكبرى (871)، عن ابن عيينة به.

وأعاده النسائي في سننه في المجتبى بالإسناد نفسه (1061)، وفي الكبرى (652)، وفيه: قال: ربنا ولك الحمد.

ورواه أبو يعلى في المسند (3558) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة (زهير بن معاوية) قالا: حدثنا ابن عيينة به، بتمامه، وفيه:(ربنا لك الحمد) دون زيادة الواو.

ورواه ابن حبان (1908) عن أبي يعلى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا سفيان به، وفيه: (

ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو كرواية الجماعة.

وتابع ابن عيينة على هذا اللفظ إبراهيم بن أبي عبلة عند الطبراني في مسند الشاميين (66) بحذف الواو، وأعاده بالمعجم الأوسط بالإسناد نفسه بزيادتها، وتقدم تخريجها.

اللفظ الثالث: (اللهم ربنا لك الحمد) بزيادة اللهم دون زيادة الواو.

رواه ابن أبي شيبة كما في المصنف (2593) عن سفيان مختصرًا، بلفظ: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد. بزيادة اللهم دون زيادة الواو.

ورواه الحميدي في مسنده (1223) عن سفيان بتمامه بهذه الزيادة.

اللفظ الرابع: (اللهم ربنا ولك الحمد) بزيادة اللهم وزيادة الواو.

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (36134)، عن سفيان به.

كما رواه معمر بن راشد بزيادة الواو وحذفها:

فرواه عبد الرزاق في المصنف (4078)، ومن طريقه أخرجه أحمد (3/ 110، 162)، وعبد بن حميد (1161)، وأبو عوانة في مستخرجه مختصرًا (1618)، وساق مسلم إسناده (81 - 411)، وأبو نعيم في مستخرجه (917) بزيادة الواو.

وقد رواه عبد الرزاق في المصنف (2909) عن معمر، عن الزهري به مختصرًا دون زيادة الواو (ربنا لك الحمد) إلا أن يكون خطأ من النساخ.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (36134) عن ابن عيينة، عن الزهري، وفيه: اللهم ربنا ولك الحمد، فزاد اللهم، وزاد الواو.

ورواه زمعة بن صالح (ضعيف) كما في سنن أبي داود الطيالسي (2204)، عن ابن شهاب، فذكره بلفظ: اللهم ربنا ولك الحمد

ص: 159

فهذا حديث ابن شهاب عن أنس، رواه الليث في إحدى روايتيه عن ابن شهاب بلفظ: ربنا لك الحمد.

ورواه مالك وشعيب، ومعمر، ويونس، عن ابن شهاب، بزيادة الواو.

ورواه سفيان بن عيينة، عن الزهري بالصيغ الأربع، والحديث مخرجه واحد، والخلاف بين كبار أصحاب الزهري، فلعل المحفوظ من لفظه رواية الأكثر:(ربنا ولك الحمد)، بزيادة الواو، والله أعلم.

الحديث الرابع:

(ح-1770) رواه مسلم من طريق جرير، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر،

عن حذيفة، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة .... وفيه: ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: «سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد

الحديث

(1)

.

• الصيغة الثانية: ربنا ولك الحمد، جاءت بأحاديث منها:

الحديث الأول:

(ح-1771) روى البخاري من طريق شعيب، قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج،

عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد

الحديث

(2)

.

(1)

. رواه مسلم (203 - 772).

(2)

. اختلف فيه على أبي الزناد:

فرواه شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، واختلف عليه: =

ص: 160

وقد سبق لك الاختلاف فيه على الزهري، من حديثه عن أنس.

ومن حديثه عن أبي بكر بن الحارث، وأبي سلمة، عن أبي هريرة.

= فرواه أبو اليمان كما في صحيح البخاري (734)، وحديث أبي العباس السراج (1175)، عن شعيب، عن أبي الزناد به، وفيه: (

ربنا ولك الحمد).

ورواه بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه به، كما في مستخرج أبي عوانة (1628)، والسنن الكبرى للبيهقي (3/ 119) وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد) لفظ أبي عوانة بزيادة اللهم وحذف الواو، ولفظ البيهقي بزيادة الواو.

ورواه المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي كما في صحيح مسلم (86 - 414)، ومستخرج أبي نعيم (923)، وسنن البيهقي (3/ 113) عن أبي الزناد به، وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد) لفظ مسلم بزيادة (اللهم وحذف الواو)، ولفظ أبي نعيم والبيهقي بزيادة الواو.

ورواه عبد الرحمن بن إسحاق المدني (في حفظه شيء) كما في مسند أبي يعلى (6326)، عن أبي الزناد به، وفيه:(ربنا لك الحمد) بحذف اللهم، وحذف الواو.

ورواه الإمام مالك كما في موطأ الجوهري (524)، وصحيح ابن حبان (2107)، عن أبي الزناد به، وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد)، وهذه متابعة لرواية شعيب، من رواية ابنه بشر بن شعيب.

ورواه ابن عجلان كما في حديث السراج (490)، عن أبي الزناد به، وفيه:(ربنا ولك الحمد).

ورواه ورقاء بن عمر اليشكري (صدوق) كما في حديث السراج (695) عن أبي الزناد، وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد).

ورواه سفيان بن عيينة، كما في مسند الحميدي مختصرًا بذكر بعضه (988)، وليس فيه موضع الشاهد.

فصار حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة بأربعة ألفاظ:

اللفظ الأول: ربنا لك الحمد، بحذف اللهم، والواو، تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق، فهذه ليست محفوظة، ولا يحتمل تفرد عبد الرحمن بن إسحاق.

اللفظ الثاني: ربنا ولك الحمد، وهذه رواية البخاري من طريق شعيب بن أبي حمزة، ورواية ابن عجلان كلاهما عن أبي الزناد.

اللفظ الثالث: اللهم ربنا لك الحمد، بزيادة اللهم، وحذف الواو، وهذه رواية مسلم من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، ورواية مالك كما في مسند الموطأ للجوهري، وورقاء بن عمر اليشكري، ثلاثتهم عن أبي الزناد.

اللفظ الرابع: اللهم ربنا ولك الحمد، بزيادة اللهم، وزيادة الواو، من رواية البيهقي وأبي نعيم في مستخرجه من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد.

فهذا حديث مخرجه واحد، روي من وجوه أربعة.

ص: 161

الحديث الثاني:

(ح-1772) رواه البخاري من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله،

عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع، رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود

(1)

.

الحديث الثالث:

(ح-1773) ما رواه البخاري من طريق مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن أبيه،

عن رفاعة بن رافع الزرقي، قال: كنا يومًا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف، قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها، أيهم يكتبها أول

(2)

.

• الصيغة الثالثة: اللهم ربنا لك الحمد دون زيادة الواو، جاءت بأحاديث منها.

الحديث الأول:

(ح-1774) رواه البخاري ومسلم من طريق مالك، عن سمي، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه

(3)

.

(1)

. صحيح البخاري (735).

ورواه البخاري (736) من طريق يونس وذكر التسميع ولم يذكر صيغة التحميد

ومن طريق يونس رواه مسلم أيضًا (23 - 390) إلا أن مسلمًا أحال على رواية ابن جريج عن الزهري، برفع الأيدي، ورواية ابن جريج لم يذكر فيها التسميع والتحميد.

ورواه البخاري (738) من طريق شعيب، عن الزهري به، وفيه: (

وقال: ربنا ولك الحمد). وهذه متابعة لرواية مالك. وأكتفي فيه بالصحيحين.

(2)

. رواه البخاري (799).

(3)

. صحيح البخاري (796، 3228)، ورواه مسلم (71 - 409).

ص: 162

الحديث الثاني:

(ح-1775) رواه البخاري من طريق إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن،

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد، قنت بعد الركوع، فربما قال: إذا قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد .... الحديث

(1)

.

الحديث الثالث:

(ح-1776) روى مسلم من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، قال:

صليت مع أبي موسى الأشعري صلاةً

فذكر قصة، وفيه:

قال أبو موسى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فبين لنا سنَّتنا، وعلمنا صلاتنا. فقال: صلى الله عليه وسلم: إذا صليتم، فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين، يجبكم الله، فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم، فإن الله تبارك وتعالى، قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده .... الحديث

(2)

.

(1)

. صحيح البخاري (4560).

ورواه مسلم (294 - 675) من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب به، بنحوه، وفيه:(سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد) بحذف اللهم، وزيادة الواو.

(2)

. الحديث رواه أصحاب قتادة، منهم:

الأول: أبو عوانة، عن قتادة.

رواه أبو كامل الجحدري مقرونًا بجماعة معه واللفظ له، كما في صحيح مسلم (62 - 404)، ومسند البزار (3057)، ومستخرج أبي نعيم (897).

ويحيى بن عبد الحميد، كما في مستخرج أبي نعيم مقرونًا بغيره (897)،

وقتيبة بن سعيد مقرونًا بغيره كما في مستخرج أبي نعيم (897)، ثلاثتهم عن أبي عوانة =

ص: 163

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (الوضاح بن عبد الله اليشكري)، عن قتادة وفيه:(اللهم ربنا لك الحمد).

ورواه عمرو بن عون كما في سنن أبي داود (972)،

وعفان بن مسلم كما في شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 238)، وأبو عوانة في مستخرجه ولم يذكر لفظه (1684)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (306)، كلاهما عن أبي عوانة به، وفيه:(اللهم ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو، وقرنه عفان بمجموعة من شيوخه.

وقرن البيهقي في القراءة خلف الإمام أصحاب رواية أبي عوانة بأصحاب قتادة هشام ومعمر وغيرهما، وفي لفظه:(اللهم ربنا لك الحمد).

ورواه خالد بن خداش كما في الدعاء للطبراني (578)، عن أبي عوانة مقرونًا بغيره، وفيه: (

فقولوا: ربنا لك الحمد) بحذف اللهم والواو.

فصار أبو عوانة روي عنه بثلاثة ألفاظ: (اللهم ربنا لك الحمد)، وروي عنه بلفظ:(اللهم ربنا ولك الحمد) بزيادة الواو، والثالث:(ربنا لك الحمد)، بحذف اللهم والواو، واللفظ الأول أقواها؛ لأنه في صحيح مسلم، ويوافق إحدى روايتي هشام الدستوائي كما سيأتي تخريجها إن شاء الله تعالى.

الثاني: هشام الدستوائي، عن قتادة، رواه هشام واختلف عليه:

فرواه أبو داود الطيالسي (519)، ومن طريقه أبو عوانة في مستخرجه (1681)، وأبو نعيم في مستخرجه (897)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 202).

ومعاذ بن هشام كما في صحيح مسلم (63 - 404)، كلاهما روياه عن هشام الدستوائي، عن قتادة به، وفيه:(اللهم ربنا لك الحمد).

ورواه يحيى بن سعيد القطان، عن هشام، واختلف على يحيى بن سعيد:

فرواه الإمام أحمد كما في المسند (4/ 409)، وعنه أبو داود (972)،

ومحمد بن بشار (بندار) كما في المجتبى من سنن النسائي (1280)، وفي الكبرى (1204)، ومسند الروياني (548)، وصحيح ابن خزيمة مختصرًا (1584) ومقرونًا بغيره واللفظ لغيره (1593)،

ومسدد بن مسرهد كما في صحيح ابن حبان (2167)، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا هشام به، وفيه:(اللهم ربنا لك الحمد)، بزيادة اللهم، وحذف الواو.

ورواه عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي، كما في المجتبى من سنن النسائي (1172)، وفي الكبرى (762)، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا هشام به، وفيه: (

ربنا لك الحمد) بحذف اللهم، وحذف الواو.

ورواه ابن أبي عدي كما سنن ابن ماجه (901) عن هشام مقرونًا بسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، وذكر طرفًا منه، ليس فيه موضع البحث.

فأرى المحفوظ عن هشام الدستوائي ما رواه أحمد ومحمد بن بشار، ومسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام، =

ص: 164

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهي موافقة لرواية أبي داود الطيالسي ومعاذ بن هشام، عن هشام، وأما رواية عبيد الله بن سعيد وإن كان ثقة، إلا أن مخالفته للإمام أحمد تجعل روايته شاذة، وقد توبع أحمد في لفظه، ولم يتابع على هذا عبيد الله بن سعيد من هذا الوجه، والله أعلم.

الثالث: همام بن يحيى، عن قتادة.

رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 238) من طريق عفان بن مسلم، عن همام مقرونًا بأبي عوانة، وأبان، عن قتادة به، وفيه: (

اللهم ربنا ولك الحمد)، بزيادة اللهم وزياة الواو.

ورواه الطحاوي أيضًا في شرح معاني الآثار (1/ 221، 265)، وفي مشكل الآثار (5424)، ومستخرج أبي عوانة (1683) مختصرًا ليس فيه جملة البحث.

الرابع: معمر بن راشد، عن قتادة.

ورواه معمر كما في مصنف عبد الرزاق (3065، 2913) ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد (4/ 394)، وأبو عوانة في مستخرجه ولم يذكر لفظه، (1684)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 139، 201)، عن قتادة به، وفيه: (

فقولوا: ربنا لك الحمد

).

ورواه أحمد (4/ 393) بنفس الإسناد إلا أنه ذكر طرفًا منه، ليس فيه جملة البحث.

ومعمر بن راشد، متكلم في روايته عن قتادة، سمع منه، وهو صغير.

وأخرجه مسلم (64 - 404) من طريقين عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في المتابعات، واختصر لفظه، وليس فيه موضع البحث.

وأخرجه عبد الرزاق (2647)، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه (899). عن معمر بذكر طرف منه، ليس فيه جملة البحث.

الخامس: سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.

رواه يزيد بن زريع، كما في مسند أبي يعلى (7224)، ومستخرج أبي نعيم (898)، وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد)، هذا لفظ أبي يعلى، ولم يذكر أبو نعيم لفظه.

ورواه الإمام أحمد كما في المسند (4/ 401، 405)،

ومؤمل بن هشام كما في المجتبى من سنن النسائي (830)، وفي الكبرى (906)، كلاهما عن إسماعيل بن علية، وفيه: (

ربنا لك الحمد) ليس فيه اللهم، ولا زيادة الواو.

وأعاد ذكره أحمد بالإسناد نفسه (4/ 405)، وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد

)، بمثل رواية يزيد بن زريع.

ورواه محمد بن الصباح كما في مستخرج أبي نعيم (898)، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية به، ولم يذكر لفظه.

ورواه ابن أبي شيبة (2595) أخبرنا أبو أسامة، عن سعيد بن أبي عروبة، وفيه: (

اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم). =

ص: 165

الحديث الرابع:

(ح-1777) ما رواه مسلم من طريق الأعمش، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول: لا تبادروا الإمام إذا كبر فكبروا وإذا قال: ولا الضالين فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد

(1)

.

ورواه مسلم، من طريق شعبة، عن يعلى وهو ابن عطاء، سمع أبا علقمة،

سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الإمام جُنَّةٌ، فإذا صلى قاعدا فصلوا قعودًا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه

(2)

.

= ورواه مسلم (404)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به، وساق إسناده، ولم يذكر لفظه.

وقطعه ابن أبي شيبة في المصنف بحسب اختلاف الأبواب عن أبي أسامة وليس فيه جملة البحث (2988، 3529، 7158)، وفي تحقيق عوامة (8048).

ورواه أبو نعيم في مستخرجه (898) من طريق ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة ولم يذكر لفظه.

كما رواه خالد بن الحارث كما في السنن الكبرى للنسائي (655)، وفي المجتبى (1064)،

وسعيد بن عامر الضبعي كما في سنن الدارمي (1351، 1398)،

وعبد الأعلى كما في مسند البزار مقرونًا بغيره (3056)،

ومحمد بن عبد الله الأنصاري كما في مسند الروياني (570)، أربعتهم رووه عن سعيد بن أبي عروبة، فقالوا فيه: (

اللهم ربنا لك الحمد) بحذف الواو.

ورواه بعض الرواة عن سعيد مختصرًا بذكر طرف منه، وليس فيه جملة البحث، منهم:

سعيد بن عامر الضبعي كما في شرح معاني الآثار (1/ 221، 264)، وفي مشكل الآثار (5423)، ومستخرج أبي عوانة (2020).

وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كما في سنن ابن ماجه (901)، ومحمد بن أبي عدي كما في صحيح ابن خزيمة (1584، 1593).

وعبدة بن سليمان، كما في صحيح ابن خزيمة (1584، 1593).

وبقي بعض الطرق راجع تخريجها فقد سبق لي تخريج طرقه في مسألة القراءة خلف الإمام عند الكلام على زيادة (وإذا قرأ فأنصتوا). طلبًا للاختصار.

(1)

. صحيح مسلم (87 - 415).

(2)

. صحيح مسلم (88 - 416).

ص: 166

ورواه مسلم من طريق ابن وهب، عن حيوة، أن أبا يونس مولى أبي هريرة، حدثه قال:

سمعت أبا هريرة يقول، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد

الحديث

(1)

.

الحديث الخامس:

(ح-1778) روى مسلم من طريق أبي معاوية ووكيع، عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن،

عن ابن أبي أوفى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رفع ظهره من الركوع، قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد

(2)

.

الحديث السادس:

(ح-1779) ما رواه مسلم من طريق هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن عطاء،

عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع، قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد

(3)

.

الحديث السابع:

(ح-1780) ما رواه مسلم من طريق يوسف الماجشون، حدثني أبي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع،

عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من

(1)

. صحيح مسلم (89 - 417).

(2)

. رواه مسلم (202 - 476).

(3)

. صحيح مسلم (206 - 478).

ص: 167

المشركين

وذكر دعاء الاستفتاح وفيه: وإذا رفع، قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد .... الحديث

(1)

.

الصيغة الرابعة: اللهم ربنا ولك الحمد.

(ح-1782) رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري،

عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده، قال: اللهم ربنا ولك الحمد

(2)

.

الحديث الثاني:

(ح-1783) ما رواه البخاري من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم،

عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاة الفجر، ورفع رأسه من الركوع، قال: اللهم ربنا ولك الحمد في الأخيرة، ثم قال: اللهم العن فلانًا وفلانًا، فأنزل الله عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون} [آل عمران: 128]

(3)

.

فهذه أربع صيغ في التحميد مأثورة، وأكثر الأحاديث على صيغتين:

إحداهما: ربنا ولك الحمد، بزيادة الواو وحذف اللهم،

والثانية: اللهم ربنا لك الحمد بزيادة اللهم وحذف الواو.

واتفق الفقهاء على جواز هذه الصيغ الأربع، واختلفوا في الأفضل:

فالحنابلة اعتمدوا في التفضيل على كثرة الرواية.

ولهذا قال ابن رجب: «قال أصحابنا: فإن قال: (ربنا ولك الحمد) فالأفضل إثبات الواو، وإن زاد في أولها: (اللهم) فالأفضل إسقاطها، ونص عليه أحمد في رواية حرب؛ لأن أكثر أحاديثها كذلك»

(4)

.

(1)

. صحيح مسلم (201 - 771).

(2)

. صحيح البخاري (795).

(3)

. صحيح البخاري (7346).

(4)

. فتح الباري شرح البخاري (7/ 196).

ص: 168

واختار الشافعية التخيير بلا تفضيل بينها، استنادًا على ثبوتها كلها. فكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمصلي مخير بين الصيغ الأربع.

واختلف الحنفية في الأفضل.

فقال ابن نجيم: «المراد بالتحميد واحد من أربعة ألفاظ: أفضلها: اللهم ربنا ولك الحمد كما في المجتبى، ويليه: اللهم ربنا لك الحمد، ويليه: ربنا ولك الحمد، ويليه المعروف: ربنا لك الحمد، فما في المحيط من أفضلية الثاني فمحمول على أفضليته على ما بعده لا على الكل كما لا يخفى؛ لما صرحوا به من أن زيادة الواو توجب الأفضلية»

(1)

.

واختار بعض الحنفية: الأفضل ربنا لك الحمد دون الواو

(2)

.

جاء في العناية: «ويقول المؤتم: ربنا لك الحمد، وهو أظهر الروايات، وروي: ربنا ولك الحمد، وروي: اللهم ربنا لك الحمد»

(3)

.

وفي شرح الطحاوي نقلًا من البناية شرح الهداية: «اختلفت الأخبار في التحميد، في بعضها يقول: ربنا لك الحمد، وفي بعضها: اللهم ربنا لك الحمد، وفي بعضها: اللهم ربنا ولك الحمد، والأول أظهر»

(4)

.

ومتون الحنفية تذكر (ربنا لك الحمد) فهل يكون هذا دليلًا على ترجيح القول الثاني، وأنه هو المختار عندهم؟

(5)

.

وقيل: الأشهر: ربنا ولك الحمد، بالواو.

جاء في بدائع الصنائع، قال:«واختلفت الأخبار في لفظ التحميد، في بعضها: ربنا ولك الحمد، وفي بعضها: ربنا لك الحمد، والأشهر الأول»

(6)

.

(1)

. البحر الرائق (1/ 335).

(2)

. مجمع الأنهر (1/ 96)، العناية شرح الهداية (1/ 298)، تبيين الحقائق (1/ 116).

(3)

. العناية شرح الهداية (1/ 298).

(4)

. البناية شرح الهداية (2/ 227).

(5)

. الهداية (1/ 50)، الأصل للشيباني (1/ 4)، المبسوط (1/ 20)، بدائع الصنائع (1/ 209)،.

(6)

. بدائع الصنائع (1/ 210).

ص: 169

وحكي عن الفقيه أبي جعفر الهنداوي من الحنفية: أنه لا فرق بين قوله ربنا لك الحمد، وبين قوله: ربنا ولك الحمد

(1)

.

فهل أراد أنه لا فرق من حيث المعنى، أم أراد من حيث التفضيل، يحتمل، لكن صاحب تبيين الحقائق وصاحب المحيط ساقوا كلامه في الاختلاف ما هو الأفضل.

• الراجح:

أرى أن الأمر واسع، والتنوع أكمل، فيعمل هذا تارة، وهذا تارة، إصابة للسنة من جميع وجوهها، والله أعلم.

* * *

(1)

. المحيط البرهاني (1/ 362).

ص: 170