الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب العشر في أحكام السجود
تمهيد
المبحث الأول في تعريف السجود
تعريف السجود اصطلاحًا
(1)
:
يختلف تعريف السجود في الصلاة عند الفقهاء بحسب اختلافهم في الأعضاء التي يجب السجود عليها، فالجمهور خلافًا لأبي حنيفة يتفقون على وجوب وضع الجبهة على الأرض، ويختلفون في وجوب السجود على الباقي كالأنف واليدين والركبتين والقدمين كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
فتعريف السجود على مذهب أبي حنيفة: وضع بعض الجبهة أو الأنف على الأرض أو ما يقوم مقامها.
وتعريف السجود بحسب مذهب الجمهور: وضع بعض الجبهة على الأرض أو ما يقوم مقامها
(2)
.
(1)
. السجود في اللغة: من سَجَد إذا خضع وتطامن وانحنى إلى الأرض يسجُد سُجُودًا، وإنما قيل للواضع جَبهته بالأرض سَاجدًا لتطامنه، قال تعالى:{تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا} .
وأسجَد الْبَعِير: إذا طأطأ رَأسه وانحنى.
وسجدت النخلة: إذا مالت. انظر الصحاح (2/ 484)، وغريب الحديث لابن قتيبة (1/ 168)، الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 47).
(2)
. جاء في التاج والإكليل (2/ 215): «السجود وهو مس الأرض وما اتصل بها من سطح محل المصلى كالسرير بالجبهة» . فلم يذكر مس الأرض بالأنف لأنهم لا يرون وجوب السجود على الأنف. وانظر: حاشية العدوي على الخرشي (1/ 272)، الفواكه الدواني (1/ 181).
وعرف الشافعية السجود: بأنه مباشرة بعض جبهة المصلي ما يصلي عليه من أرض أو غيرها. انظر: فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب (ص: 77)، مغني المحتاج (1/ 371)، نهاية المحتاج (1/ 509).
وتعريفه بحسب مذهب الحنابلة: وضع بعض الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين على الأرض أو ما في حكمها.
وإذا أحببنا أن نضع تعريفًا يطوي الخلاف بين الجمهور والحنابلة يمكن أن نقول:
السجود: هو التعبد لله بوضع ما يجب وضعه في السجود على الأرض أو ما في حكمها تعبدًا لله تعالى
(1)
.
ولمعرفة ما يجب وضعه في السجود راجع حكم صفة السجود المجزئة، فقد خصصت مبحثًا خاصًّا يكشف لك اختلاف الفقهاء.
* * *
(1)
. عرفه الحنابلة بأنه وضع جزء من كُلٍّ من جبهته وأنفه وكفيه وركبتيه وأطراف أصابع قدميه. انظر دليل الطالب لنيل المطالب (ص: 34)، منار السبيل في شرح الدليل (1/ 84)