الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا أدرك العباد عجزهم عن ذلك تطلعوا لما فيه نفعهم وصلاحهم، ويسعون في تطبيقه بينهم، ولا يكون ذلك إلا بالقيام بوصية الله التي أوصى بها.
وهذا ما دعت إليه الآية الكريمة
(1)
.
وقد أخبر الله جلت حكمته أن فيما شرع لنا من الأحكام هداية لنا إلى سلوك الطريق السوي والصراط المستقيم الذي سار عليه من قبلنا من الأنبياء وأتباعهم من أهل الإيمان وإن خفي علينا من المصالح ما لا ندركه، فقال تعالى بعد بيان أحكام المواريث وغيرها من الأحكام:{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)} [النساء: 26]. وهذا أدعى لقبول هذه الأحكام وأعون على امتثالها.
(2)
•
المطلب الثالث: الترغيب في إقامة حدود الله والترهيب من تضييعها
.
فبعد أن فصّل الله تبارك وتعالى آيات المواريث، أخبر أنها حدوده جل وعلا التي لا تجوز مجاوزتها ولا يحل تعديها.
والحد في اللغة: الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أحدهما بالآخر
(3)
.
والمعنى في الآية: أن هذه القسمة التي قسمها الله في المواريث فصل بين طاعته ومعصيته
(4)
.
(1)
انظر: الجامع لأحكام القرآن (6/ 125) ، روح المعاني (3/ 463).
(2)
انظر: جامع البيان (8/ 209) ، نظم الدرر (2/ 238) ، التنزيل وحقائق التأويل، النسفي (1/ 247).
(3)
لسان العرب (3/ 140).
(4)
جامع البيان (8/ 69).
وفي هذه الآية ترغيب لأهل الطاعة بدخول الجنة لكونهم من المقيمين لحدود الله في المواريث، وترهيب لمن عصى الله بدخول النار، وكان الدخول مقرونا بالخلود لكون هؤلاء غيروا حكم الله ولم يرضوا بما قسم الله به لعباده، فاستحقوا بذلك هذا الوعيد
(1)
.
فيتبين مما سبق أن آيات المواريث جاءت داعية المجتمع لتطبيق هذه الأحكام مبينة لهم ما يترتب على إقامتها من صلاح ونجاة في الدنيا والآخرة.
(1)
تفسير القرآن العظيم (2/ 232).