الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: تعظيم شعائر الله
لقد أمر الله عز وجل في كتابه الكريم بتعظيم شعائره فقال عز وجل: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} [الحج:32].
والمراد بشعائر الله: هي جميع ما أمر الله به ونهى عنه
(1)
، ومن ذلك تعظيم حرمات الله كما قال تعالى:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}
…
[الحج:30].
وقد أخرج الطبري بسنده عن عطاء بن أبي رباح
(2)
أنه سئل عن شعائر الله فقال: (حُرُمات الله: اجتناب سَخَطِ الله، واتباع طاعته، فذلك شعائر الله).
(3)
وقال الحسن: (دين الله كله)
(4)
.
فتعظيم شعائر الله: إظهار ما في القلب من تعظيم الله عز وجل بتعظيم أمره ونهيه
(5)
.
وقد ورد في سياق آيات الأطعمة الأمر بتعظيم شعائر الله، والوعيد الشديد لمن تساهل فيها.
(1)
فسر بعضهم الشعائر بأنها مكة ومنهم من قال أنها الصفا والمروة والبدن إلى غير ذلك من الأقوال وهذا القول عام ترجع جميع الأقوال إليه، وقد ذهب إليه الطبري في تفسيره (9/ 464) ، والقرطبي (7/ 255) ، وابن كثير (5/ 421) ، والشنقيطي في الأضواء (3/ 510).
(2)
هو عطاء بن أبي رباح واسم أبي رباح أسلم أبو محمد القرشي الفهري سمع جابرا وابن عباس وأبا هريرة روى عنه عمرو بن دينار والزهري وقتادة بن دعامة، وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل لنا أنه يؤيد توفي سنة 117 هـ وقيل 114 هـ .. (تاريخ دمشق 40/ 366، 369)(سير أعلام النبلاء 5/ 83، 88).
(3)
جامع البيان (9/ 462).
(4)
الكشف والبيان للثعلبي (4/ 8). الجامع لأحكام القرآن (7/ 255).
(5)
انظر: التحرير والتنوير (17/ 257). تيسير الكريم الرحمن (ص 538).