الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَوى عن ابنَيْ عمّه: أبي سُليمانَ وأبي محمدِ ابنَيْ يزيدَ السَّعْدي، وأبي عبد الله ابن سَعادةَ، وأبي القاسم السُّهَيْلي.
رَوى عنه أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان؛ وكان فقيهًا فاضلًا محدّثَا ذاكرًا للآداب، خَطَبَ بجامع القَلْعة وأَمَّ به في الفريضة زمانًا، وتصَدَّر به للإقراء، وتوفِّي في نحوِ ستَّ عشْرةَ وست مئة.
388 - عليّ بن إسماعيلَ بن محمد بن أبي حِكمةَ الأنصاريُّ
.
رَوى عن أبي محمد بن محمد بن أبي جعفر.
389 - عليّ بن إسماعيلَ بن محمد الحَضْرَميُّ، إشبِيليٌّ
.
كان فقيهًا عاقدًا للشّروط مُبرّزًا في العَدالة، حيًّا سنةَ تسع وثلاثينَ وست مئة.
390 -
عليّ (1) بن إسماعيلَ الفِهْريُّ القُرَشيّ، أُشْبُونيٌّ شَقْبَانيُّ الأصل، أبو الحَسَن الطَّيْطَل (2).
قرَأَ العلمَ بقُرطُبةَ وأخَذ عن طائفة من عُلمائها، وأكثَرَ من حِفظ الآدابِ والأشعار حتى إنه ليُقال: إنه حَفِظَ شعرَ عشرينَ امرأةً أعرابيّة. وكان من الأدباءِ النُّبلاء والشُّعراءِ المُحسِنين، مطبوع الأغراض سَمْحَ القريحة، مُشارِكًا في الحديثِ والفقه، أنْفَدَ في التلبُّس بذلك صَدْرًا من عُمرِه، ثم مال إلى النُّسك والتقشُّف ونَظَمَ في تلك المعاني أشعارًا رائقةً وضروبًا من الحِكَم تناقَلَها النَّاسُ وحَفِظوها عنه، واتّخذَ لنفسِه رابِطة في رُقعةٍ من جَنّة له على بُحيْرةِ شَقْبانَ عُرِفت برابطةِ الطَّيطَل إلى الآنَ، ولزِمَ العبادةَ بها إلى أن توفِّي. ومن نَظْمِه [الطويل]:
(1) ترجمه الحميدي في جذوة المقتبس (712)، وابن بسام في الذخيرة 2/ 601، والضبي في بغية الملتمس (1212)، وابن فضل الله في مسالك الأبصار 11/ الورقة 440.
(2)
ينظر تعليق الدكتور بشار على الجذوة.
إذا سُدَّ بابٌ عنكَ منْ دونِ حاجةٍ
…
فَدَعْهُ لأُخرى ينفتحْ لك بابُها
فإنّ قِرابَ البَطْنِ يكفيكَ مِلؤُهُ
…
ويكفيكَ سَوْءاتِ الأُمور اجتنابُها
ولا تكُ مِبْذالًا لعِرضِكَ واجتنب
…
ركوبَ المعاصي يجتنبْكَ عِقَابُها
وقولُه يصف النَّملةَ (1)[السريع]:
وذاتِ كَشْحٍ أهيفٍ شَخْتِ
…
كأنَّما بُولِغَ بالنَّحْتِ
زَنْجيّةٌ تحمِلُ أقواتَها (2)
…
في مثلِ حَدَّيْ طَرَفِ الجفْتِ
كأنَّما آخِرُها قطرةٌ
…
صغيرةٌ من قاطِرِ الزِّفْتِ
أو نُقطة جامدةٌ خَلْفَها
…
قد سَقَطتْ من قَلَم المُفْتي
سيَّارةٌ ميَّارَةٌ قَيْظَها
…
تَدَّخِرُ القُوتَ إلى وقتِ
تشتدُّ في الأرضِ على أرجُلٍ
…
كشعرةِ المُخْدَجِ في البتِّ
تَسْري اعتسافًا ثم قد تهتدي
…
في ظُلْمَةِ اللّيل إلى الخُرْتِ (3)
لا يَسمَعُ الإنسُ لها مَوْقِعًا
…
في وَطْءِ مَيْثاءٍ ولا مَرْتِ (4)
تشهَدُ أنّ الله في مُلكِه
…
خالقُها في ذلك السَّمتِ
هَيْهاتَ في تحقيقِ أعضائِها
…
ما يُعْجِزُ الوَهْمَ عنِ النَّعتِ
تجهَرُ بالتسبيح آناءَها
…
تخاطبُ الألبابَ بالصَّمتِ
سبحانَ مَن يعلمُ تسبيحَها
…
ووَزْنَها من زِنَةِ البُخْتِ
(1) الأبيات في الجذوة وبغية الملتمس.
(2)
في م ط: "أثقالها".
(3)
الخرت: الثقب، وهنا يعني ثقب الإبرة.
(4)
المرت: المفازة لا نبات فيها.